الشهوة الجنسية ... بين الإنسان والحيوان والتعقيد والتبسيط

By 7/29/2018 09:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لمن يقارن شهوة الإنسان بالحيوان...
هل سبق ورأيت نعجة أو قطة أو فرسا... تغري ذكرها بجسدها وتتمايل أمامه لينتبه لها ويتقدم لخطبتها أو يرغب في التزاوج معها؟
أم أن طبيعة الحيوانات أن يغري الذكر الأنثى بقوته ويثبت نفسه وقدرته على البقاء حتى تختاره ليتزواج معها ليستمر نسل قوي يمكنه ذلك من الإستمرار؟
بغض النظر عن التنوع في عالم الحيوان...

هل شهوة الحيوان تتحرك بالنظر أو بالسمع الحديث؟
هل شهوة الحيوان تتأثر بخلع ثياب أو سترها؟
هل شهوة الحيوان تثار في كل وقت وحين دون وجود موسم لها أو فترة أو قتال لإظهار الأقوى لأجل إستمرار نسل قوي؟
ما يمكن أن نشبهه بين شهوة الحيوان والإنسان هو فقط أنه الطريق لإستمرار النسل ... وهو ما تطبقه الحيوانات ولا تتعدى إلى ما وراءه، على عكس البشر... وإن لم توجد الشهوة لدينا نحن البشر والجميع يعلم مشاق تربية الأبناء... لما أقدم أحد على إنجاب الأطفال من الأساس...
وكذلك لا يليق بالبشر أن يسيروا في الشوارع يرسلون لبعضهم البعض إشارات إثارة جنسية ، ورجاء لا تقل لي " أنتو بس همكم فيها الحاجة هذه العالم كله المرا تمشي لابسة شن تبي ما يشوفلها حد... عيني في عينك هكي على حكاية ما يشوفلها حد؟" لأنه أمر فطري بشري مايعرف جنسية من جنسية ... وربما عليك مراجعة المجتمعات المتعرية وما يفعل الناس فيها للوصول لإشباع هذه الشهوة التي تهيج ليل نهار ما لم يغض أحدهم بصره... ولا مشكلة لديهم في أن يقضي أحدهم ليلة عابرة مع إحداهن ولا يجدون حرجا في ذلك، وربما ترى ما تفعله الفاتنة المتعرية عندما تدخل في مقهى وأعين الرجال كلها تلتفت إليها، وترى ذلك في الأفلام بوضوح تمثيلا عن الواقع...
وعلى عكس ما نفعل نحن بتأخير الزواج بحجج كاذبة وجاهلية في العقول عقيمة، كأن المجتمع يقول لا ... نحن لا تراودنا شهواتنا التي تنشط بمجرد البلوغ... نعم البلوغ وما البلوغ إلا فترة تنضج فيها أعضاء الإنسان التناسلية ويصبح قادرا على إنجاب مثله... والشهوة تنشط مع البلوغ وليس بعد التخرج من الجامعة والحصول على شهادة... وشواهد ذلك لديكم واضحة... ولكن التراب غطى أعينكم ونسيتم أن العفاف أهم بكثير من كل شيء أوليتموه إهتمامكم...

ونعرف جيدا أن الوازع الداخلي أقوى من العيب في المجتمعات التي تربي على القيم والأخلاق ولا تبيع نفسها رخيصة... وإن كان العيب له قوة لا يستهان بها...
وإن لم يعد الكثير من هذه الأفعال عيبا ، فلم يعد هناك إستحياء من إرسال الإشارات الجنسية في الطرقات والصفحات والصور والكلمات ولم يعد كتف المرأة وساقها وحتى تفاصيلها التي نستحي من ذكرها ولكننا لا نستحي من رؤيتها حية أمامنا وتقول "أنت شن دخلك أنا طالعة وبوي يندري عليا" والهدف غالبا جذب ذكر ليحدث الزواج ومن ثم التزاوج... أم أن هناك هدفا آخر؟
وإن راجعت الصور والمقاطع الشخصية في الإنستجرام مثلا ، ستجد التركيز عند الفتيات في إبراز كل مفاتن الجسد وتقف إحداهن معوجة حتى يظهر منها ما يغري الآخرين للضغط على صورتها ومشاهدة مقاطعها وبالتالي متابعة حسابها... ولسان الحال يقول... "تكذبو على من أنكم ما تعدلوا على الحاجة هذه وبإدعاء أن الشهوة مركزة عند الشرقيين فقط؟" ولا فرق في ذلك بين شرق وغرب...
ولعلك أيضا تعلم أن حجم تجارة الإباحية يكاد يفوق تجارات كثيرة في العالم... والأرقام موجودة في الإنترنت إن أردت الإطلاع...

