ليبيا الحقوق...

By 1/06/2023 10:12:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




بهذه المقدمة 

"الأفكار التي تدور بخاطري هذه الأيام ... متعلقة بما يحدث حاليا من نشاط مفرط في عمليات الهدم و تنسيق الحدائق وتجديد كافة البنايات الإدارية والشوارع الرئيسية ورصف الطرق في العديد من المناطق ، وتعشيب المساحات المحيطة بالطرق خصوصا الرئيسية منها ومحاولة تغيير وجه المدن وتجميلها وإدخالها عالم التطور والتحضر ، حتى أن بعض المساكن الشعبية قد شرع في ترميمها وصيانتها على الحساب العام دون أن يدفع سكانها فلسا واحدا  نرى ونسمع يوميا عن موقع جديد وقرار هدمه أو إزالته لتطوير المنطقة و أتابع أعمال الهدم في كل المواقع السابقة كلما مررت عليها وكلي أمل أن يحل محل هذا الدمار شيء أفضل بأسلوب أفضل ، وأستشعر الجهود المبذولة في سبيل ذلك ، ولا أنكر أنني معجب بهذه المجهودات وأرجو أن تؤتي أكلها وتعطي النتائج المرجوة."


بدأت  التدوينة  ونشرت في شهر 4 سنة 2008 وكانت باسم "ليبيا الانسان" يمكنك الاطلاع عليها...

أما اليوم... ولن أطيل 

الأفكار التي تدور بخاطري هذه الأيام متعلقة بما يحدث حاليا من نشاط مفرط في عمليات البناء والصيانة والتعشيب وفتح الطرقات ورصفها، وهو ما يستبشر له العامة، بقول ( خير من بلاش) 

والحقيقة أنه قد يكون البلاش خير منه من ناحية الأداء والجودة في الكثير من الأحيان، ولكن ليس هذا ما يدور في الخاطر هذه الأيام... إنما أكثر ما يمنع قيام دولة ينعم فيها الناس بالإستقرار من كل جوانبه... 

قد يظن البعض أن الإستقرار سيتحقق في هذا البلد بدعم خارجي أو ماشابه... ولكن الحقيقة، أن عدم رد المظالم وارجاع الحقوق لأهلها بالحق، أهم جزء في مسألة قيام دولة في هذه البقعة من الأرض... 


ماذا لو أن الأموال الطائلة التي انفقت هنا وهناك ، ولا شأن لنا بذلك فمن أراد أن يحمل على عاتقه ويثقل كاهله، فهذا شأنه فهو المحاسب عليه، وما باليد إلا النصيحة أو أضعف الايمان بالقلب الانكار... ماذا لو ان انفقت تلك الأموال في تسوية المظالم المتراكمة المتشعبة التي وصلت في أحفاد المظلومين الذين نزعت منهم أملاكهم أو حقوقهم وما ردت إليهم؟

ماذا لو أن سعت الحكومات إلى تسوية كل تلك العوالق بتلك الأموال؟ 

اخذت الدولة أرضك؟ حسنا ما الذي يرضيك؟ هذا ثمنها بسعر اليوم ، اخذ بيتك وسكنه شخص آخر، لا يمكننا اخراجه ولكن يمكننا تعويضك تعويضا عادلا، فتشتري الدولة هذا العقار من صاحبه الأصلي وتقوم بالتسوية مع من اخذه، أو أن ينقل هذا الشاغل للعقار لمكان آخر تجهزه الدولة وترد لصاحبه عقاره، وهكذا دواليك حتى تهدأ النفوس وترد الثقة في الدولة ويتسنى لها من بعد ذلك القيام بكل ما يلزم لترتيب نفسها وترتيب البلد بأكمله، ولا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ولا لأحد عند الدولة مظلمة... وعندها سيكون من السهل اعادة التخطيط...


و قد يكون الأمر معقدا جدا لوجود المتربصين بأي ثقب في انبوب المال العام حتى يستنزفوه فيخف ضغطه حيث اريد له ان يروي... 

ولكن الحلول موجودة، والقدرة موجودة... ما يغيب ربما هو الدراية او الرغبة في تحدي هذا الأمر والاعتراف به حقا ومتابعته وجعله أولوية للحكومة او الدولة او ايا كان على رأسها... وذلك بدلا من انفاق المال على عشب يذبل بعد حين ، وارصفة لن يسير عليها أحد، وتعويد العامة على الهبات... 

ناهيك عن ما يثقل القطاع العام من زوائد الموظفين الذين ينسون البركة في مرتباتهم التي تيقاضونها وذلك مسرب آخر يحتاج لحوار مستقل، فالكثير شكواه نحو قلة المرتب ولا ينتبه لقلة البركة فيه لقلة ما يؤديه من مقابل يتقاضى عنه هذا الراتب... وانت تلقي باللوم على مديرك وإن كنت ممن حصل على هذه الوظيفة بوساطة تجاوزت الحق وأعطتك مالست أهلا له... 


وعلى كل... فان لم تتوجه الجهود لرد الحقوق ورد المظالم، وتطوير الادارة واستئصال العقلية العامة التي تعيش على مبدأ انا ومن بعدي الطوفان ولا اتخذ قرارا حتى لا الام عليه وإن فسد وضاع وهلك كل شيء... فهذا ما لن تقوم به دولة ولا يهنأ به أحد حتى من سرق مال الدولة كلها... 


شكرا 

أكمل قراءة الموضوع...

نقطة الإنطلاق...

By 12/27/2022 07:54:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 







تعرف ماهي سن البلوغ؟ 

أتدري أن هناك من يظن أن سن البلوغ هي سن الثامنة عشرة عاما؟ 


وهذا خلط بين السن القانونية وسن التكليف التي تبدأ مع البلوغ، والبلوغ هو قدرة الإنسان على إنجاب مثله، وتبدأ ببداية عمل الأجهزة التناسلية عند الإنسان.

