المقاطعة

By 1/16/2010 04:54:00 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

انتهى الاستفتاء في سويسرا بمنع المساجد من بناء المأذن بحجة انها رمز اسلامي ... وقاد هذا الطلب الذين يكنون للاسلام كرها قديما جدا ... ولكن تظهر اصوات من هنا وهناك ... كصوت احد اعضاء مجلس ادارة شركة (سواتش swatch) المعروفة لدينا و التي تنتج الساعات واكبر اسواقها و مستهلكيها هم نحن العرب و المسلمين ... كان من المعارضين للامر لانهم يخافون ان يكون لذلك تأثير على تجارتهم و انه لا يجب ان نجعل من الكره يسيطر علينا و ان المآذن لا ترمز للدين الاسلامي وحده ...

اثر بسيط مما يمكن ان تقوم به هذه الامة النائمة الغافلة ... مجرد فكرة قطع ارزاقهم باتت تجعلهم يفكرون و يفكرون ثم يعيدون التفكير ...

ولكن مآساتنا اننا لا نلبت نهداء و تذهب ثورتنا ، و نعود الى استهلاك ما ينتجون و دفع الاموال لما يصنعون ... وتهب هبة جديدة منهم فنعيد الكرة و نهداء و هكذا ...

الم نمل ؟ ونستحي من انفسنا ... ونحن نعامل كالاطفال عندما يبكون ويعطون شيئأ يلهيهم حتى ينسو ما من اجله يبكون !

ومن ثم لماذا نقول المقاطعة ؟ لماذا نقاطع ؟ ما الهدف عندنا من مقاطعة بضائعهم ؟

صحيح انني لن اتمكن وحدي من احداث فرق ان قاطعت منتجات شركة ما ... ولكن اجتماعنا هو الذي يحدث الفرق ...

وانا ادعوكم اليوم لايقاف المقاطعة ... نعم لاننا اذا قاطعنا اليوم سنعود اليها غدا ... فهل تجدي المقاطعة وهم يعلمون انهم يمكنهم العمل على مصلحتهم بكم حيلة وحيلة ؟

اذا استمريت في هذا الحديث ساصبح عدوا للكثيرين من مؤيدي المقاطعة ... وانا ادعوهم جميعا لعدم المناداة للمقاطعة و الكف عن الترويج لها ...

واستبدالها بالاستغناء ... نعم الاستغناء نهائيا وليس مجرد المقاطعة ... نستغني عن بضائعهم ونعيش كما كنا نعيش ... ونترك كل ما لا تسير الحياة به ضرورة ولا حاجة واقول لكم اننا سنستفيد الكثير ... اكثر من مجرد ان نكون قوة يحسب حسابها بل سنطهر اجسامنا من الكثير من السموم التي لا نعلم اصلها و سنجعل اموالنا تدور بيننا لتقوية اقتصاداتنا ... وان وصلنا الى مرحلة الاستغناء عن بضائعهم و منتجاتهم التي هي احيانا كثيرة لا تسمن ولا تغني من جوع ( غير ان الكثيرين منا لا يحلو لهم الا استهلاك ما يصنعون و لا انكر جودة ما يصنعون )

فاننا فعلا سنعرف معنى ان نعتمد على انفسنا و ان نشجع بعضنا بعضا . و تخيلو الابواب التي ستفتح لنا ولشبابانا من اعمال و تجارة و الكثير من القوة ... غير انني متاكد ان الغزو سيكثر الطلب عليه .. وسيحاولون غزونا .. باكثر مما قد غزونا به ...

فما رأيكم في ان نفعل مبدأ الاستغناء و ننسى مبدأ المقاطعة ... و نتذكر كيف كانت الحياة تسير في الماضي ... و نعمل على ان نجعل بديلا لكل ما نحتاج اليه من صناعاتهم و انتاجاتهم ... بديلا نصنعه بانفسنا و ندعم بيه بعضنا بعضا ... و نصل الى جودة تكفينا ما نحتاجه لتكون حياتنا افضل مما هي عليه بكل المقاييس ...

ماهو الا حلم ...

ربما يكون حلما ... كأن يتوب ابليس عن افعاله ...

شكرا

أكمل قراءة الموضوع...