الوباء... بقية لبقية العلاج

By 8/13/2009 02:09:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نواصل الحديث عن الأسباب التي تدفع المتزوجة إلى رذيلة الزنا ، ونحن نذكر هذه الأسباب لأن علاج المشكلة متوقف على فهمها واستيعابها ، فإذا عرف السبب بطل العجب. والسبب الخامس في زنا المتزوجة فهو العقوبة على زنا زوجها ، فإذا كان الزوج يمارس الزنا ويخون زوجته فإن الزوجة إذا علمت بسلوكه المشين قد تنتقم منه وتعامله بالخيانة نفسها خصوصا إذا لم يكن لها وازع أخلاقي أو رصيد كبير من التربية الصالحة . كما إن انجراف الزوج في الرذيلة يعود بالسلب والمشاكل وإهمال شئون البيت والزوجة مما قد يدفعها لملأ الفراغ بطريق غير شرعي ،فالزوج الزاني الذي يعبث بأعراض الناس يسلط الله على أهل بيته من يعبث بعرضه فكما يدين الفتى يدان ، وهنا يقول الأمام الشافعي :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم إن كنت تزني بألفي درهم ففي بيتك يزني بغير الدرهم إن الزنا دين عليك قضاؤه من أهل بيتك لا محالة فاعلم
فكما لا يحب الإنسان أن ينتهك احد عرضه فعليه ألا ينتهك أعراض الآخرين وإلا كان الجزاء من جنس العمل (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
أما السبب السادس الذي يدفع المتزوجة إلى الخطيئة فهو سوء التربية وسوء المنشأ ، فبعض الأسر تكون سيئة السمعة ولا تهتم بحسن التربية ولا بزرع الأخلاق الفاضلة في نفوس أبنائها وبناتها فتنشأ تلك الذرية على ما وجدت من الإهمال والانحطاط الخلقي ونجد من الفضائيات والمسلسلات الهابطة والأفلام الفاضحة وصحبة الرفقاء السوء ما يشجع على الفساد والانحلال وقد تكون الفتاة من هذا النوع ذات جمال صارخ فيطمع الإنسان في الفوز بجمالها فيتزوجها ويتغافل عن سوء نشأتها وانحطاط أسرتها وبعد الزواج تتصرف الزوجة حسب ما تربت عليه وتعلمته .
ولهذا حرض رسولنا الكريم على حسن اختيار الزوجة بأن تكون ذات خلق ودين و قال ( لا تزوجوهن لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن)
وأعلم أن رجلا تزوج بشابة جميلة جدا ، فكانت أحيانا تذهب إلى صالون التجميل الخاص بالنساء ،فكانت بعض النساء في ذلك الصالون يقلن لها : إنك في غاية الحسن والجمال وقد تزوجت برجل مستور الحال فلو طلبت منه الطلاق فإن هناك الكثير من الرجال أصحاب النفوذ والمال يملكون السيارات الفارهة والمزارع والقصور ونحن سندبر أمر تزويجك بأحدهم فتعيشين أميرة وملكة وتلعبين بالفلوس كما تشائين ، فاتركي زوجك المفلس وتعالي إلى عالم المال والجاه والقصور ،هذا الحوار ليس من خيالي أو اختراعي بل هو حوار حدث فعلا وقد أخبرت الزوجة زوجها بهذا الحديث وطلبت منه أن يحقق طلباتها أو يطلقها ،وحدث بينهما مشاكل وذهبت الزوجة غاضبة إلى بيت أهلها ولولا ستر الله وتدخل أهل الخير من الأسرتين لوقع الطلاق .
فتأمل هذه القصة الواقعية في مجتمعنا وأنظر كيف أن المرأة إذا لم تكن أصيلة وذات تربية صالحة كم هو سهل أن تنحرف حتى لو تزوجت.
إن الأسباب الستة التي ذكرناها هي أهم الأسباب وراء سقوط المتزوجة في خطيئة الزنا ، ولابد لنا من القضاء على هذه الأسباب لكي لا نفسح المجال أمام الفساد والخيانة الزوجية.