وعلاماتها واضحة عند الجنسين ولا توجد سن معينة تبدأ فيها هذه العلامات فلكل إنسان وبيئة سنها ولكنها تتراوح بين التاسعة والثانية عشرة للفتيات ، والثالثة عشرة والخامسة عشرة للفتيان. ولا قانون خاص بذلك ولا اختيار للشخص فيها.

وتلك هي سن التكليف وسن الزواج التي وصفها الله في كتابه ببلوغ النكاح أي سن الزواج أو بداية سن الزواج التي يمكن فيها للإنسان أن يتزوج وينجب مثله وتصبح كل أعماله محسوبة عليه ومسجلة محاسب عليها وتفرض عليه الفرائض.

وبغض النظر عن تعاملنا مع البالغ المكلف كأنه طفل حتى يتخرج من الجامعة أو يتحمل المسؤولية ويجد عملا أو يكون ثريا... 

إلا أن البلوغ والتكليف هو ذاته ولا يؤخر ولا ينتظر حتى يتخرج أحدنا من الجامعة ذكرا كان أو انثى...

ومن جهلنا اليوم فإننا لا نربي الأولاد على تحمل المسؤولية ذكورا أو إناث، ولكن نكتفي بالرعاية والتسمين والتدريس ويا حبذا لو كانت المدرسة دولية خاصة حتى يتعلم انجليزي ويصبح (إنترناشيونال) 

وماذا عن الطبيعة التي لا تتوقف؟ 

ماذا عن البلوغ وجاهزيته للزواج وتحرك شهوته؟ 

وماذا عن تهيئته بناء على ذلك منذ الصغر وتجهيزهم لإستقبال هذه المرحلة بمسؤولية لا بلعب ولهو يقسم ظهر الوالدين عندما يجد الجد ويتأخر الزواج ويكون ابنهم لا يعتمد عليه ولا ابنتهم تصلح لتحمل مسئولية نفسها او غيرها او حتى تكون لهم عونا... 

ومع الاهتمام غالبا (الا من رحم الله) بالرعاية ننسى التربية وننسى العقل وننسى التكليف وننسى الطبيعة التي مر بها الجميع ولا يوجد أبوين لم يمرا بمرحلة البلوغ وظهور علاماتها وهناك الكثير ممن جربوا الجهل وخطأ المعلومات في هذه المرحلة بحجة العيب والحرام والحشمة، شبيه الأمر بترك المرأة ترتدي ما يعشر جسدها كما تشاء وهي حية، وتغطيتها بالرداء عند الدفن سترا لها.

ولا شك لدي أبدا بأن الله أعطى عقل الإنسان القدرة على الاستيعاب لمرحلة البلوغ والا لما كانت مرتبطة بسن التكليف بكل الفرائض التي من شرطها البلوغ والعقل... غير أننا أفرغنا هذا العقل من كل شيء إلا اللهو واللعب ومضيعة الوقت و وهم الدراسة والتخرج... 


ولكي لا يطول الأمر وندخل مداخل آخرى 

فإن كنت تعرف أن سن البلوغ ليست الثامنة عشرة ... وانها فقط السن القانونية للحصول على رخصة قيادة أو اجراءات حكومية معينة ، فأخبر من لا يعرف ذلك ، وأن سن الزواج تبدأ من البلوغ وليس التخرج او الثامنة عشرة 

وان كنا لن نقبل بذلك ونعتبر من هم دون الثامنة عشرة أطفالا وزواجهم اغتصاب وانتهاك للطفولة ودعهم يلعبوا ويعيشوا طفولتهم 

لاحظ: أن هذا المنطق هو المعاش منذ ما لا يقل عن 50 عاما الآن... وما النتيجة برأيك جراء تاخير سن الزواج على عكس ما خلق الله البشر؟! هل يعجبك حال مجتمعك اليوم وما آل إلأيه الأمر؟ أم أنك ممن يظنون أن الماديات فقط هي السبب في تأخر سن الزواج؟ 

ليس هذا موضوع الحديث ولكن هبت به رياح عابرة وليس محط للنقاش ولكنه مدعاة للتدبر والتأمل في كل المفاهيم السائدة اليوم والتي تعمل في المجتمع عملها منذ ما لا يقل عن 40 عاما ولم تأتي ثمارها إلا مرة كلعلقم وضحايها مازالوا يتساقطون كل يوم... فما الداعي لإستمرارها؟ 


الا يجدر بنا ان نغير مفاهيمنا ونصححها ونرجع لدليل المستخدم؟


وفقنا الله واياك لنكون واعين فاهمين وان لم نتخرج من الجامعات ونضيع وقتنا فيها 


شكرا 


 

أكمل قراءة الموضوع...

أبسط من ذلك بكثير...

By 10/15/2022 10:12:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




هل وقفت يوما على تحضيرات العزائم في مناسباتكم صغيرة كانت او حفلا في محفل بعدد كبير من المعازيم؟ 

أنت أكثر من يعرف اسلوب معيشتك في بيتك ، وراحتك فيه كما هو ، وقد لا تدقق أنت ولا أهل بيتك في طريقة تقديم الطعام في سائر أيامكم، وإن فعلت مرة فلن تفعل طوال العام، اللهم في رمضان إن فعلت... ولا تدقق كثيرا في مرافق بيتك التي تستعملها أنت ولا يراها الزوار لبيتك...

