الوباء... مستمر

By 6/29/2009 04:11:00 ص
ومن قبح الزنا انه يرسخ الشعور باحتقار الذات وعدم احترامها ، فالزاني يتحقر نفسه ويحتقر من شاركه الزنا ومن فقد احترامه لذاته فلن يحترم الاخرين وبالتالي فلن يحترموه ومهما تظاهر الزاني او الزانية بانه شخص محترم فانه في قرارة نفسه يدرك كم هو حقير وغير جدير بالاحترام ، وهذا يبدوا واضحا في نظرة الزاني الى الناس فهو لا يرى الانثى ابنة او اختا او اما او عمة او خالة فقط يراها مشروعا للزنا و الشهوة ولو سألته عن رأيه فيمن زنا بها سيقول : انها مجرد ساقطة وضيعة لا تصلح الا للمتعة فقط وكذلك الزانية تقول فيمن زنت معه ، فهي ترى الرجال عبيدا للفرج لا يستحقون الاحترام ، ان فقدان الاحترام للذات و للغير يجعل الفرد و الجماعة في حالة رهيبة من التفكك و الوهن و الضعف ولا يمكن لمجتمع ان يتقدم او يحيا حياة كريمة او ينتصر على عدوه وهو لا يحترم نفسه .
قد يغفل البعض عن العقوابت التي تصيب مرتكبي الفواحش ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ولابد لفاعل الشر ان ينال جزاءه ولو بعد حين ، ومن رحمة الله بعباده العاصين لاوامره انه يجعل حياتهم تعيسة فيفقدون الطمأنينة و السكينة و راحة البال و الضمير وذلك لكي يشعروا بسوء اعمالهم فيتوبوا ويرجعوا الى الصراط المستقيم فالمؤمن من استقر الايمان في قلبه قد يحسن التصرف وقد يسيء وفي الحديث الشريف المؤمن من سرته حسنته وساءته اساءته ، فاذا ارتكب المؤمن خطيئة او رذيلة استيقض الايمان في قلبه ووخزه ضميره واقلقه ، فإن تاب و اناب فذلك خير له من العقوبة الشديدة وان تجاهل عذاب الضمير و اسكت صوت الحق في نفسه وتمادى على عصيانه وصار يرتكب المعاصي ولا يبالي ، فهذا يعني ان حالته مستعصية فاذا تحول الى انسان يستمتع بالمعصية فقد عرض نفسه لسخط الله وعذابه وهذا من علامة الغضي الشديد من الله على عبده ، فقد قال تعالي في حث هؤلاءء المصرين على عصيانهم " ذرهم يأكلوا و يتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون " سورة الحجر 3 أي سوف يعلمون عاقبة ذلك التمادي و الاصرار ، وقال تعالى عن الفاسقين " اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا و استمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون " الاحقاف 19. ويمكننا القول ان الوازع الديني النابع من قلب المؤمن يعتبر نعمة عظيمة ورحمة كبيرة للمؤمن لانه يحميه ويقيه من المعاصي وعقوباتها ، ولكن مرتكب الزنا يفقد هذا الوازع الديني لانه ضعيف الايمان ، فلذلك يضعف صوت الوازع ويسارع الى ارتكاب الرذيلة دون خوف او حياء وفي الحديث الشريف عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي عليه الصلاة والسلام قال " اذا اراد الله بعبد خيرا جعل له واهظا من قلبه "