فليس من المعقول ولا من المقبول أن يتم إجبار الفتاة على زواج لا ترغب به خصوصا وأن الإسلام منحها حق الاختيار والرفض والقبول عند الزواج ولكن العقلية المتحجرة لا تزال موجودة في بعض العائلات والأسر ، فلو وقعت مثل هذه الشابة في الزنا بعد زواجها ،فأن أسرتها التي أجبرتها على زواج لا تريده قد ساهمت مباشرة في هذا السقوط.
كما أنه ليس من المقبول أن يتزوج رجل كبير السن لا يقدر على حق الفراش بشابة صغيرة لا يريد منها سوى الخدمات المنزلية فقط ، فالمرأة ليست ألة غسيل أو فرن كهربائي ، بل هي بشر لها أحاسيس ومشاعر ورغبات غريزية. وليس من المقبول أن يقضي الزوج شهوته في الزنا ويرجع إلى بيته لينام ويأكل فقط كأنه في فندق ،لأن إهماله ومجونه وفسقه قد يدفع زوجته إلى الخيانة أيضا ،فكثيرا ما يتصرف الإنسان بحماقة وغباء ويحسب أنه ناج من سوء أفعاله فلكل فعل رد فعل ولكل عمل جزاء إن خيرا فخيرا وإن شرا فشر.
يتبع .. بعرض الاسباب التي تدفع الرجل المتزوج الى الزنا و العياذ بالله ...
شكرا
أكمل قراءة الموضوع...