وتعرف جيدا كيف يتغير الحال عند زيارة الزوار وكيف أن لهم أطباق وفناجين مخصصة ومكان مخصص وحتى اللباس الذي تلبسه او يلبسه أهل البيت مختلف عن ما تراه كل يوم، كما يختلف الحال بين اللباس اليومي ولبسا زيارة الأفراح وزينتها، والكل يتفق على انه يجب ان تظهر بمظهر لائق أمام الضيوف أو الناس خارج البيت، بمن يبالغ ومن يعتدل.

وأنت الآن تتخيل وتعلم جيدا الفرق فيما أنت عليه بينك وبين أهلك وما أنت عليه في المناسبات وما يحدث من مداراة لإخفاء ما تظن أنه من العيوب ( وإن كنت تعيش بها ولا تراها من العيوب مع نفسك وأهلك) وما تظن أنه لا يليق بأن يراه الناس، ولابد ان يكون لذلك حدود ولا شك

والكل يفعل هذا بمستوياتهم المختلفة بشكل أو آخر... 


ومع علمنا بكل ذلك إلا أننا نحكم على البعض مما نراه منهم في تلك الحالات التي حرصوا على أن تكون مناسبة المظهر والهيأة وبذلوا جهدا ليظهروا كذلك ولا تتذكر منهم الا ما تراه مما أرادوك أن تراه... 

فتجد أن البعض يتخيل هذا الإنسان أنه يعيش هكذا بذاك المظهر طوال حياته وكل اوقات يومه ولا يفكر أن قد يكون له ملابس لا يظهر بها أمام الناس قد تكون مهترئة من كثر الاستعمال أو جوارب ممزقة أو أنه يجلس في بيته بملابس قديمة أو غير مرتبة ولا منسقة فيرسم له أفضل صورة عكسها مظهره الذي اعتاد به أن يراه.


دعك من هذا كله فلابد وأنك رسمت الصورة الآن في ذهنك ولكن لكثرة التعود يصعب ان ترى مديرك او تلك الفتاة الرقيقة التي رأيت أو الشاب بغير ما رأيتهم عليه من هيأة ...


والأمر ذاته في عقول الناشئين عندما يتابعوا ( من بات المربي الأساسي لهم الا من رحم الله) مشاهير الإعلام والأفلام والمتناططين في الشاشات ليل نهار يعرضون رفاه حياتهم وبذخهم الذي يجلب لهم المزيد من المشاهدات وإن كانوا لا يملكون شيئا مما يعرضون كما تبين من امر الكثير منهم ... ولا يفكر من يشاهدهم أبدا بأن لهم ساعات لا تراهم فيها العدسات ولا تتبعهم وأنهم حينها يكونون على طبيعتهم ولا يهتمون جدا لمظهرهم لأنهم خارج عين المراقبة ...

هل فكرت في ذلك من قبل؟ 

قبل أن تسخط على حالك ولا ترضاه وتسعى جاهدا للتغير ومحاولة محاكاة ما تراه في تلك المقاطع البسيطة وتطبيقه على يومك وليلتك وتعرف انك ستعجز عنه من أول ليلة وإن فعلت وأقنعت نفسك أنك تستطيع سترهق نفسك وأهلك ومن حولك حتى وإن حصلت على شيء من الإعجاب او التفات الاعناق والنظر اليك في زينتك ( تعرف معنى الزينة لغة؟) وانت تشحن نفسك بالاحساس بالاهمية  لأجل ذلك؟


حتى بات المظهر عندنا أهم بكثير من الجوهر ، وترى ذلك من اهتمام الناس بأشكالهم وعدم رضاهم على مظهرهم وتغييره ليصبحو مسوخا متشابهة وديكورات بيوتهم المبالغ في الاعتناء بها اكثر من صلاح البيت للسكن صحيا ونفسيا ، أكثر من اهتمامهم بتربية وتنشئة أولادهم وشحن أنفسهم بثقافة ووعي يمكنهم من التفريق بين الغث والسمين وعيش حياة طبيعية لا تكلف فيها ولا إرهاق للنفس فقط لتظهر بمظهر ترى أنه بك يليق، وتنسى أحيانا أن ما يوضع على الوجه من أصباغ تعكسها الشمص فتبدو كأنك عملة معدنية تسير في الشارع ولا قيمة لها... 

تماما كذاك الشاب الذي كان يرد على كل من يسأله اسمه أن اسمه عايد ... وهو اكثر رقيا من اسمه الحقيقي عياد... 

أو تلك الفتاة التي يشع وجهها بياضا ناصعا يسلب الأنظار لكي لا ترى اسمرار بشرة الرقبة او اليدين...

أو تلك الأسرة التي لديها أفخر الأثاث في صالوناتهم ، وكذلك أغلى الأثاث في المطبخ ، حتى ان فيه ثلاجة مخفية... ولكنهم حقا يعيشون في غرفة بحمامها في الحديثة ومراتب أرضية وحياة طبيعية...

ففكر في تلك الحالات التي يكون فيها الإنسان مع نفسه وأهله ، ولا تحكم فقط بما تراه منه في حالاته التي يريدك أن تراه فيها فقط كما تفعل أنت ... 

ولكن الحياة أبسط من ذلك بكثير... واحتياجاتنا للعيش فيها أقل من ذلك بكثير... 


شكرا... 




أكمل قراءة الموضوع...

رفقا بنا جميعا ...

