إختلاف ... و خلاف ...

By 2/22/2016 10:43:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



كل ما في ديننا يدعونا لقبول الإختلاف و التعامل معه و التأقلم مع الحياة...
نستعمل الآية و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ونجلعها سارية المفعول فيما بيننا من قبائل و ليس فيما بيننا من شعوب 
و في أحيان لا في القبائل ولا في الشعوب ... و يرفض بعضنا بعضا...

فما المانع أن نقبل إختلاف الآخرين عنك؟

أنك لم تعتد ذلك؟

كبرت في بيئة فردية لا ترى فيها أعراق و أجناس وثقافات مختلفة لدرجة أنك بت ترى كل غريب على أنه خاطئ أو مستهجن بالنسبة لك ؟
بل أننا تعودنا أن البيت الذي في ناصية الشارع الذي تنبعث منه روائح طعام لم نعتده ... نعدهم من الغرباء و ننعتهم بنعوت تؤكد غربتهم ...

أنت تأكل أحشاء الخروف وغيرك لا يفعل...
أنت تطبخ بطماطم العلبة غيرك لا يفعل ...
أنت تسرف في رمضان غيرك لا يفعل...
أنت فوضوي غيرك منظم و إن كنت العكس فهناك غيرك من هو أكثر نظاما منك أو أكثر فوضى...

اللغة فيها إختلاف بين الناس و لكننا نرى أن العالم إتفق على لغة يتحاور و يتواصل بها ليفهم بعضهم بعضا ...ولعلك في مرحلة ما احتجت ان تتعلم اللغة الانجليزية ... 

الجغرافيا... العادات التقاليد المفاهيم حتى الدين الذي هو أساس ما في الحياة وصلب قيامها مقبول فيه الإختلاف ، بلكم دينكم ولي دين و لا يمنعنا الدين أن نبروهم و أن نتعامل معهم و إن ركزت و راجعت و تدبرت ستجد أن القتال له حالات محددة معينة موضوعة في إطار مخصص وليس أمر مفتوح بالإطلاق دون قيود أو حاجة أو سبب ... 

ولم ينتشر الإسلام بالسيف ... بل إنتشر بالسلام و ما كان هناك إحتياج للقتال إلا عندما إعترض الآخر أو كان عدوانيا في إستقباله للدعوى ورسالتها ... 

فلما نرفض الإختلاف و نستهجنه و نحاربه حتى فيما بيننا ... و نحن على دين واحد و نعبد إله واحد ... 
لماذا نجعل الخلاف هو الأساس في حياتنا رغم أن الإختلاف هو الأسلاس ... و الإختلاف شيء و الخلاف شيء آخر ... فإختلاف ألواننا شيء ... و إختلافنا على اللون شيء آخر ... 



إن إختلف أحد منا بيننا في الفكر أو الرأي ... عندها يكون لنا عدو و نشعر بالتهديد على أفكارنا وكأنها ستخطف منا و تضيع ... ونتصرف كالقطة التي تدافع على صغارها بعدوانية مفرطة ...

لما لا نتقبل الإختلاف بيننا و نتقبل الآخر على طبيعته ونكف عن الخلاف على ما إختلفنا فيه ؟

شكراً...

أكمل قراءة الموضوع...

تعليمنا ... يشعل شعلة أم يملأ وعاء؟...

By 2/02/2016 09:44:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




جاك أندراكا … شاب في الثالة عشر من عمره “ربما هو طفل بمقاييسنا نحن وليس بشاب” … من منزله … بإستعمال ذات الإنترنت التي نستعملها جميعا ، توصل إلى إكتشاف طريقة للكشف عن سرطان البنكرياس “عافانا الله و إياكم “ ليصبح الكشف عليه يكلف خمسة دولارات حسب التقديرات الأولية و بدقة مائة في المائة بعد أن كان يكلف ستة الاف دولار و نتيجته ليست دقيقة جدا … 