فاذا كان الانسان لا يخاف ولا يخجل من فعل الرذيلة فقد انطبق عليه الحديث الشريف " اذا لم تستحي فاصنع ما شئت " ومن عقوبات رذيلة الزنا فقدان نور الايمان فلا يضيء القلب ابدا الا اذا تاب ، ولكي ندرك اهمية نور الايمان نقول : لو كان لديك مصباح ولكن الكهرباء انقطعت فستعيش في ظلام تتخبط فيه وتشل حركة الحياة في البيت فكل الاجهزة الكهربائية تتوقف عن العمل بدون الكهرباء ، وهكذا يكون حال اصحاب المعاصي عموما ومرتكب الرذيلة خصوصا فهو مؤمن ولكنه يعيش بلا نور مثل البيت بلا كهرباء
وهذا المعنى مأخوذ من الحديث الشريف " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " أي فقد الوازع الديني وفقد نور الايمان ، فكيف تزني و انت متأكد 100 % ان الله يراقبك و ينظر اليك ويشاهد ما تفعل من الفسق و الفجور ؟ ان فقدان نور الايمان الذي يضيئ حياة المسلم كارثة كبرى لانه يعيش متخبطا في الظلمات ولا يعرف الخطأ من الصواب و لا يرى الحق حقا ولا الباطل باطلا ، ولهذا ترى الزاني يصل الى عمر متقدم و يتصرف كالصبيان ، لا يزال يطارد الشهوات ويعاكس النساء وكأنه مراهق لا عقل له ـ فما اقبح صورة رجل علاه الشيب ولا يزال يغمز و يطارد الفتيات في عمر ابنته او حفيدته وصدق الله العظيم حين قال " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " سورة النور
وقد كان النبي الكريم عليه الصلاة و السلام حريصا على زرع الوازع الديني في قلوب اصحابه وكان حريصا على ان تتنور قلوبهم بنور الايمان ، فقد جاءه شاب يطلب من النبي الاذن في الزنى فقال له اترضاه لامك قال لا فقال له ان الناس لا يرضونه لامهاتهم ، افترضاه لابنتك ... لاختك ... لعمتك .. لخالتك ... وكان الشاب يجيب لا ارضاه فيقول له النبي ، وكذلك الناس لا يرضونه فهذا الحوار يوضح كيف كان النبي حريصا على الوازع الذاتي بقناعة المؤمن نفسه . كما ان فقدان نور الايمان من القلب بسبب المعاصي له اثار سلبية وضارة على المؤمن / فالعلم النافع لا يمكن ادراكه الا بنور الله ، قال الامام الشافعي
شكوت الى وكيع سوء حفظي ... فارشدني الى ترك المعاصي واخبرني بان العلم نور ... و نور الله لا يهدى لعاصي
فالعلماء الاجلاء يرون العلم النافع نور من الله يمنحه لمن اطاعه و لا يعطيه للعصاة قال الامام مالك : ليس العلم بكثرة الرواية ولكنه نور يقذفه الله في القلوب" ومن فقد هذا النور العظيم فتحت له ابواب المعاصي كلها " قال تعالى " ان تتقو الله يجعل لكم فرقانا " اي نور تفرقون به بين الحق و الباطل و الطاعة و المعصية ، ولذلك قلنا ان الزنا يسبب في انطفأ هذا النور " و من استبدت به شهوته فهو يزني ويغتصب ويخون ويكذب وقد يحدث حمل فيجهض الجنين او يقتله بعد ولادته ، وهكذا نرى انه فعلا اذا صار الانسان من اصحاب هذه الرذيلة صار يتخبط في الحياة بلا نور ولا وازع ولا ضمير فهو وحش كاسر يدمر حياة الاخرين ثم يدمر نفسه لانه صار ميت الضمير ، اعمى البصيرة ، تتحكم فيه شهوته لا عقله ، نسأل الله العفو و العافية و التوبة لاهل المعاصي .
أكمل قراءة الموضوع...

