آثار أقدام... حافية

By 10/08/2016 08:33:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




عندما نسير في الشوارع نرى الناس بهيأتهم وأجسادهم وأحجامهم وإنعكاسات شخصياتهم في نظراتهم وأعينهم،  ولكن ماذا لو أنك وجدت نفسك تسير في شوارع ولا ترى أشكال الناس و اجسادهم بل ترى خواطرهم وأفكارهم ومافيه يفكرون؟

الم يخطر ببالك أن تعرف ثقافة الشخص قبل أن ترى ملابسه وهيأته وسيارته؟ 

إن كنت فكرت في هذا من قبل ... فالآن أصبح بإمكانك أن تحقق كل ذلك ... ولست بحاجة لتذكرة وساعات طويلة و إجهاد السفر ...
لن تحتاج أكثر من إتصال بالإنترنت ... وحساب في مواقع التواصل الإجتماعي... 

هناك سترى أفكار الناس وترى قناعاتهم وترى حقيقة العقول والإنتماءات والميول ... سترى الناس على حقيقة أفكارهم ... 
لن ترى أشكالهم أو صورهم ولن تجد الكثير من الصور الحقيقية على كل حال... ولكنك ستقرأ وتسمع و ترى ما فيه يفكرون وبه يتحدثون ... وستعرف مباشرة أي الناس هم ... 

حتى أولائك الممثلين الذين يرتدون أحذية غيرهم طمعا في ترك أثرا في رمال الغير… يختلف كليا عن حقيقة آثارهم هم... ستستطيع معرفة إختلال حجم الأثر من عدم إستقرار المسير و سيظهر لك الحقيقة دون تأخير ...

فهناك دائما فرق بين أن تنشر منشور وأن تتفاعل مع الجمهور…  
آراء و وجهات نظر… ردود و رفض مع قبول رضا وإعتراض… أدب أو شدة سباب
هناك ستجد الكثير حقا... مما لن يسرك ... لن يسرك ما عليه العقل الجمعي ... 
سترى عقولا مليئة بالفراغ والخواء الجاف... عقولا عطشة نهمة لكل ما في السطحية من غثاء... 
سترى الكثير... ولعل أكثر الناس لايعلمون ...
ولَك أن تجد لنفسك مكانا حيث أردت... ليرى الناس أفكارك أنت أيضا وترتسم بها شخصيتك أو عن حقيقتها تنعكس... وإن كنت تسير فيها حافي القدمين... فهناك لن يتوه أحد في متابعة أثرك... فبصمتك ستكون مميزة و كلمتك ستكون محفزة و أثرك سيكون قويا ... 
ولن يهم ما سيتحدث به الآخرين عن سيرك هناك حافيا ... فالأفكار وحدها من يطبق القانون هناك... وسماء الحرية فيه غير محدودة… إلا بأدبك أنت وما له تهتم…

كثيرا ما يشتكى البعض من إنحطاط هذا المحيط ، الذي هو إنعكاس حقيقي لما يفكر فيه المجتمع، وعدم رغبتهم في الإستمرار فيه والتلويح بإغلاق حساباتهم والبحث بعيدا عن بيئة أكثر ملائمة لنشر أفكارهم ...
و الحقيقة أنه إن كان لديك أفكار تستحق المشاركة ... فالأجدر أن تنشرها هناك حيث لا أفكار حقيقية ... لماذا؟

لكي توجد البديل عن كل تلك الأفكار البالية التي لم تعجبك... لكي توجد المحتوى الذي يستحق أن يطّلع عليه الغير وتمتليئ عقولهم بالرغبة في البحث عن المزيد و تثار لتستزيد... وتخلق أنت الوسط الذي ينعكس الذي كنت تتمنى الهروب إليه…

إن ترك كل من يمكنه ترك بصمة في قلوب وعقول الناس وأفكارهم برقي و ترفع عن البذاءة و البلاهة والسفاهة… فما سيكون حال العقول السارحة هناك إلا الغوص أكثر في تلك الضحالة المعدية التي تثبت وجودها كل يوم بلا منازع؟ ... ولن نستفيد شيئا بإنزواء كل من له القدرة على التأثير بالكلمة و الفكرة الطيبة عن هكذا أوساط و خلق أوساط لهم مغلقة... لتتقدد فيها الأفكار وتموت.

جولة بسيطة هناك بين الأفكار، حيث لا وجوه تراها… تعكس حقا ما يدور في خلد كل من هناك يمشي و يعكس من نفسه أثرا حيث سار ولو بسيط…
كن صاحب بصمة بك خاصة... فأنت إنسان مميز ... بما لديك مميز … ودع أحذية الآخرين للآخرين… وإن سرت حافيا… 


شكراً