By 10/04/2022 10:07:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



هل سبق وان سمعت بآية قرآنية تقول " إنما خلقت الجن والإنس ليرضوا النساء" ؟ أو " يا أيها الذين آمنوا ارضوا النساء تدخلو الجنة؟" أو من لا يرضي زوجته ويفعل ما تريد حقت له النار؟ 

باتت التربية اليوم متوافقة مع التدفق الإعلامي الزاخم الذي يركز على الحب وتلبية متطلبات الحب ، ورضا المحبوبة لتكون منجزا حائزا على الرضا التام، وانك يجب ان تعمل وتجتهد لتكسب المال لتوفر لحبيبتك ( وليتهم فقط يتحدثون عن زوجتك) كل ما تحب وأنت رجل يوفر كل ما تطلبه زوجتك إذا أنت رجل حقيقي.

وبكم هذا التدفق وقوته هناك كم من الضغط على من وجد نفسه ضعيفا في هذا المجتمع المتحامل المتجاهل "إلا من رحم الله" ليكون موفرا لولده وزوجته ما يجعلهم لا يهانوا بين اقرانهم وصديقاتهن حسب قولهم وعاطفتهم المتدفقة للتدقيق على نقاط ضعف اضافية فيه... حسب ما تقول الزوجة ، وانه يجب عليه أن يوفر لهم ما يجعلهم مثل أو أفضل من الآخرين... 

فهل يا ترى يسمع ذاك المستضعف قول الله تعالى: "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التغابن:15]." 

فيحذر من أن يتجاوز حدود قدرته في الإنفاق على أهله فكذلك يقول الله تعالى في كتابه: 

(لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7))

وهنا تحديد وتذكير لكي لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق وينطبق عليه الحذر كما الآية السابقة لكي لا يجر إلى ما لا يطيق ... فيتحول أهله إلى أعداء له.

ولعلك تذكر هذه الحادثة التي طلبت فيها امهاتنا بعض التوسعة في الرزق من النبي فكان الرد من عند الله ...

 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29[الأحزاب]

ولك البحث في سبب نزول الآية...


ولعلك كلما رفضت أمرا لا يمكنك ولا تستطيعه سمعت، رفقا بالقوارير ، استوصوا بالنساء خيرا... كيف تخليها في خاطرهم... 

رفقا بالقوارير...

أتعرف مناسبتها؟ 

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ له: أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بالقَوَارِيرِ.

وفي رواية رفقا بالقوارير... 


أي أنه يتحدث لمن يقود القافلة بأن يتمهل ففي القافلة نساء فرفقا بهن وهن على ظهور الجمال فلا تسرع ...

ولكن رفقا بالقوارير باتت اليوم في كل شي، مكانه وغير مكانه، تستحق الرفق ام لا تستحق، واستوصوا بالنساء خيرا... 


كيف توفق بين استوصوا بالنساء خيرا و" إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " دون أن تظلم نفسك أو تظلم اهلك وأولادك، قد يكون هو السؤال الأهم الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا 

فالتوفيق بين ، أننا مكلفون بإعلاء كلمة الله في الأرض ، وتعمير الأرض والمشي في مناكبها والعمل ليرى الله ورسوله عملنا ووجدت المرأة عونا لنا على ذلك كما أخبرنا الله... وبين الإسستيصاء بالنساء خيرا ، والمعاشرة بمعروف أو التسريح بإحسان ، وان نتق الفتن في المال والنساء ونصنع الأجيال التي يمكنها اكمال المشوار حتى تعلى كلمة الله في الأرض ، بعيدا عن أن نكون أدوات لإشباع الشهوات وتوفير المكسرات والتوافه والنثريات لترضى عنك النساء والأولاد وتأخذ منهن حقك المكتوب لك بالميثاق الغليظ دون أن تساوم على شيء لا تستطيعه...

وكذلك أن تعي النساء سبب وجودنا جميعا في هذه الحياة، وإنا كما أوصانا النبي وديننا ان نعامل النساء بالحسنى فقد أوصاهن وشدد عليهن في الستر لأنفسهن وعدم التزين لغير الزوج وأن يكن سكنا للرجل معينات له على أحوال الدنيا لا العكس ، والطاعة للزوج وتربية الأبناء ليكونوا من أهل الإسلام ورافعي رايته ولتكن الجنة تحت أقدام الإمهات...

فرفقا بنا جميعا أيها الرجل، فأنت القائد وبيدك أن توقف هذه المآسي التي تقع على رأس الجميع ذكورا واناثا، عليك ان توقف هذا العبث وتعيد كل شيء لمكانه، وتوقف المهازل وتستر النساء وتقف وقفتك لتكون حقا رجل ولا تخشى في الحق أحدا وإن كان سفير الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة ، أو قناواتم  وبرامجهم جميعا...


رفقا بنا جميعا... يرحمنا ويرحمكم الله ... 


شكرا 




أكمل قراءة الموضوع...

الجاهلية ... ودول العالم الثالث

By 9/07/2022 11:19:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تشبعت عقولنا بفظاعة عصر الجاهلية الذي كان العرب يعيشونه عيشة لا تعرف للإنسان حقا ولا لله.

يدفنون المولود لهم من الأنثى، يغيرون على بعض يسبون النساء يستحلون كل شيء
حروبهم عقيمة لأعوام تمتد لجد الجد.
وقد لا نحتاج لكل هذا السرد فأغلبنا يعرف ذلك وكأننا كنا بينهم نعيش لكثرة ما اشبعنا بها وبحكاياتها.

واليوم نحن مصنفون من دول العالم الثالث!!
وأيضا أغلبنا يصعب إقناعهم بعكس ذلك ، تصور!
فنحن الدول المتخلفة التي ورثت تلك الجاهلية وعاشتها عندما وصل الناس من دول العالم الأول إلى القمر، او بعض مؤسساتهم الممولة بترف لأهداف مادية ... فعلت

عقول من يعيشون على هذه البقعة من الأرض مغلقة مع وضع شدة على اللام لا تنساها.