هل هي خطوات نحو العلمانية

By 6/21/2009 05:04:00 م
تعريف العلمانية وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر . أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية . ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.
هذا تعريف بسيط بالعلمانية ومعنى الكلمة وما تهدف اليه ، فهل نحن نخطو خطوات نحو العلمانية وننسى ديننا ؟ اذا التفتنا حولنا فسنجد الكثير من هذه المضاهر التي تدل على اننا بدأنا نقترب و نستأنس بالعلمانية و اهدافها ولم نعد نرجع امورنا الى ديننا ، وهنا اعني حياتنا كمجتمع ، اعني تعاملاتنا كبشر مجتمعون في ارض واحدة من المفترض ان تكون مصالحهم موحدة و اهدافهم موحدة ، ولكن عند التدقيق نجد اننا بعيدون عن هذا كل البعد ، فقد صار الناس ( الا من رحم ربي ) يبتعدون عن تفسير الامور بتفسيراتها الحقيقية و لم يعد يرجع الأمر فعلا للدين وما يحتويه من قانون كامل لهذه الحياة .
مع ان مجتمعنا مازال متسمكا ببعض الامور التي نعتبرها عرفية و مصدرها شيء من الدين و لكن هناك الكثير من التصرفات التي باتت تصرفات عادية جدا ولا يلام عليها احد بل وانه يحسد لأجلها ، فلو استطاع احدهم ان ينال قدرا كبيرا من المال بأي وسيلة كانت و ان عرف الناس انه نصب و احتيال او ربا او غش و حرام ، فهذا لا يهم ، فهو بماله يضع عودا في اعينهم فبامكانه ان يركب السيارة الفارهة التي ( نفسهم فيها ) و بامكانه ان يسكن في الفيلا الفخمة التي يتمنوننها و بامكانه ان يلبس زوجته الملابس المفاخرة التي ستتباها بها بين الناس اذا هذا حكمه مأخوذ من العلمانية اي ان الحكم عليه بعيد عن الدين و لم يستنكر عليه احد ان ماله حرام و كسبه باحتيال و ربا ، فان كان الحكم من الواجهة الاسسية للحياة وهو الدين او بالرجوع الى قواعده و التفكير في الاخرة ، لما اعجب الناس به و حسدوه او تمنوا ان يكونوا مكانه ، بل انهم سيستحقرونه و يصغر شأنه بين الناس ، ولكن التفكير بالاسلوب العلماني يأبى ذلك ، عيادة المريض وزيارته نؤجر عليها في ديننا الحنيف ، وهي احد الواجبات التي يجب ان نؤديها تجاه اخوتنا في الدين ، نجد الفكر العلماني ، يهيئ لنا ان زيارة المريض يجب ان تكون وراءها مصلحة او انها مجرد ( قلع ملام وتسجيل حضور ) و رفع للروح المعنوية للمريض وهذا تفكير بعيد عن واجهة الدين ، قاض يحكم على الاب ان لا يرى ابناءه ، ويمنع الابناء من رؤية ابوهم لان امهم لا تريد ذلك ، وهذا مناف تماما لما اتى به الدين فقد حدد الدين العلاقة بين الرجل و المرأة سواء في الزواج او بعده ، ووضع لها الضوابط و اعطى كلا منهما حقه و حافظ له عليه ، فمن أين اتى هذا القاضي بهكذا حكم ؟ ام انه مدمن مشاهدة مسلسلات امريكية ؟
العلمانية في حياتنا اليومية متمثلة في طبيعة نسياننا لديننا ( الا من رحم ربي ) فالدين اتى لينظم لنا الحياة و لكي ننعم فيها ونعمل و نعبد الله ، و لكننا نرى ان مصالحنا ليست في تطبيق الدين ، ولا في اتباع احكامه ، فلو اتبعت الدين فلن استطيع اخذ الرشوة ، لن استطيع اخذ سلفة ، لن اتمكن من غش تجارتي ، لن ارابي في مالي ، لن اتمكن من الكذب و المحاباة ، سأمر بالمعروف و انهى عن المنكر ( وانا مالي ) سالبس الحجاب الصحيح واستر نفسي ، لن استطيع اللف والدوران و اللعب يمينا ويسارا ، سأغض بصري ، لن اعيش ، لن اعيش حياتي اذا اتبعت الدين ساموت لن استمتع ابدا ، دعني وشأني ( نبي انعيش حياتي زيني زي غيري ) و لكن العلمانية تضمن لك كل ذلك فلا حكم للدين عليك فيها ، انما الحكم للمصلحة الشخصية و ما يمكن ان تحققه من مكاسب على ذلك الصعيد ، و للاسف فان الكثير من شبابانا تعجبه هذه الفكرة و يميل اليها "بعلم وغير علم" ، لاعتقاده انه سيحوز الدنيا و انه سيعيش كما عاش الفس برسلي و مايكل جاكسون في نعيم الدنيا و امتلاك الاموال و الشهرة و حب الناس الزائف لهم ، و ينسى ان الرازق هو الله ، العاطي هو الله و الشافي هو الله و الممسك هو الله ، و المحيي و المميت هو الله ، و ان الله هو المبدء و المعيد و الوهاب ، ينسى هذا كله ... فلا علاقة لهذا بالعلمانية التي ستشعرني بانني عايش و سعيد و اموري عال العال و احوز اكبر قدر من الدنيا .
لا ادري ان كنا فعلا مجتمعا نسير في خطى حثيثة نحو العلمانية في حياتنا العامة ام انني اتهيأ ذلك؟
ام اننا نخلط بين العلمانية و العولمة؟ فرق كبير جدا ... اليس كذلك؟
الموضوع طويل جدا و يحتاج الى الكثير من الحديث و الاحاديث و التحدث و الانتباه و التنبه
أكمل قراءة الموضوع...

