التقسيم …

By 2/23/2009 01:56:00 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


مبدأ جميل جدا … وراقي يظهر الإحساس البشري و القيم التي يجب أن يتمتع بها الإنسان تجاه من حوله من بشر ، فكلما كان الإنسان ميالا للمشاركة كانت إنسانيته أكثر غلبة علي نفسه الشيطانية و الأنانية ...

نتحدث عن تقسيم الأمور و تقسيم الكثير من الماديات ، وهذا أمر لا بأس به ، فالنفوس تحتاج إلى أن تهدأ و كلما إقتربت الأنفس إلى ما بعد الموت وما لها فيه كلما كانت الماديات أكثر رخصا و أهون على الإنسان أن  يزهد فيها إلا بقدر ما يمر به يومه وهو في رضى الله و بعيد عن سخطه .

كثر الحديث عن التقسيم و فوائده وجدواه وكل يرغب في أن يرى مكانه من هذا التقسيم ، ولا بأس في ذلك ولكن ألا تعتقدون أنه هناك تقسيمات أكثر اهمية و أكثر الحاحا يجب علينا ان نتناقشها ونتناولها بجدية أكبر كما نناقش الرزق الذي هو مقسم مسبقا من سبع سموات وقبل ان نأتي الى هذه الدنيا ؟ الا تعتقدون ذلك ؟

يولد الانسان ويموت فيستوفي رزقه وما الرزق الا ما سينفقه الانسان على نفسه لا اكثر فمن جمع الملايين وانفق منها في حياته مليونا واحدا فباقي الملايين ليست برزقه انما رزق من بقيت لهم وسيبقون منها ، وبما ان الرزق قد قسم و يسنال كل نصيبه منه لن ينقصه مثقال ذرة … فلما الخوف و الهلع و التكالب ؟ وترك الاهم لكي نهتم بما قد قضي امره وانتهى لا محال ؟
نعم نحتاج الى ان نتناقش في تقسيم الاخلاق ، نحتاج إلى ان نتناقش في حل مشاكل الشباب و الاجيال القادمة ، نحتاج الى النقاش في امر الادمغة التي تملاء بالتبن بدلا من العلم ، نحتاج الى نقاش امور العقول التي اصبحت مليئة بقشور الفول ، على قول أحد السنافر اين كنت عندما تم توزيع العقول ، اي عقول ، عقول من فول؟

نعم نحتاج الى ان نناقش اسلوب معيشتنا الغوغائي ، نحتاجالى ان نناقش استخدامنا للتقنيات الحديثة و الطرقات و السيارات ، نحتاج الى مراجعة تعاملاتنا بيننا وبين بعض ، نحتاج الى تقسيم الواجبات و الحقوق و الاخلاق و القيم ، نعم نحن بحاجة الى تقسيم القيم و الاخلاق من جديد ، فقد تراجعت معدلاتها بشكل رهيب ، عافانا الله واياكم من كل شر في هذه الدنيا وبعدها.

اهتمام كبير بما سيدخل الى الجيب لكي يخرج منه ، ولا اهتمام بما سيدخل العقل فيبقى فيه ليكون مؤثرا في تصرفاتنا وتعاملاتنا.

ليحسب كل منكم ما قد اكتسبه و انفقه في حياته حتى هذه اللحظة ؟ الا تلاحظ انه مكتوب ومقدر ؟ ماذا فعلت ؟ هل تصدقت وابقيت مما ادخرت ؟ تقاسمت مع غيرك الكثير ، وانفقت الكثير فما بقي منه ؟
اذ ما تنفقه لوجه الله هو ما سيبقى وما تنفقه في بطنك فقد انتهى امره ، وياليت الامر ينتهي عند تلك النقطة فسنسأل من اينا اكتسبناه وفيما انفقناه .
حكى لي احدهم قصة شيخ يدرس القرآن فكان له تلميذ نشط يحبه اكثر من غيره ولكن الغريب ان الشيخ كان عندما يحصل على هدية يعطي الجميع الا ذلك التلميذ ، وكلما تقاسم المال لم يعطه منه ، فمرة كانو يجلسون في ظل شجرة في يوم حار شمسه قوية ساطعة ، فسأل احد التلاميذ يا شيخنا مع انك تحب التلميذ فلان اكثر من غيره ولكنك تحرمه من الهدايا و الجوائز و المال فلما؟