لنوقف تسلسل الأفكار هنا ونسأل بعض الاسئلة 
من الذي صنف العالم دول عالم أول وثاني وثالث؟
وماهي المقاييس التي اعتبرت لأجل هذا التصنيف؟
ولما لا نسمع كثيرا عن دول العالم الثاني؟ اليست خير الأمور أوسطها؟
وما الذي اقنعنا بأننا دول متخلفة وعالم ثالث و "والله ماصاير منها" 
وكيف تشربنا هذا المفهوم ورضيناه وتشاجرنا من اجل اثباته كأنه تنزيل من عند الله؟

هل سألت نفسك مرة او ببالك خطر أن تبحث أو تعرف ماكان وضع العالم الأول اليوم في شمال الكرة الأرضية وكيف كانت جاهليتهم؟
قصص العصور المظلمة في أوروبا تشبعنا بها في أفلامهم ببطولات من ياخذون من الغني ويعطون الفقير
ويحاربون الاقطاعيين الذين يستعبدون الناس، وما بين قبائلهم من حروب وغارات وتركيزهم على بطولات اناروا بها ظلام تلك الحقبة التي ماكان فيها كأبو جهل في مروءته وحرصه على عدم هتك عرض عدوه عندما كان يريد قتله. 
وإن كنا نستصغر عروة بن الورد الى جانب روبين هود الذي بات ثقافة وشهرة لا لفضل للثاني على الأول بل لأن من يحكي قصة الثاني هو الحضارة السائدة اليوم لا أكثر.

وهل يصح لنا أن نحكم بفكر اليوم عن ما مضى؟
نعم فيقول لك كيف تزوج النبي تسعة نساء
هل تدري أن الجاهلية قبل الإسلام كانوا يدفنون بناتهم احياء؟
وان ذلك تغير بإنتشار الإسلام؟
وهل تدري أن العرف حينها كان لا بأس بدفن ابنتك خوف العار؟
وأن الجميع كانوا لا يستهجنونه؟
كما بات اليوم الكثير لا يستهجن زواج الذكور ببعضهم البعض والعياذ بالله 

مقارنات كثيرة إن شئت تعدادها أو على الأقل التدبر الآن من حولك والتدقيق بفطرة سليمة، وستعرف جيدا أن جل أهل الأرض يشتكون مما تشتكي أنت منه ويرون أن غيرهم من البلاد "على قدر إعلامها ودعايتها" العيش فيها أفضل من العيش حيث هم الآن.

اسأل نفسك هل التطور التقني المادي يكفي لأن يكون تصنيفك الأول؟
وماذا إن نظرنا للتقييم المعنوي أو الروحاني أو الأخلاقي والتعاملات ونوعية الحياة ومافيها من ضغوطات ونسب التضييق على الإنسان البسيط ليدفع ثمن عيشه البسيط.

ماذا لو اننا ركزنا قليلا في المقاييس التي صنف بها من صنف ودققنا هل حقا يصلح القياس بها ام لا؟
ومن ثم تأكدنا من مرتبتنا. ذلك إن كنا حقا نحتاج إلى من يصنفنا واننا حقا نسعى لنكون أمة فاعلة بين الامم واننا نؤدي دورنا الذي كلفنا به 

والحقيقة اننا مهملون لواجباتنا ولحقيقة مهمتنا منهمكون في تحصيل ما يستعمل من يصنفنا لنكون في تصنيف أفضل بالنسبة لهم وان كانت تصنيفاتهم اساسا لا تصلح ولا تليق بمن وجب أن يكون خير أمة أخرجت للناس ولابد أنك تعرف شروط ذلك
وإن ركزت في تقسيم العالم الواقعي اليوم ستجد أن 
أمريكا هي العضلات والفتوة في العالم وهي الإمبراطورية السائدة "إلى حين" 
أوروبا هي المهندس والصين المصنع وإفريقيا مخزن الموارد الطبيعية والبشرية
وماذا نكون نحن المسلمين؟
ألا يحتاج هذا العالم المادي الى روح تحييه؟
الم نُبعث نحن أمة لتكون روحا للعالم؟ تعيده لمساره الصحيح المتزن بين إعمار الأرض وطاعة خالقها والدعوة إليه؟

لسنا دول عالم ثالث ولسنا متخلفين بل فينا من الخير ما يتمنى سكان العالم المادي لو انهم يعطون كل مادياتهم ويحصلون على شيء مما لدينا من انسانية وقلب مطمئن وسكينة روح.


دول عالم ثالث بالنسبة لمن صدقهم واطاعهم وامن على دعائه.
وقد يكون الآن يعيش بين نظرة مادية اشبع بها عقله مما يراه عندهم ولا يجده بين يديه ، وبين حقيقة الحياة عندهم وماديتها البحتة وحياته الميئة بما أغمض عينيه عنه محاولا مقارنة مادياته بمادياتهم ، فلا هو عاش عندهم براحة روح حية ، ولا هو تكيف مع طبيعة بلاده واهلها 

اما نحن فلا ، لسنا دول عالم ثالث ولن نعيش الجاهلية الجديدة 


شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

الشهوة الجنسية ... بين الإنسان والحيوان والتعقيد والتبسيط

By 7/29/2018 09:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لمن يقارن شهوة الإنسان بالحيوان...
هل سبق ورأيت نعجة أو قطة أو فرسا... تغري ذكرها بجسدها وتتمايل أمامه لينتبه لها ويتقدم لخطبتها أو يرغب في التزاوج معها؟
أم أن طبيعة الحيوانات أن يغري الذكر الأنثى بقوته ويثبت نفسه وقدرته على البقاء حتى تختاره ليتزواج معها ليستمر نسل قوي يمكنه ذلك من الإستمرار؟
بغض النظر عن التنوع في عالم الحيوان...