أوليفيا هاليسي … فتاة في السادسة عشرة من عمرها “طفلة بمقاييسنا” إستطاعت أن تفوز بجائزة جوجل للعلوم عن توفير طريقة سريعة و رخيصة و عملية للكشف على الإصابة بمرض الإيبولا … 

تايلور ويلسون … في عمر السابعة عشرة “أيضا مايزال طفل بمقاييسنا “ صنع مفاعل للإندماج النووي داخل جراج بيته … 

جيمي ايدواردز … في عمر الثالثة عشرة…  صنع مفاعلا للإندماج النووي ليكون أصغر من حقق هذا الفعل … 

ريتشارد توريري … في الثالثة عشر من عمره … من كينيا يعيش في منطقة غابات … إستطاع صناعة نظام حراسة لمنع الأسود من مهاجمة قطعانهم بتضليلها ببعض الأنوار التي تعمل و تنطفئ تلقائيا موهمة الحيوانات المفترسة أنه هناك إنسان يتحرك ، و قد صنع ما صنع ببطارية سيارة و أسلاك مهترئة و مصابيح مجمعة من النفايات … 
هو  في كينيا يعيش … في الغابة … في وسط خطر جدا … 

و غيرهم كثير جداً في كل البيئات و في كل الطبقات من العالم أجمع ...

سهيلة … فتاة في عمر الثالثة و العشرين … تخرجت من كلية الصيدلة بعد خمس سنوات دراسة وهي الآن تعمل بائعة أدوية في صيدلية لتتقاضى مرتب لا يتجاوز الألف دينار بالكثير من البمالغة … لأن المرتب عادة أقل من ذلك … 

فرج شاب في الخمسة و العشرين من عمره … تخرج من كلية الهندسة يبحث عن تعيين في أحد الوزارات ليحصل على مرتب آخر الشهر ، و عادة يقضي وقته جالس مع أصدقائه أو على الهاتف مع الفتاة التي يعشقها .

هدى في الواحد و الثلاثين من عمرها … تخرجت من كلية الطب لتحصل على إيفاد و تحضر الماجستير لتكمل إثنان و عشرين عاما من الدراسة و هي الآن تعمل في أكبر مستشفى في البلد كطبيبة في أحد الأقسام تبذل جهدها لتوفر العناية لمتردديه 

سعاد … فتاة عمرها أربعة و عشرين عاما تخرجت من كلية العلوم قسم الحاسب الآلي و هي الآن موظفة في أحد الشركات التي توفر إتصالا بالإنترنت كموظف مبيعات 

و هكذا أمثلة كثيرة جدا …

السؤال … لماذا يجعل الكثيرين طموحهم في الدراسة الأكاديمية التي على الغالب نهايتها وظيفة تتقاضى منها مرتب وقد لا تكون أساسا في المجال الذي قضيت فيه سنوات دراسة؟

أذكر أن أحدا أخبرني أن شخصا كان يتقاضى ستة دينارات و بعض دراهم في الخمسينيات و كانت شهادته إعدادية و كان الأهم أنه يعرف فك الخط … كتابة و قراءة 

ولكن اليوم الشهادات أسماءها كبيرة … و الخريجين غالبا يعرفون فك الخط … “غالبا لنكون أكثر وضوحا فهناك من لا يعرف فك الخط فعلا “ … 
السؤال … لماذا حقا نضيع الكثير من أعوامنا في الدراسة بالأسلوب القديم جدا الذي لم يعد يلبي متطلبات سوق العمل أو حتى ما يطمح لتحقيقه إنسان؟

هل مازلنا نعيش على ذات العقلية التي عاش بها الناس في الخمسينيات أن فك الخط يوفر لك وظيفة حكومية “تعيين” لا يجروء أحد على ان يفصلك منه و المرتب مضمون دائما عملت أو لم تعمل… و تدخل حياتك على شرنقة دائمة للروتين و إنعدام الإنجاز أو الإكتشاف لتضيف إلى العلم أو عالم الإكتشاف أو حل مشاكل الناس اليومية بإختراع أو المساهمة في محاربة مرض من الأمراض القاتلة … أو إبتكار شيء جديد ينفع محيطك أو بيئتك ... 