الوباء... بقية اخرى

By 6/10/2009 03:30:00 ص
من قبح فاحشة الزنا انها لا تنتشر ولا تظهر الا في مجتمع قذر ، تخلى عن المبادئ و الاخلاق السامية وسقط في مستنقع العفونة و الشهوات الاثمة وهذا واضح في المجتمعات غير المسلمة التي اطلقت العنان لحرية الفرد في قضاء شهواته وسمحت بالبغاء و الزنا ، فما الذي حدث ؟ صارت تلك المجتمعات لا تكتفي بالزنا بين الذكر و الانثى بل سقطت في الرذيلة لدرجة ممارستها مع الحيوانات و البهائم ، ولم يعودا يستمتعون بممارستها مع البالغات بل توجهوا الى ممارستها مع الاطفال في عمر الزهور فلم تسلم منهم طفلة في عمر 4 سنوات !!!

ومع ان الزنا مسموح به عندهم الا ان جرائم الاغتصاب و العنف الناتج عن الجنس تصل عندهم الى اعلى معدلاتها فيتم خطف الفتاة واغتصابها ثم قتلها ولم يتوقف الامر عند ذلك بل زاد في انحداره نحو القاع فظهر عندهم الشذوذ الجنسي في ابشع صورة ليس في انتشار ممارسته بل في اصدار القوانين التي تبيح الزواج المثلي فصار الذكر يتزوج الذكر و الانثى تتزوج الانثى بقرار و بوثيقة رسمية وصارت لهم نواد ومنابر اعلام تتحدث عنهم وعن مطالبهم وحقوقهم فالى اين يريد هؤلاء ان يصلوا بفواحشهم ؟
وآخر الاخبار التي نشرتها المحطات الفضائية أن رجلا في النمسا سجن ابنته منذ صغرها في قبو المنزل واخبر زوجته انها فرت من المنزل ، وكان يجامعها سنوات طويلة لدرجة انها انجبت منه 7 بطون وتم اكتشاف امره عندما بلغت ابنته الواحد و العشرين عاما ... وقد اعتبروا ان هذه الجريمة من ابشع جرائم ذلك البلد . فهل من معتبر ؟
واما في المجتمعات المسلمة و اخص بالذكر مجتمعنا المحلي ، فإننا صرنا نلمس ونشاهد انتشار الرذيلة في شريحة الشباب وحتى كبار السن ، فالمراهقون و المراهقات ( من 15 الى 25 ) سنة في اماكن التعليم كالثانويات و المعاهد و الكليات تكثر فيها الممارسات غير الاخلاقية ، ولا نقول انها ممارسة فردية محدودة بل هي بكثرة والعياذ بالله لدرجة انك تسأل هل تلك الاماكن حرم تعليمي متوسط او عالى ام هي اماكن دعارة ؟
لقد اصبحت كل فتاة تدرس في الجامعة مهما كانت محترمة عرضة للتهمة ، ونحن لا نقول ان كلهن فاسدات ولكن نقول ان الفساد منتشر ولكننا صامتون ولا يمكن للغربال ان يغطي عين الشمس .
اما عن الشواطئ و الاستراحات في بعض المزارع و كذلك بعض الفنادق وبعض مقرات الشركات الاجنبية وغيرها فحدث ولا حرج ، و لعلكم سمعتم بالحملة التي شنتها الشرطة على المدينة القديمة وما وجدوه فيها من اماكن الخمور و الدعارة و الفجور وسجلات الشرطة مليئة ببلاغات الاختطاف و الاغتصاب و غيرها من الجرائم الجنسية و الغريب في الامر ان اصحاب تلك الممارسات المشينة لم يكتفوا بفعلها في الخفاء وسترها بل يوثقون بواسطة الفيديو و الموبايل المصور ما يفعلونه من زنا و اغتصاب و تحرش واستعراض للعورات المغلظة ، و يمكن لمن يريد البحث في هذا الموضوع ان يجمع من الافلام و اللقطات و الصور المشينة و الاباحية الشيء الكثير و الكثير جدا لدرجة قد لا يصدقها البعض ، ان كثرة تلك الافلام و اللقطات تعبر بالصوت و الصورة على ان الفاحشة صارت منتشرة وبكثرة ، شئنا ام ابينا و المطلوب هنا ان نأخذ الامر على محمل الجد فلم يعد الامر خافيا ولم تعد ممارسته محدودة بل تحولت الى ما يشبه الظاهرة التي لا يمكننا انكارها و التغافل عنها .
ان المجتمع المسلم يؤمن بأن الاسلام بناء شامخ له 5 قواعد ( الشهادة و الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج ) و البناء لا يقوم الا على تلك القواعد ، وللاسف فان الكثير منا يفهمون الاسلام فهما سطحيا فيحصره في الصلاة و الصوم و الحج وينسى ان تلك الامور عبارة عن قواعد فقط يقوم عليها البناء بكل تفاصيله و مرافقه ، و الرسول الكريم وصف المسلم بانه من سلم المسلمون من لسانه ويده أي من اقواله و افعاله والزاني لا تسلم منه اعراض المسلمين فهو ليس بمسلم كامل وانما هو مسلم ضعيف ناقص الاسلام وكذلك نجد الرسول الكريم قد وصف المؤمن بانه يحب لاخيه ما يحبه لنفسه فكيف ازني باختك وانا لا احب لاخي الزنا فهذا يناقض مفهوم الايمان الذي جاء به الاسلام ، ان ارتكاب الفاحشة يتنافى مع وصف الاسلام ووصف الايمان ، و انتشار رذيلة الزنا كما ذكرنا يدل بوضوح تام على بعد مرتكبيها عن الدين وانهم لا يفهمونه ولا يعملون بمقتضاه بل يتبعون شهواتهم واهواءهم فاللسان و البطاقة الشخصية تقول ان الديانة هي الاسلام بينما السلوك والافعال؟
يتبع كما تبع هذا ...
أكمل قراءة الموضوع...