هل شهوة الحيوان تتحرك بالنظر أو بالسمع الحديث؟
هل شهوة الحيوان تتأثر بخلع ثياب أو سترها؟
هل شهوة الحيوان تثار في كل وقت وحين دون وجود موسم لها أو فترة أو قتال لإظهار الأقوى لأجل إستمرار نسل قوي؟
ما يمكن أن نشبهه بين شهوة الحيوان والإنسان هو فقط أنه الطريق لإستمرار النسل ... وهو ما تطبقه الحيوانات ولا تتعدى إلى ما وراءه، على عكس البشر... وإن لم توجد الشهوة لدينا نحن البشر والجميع يعلم مشاق تربية الأبناء... لما أقدم أحد على إنجاب الأطفال من الأساس...
وكذلك لا يليق بالبشر أن يسيروا في الشوارع يرسلون لبعضهم البعض إشارات إثارة جنسية ، ورجاء لا تقل لي " أنتو بس همكم فيها الحاجة هذه العالم كله المرا تمشي لابسة شن تبي ما يشوفلها حد... عيني في عينك هكي على حكاية ما يشوفلها حد؟" لأنه أمر فطري بشري مايعرف جنسية من جنسية ... وربما عليك مراجعة المجتمعات المتعرية وما يفعل الناس فيها للوصول لإشباع هذه الشهوة التي تهيج ليل نهار ما لم يغض أحدهم بصره... ولا مشكلة لديهم في أن يقضي أحدهم ليلة عابرة مع إحداهن ولا يجدون حرجا في ذلك، وربما ترى ما تفعله الفاتنة المتعرية عندما تدخل في مقهى وأعين الرجال كلها تلتفت إليها، وترى ذلك في الأفلام بوضوح تمثيلا عن الواقع...
وعلى عكس ما نفعل نحن بتأخير الزواج بحجج كاذبة وجاهلية في العقول عقيمة، كأن المجتمع يقول لا ... نحن لا تراودنا شهواتنا التي تنشط بمجرد البلوغ... نعم البلوغ وما البلوغ إلا فترة تنضج فيها أعضاء الإنسان التناسلية ويصبح قادرا على إنجاب مثله... والشهوة تنشط مع البلوغ وليس بعد التخرج من الجامعة والحصول على شهادة... وشواهد ذلك لديكم واضحة... ولكن التراب غطى أعينكم ونسيتم أن العفاف أهم بكثير من كل شيء أوليتموه إهتمامكم...

ونعرف جيدا أن الوازع الداخلي أقوى من العيب في المجتمعات التي تربي على القيم والأخلاق ولا تبيع نفسها رخيصة... وإن كان العيب له قوة لا يستهان بها...
وإن لم يعد الكثير من هذه الأفعال عيبا ، فلم يعد هناك إستحياء من إرسال الإشارات الجنسية في الطرقات والصفحات والصور والكلمات ولم يعد كتف المرأة وساقها وحتى تفاصيلها التي نستحي من ذكرها ولكننا لا نستحي من رؤيتها حية أمامنا وتقول "أنت شن دخلك أنا طالعة وبوي يندري عليا" والهدف غالبا جذب ذكر ليحدث الزواج ومن ثم التزاوج... أم أن هناك هدفا آخر؟
وإن راجعت الصور والمقاطع الشخصية في الإنستجرام مثلا ، ستجد التركيز عند الفتيات في إبراز كل مفاتن الجسد وتقف إحداهن معوجة حتى يظهر منها ما يغري الآخرين للضغط على صورتها ومشاهدة مقاطعها وبالتالي متابعة حسابها... ولسان الحال يقول... "تكذبو على من أنكم ما تعدلوا على الحاجة هذه وبإدعاء أن الشهوة مركزة عند الشرقيين فقط؟" ولا فرق في ذلك بين شرق وغرب...
ولعلك أيضا تعلم أن حجم تجارة الإباحية يكاد يفوق تجارات كثيرة في العالم... والأرقام موجودة في الإنترنت إن أردت الإطلاع...

وهذه بعض الإحصائات التي ممكن أن تجدها "متطرطشة" في أرجاء النت فلا يعني هذا الأمر للبعض إلا بقرة حلوب تدر المال...
- بلغ حجم تجارة الإباحية حوالية 97 مليار سنويا، 12 مليار منها يأتي من أمريكا وحدها...
- الجمهور الذي تتلقاه المواقع الإباحية يفوق جمهور الامازون نت فلكس وتويتر مجتمعة...
- 35 % من تنزيلات الإنترنت تأتي من المواد الإباحية.
- حوالي 30% من البيانات المتناقلة عبر الإنترنت مرتبطة بالإباحية.
- تم القبض على ما يزيد عن +624,000 من تجار إباحية الأطفال وهو ما يعد أكبر مجال متسارع في النمو عبر العالم.
- في عام 2016 فقط تم مشاهدة 4,599,000,000 ساعة من المقاطع الإباحية على موقع واحد فقط
- حجم قطاع الإباحية أكبر خمسين في المائة من هوليوود
- أحد المواقع الإباحية صرح بأنه يبث 75 قيقا في الثانية من خلال مشاهدات المتابعين له وأنه تمت مشاهدة محتواه 87 مليار مرة في عام واحد
- 12 % من محتوى الإنترنت من المواد الإبايحة
- أن ما يزيد عن 97 % من المواد الإباحية موجهة للرجال بعرض النساء...