الوباء ... بقية للعلاج

By 8/03/2009 04:25:00 م
أوضحنا أن مجتمعنا يعاني فعليا من مشكلة انتشار الزنا واخواته، فإذا أحسسنا فعلا بهذه المشكله وخطورتها على الفرد والمجتمع ،لابد أن تكون لنا إرادة وعزم وتصميم لها وإنقاذ ما يمكن أنقاده ، وهذه الإرادة لابد أن تكون على مستوى الأفراد العاقلين والجماعات والجهات المختصة ذات العلاقة لأنه لايمكن لطرف واحد أن يحل المشكلة الجماعية بل كل طرف يقوم بدوره ويتعاون من أجل التصدي لهذا الخطر المحقق ,,,
قال تعالى(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ومما يزيد المشكلة تفاقما أننا إذا لم نتصدى لها وسكتنا عنها وتغافلنا فإنها لن تقف على ما هي عليه اليوم من السوء بل ستزداد خطورة وسوءا تماما مثل المرض والوباء فإما العلاج وإما الهلاك ولا يوجد خيار ثالث. ونحن ندرك تماما إن علاج هذه المشكلة والتصدي لها ومحاربتها ليست بالأمر اليسير لأنها تتطلب منا جهدا كبيرا وعملا كثيرا ووقتا طويلا .خصوصا و أن المجتمع اليوم صار مجتمعا معقدا ولم يعد مجتمعا بسيطا ،ويكفي أن تشاهد القنوات الفضائية التي غزت كل بيت ،فندرك كم هي كبيرة جدا تلك الجرعة التي تدعو الى الفساد ألاخلاقي وألاباحية والفسق والفجور من أغاني خليعة ورقص ماجن و مسلسلات تدعو إلى الانحلال وأفلام تحرض على الرذيلة وتتفنن في إثارة الغرائز ناهيك عن بعض المحطات الخاصة بالدعارة والتعري إن العولمة بما فيها من فضائيات و انترنت فيها الصالح والطالح ولكن جانب الفساد له الصوت الأعلى ومالم يكن الانسان واعيا ومنتبها فسيجرفه تيار الفساد ولو بعد حين، وامام هذه المعطيات فإن التصدي للعلاج لا يكون من جانب واحد فقط, فلا يمكن لخطيب الجمعة فوق المنبر أن يعالج وحده هذه المشكلة مثلا ، فإنه مهما وعظ وحذر ونهى وزجر فسيكون تأثيره محدودا ،
فالوعظ الديني يشكل جزءا من العلاج وليس العلاج كله ، ولهذا لابد أن يتعاون ويتكاثف المجتمع كله في هذا العلاج فيقوم علماء الدين بدورهم عن طريق الخطب والدروس والبرامج الدينية لتوعية الناس ،ويقوم الأعلام بانتقاء واختيار برامجه الهادفة بما يحقق المنفعة للناس ويقوم أهل الطب والعلم بدورهم عن طريق ألقاء المحاضرات ولقاءات لتوضيح الأخطار والأضرار الصحية التي يتعرض لها مرتكبوا الرذيلة خصوصا وأن الزنا يعتبر من أكثر أسباب العدوى بالأمراض الخطيرة ،ويقوم أهل الطب النفسي كذلك بدورهم في بيان المشاكل النفسية والأمراض السلوكية التي يتعرض لها أهل الخطيئة ولا ننسى أن يكون للمناهج التعليمية دور في إرساء الأخلاق والقيم والتحذير من الفساد والانحلال ، ولا نغفل دور الأخصائيات في إيجاد برامج التوعية وكذلك دور جهاز الشرطة في مكافحة ما يعرض امننا ألاجتماعي من خطر لأن الزنا يصدر عنه الكثير من الجرائم كالاغتصاب وقتل الأجنة والاعتداء الجنسي وغيره.
ومن المهم أيضا أبراز دور الأسرة في تربية الأولاد والبنات لأن الأسرة هي المدرسة الأولى للطفل وتأثيرها على مستقبله وتفكيره و شخصيته واضح لا جدال فيه . وللأسف فأن كثيرا من الأسر لا تعرف واجب التربية ولا نقوم به فتطلق أبناءها إلى الشارع دون رقيب ولا محاسبة ولا متابعة , وما أدراك ما الشارع و أخلاقياته ، بل بعض الأمهات الفاسدات هن اللواتي يعلمن بناتهن فن الرذيلة ، والقصد الذي أريد ذكره هو أن علاج المشكلة الجماعية لا يكون ولا يتم ولا ينجح إلا إذا اشترك الجميع في حلها وتعاونوا على ذلك كل حسب دوره وإمكانياته عندها فقط ستنخفض هذه المشكلة إلى أدنى مستوياتها أما إذا أخذنا نتبادل التهم ،وأخذ كل طرف يلوم الاخرين ويحاول أن يجعل اللوم على غيره فهذا في حد ذاته تهرب من العلاج ولا يفيدنا ذلك في شئ فالمواطن يقول الدولة هي المسئولة والدولة تقول الأسرة هي المسئولة والأسرة تقول المدرسة هي المسئولة والمدرسة يقول الشارع هو المسئول والشارع يقول الأعلام هو المسئول وهكذا ندور في حلقة مفرغة ونظل نراوح في مكاننا والمشكلة تزداد خطورة وتعقيدا وانتشارا .فكلنا مسئول (كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته) كما قال سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام . ومن المهم أن ندرك عند العلاج أن لكل مجتمع بوصلة يسير عليها ويتحرك باتجاهها ،فالمجتمع المسلم يفترض أن بوصلته تشير إلى التحرك باتجاه مرضاة الله تعالى بينما نلاحظ أن المجتمع غير المسلم يسير باتجاه التمتع بالحياة الدنيا فقط ، ونحن نعترف هنا بكل مرارة أن أكثر الناس المسلمين انحرفت بوصلتهم باتجاه الدنيا وصار المال والمنصب هو أكبر هدف وقد يضحون بدينهم من أجل دنياهم ولهذا لا يبالون بالحلال أو الحرام ولا يهتمون بالفضيلة أو الرذيلة ، ولا يخجلون من تصرفاتهم طالما حققت لهم منفعة مادية .فلابد من تصحيح اتجاه هذه البوصلات وإلا فنحن نخاطب طرشانا ونقدم لوحة رسم فنية لمن هو أعمى.
إن انشغال أغلب الناس بالدنيا والجري ورائها صباح مساء،جعلهم يغفلون عن أمور هي أهم من المال والمصالح الدنيوية ،فما قيمة الانسان بلا شرف ولا كرامة ولا أخلاق؟
إن كثيرا من البنات يمارسن الزنا من أجل الحصول على المال ،كما إن كثيرا من أهل الزنا يرتكبون الخطيئة لإشباع نزواتهم وشهواتهم ولا يبالون برضى الله وسخطه فقد تحول الانسان في هذه الثقافة إلى سلعة تبيع المرأة جسدها لمن يدفع لأن القناعة والبوصلة عندهن تقول :قيمة الانسان بما يمتلك من مال ،فالمجتمع أذا انتشرت فيه هذه الثقافة المادية فلن يفلح لا في الدنيا ولا في الآخرة و كذلك إذا تحولت المرأة إلى مجرد جسد لقضاء الشهوة فقط ،فهذه الثقافة الشهوانية تدمر المجتمع تدميرا ،ولو تأملنا في مشكلة الزنا وعلاجها لوجدنا أن المجتمع ينقسم إزائها إلى ثلاث شرائح :
شريحة المتزوجين وكبار السن ،
ثم شريحة من هم في سن الزواج
وأخيرا شريحة الذين هم دون سن الزواج ،
ودعونا نسلط الضوء على الشريحة الأول وهم الذين يرتكبون الزنا من الذين تزوجوا أو هم كبار في السن ، والسؤال هنا ما الذي يدفع المتزوج رجلا كان أو امرأة إلى الزنا ؟ وما الذي يدفع إنسان كبير في السن إلى الزنا ؟ فالمفترض أن الإنسان إذا تزوج فقد حصن نفسه لأنه لديه شريك حلال وفراش حلال أمام الشرع والقانون والناس ، فكيف إذن تتجه الزوجة إلى الزنا المحرم وعندها زوجها الذي يبيت معها كل ليلة؟