فقال له الشيخ صحيح وإن أردت أن تعرف لماذا فقم وقف حافي القدمين على تلك الصخرة ، و الحر شديد و الشمس قوية ، فوقف التلميذ فسأله الشيخ كم اعطيتك من مال؟ فقال مبلغ كذا! فقال له ماذا فعلت به ؟ قال انفقته في امري! قال له لا فصل لي الامر. فراح التلميذ يفصل الامر فعلت بمبلغ كذا كذا و مبلغ كذا اشتريت به كذا واخذ وقته في التفصيل ، وبعد ان اكمل وقد كان يقف متململا من شدة حر الشمس وحرارة الصخرة وقد امضى وقتا لا بأس به قال له الشيخ اجلس الان ، ونادى على التلميذ الذي يحبه قال له قف على تلك الصخرة ، فوقف وسأله الشيخ ماذا اعطيتك ؟ فقال التلميذ لا شيء ! فقال له الشيخ اجلس ، ولم يأخذ منه الا لحظات ليعرف جوابه. هل فهتمت القصد من هذه الحكاية ؟ سنسأل يوم الوقوف امام الله عن مالنا من اينا اكتسبناه وفيما انفقناه ولكم ان تتخيلو موقفنا كما كان موقف التلاميذ.

فهل لنا أن نناقش و نهتم بما يرقى باخلاقنا ومجتمعنا بدلا ان نناقش تقسيم ما قد قسم مسبقا من فوق سبع سموات ؟


شكرا
أكمل قراءة الموضوع...

وتغيرت القبلة ...

By 2/03/2009 07:06:00 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 








صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و اصحابه ومن معهم من المسلمين الى بيت المقدس فترة من الزمن وقد كان ايذاء اليهود له ولاصحابه امرا زاد من رغبته في تحول القبلة من بيت المقدس الى البيت الحرام فاستجاب له ربه و تحولت القبلة الي بيت الله الحرام الكعبة المشرفة وبدأ المسلمين في الاتجاه اليها كقبلتهم يصلون صلاتهم وهم متجهون الى الكعبة اينما كانو واينما وجودو على كوكب الارض فقبلتم التي يصلون اليها هي بيت الله الحرام الكعبة الشرفة .


وقد اثر تحول القبلة تأثيرا عظيما في سير الدعوة واطفاء بعض نيران الحقد لدى اليهود .


ولكن لحظة ... لماذا اسهب في الحديث عن هذا و اغلبنا يعرف معناه و يعرف ماذا حدث وكيف فالقرآن يحكيه و السيرة تقصه فلماذا اتحدث عنه وانا بصدد الحديث عن تغيير القبلة في وقتنا الحاضر ! في وقتنا الحاضر ؟!


 نعم لما الاستغراب فقد تغير القبلة في ايامنا هذه و يزداد التأكيد على تغيرها كل يوم ونرى بام اعيننا كيف يتجه الناس الى القبلة الجديدة متجاهلين القبلة التي امر الله بان نتجه اليها ونصلي اليه ( الا من رحم ربي) فالاوامر التي لدينا نحن كمسلمين ان نطيع الله و نعبده ولا نشرك به شيئا ، والايمان بالله يكون في ان يكون كل امرنا لله معاشنا مأكلنا مشربنا سفرنا متعتنا اعمالنا مكاسبنا رزقنا انفاقنا ، حديثنا ، وساعة بساعة ، لا بأس بها ولكن ان نترك قبلتنا التي نصلي اليها ونتخذ قبلة جديدة ؟ ( الا من رحم ربي) ويالت القبلة الجديدة لها مكان محدد او اتجاه محدد فهي متغيرة الاتجاهات و متعددة الاوجه ولها تأثير قوي جدا على بعض النفوس التي قبلت بها قبلة لها و اتخذتها اتجاها للصلاة و العبادة بقلب وقالب .


