لن نتغير مالم نغيرنا نحن... لابد...

By 4/03/2018 08:15:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




حقا لن نتغير مادامت العقلية مبنية على ذات المفاهيم التي تقول... أننا دولة نفطية وأن النفط الذي تحت الأرض هو ملك للجميع حتى وإن لم يشترك الجميع في مجهود إستخراجه أو تكريره أو بيعه أو أي من مراحل تصنيعه من خام إلى منتج يدر المال... ولا يجب أن يوزع المال على الناس هبات ويجعلهم ينتظرونها دون مشاركة منهم... العالم اليوم يعيش في مجتمعات تكافلية ، الكل فيها مساهم بدفع مشاركات بضرائب ورسوم ضمانات إجتماعية ، وبتلك الأموال يحصلون على صحة وتعليم وخدمات وطرقات وجيوش وأمن ووسائل نقل وحكومة تستعمل تلك الأموال لتوفر هذه الخدمات.. ولأن الناس هم من يساهم في الدفع، يملكون القدرة على المحاسبة وعلى الإعتراض بجمع كلمتهم سواء بالإضراب لوقف العمل أو في صناديق الإقتراع التي تردع من يسير بالبلد في طريق مخالف لما يريده الناس... وإن كان الأمر شكليا في بعض الأحيان ولكن لأن الناس تساهم في هذا الصندوق الذي ينفق منه على البلاد ، لها حق الحديث فيما تريد... على عكس من إتكل على قولة... نحن بلاد نفطية ويستحي بمجرد ما يقال له خذ هذه الهبة أو أنت ما قدمت شيئا أساسا وكونك من هذا البلد لا يعني شيئا، وهو حقا لا يساهم بشيء فيها إلا بنهب هذا الجانب وذاك... على الأقل بأخذ مرتب متأخر كما يتأخر هو عن ساعات عمله ولا يؤدي منه الكثير إلا من رحم الله.
ولنغير هذه العقلية يجب أن نغير مفاهيمنا وننتقل بها إلى خانة المساهمة والمشاركة وتحويل الحكومة من تاجر إلى إداري فقط ينظم ويدير شؤون الناس بما يناسبها في حياتها ودينها. 
ولابد من تغيير الكثير حتى نستطيع حقا تحقيق ذلك... 

فلابد من إلغاء وهم التعيين في الدولة وأنك ما أن تتعين حتى تضمن مستقبلك وتغيير القوانين المقيدة للعمل الخاص واستبدالها بقوانين منظمة للعمل الخاص.

ولابد من إيقاف الإعتماد على النفط وإستبداله بالتجارة والصناعة والإقتصاد الحر المقيد بالضوابط الحافظة للحقوق.

لابد من إخراج الدولة من كونها مستثمر تاجر إلى منظم حافظ للحقوق فاض للنزاعات وإنهاء كونها البقرة الحلوب والتقليل من نفقاتها على نفسها وإستثمار تلك الأموال في البنى التحتية المسهلة لحياة الناس.

لابد من زرع مفهوم أن المنصب الحكومي هو منصب خدمي ، أنت فيه عامل خادم مكلف بمهام ولست سيد مشرف...

لابد من إلغاء كل مظاهر المراسم الحكومية وكل ما ينفق عليها من أموال تقليل عدد ممثلي البلاد في كل سفارات العالم والعودة لخدمة البلاد منها.

لابد من تغيير اُسلوب ونظام التعليم والتدريس والتقليل من سنواته وإيجاد البدائل للتخصصّات التي أفرط في تدريسها ولا حاجة لسوق العمل بها ، مع رفع كفأة المعلمين وتدريبهم بشكل دوري على أن يكونوا معلمين مربين لا أن يكونوا موظفين فقط يتقاضون مرتبات فقط.

لابد من إعادة الإدوار لكل من الجنسين حتى تكون المشاركة في الحياة فعلية ويتمكن المجتمع من إنتاج جيل تربى تربية صحيحة فاعلة.

لابد من توفير البيئة الصحية السليمة للأسرة لتقوم بدورها التربوي وتدريب الأبوين قبل الزواج لينتج عنهم جيل واعي وفهم حقيقة الحياة وماهيتها ونزع الوهم الذي علق بالعقول اليوم.

