التخريب ...

By 7/24/2014 03:02:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



دمار … يلحق بكل مكان … موت … دماء … مقدرات و اموال … طائرات و مباني … 

خراب .. 

دعوات هنا و هناك بأن يهلك الله الظالمين  ومن هم الظالمين يا ترى … الذين دمرو البلاد و اكثرو فيها الفساد … ام الذين اهملو و ما أمرو بمعروف ولا نهو عن منكر ... ام من استباحوا الحرام في مال و عيال و عمل ؟


نعم هناك تخريب و تدمير للبلاد … ولكن .. لحظة … 

هل بدأ التخريب و التدمير الان فقط؟ 

نعم انهم يقصفون بالجراد كل مكان … يدمورن البيوت يروعوا الامنين … 

صدقا … استغرب لك ان تقول التدمير بدأ الان … 

فالتدمير بدأ منذ زمن … 
لا لم نرى تدميرا كهذا من قبل ...

بل رأينا ما هو ادهى و امر ، رأينا تدميرا للبنية الانسانسة … رأينا تدميرا للانسانية في ذاتها منذ طفولتها … تدميرا للانسان … الم تنتبه لذاك التدمير؟ ام انك من المدمرين ايضا ؟ 

ام ان شبعة بطنك و لهثك خلف شهوتك من مال و نساء انستك ان هناك تدمير حاصل؟ 

صدقا … التدمير لم يبدأ اليوم … بل هو مستمر منذ عقود … ما يزيد عن ستة عقود … و التدمير مستمر … كمنهاج في التربية و التنشئة و الرعاية الاسرية ... في المجتمع ... " الا من رحم الله " 

تدمير انساني نفسي من أصغر مربع في التركيبة الاجتماعية حتى اخر قمة في الهرم … الانسان يدمر ولا احد يهتم 
ولكن ما ان احترقت طائرة … حتى صاح الانسان المدمر … بالدعاء بعيدا عن العمل ... 

راجع نفسك ان كنت ممن لحقهم التدمير الانساني بداخلك … 


لاننا نحاول جمع مواد اولية لاعادة البناء … 



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

ماذا نريد؟...

By 7/10/2014 02:49:00 ص

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



ماذا نريد؟ 
حقيقة … ما الذي نريده ؟ 
أغلبنا لا يعرف … 
حقاً لا نعرف ماذا نريد …
هل المشكلة في نقص شيء ما بعينه؟ 
بالحديث سيقول الكثيرون … نريد الامان … نريد الامن … نريد الراحة و نريد مال “وفير” مع ضمير مستتر تقديره و نحن نيام …

ما الذي ستفعله بالامان ؟ 

لنقل انك كنت آمن … ماذا فعلت في أمنك ؟ ما الذي احدثته من تغيير وانت آمن؟ ...
ماذا كانت انتاجيتك و اضافتك لهذه الحياة في حالة أمنك في اطار استطاعتك ليس اكثر ؟
أعرف رجلا من الهند الفقير جدا ... غير حياة ملايين حول العالم ... بامكانيات أبسط من ابسط امكانيات لدى أبسطنا ... 

تريد المال ؟ تريد الجاه؟ تريد السلطة ؟ تريد التحكم في الاخرين و أن تأمرهم و يطيعوك في كل أمر و تمشي متبخترا ويكاد صدرك ينفجر لشدة الانتفاخ  و الكل يشير إليك من شدة الخوف لا من شدة الاعجاب ؟ وإن كان إعجابا … فانه إعجاب تمني أن يكون كل مكانك يملك ما تملك …
حقا ماذا نريد ؟ 

الواقع يقول أننا لا نعرف … 

ليس المعنى أن لا نطلب الامان على أنفسنا … فذاك أساس من اساسات الحياة … و من أهمها … ان يحفظ الانسان نفسه و عرضه و ماله … 
ام هي ماله و عرضه ؟ 

ولكن أن نفكر في حياتنا بشكل كامل … ليس كأجزاء مجزأة و كل حين و احتياجاته …
بل نفكر فيها كمنظومة متكاملة … انظر الى المنظومة بشكل متكامل …

حصولك على الامن يعني أن تكون قادرا على التحرك و التصرف و التفاعل كما تريد في حدود الحرية المنطقية التي لا تتعدى على حقوق الاخرين و بمراعاة ضوابط أخلاقية عرفية متفق عليها ضمنيا في كل مجتمع “ إنساني” على الاقل ...

بالتالي لا يعني أن تملك الامن أنك تستطيع النوم براحة طوال الوقت فقط … ولا تعمل لاجل تنمية نفسك و محيطك و مستوى و جودة معيشتك … 

فهل عندما ملكت الامن حققت شيئا ؟ أم أنك ستعلق فشلك و تكاسلك و تعاملك مع المنظومة على أنها ضرع يسقيك بالحليب وانت تحبو متكاسلا مغمض العين؟ 

لماذا لا ننظر الى الصورة كلها في مرة واحدة؟ 
لماذا نقسمها قطعا قطعا و كأنها ثوب مممزق كل قطعة منه ملقية في مكان من الارض .