ماذا اقول؟ هل يعقل ان تتغير القبلة حقا ؟ نعم نعم تتغير فلا تستغرب حقا فاليوم اصبح الناس ( الا من رحم ربي) يتجهون بصلاتها الى قبلة الدينار و تعبده عبادة كاملة و تهتم به وبمن يملكه و تتمناه وتعمل من اجله وهو الاساس وهو الفرع و هو الذي يعلي من شأنك بين الناس و يخفضه !! " المال قبلة جديدة ؟ نعم لما تستغرب ... بامكانك ان تسحب أي رجل ( الا من رحم ربي) دونما ان تلمسه بان تريه ريح العشرة دينارات ... اه لا لم تعد العشرة دينارات ذات تأثير فهناك العشرين و الخمسين ، اه من الخمسين اه كم هي فاخرة وساحرة و مؤثرة في عقول خاوية لا تسمع ولا تستجيب ( الا من رحم ربي) نعم اخوتي القبلة الجديدة للناس ( الا من رحم ربي) هي المال فلو انت ذا مال فانت اتقى الناس و اقومهم و اصدقهم تحسد على ما تملك و تركب و تسكن وترتدي دون النظر الى مابداخل جمجمتك من عقل وفي قلبك من دين و ايمان.


 وان كنت تملك مالا فانت حتى اشرفهم و اعدلهم و اجملهم و اكثرهم خفة ورقة و عذوبة حتى في اللسان . وان كنت تملك المال فالابواب كلها مفتوحة لك اقول كلها على ابواب الدنيا فابمكانك ان تسكن في بيت كالذي يسكنه جي ار الممثل الشهير في المسلسل القديم دالاس تذكرونه بالتأكيد (كان يذاع في الاذاعة الثانية ) نعم انه بيت فاخر (لا اعرف لماذا ذكرت هذا المثال ) وبامكانك ان تقود سيارة كالتي لم يقدها احد غيرك بعد الى حين فالمصنع يصنع و البلهاء يشترون وهم كثر ... ما الفائدة ؟ هل تنفع هذه القبلة عند الاحتضار ؟ هل تنفع هذه القبلة عند الدفن ؟ هل تنفع هذه القبلة عند سؤال الملكين ؟ هل تنفع هذه القبلة يوم السير على السراط ؟


لا والله لا تنفع ولن تنفع صاحبها لا في الدنيا ولا في غير الدنيا ابدا ان لم تكن وسيلة لان يتقرب بها الى خالق الخلق الذي امنه على هذا المال وهو ملك له وكلنا ملك للملك الاحد الفرد الصمد ولانك ملك لله فانت امين على ما امنك عليه ليرى ماتصنع بما امنك علي فهل انت متجه بوجهك الى ما امنت عليه جاعلا منه قبلة تصلي اليها ام انك مستعملا ما امنت عليه لترتفع بدرجات الى اعلى المراتب في احدى الغزوات ... تبرع سيدنا عثمان بن عفان وكان من اغنى اغنياء المدينة من المسلمين و جهز نصف الجيش تقريبا فما قال عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟


قال ماضر عثمان ما فعل بعد اليوم ،برأة برأة برأة ... وهو من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه من المبشرين بالجنة ادخلنا الله واياكم و جاورنا الحبيب المصطفى و صحبه نعم هكذا يعامل المال في الدنيا و يستعمل ويسخر لخدمة الدين و خدمة الانسان لا ان يتخذ كقبلة دونها الموت ... فهل نقبل جميعنا بتغير القبلة ؟ ام اننا نقاوم هذا التغير لنعيش حياة اكثر واقعية اقرب الي الحقيقة التي سنراها يوم نموت فنفيق من حلمنا الذي نعيش ؟ 






 شكرا
أكمل قراءة الموضوع...