وهذه بعض الإحصائات التي ممكن أن تجدها "متطرطشة" في أرجاء النت فلا يعني هذا الأمر للبعض إلا بقرة حلوب تدر المال...
- بلغ حجم تجارة الإباحية حوالية 97 مليار سنويا، 12 مليار منها يأتي من أمريكا وحدها...
- الجمهور الذي تتلقاه المواقع الإباحية يفوق جمهور الامازون نت فلكس وتويتر مجتمعة...
- 35 % من تنزيلات الإنترنت تأتي من المواد الإباحية.
- حوالي 30% من البيانات المتناقلة عبر الإنترنت مرتبطة بالإباحية.
- تم القبض على ما يزيد عن +624,000 من تجار إباحية الأطفال وهو ما يعد أكبر مجال متسارع في النمو عبر العالم.
- في عام 2016 فقط تم مشاهدة 4,599,000,000 ساعة من المقاطع الإباحية على موقع واحد فقط
- حجم قطاع الإباحية أكبر خمسين في المائة من هوليوود
- أحد المواقع الإباحية صرح بأنه يبث 75 قيقا في الثانية من خلال مشاهدات المتابعين له وأنه تمت مشاهدة محتواه 87 مليار مرة في عام واحد
- 12 % من محتوى الإنترنت من المواد الإبايحة
- أن ما يزيد عن 97 % من المواد الإباحية موجهة للرجال بعرض النساء...

إحصاءات كثيرة ... ومن ثم نقول ... شهوة حيوانية؟
ومن ثم هناك من يقول... لا أنت غض بصرك...
وربما تسأل نفسك لما تستعمل النساء وأجسادها في إعلانات العجلات والسيارات والأثاث والمناشف والصابون ولما تبعث الجاسوسة للإيقاع بالمسؤل بدلا من الجاسوس؟

والله أخبرنا أن غض البصر واجب على الجنسين... فكلاهما يشتهي الآخر ، وإن كانت المرأة فيها ما يصير الرجل بصريا أكثر من العكس... وأن الستر وعدم عرض الجسد وعدم إبداء الزينة واجب على النساء...
وربما واضح من كل تلك المواد الإباحية لما يجب على النساء أن يسترن ولما يجب على الجميع أن يغضوا أبصارهم...

الكثير من المنظمات حول العالم تحاول جاهدة لمحاربة هذا الأمر ، لأنه يشكل مشكلة كبيرة وإدمان عليه وفساد في الطباع والكثير من الأمراض ولعلك تعرف ما لا يجب أن نتحدث عنه من مساوئ ذلك...

هل يمكنك مقارنة هذا الذي يحدث بأمر الله للبشر جميعا بغض البصر وبالستر؟
وأن تفيق على نفسك لتعلم أن الستر لا يعني تغطية الشعر فقط وترك الجسد وإشارته الجنسية تبث في كل إتجاه؟
التعري في العالم لا يمر مرور الكرام... حيث لا يهتم الذكر بأن يرى غيره من الذكور زوجته وقد لا يصدم إذا ما وجد أنها تقيم علاقة مع آخر وهو يقيم علاقة مع أخرى... إلا من كان يملك قلبا حيا فيه فطرة سليمة ، فهذا شيء لا يرضاه بشر عاقل... لنترك الحديث عن العقول الآن

ونقول أن الشهوة لدينا نحن البشر هدفها إنجاب الذرية، ولكننا حولناها إلى تجارة ومتعة وهم لحياتنا تركنا كل شيء لنهتم بها... وهل أقمناها حق إقامتها؟

لا ... فقد أغلقنا وضيقنا الباب الوحيد الحلال لها.. وفتحنا كل ما دونه...

مؤسف جدا أن ترى الشباب يشقى لكي يتزوج... ويحصن نفسه... وبتحصين نفسه... يحصن زوجته... فالزواج منفعة مشتركة... وليس أمرا للرجل وحده ...
جدا مؤسف أن ترى التعب في عين من يصور صوره وهو عريس... وكأنه إجتاز أعظم إختبار في الحياة وإستطاع قتل التنين وهزيمة الغول وحلب العنقاء وحصل على رمش الجثامة...
فقط ليعف نفسه ويتزوج!... جدا مؤسف...
ولا تنكر أن الجميع يعاني تأخر الزواج الذي هو بيدنا نحن تسريعه وتأخيره، ولا تلم النصيب تهربا من المسؤولية وتطمينا للنفس... ولكن لنلم أنفسنا أننا أخرجنا الزواج من بساطته إلى التعقيد بكل ما تحمل الكلمة من معنى للتعقيد... أكثر من تشابك كوابل الشحن ببعضها لدرجة أنك ترميها جميعا أو تضحي بها من أجل إنقاذ كابل واحد...

ونحن فقط الملام على ذلك ... فلدينا أمر بالإسراع بزواج البكر ولدينا أمر بعدم التأخير للزواج...
ولكن... نحن كمن يجتهد أشد الإجتهاد ليضر نفسه، ويفلح في ذلك...

الشهوة طبيعة فينا... ولكن الغير طبيعي هو أن لا نسهل مسارها ونبسطه ونتعاون على تسهيله...

لن أزيد أكثر... فأنت تعي ما أقول جيدا... وإن لم تعترف...
فنحن نخشى التعبير عن ما بداخلنا على كل حال...

شكراً...