إن مجتمعنا فيه بعض الممارسات والقناعات الخاطئة التي قد تدفع الزوجة إلى الزنا ، فقد تجبر البنت وترغم على الزواج برجل لا ترغب به، وقد يكون لها عشيق أو أنها اختارت شابا ترفضه الأسرة لأسباب جاهلية ،فقد يكون من عائلة أدنى مستوى أو من قبيلة لا توافق عليها أسرتها ونحو ذلك ،فترغم البنت على الزواج وهي تريد زوجا أخر ، وفعلا يتم الزواج غير المرغوب فيه ، ولكن عواطف هذه الزوجة لا يمكن إجبارها فهي لا تزال متعلقة وراغبة في الشخص الذي لم تتزوجه وقد يحدث بعد زواجها اتصالات أو لقاءات وتعرفون بقية ما يمكن أن يحدث. وهذا النوع من الزنا يسمى زنا الخدن أي العشيق فنجد المرأة لا تزني إلا مع شخص واحد ونجد الرجل لا يزني إلا مع إنسانة واحدة.

وهذا عبر عنه القران بقوله (محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)

والسبب الثاني في زنا المتزوجة :أنها قد تدفعها ظروف ما للزواج برجل كبير في السن ،يريد الزواج من أجل الأنسة وليجد من يعتني به في كبره ولا قدرة له على أداء حق الفراش ،فهذا الرجل الكبير في السن إذا تزوج بشابة أو امرأة لها رغبة في حق الفراش وهو عاجز عنه ولا يهتم به فهنا قد تدفعها شهواتها للزنا، ولهذا ينبغي للرجل الكبير في السن والعاجز عن أداء حق الفراش أن يتزوج امرأة لا رغبة لها الفراش أيضا. حتى لا تقع في مثل هذه المشكلة . وقد أخبرني صديق إن شابة متزوجة من رجل كبير السن، تتصل به بصورة مستمرة وتدعوه إلى اللقاء وممارسة الزنا معها وقالت له حرفيا إن زوجي لا يعطيني حق الفراش .....

وللأسف بعض الرجال ليس لهم تفكير فيرغب في زواج الشابة وهو عاجز عن أعطائها حقها ويظن أنه بالزواج منها قد أمتلكها جسدا وروحا ولا يأخذ في حساباته هذه المسائل التي زرعها الله في كل إنسان.
والسبب الثالث هو طمع الزوجة في المال فيكون زوجها فقيرا وهي لها مطالب وطلبيات كثيرة تريد تحقيقها فتنخرط مثل هذه الزوجة في مهنة الدعارة خصوصا إذا لم تكن نالت تربية وتعليما جيدين فالسبب هنا هو طمع زوجة الفقير في المال .
أما السبب الرابع فهو قد ينشأ من معاملة الزوج وكثرة هجرها وإهمالها ومن هنا تعيش الزوجة في فراغ عاطفي ونفسي وقد تجد رجلا يعطف عليها ويتعاطف معها ويسمعها حلو الكلام وهكذا تجد نفسها بسبب الفراغ العاطفي والنفسي تكره زوجها وتميل إلى من يتعاطف معها وطبعا ليس كل الرجال رجال فقد يستغل بعضهم ضعف هذه الزوجة وشعورها بالفراغ والضياع ويقودها إلى مالا تحمد عقباه وكثيرا ما يكون هذا الوضع بين الزملاء والزميلات الذين يجلسون في العمل في مكان واحد لفترة طويلة فيحدث بينهم نوعا من الألفة وسرد المشاكل العائلية .
أما السبب الخامس في زنا المتزوجة فهو قد يكون عقوبة بسبب إن زوجها يمارس الزنا وهذا الموضوع سنتحدث عنه لاحقا إن شاء الله تعالى لنوضحه ونفصل الكلام عنه.

يتبع مع البقية

أكمل قراءة الموضوع...