الوباء... بقية

By 6/03/2009 03:46:00 ص
مازلنا مع توضيح شدة القبح لرذيلة الزنا في الاسلام ، وفي الحديث الشريف " ما تركت على امتي فتنة اضر على الرجال من النساء " فوصفه بانه اضر فتنة وفي صحيح مسلم " اتقوا فتنة الدنيا وفتنة النساء فإن اول فتنة بنى اسرائيل كانت من النساء " ، وعند ما تحدث القرآن عن الشهوات جعل شهوة النساء هلي الاولى فقال تعالى في سورة ال عمران " زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... " 14

وفتنة النساء تعني ان ينحرف الرجل بسببهن عن الصواب والحق ، و الزنا هو اقبح صورة لهذه الفتنة فالمرأة بسحرها واغوائها ومفاتنها قد تتحكم في الرجل الضعيف كما تشاء ، فتعده وتمنيه و قد تمنحه ما يريد من شهوة مقابل ما تطلبه منه من شروط وطلبات ، وهنا يكون الخطر الكبير ، فكم من طالبة فاشلة اقامت علاقة مشبوهة مع المدرس فصارت درجاتها ممتازة ، و كم من مصلحة حاول الرجال قضاءها ففشلوا فلما استعانوا ببعض البغايا تم انجاز المطلوب بسرعة البرق وكم وكم وكم ... وقد انخرط رجل متزوج في مستنقع الزنا فصار ينفق امواله ويمضي وقته يلهث وراء الفاسدات فاهمل اسرته واهمل الانفاق على زوجته واطفاله وصار في البيت كثير الشتم و المشاكل ، وصارت زوجته المسكينة تتسول علبة الزيت و الطماطم ورغيف الخبز من الجيران ، وكان احد الجيران يعطف عليها ويعطيها ثمن حليب الاطفال ، ومع المدة ازداد التعارف بينهما وتحركت شهوته فطمع فيها فراودها عن نفسه ، فقلت سبحان الله ذلك الزوج يسعى للزنا خارج بيته و يدفع المال من اجله والزنا يقرب الى زوجته مقابل علبة زيت او طماطم او حليب ، و المصيبة ان لديها بنات صغيرات فمن يدري ما المصير الذي ينتظرهن في هذا الجو الفاسد ؟ فهذه القصة الواقعية من داخل مجتمعنا فيها توضيح كامل لمعنى فتنة النساء وما ينتج عنها من زنا ومشاكل طويلة وعريضة ، على المستوى الاخلاقي و المالي و الاجتماعي فهل من معتبر ؟