لابد من إيجاد بدائل إعلامية واعية راقية المحتوى بحياء وحشمة وبلا تعدي على حدود الأدب وتجريم إستخدام الابتذال والتفسخ كمادة إعلامية مع تجريم نقل الأخبار الغير موثوقة والتي لم يقف ناقل الخبر بنفسه عليها.

لابد من وضع رمز عام للاخلاق العامة وما يليق وما لا يليق وتفرض غرامات عالية على المخالفين والمتسببين في أذى للغير لفظا وجسدا "وهو الحال الطبيعي للمجتمع الذي يتفق على ما يناسبه ولا يناسبه ويستهجنه ككتلة واحدة متفقة"

لابد من الإعتماد على القدرات المحلية في التطوير والتنمية والاكتفاء بالانتاج المحلي لكل المواد الاساسية والاستهلاكية

لابد من وقف الإستيراد لكل الكماليات الغير ضرورية والإعتماد على تصنيع كل ما يحتاجه الناس محليا لخلق فرص عمل ومجالات متعددة لا تعتمد على الإستيراد بل على الإنتاج.

لابد من تحويل المجتمع إلى مجتمع إنتاجي لا إستهلاكي ليكتفي بما يقيم صلبه ويهتم بما هو أهم ...

لابد من تعريف كل المصطلحات العامة ليتعارف على معانيها بين الناس ويقف الجميع على قاعدة واحدة عند التحدث عنها.


لابد من تنظيم القطاع الصحي بما يخدم تطويره وإعتماديته دون إثقال كاهل المواطن بما لا يستحق وتجريم طلب إجراءات غير ضرورية من المريض بغية زيادة الأرباح مع تنظيم العمل فيه بحسب الخبرات وتوفير طب يجعل البلد مقصدا لمن يرغب في العلاج لا العكس.

لابد من إعادة ضبط مفاهيم الدين السليمة وتنقية المفاهيم العامة المنتشرة من السطحيات والتشويهات المظللة



لابد من تدريب الشباب على التفريق بين الجمال الطبيعي والمزيف بلون العيون والبشرة وكيف تعطى قيمة للطبيعي وتهمال المزيف وتؤيد الحشمة وتستنكر العري والإبتذال.


لابد من إغلاق النوافذ في البيوت حتى يدخل الشباب من الأبواب وتلغى كل مظاهر المهرجانات في الزواج حتى يتم تسهيل الزواج وإنهاء تأخيره.

الكثير الكثير غير ذلك من الإجراءات التي لن تكتمل وتنفذ بوجود شخص بعينه في منصب بعينه كأنه الفارس بالحصان الأبيض الذي سينقذ الجميلة من براثن التنين، بل إجراءات تحتاج للجميع أن يكون مشاركا ، ليهب الجميع كهبة أهل العرس في عرسهم والكل يبحث عن ما يقدمه عونا لإقامة هذا العرس... ليكون له دور... أن يجتمع الجميع كل بدوره الفاعل ، والذي قد يكون في كف لسانه وأذاه والتخلي عن الإنانية والحسبانية ولابد أن يساهم الجميع من جيوبهم قبل مجهوداتهم حتى يشعر الجميع أنهم يستثمرون في شيء ولا يأتيهم مجانا فقط لأن الأرض التي ولدوا عليها بها مادة خام يستخرجها الإجنبي ويبيعها ويعطي أهلها بعضا من دخلها...
المساهمة بالدفع وإدارة المدفوعات كما يجب ، كما يجب أن تفرض غرامات على المخالفين في كل المجالات ، و تكون غرامات ثقيلة جدا لا ترفع بكون الشخص قريب لمن يمسك منصبا...

لابد أن نتغير ونغير مفاهيمنا حتى نغير محيطنا... ولابد أن نأخذ بالأسباب وأهمها... أن نغير ما بأنفسنا من أمراض وأحقاد وبغض على بعضنا البعض...

لابد... أن نتغير نحن... إن أردنا أن نغير ما حولنا...

شكراً...
أكمل قراءة الموضوع...