إحصاءات كثيرة ... ومن ثم نقول ... شهوة حيوانية؟
ومن ثم هناك من يقول... لا أنت غض بصرك...
وربما تسأل نفسك لما تستعمل النساء وأجسادها في إعلانات العجلات والسيارات والأثاث والمناشف والصابون ولما تبعث الجاسوسة للإيقاع بالمسؤل بدلا من الجاسوس؟

والله أخبرنا أن غض البصر واجب على الجنسين... فكلاهما يشتهي الآخر ، وإن كانت المرأة فيها ما يصير الرجل بصريا أكثر من العكس... وأن الستر وعدم عرض الجسد وعدم إبداء الزينة واجب على النساء...
وربما واضح من كل تلك المواد الإباحية لما يجب على النساء أن يسترن ولما يجب على الجميع أن يغضوا أبصارهم...

الكثير من المنظمات حول العالم تحاول جاهدة لمحاربة هذا الأمر ، لأنه يشكل مشكلة كبيرة وإدمان عليه وفساد في الطباع والكثير من الأمراض ولعلك تعرف ما لا يجب أن نتحدث عنه من مساوئ ذلك...

هل يمكنك مقارنة هذا الذي يحدث بأمر الله للبشر جميعا بغض البصر وبالستر؟
وأن تفيق على نفسك لتعلم أن الستر لا يعني تغطية الشعر فقط وترك الجسد وإشارته الجنسية تبث في كل إتجاه؟
التعري في العالم لا يمر مرور الكرام... حيث لا يهتم الذكر بأن يرى غيره من الذكور زوجته وقد لا يصدم إذا ما وجد أنها تقيم علاقة مع آخر وهو يقيم علاقة مع أخرى... إلا من كان يملك قلبا حيا فيه فطرة سليمة ، فهذا شيء لا يرضاه بشر عاقل... لنترك الحديث عن العقول الآن

ونقول أن الشهوة لدينا نحن البشر هدفها إنجاب الذرية، ولكننا حولناها إلى تجارة ومتعة وهم لحياتنا تركنا كل شيء لنهتم بها... وهل أقمناها حق إقامتها؟

لا ... فقد أغلقنا وضيقنا الباب الوحيد الحلال لها.. وفتحنا كل ما دونه...

مؤسف جدا أن ترى الشباب يشقى لكي يتزوج... ويحصن نفسه... وبتحصين نفسه... يحصن زوجته... فالزواج منفعة مشتركة... وليس أمرا للرجل وحده ...
جدا مؤسف أن ترى التعب في عين من يصور صوره وهو عريس... وكأنه إجتاز أعظم إختبار في الحياة وإستطاع قتل التنين وهزيمة الغول وحلب العنقاء وحصل على رمش الجثامة...
فقط ليعف نفسه ويتزوج!... جدا مؤسف...
ولا تنكر أن الجميع يعاني تأخر الزواج الذي هو بيدنا نحن تسريعه وتأخيره، ولا تلم النصيب تهربا من المسؤولية وتطمينا للنفس... ولكن لنلم أنفسنا أننا أخرجنا الزواج من بساطته إلى التعقيد بكل ما تحمل الكلمة من معنى للتعقيد... أكثر من تشابك كوابل الشحن ببعضها لدرجة أنك ترميها جميعا أو تضحي بها من أجل إنقاذ كابل واحد...

ونحن فقط الملام على ذلك ... فلدينا أمر بالإسراع بزواج البكر ولدينا أمر بعدم التأخير للزواج...
ولكن... نحن كمن يجتهد أشد الإجتهاد ليضر نفسه، ويفلح في ذلك...

الشهوة طبيعة فينا... ولكن الغير طبيعي هو أن لا نسهل مسارها ونبسطه ونتعاون على تسهيله...

لن أزيد أكثر... فأنت تعي ما أقول جيدا... وإن لم تعترف...
فنحن نخشى التعبير عن ما بداخلنا على كل حال...

شكراً...




أكمل قراءة الموضوع...

خطبة جمعة... أخرجوا الدين من المساجد

By 6/24/2018 10:41:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



الحمد لله ثم الحمد لله

الحمد لله نحمده ، نستعينه ونستهديه ونسترشده، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اللّهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمد  صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى في السر والعلن.

إخوتي في الله...

لعلكم تحفظون الخطب لكثرة تكرارها وتكرار مواضيعها حتى بات وكأن أغلبنا يحضر إلى المسجد ليرفع الحرج عن نفسه بأنه أدى فريضتها.

ولكن هل حقا نخرج من الجمعة بدروس تحفزنا لنكون إلى الله أقرب؟

أم أننا نعيش الإيمان واللطف والحنية في المسجد ونتركها عند الباب لنستلم طبعنا الحقيقي الذي نعيش به بين الناس؟

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الذي بات رمزا للهدية في مناسبات لا ترضي الله ورسوله ، وزينة للمكتبات في بيوتنا ونهجر العمل به سائر أيامنا إلا من رحم ربنا...
بسم الله الرحمن الرحيم

(  اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)) 

 بالله عليكم يا إخوة الإسلام... 
إنا نوقن أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وليس منا من يجهل معنى الفحشاء والمنكر والبغي...
ولكن ماذا نقول عن المصلين أصحاب القلوب الرحيمة داخل المساجد والساخطين على الناس خارجها؟ 
ماذا نقول عن من يصلي صلاته في وقتها ولكنه يغلق الطريق بركن سيارته فلا يعطي الطريق حقها؟ 
ماذا نقول لمن يصلي ويعادي جاره وليس من جيرانه من يأمنه؟
ماذا نقول لمن يصلي ويسيء لأهل بيته؟
ماذا نقول عن من يطلق لسانه بالسباب واللعان وهو يصلي خمس أوقاته بالمسجد؟
ويطفف ميزانه أو يتأخر عن دوامه؟
ماذا نقول لمن يصلي ويهمل تربية بناته وأبناءه ومتابعتهم وتنشئتهم بالحلال يرحمني ويرحمكم الله.