هل إقتصر طموح الكثيرين على الحصول على شهادات عليا … للحصول على وظيفة أفضل ليس إلا ؟ و إن كانت الوظيفة حقا فيها تقديم خدمات … “ و هذا جانب لا يجب أن نستهين به و بالتأكيد يحتاج إلى من يملأه … و ربما يستطيع أحدنا ملء هذا الجانب بأقل عدد من هذه السنوات المستهلكة حاليا ... 

ولكن الإهتمام في العموم … وظيفة أفضل ، مرتب أعلى و مكانة مرموقة في المجمتع و يقال أن فلان … دكتور مسمى و مشهور … مهندس ...
حتى و إن كنا نسمي من للتو قبل في كلية الطب يا دكتور ...

الآن … هل لك أن ترجع إلى بداية الحديث … و تقرأ أعمار الذين ساهمو  حقا في خدمة البشرية ولو بفكرة ... أو بفتح باب البحث ... أو بحماية قطيعهم من الأسود ؟ 

هل لك أن تبحث عن شهاداتهم؟ أو طول فترة دراستهم؟ 

للعلم فقط … بغض النظر عن بلادهم فهم بدأو من غرف نومهم بإستعمال الإنترنت … و من ثم وجودوا من دعمهم … و لم يبحثوا عن من يدعمهم لكي يبدأو في العمل … 

إبدأ أولا ... ثم تجد من يدعمك ... 

هناك إسم منهم من كينيا … حيث لا وجود لشيء إلا الأعشاب العالية و الأسود التي تأكل القطعان … و الطبيعة و الفقر ... منازلهم من صفيح ... (تستطيع البحث عن قصته و تراه يتحدث ) 

فلماذا ندرس حقا ؟ 

هل غرضنا من الدراسة حقا العلم ؟ أم المرتب الذي سنجنيه بهذا العلم؟ 
مع العلم … أن هناك من أصبح مليارديرا … دون دراسة أكاديمية أبدا … و أكيد تعرفونهم فأغلب أثرياء العالم  … تركوا الدراسة و إهتموا بشغفهم في الحياة و أوجدوا منتجات حلت مشاكل للناس و إحتاجها الناس … و ليست هذه دعوة لترك الدراسة و لكن …

هي دعوة لسؤال أنفسنا … حقا … لماذا ندرس … لماذا نتبع سلم الدراسة الذي بات عقيما في تخريج عقول قادرة على زيادة الإكتشاف و تسهيل حياة البشر و رفع مستواها و ليس زيادة عدد الموظفين بعقود رسمية … لن يجروء أحد على فصلهم من العمل … 

هي دعوة لمراجعة أسلوبك يا معلم ... إلى مراجعة إسلوبك يا مسؤول ... يا نظام تعليمي ... يا طالب ... يا ولي أمر ...

هي دعوة لأن تبدأ التفكير في أن تسلك طريقا أفضل بأهدافك وأن تُشرِك البحث في دراستك و إن لم يطلبه منك معلمك في المدرسة أو مشرفك في الجامعة … إبحث ... بإمكانك إجراء الأبحاث بسهولة ... وكل بحث سيزيدك مرتبة في عقلك ... أنت 

دعوة لك يا طالب أن لا تقضي حياتك في الدراسة و تهمل كل ما ستحتاجه في حياتك الواقعية ولن تعلمه لك الدراسة ... 

دعوة لأن تكون فاعلا و ليس فقط عقل معالج يدخل فصول الدراسة ليخرج منها موظفا يتقاضى أجرا ليكون له بيت و زوجة و سيارة …

دعوة لكل المعلمين و الآباء ... لإشعال شعلة العلم و البحث في عقول الطلبة ... بدلا من حشوها بالمعلومات لأجل تفريغها في الإمتحانات لاحقا ... 

بحاجة لتأجيج نار العلم والثقافة  بالإخلاص ... لنحرق غابات الجهل والإفلاس ...



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...