ومن بشاعة هذه الرذيلة انها مصنفة ضمن اقبح الذنوب ففي الحديث الشريف " ما من ذنب بعد الشرك اعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " رواه احمد . وفي صحيح البخاري عن عبد الله قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم قال ان تجعل الله ندا وهو خلقك ، قلت ثم أي ؟ قال ان تقتل ولدك من اجل ان يطعم معك ، قلت ثم اي ؟ قال ان تزاني حليلة جارك"

وقد انزل الله في سورة الفرقان تصديقا لنبيه فقال " و الذين لا يدعون مع الله اله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب .. " 68 – 69 , وقد اختلف العلماء أي الذنوب اعظم بعد الشرك بالله ، فقال بعضهم القتل ، وقال غيرهم عقوق الوالدين ، وقالوا قول الزور ، و لحل هذه المشكلة نقول ان الزنا هو اعظم الذنوب بعد الشرك اذ انتج عنه قتل المولود الحران فيجتمع الزنا مع القتل او يجتمع الزنا مع قول الزور اذا حدث الزنا مع شخص ثم يتهم شخص اخر بريء ، فالزنا اذا صاحبه حمل محرم ثم يقتل المولود الحرام وقد توجه التهم الى ابرياء عندها يكون الزنا من اعظم الذنوب لانه اشتمل وسبب في بقية الجرائم من قتل و جناية وقول الزور ، وكذلك يكون الزنا من اعظم الذنوب اذا نتج عنه مولودا حراما يعيش في المجتمع حياة التشرد و الضياع فيتحول الى مجرم قاتل شرير يسعى في الارض فسادا وكان الناس اذا لاحظوا كثرة فعل الشر من احد يقولون عنه هذا ولد حرام.

وقد وصف الله تعالى بعض زعماء الكفر من قريش الذين حاربوا الاسلام بشدة بوصف الزنيم " عتل بعد ذلك زنيم " سورة القلم 13. فالزنيم يطلق على ولد العاهرة و يطلق على الدعي الذي ينسب لقوم وهو ليس منهم كما يطلق على من يعرف بالشر واللؤم واغلب اعداء الرسل هم على هذا الوصف القبيح ، كما ان اغلب اولاد الزنا يكونون منحرفين مجرمين بسبب سوء الاصل و التربية ، وهكذا يكون الزنا من اقبح الذنوب لانه ينتج هؤلاء المجرمين الاشرار الذين يرتكبون كل الجرائن البشعة الاخرى ، وفي سورة الاسراء قال الله تعالى لابليس " و استنفر من استطعت منهم بصوتك واجبل عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال و الاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا " 64 فالشيطان يشاركنا في المال المكتسب بالحرام كما يشاركنا في الاولاد عن طريق الزنا و العياذ بالله ، فهو له نصيب كبير في السيطرة على اولاد الزنا.ومن قبح الزنا انه موصوف بالظلم ، فعندما راودت امرأة العزيز يوسف عن نفسه وغلقت الابواب قال لها " معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون " سورة يوسف 23
اي لا يفلح اهل الزنا وسماهم ظالمين لانهم ظلموا انفسهم بالزنا و ظلموا من اعتدوا على عرضه ، فلا يليق بمن وثق بك واعطاك الامان واكرمك واحسن معاملتك ان تخونه في زوجته سواء كان صديقك او جارك او قريبك او رب عملك فانك بذلك تنتهك حرمة الجوار والصداقة والقرابة وتخون ثقة الناس فيك وهذا من اقبح صور الظلم لانه خيانة وطعن في الظهر ، ولو خان سيدنا يوسف وزنا بزليخا لسقط الى اسفل السافلين ولكنه بعفته بفضل الله ارتقى الى اعلى الدرجات عند الله وعند الناس جميعا
أكمل قراءة الموضوع...