اتتخيل نفسك تلبس كم الثوب اليوم و تلبس وسطه غدا ومن ثم تلقي جزأ منه لترتدي الاخر؟ ام انك ترتديه كاملا و تعتني به لتستر نفسك و تظهر بمظهر يليق بك و قبل ذلك يريحك ؟ 

ماذا نريد؟ 

نتحدث كثيرا فرديا بصوت الجماعة  على أننا على إتفاق و كأننا شخص واحد … ولكن الحقيقة أننا لسنا كذلك … و لسنا في اتفاق … و هذا شيء طبيعي … ولكن أن يخيل إلينا أننا في إتفاق ونحن لسنا كذلك … هذا تضليل لانفسنا … 

هذا خيانة لكل منا لنفسه و هو نتاج كسل و إهمال و اتكال … نعم … اتكال لعل الاخر هو من سيقوم بالعمل و يريحني من واجباتي و مسؤولياتي … 

نحن لسنا على وفاق حتى في أساسيات حياتنا … من منا لا يريد حياة كريمة؟ من منا لا يريد خدمات و طرق و اهتمام بصحتنا و تعليمنا … من منا لا يريد منتجات عالية الجودة؟ من منا لا يريد ان يعيش في وئام و وفاق في اعماقه ؟ "الا قليلا" …

و مع هذا لم نتفق على ذلك ولا حتى على السير في طريقه … الا تعرجا و تمايلا و كسلا … 

لأننا لسنا حقاً على وفاق حقيقي … ولأننا لا يربطنا ببعضنا رابط حقيقي متين … رابط سليم … كل ما نراه بيننا من روابط … “ كلنا زي بعضنا نحن ليبيين  و نعرفو بعض “ “ انا ليبي و انت ليبي “ ام وجب ان نقول … أنت ليبي و انا ليبي … لنسبّق الاخر عن انفسنا ؟ 

حقيقة أننا لا نعرف ما نريد … مع أننا متفقون في قاعدة واسعة من الاحتياجات و المتطلبات و الاساسيات حتى … و هناك شيء اخر نتفق فيه … وهو الاجتماع على الفرحة الرقص و التصفيق و الحزن و الخوف و النحيب و التفرق عند العمل و الاجتهاد و التنمية و التطوير … 

ومازلنا لا نعرف ما نريد … نقول اننا نريد الامن العمل المال الامان … التطوير التنمية … ولكننا لا نعمل لاجل كل ذلك … نتكل على الغير … ننتظر الدولة … ننتظر الحكومة التي ارهق الناس انفسهم في غمس اصابعهم في الاحبار لاجلها … و يا له من جهد مبذول باسلوب … “ حادي بادي “
دون قواعد دون دراية دون توعية دون فهم … وهذا جزء من ثقافتنا … وليس مجرد بداية أو سنة أولى أو تجربة أولى .. فثقافتنا العملية المتأصلة تقول أن القشرة أهم بكثير من المضمون … وهذا ليس فقط في إختيارنا لمن يحكمنا أو كيف يحكم فقط بل في كل جوانب الحياة …

تذكرون كيف كانت الحدائق تعشب بملايين الدينارات … و تطلى الواجهات و تزين الشوارع الرئيسية ؟ 

و بذلك استبشر الكثيرون ؟ 

في حين أن هناك ارامل و يتامى و عجائز و بنى تحتية تحتاج الى تلك الملايين ؟ 

لا … فالواجهة اهم و الشكليات اولى … 

تذكرون … في الافراح ؟
كيف تنفق الاموال لأجل أفخم صالة و أفخم علبة توضع بها أفخم قطعة بقلاوة " هي ذاتها البقلاوة غير ان وجودها في علبة اغلى يخيل اليك انها الذ " و أفخم سيارة للزفة … وقليلا ما نهتم بتنشئة الزوج و الزوجة ليكون البناء الاسري سليم ؟

لا عليك … هذه ثقافة أصيلة في مجتمعنا إلا من رحم الله … 

فما الفرق أن تطبق هذه الثقافة في اختيار الحاكم ؟ مادامت مطبقة في بناء ما هو اهم من الحاكم ؟ 

سمع الجميع اأن الانتخابات هي أفضل وسيلة حكم أو هي أفضل وسيلة اختيار حاكم لتكون ديمقراطية … فماذا حدث؟ 

اسرع هيا … انتخب … و عمت الفرحة و البهجة كما تعم الفرحة بطلاء المباني و تعشيب الحدائق و زواج البنت البكر … الى حين … 

لماذا ؟ لانك لم تهيئ و لم تفهم و لم تضع المعايير الصحيحة لما تنشئه … لم تحدد قواعد قوية لتكون بنايتك ثابتة …

ولكن لا بأس فهذه هي الثقافة الاجتماعية الاكثر رواجا … والنتائج … يتحملها الجميع … بسخط و شتم و و و لا داعي للتعداد … فكثيرون جدا يملكون القائمة كاملة بشكل عملي … 

فماذا نريد ؟ 

حقيقة لا نعرف … لاننا نريد الشكليات النهائية لكل منتج … ولكننا سلنا مهيئين للجزء الصعب من التحقيق … لسنا جاهزين للعمل ولا قادرين على ان نقول … 

فكر … خطط … هيئ … جهز … اعمل … جاهد … ابذل … نفذ … احصل على ما تريد … ارتاح 

بل نحن نعيش باسلوب … هيا احصل على ما تريد وارتاح … لماذا لم احصل على ما اريد وارتاح … ويحكم جميعا اين ما اريد لارتاح … بئسا لكم انا اريد و سارتاح … انتم لا تفهمون ولا تقدرون ولا تستطيعون ولا تفهمون انني اريد … وانتم لا تستطيعون اعطائي ما اريد … لا خير فيكم … 


فماذا نريد ؟ 


شكرا ... 


أكمل قراءة الموضوع...