تظنون أن ما نحن فيه اليوم من حال مرتبط بالساسة وتقصيرهم أو بمؤامرات خارجية تحاك لنا؟

والله إن ما يحدث لنا إنما نتاج ما كسبت أيدينا وبإستهانتنا بأكل الحرام وتبريره وسرقة المال العام وأكل مال اليتيم وظلم الأخوة والأباء والجيران...
ناهيك عن تشتت كلمتنا وتفرق وحدتنا فكان هواننا على الناس ...

ترون كيف أنكم تلينون بيد بعضكم البعض في المسجد عند الصلاة. 
و ترون كيف يعين بعضكم البعض في وضع المصحف مكانه عند بداية الخطبة.

وترون كيف هي قلوبكم الآن خاضعة هادئة لأنكم في حضرة المسجد ستقفون بين يدي الله في صلاتكم، و تنسون أنكم بين يدي الله طوال حياتكم وأنه يراكم من حيث لا ترونه وأنكم محاسبون على كل فعل وحركة وتصرف ولقمة تدخلونها جوفكم وجوف أبناءكم، كما أننا نحاسب على عدم إطاء الطريق حقه، وعلى تأخير حاجة الناس ظلما وجورا وكسلا... ونحاسب على نظرات الحقد التي نتبادلها بيننا وبين بعض وقد وأدنا الإبتسامة إلا من رحم الله.

إخوتي في الله ، لنخرج الدين من المساجد والمناسبات ومن القوالب التي فرضناها عليه وحشرناه فيها ، فديننا دين حياة ودين رحمة ولن يستقيم الحال إلا بأن تكون حياتنا وأعمالنا وعبادتنا لله وحده، ولن أعيد على مسامعكم ما حفظتم من كلمات ، ولكن أذكركم ونفسي أن الله سبحانه سن سننا في هذه الحياة ، فمن إتقى الله وعمل وإجتهد وأخذ بالأسباب وأحسن الأخذ بها فإنه بإذن الله سيحقق ما يريد، ومن تواكل وإنتظر الفرج فيما صنع لنفسه من ضيق دون عمل فسيبقى في إنحدار دائم حتى يتحرك ويبذل جهده ويقوم بواجبه اللازم له.

فكر يرحمك الله أن دينك في قلبك يجب أن يسيطر على حياتك وإلا فإنك ستكون عبدا للعادات والمادة وما يقول الناس وتخشاه أكثر من خشيتك الله والعياذ بالله. 
لنخرج من المسجد اليوم وعزمنا على أن نأخذ الدين معنا ولا نتركه في عند الباب هنا، وأن نطبق اللين والتراحم بيننا في الطرقات والأسواق والمؤسسات والإدارات والأهم في البيوت مع الزوجات والإبناء والبنات، فإن لم تفعلوا أنتم ذلك سيفعل غيركم وتخسروا دينكم ودنياكم والعياذ بالله.
أعاننا الله وإياكم على عيش ديننا في كل تفاصيل حياتنا حتى نلقاه 

((يَا عِبَادِي, إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا, فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ)).

 ...أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم...

إستغفروه يغفر لكم



الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئُ مَزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلالِ وجهك ولعظيم سلطانك.

إخوتي في الله 

إنتماءنا لهذا الدين العظيم من أعظم نعم الله علينا، ولا يجب ان نألفها وننسى أنفسنا في خضم الحياة المادية التي بتنا نعيش... 

وباتت تسرق منا أيامنا ، ولابد أن نعلم أن الدين وشرائعه هي تنظيم لحياتنا وحل مشاكلنا إن فهمناه فهما صحيحا دقيقا.

يحكى أن يهوديا أراد أن يستهزئ بأحد المسلمين فقال له 

ألا يقول كتابكم أن ما فرطنا في الكتاب من شيء؟

فقال نعم بالتأكيد 

يقول الله تعالى في سورة الأنعام ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) ) 

نعم وبناء على ذلك هل لك أن تريني من كتابك ، كم لكيس الدقيق أن ينتج من أرغفة الخبز؟

فقال المؤمن بالتأكيد ولكن أعطني بعض الوقت... 

فقال اليهودي هازئا واثقا أنه لن يجد له الجواب من القرآن، خذ الوقت الذي تريد...

بعد أقل من ساعة عاد المؤمن لليهودي وقال له كيس الدقيق يصنع مائتين و خمسين رغيفا...

فضحك اليهودي وسأله أرني هذا من كتابكم... 

فقال المؤمن الواثق الذي فهم القرآن ومقاصده ومعانيه فهما أنار الله به قلبه... إقرأ قوله تعالى 
في سورة النحل الآية ثلاثة وأربعين 
 (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) )) 

فسألت الخباز وأخبرني بخبرته عن الإجابة وأعطاني الكثير من التفاصيل ولكني إختصرت لك الجواب...

هكذا يجب أن نفهم القرآن و نعرف كيف نستنبط منه ما يفيد حياتنا، وكل ما نحتاج هو أن ننصت ونعي ونعقل ونفهم ولا نهمل عقولنا ونشغلها بشهوات الدنيا الزائلة... 

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].



﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286].


عباد الله

إنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون، وأوفوا بعهد الله إذا عاهَدتُم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعَلتُم الله عليكم كفيلًا، إنَّ الله يعلم ما تفعلون.

واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.

شكرا...

أكمل قراءة الموضوع...

لما يحارب القرآنيون أنفسهم؟

By 6/19/2018 11:45:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




القرآنيون ... يقولون أنهم يأخذون فقط بالقرآن ولا يعترفون بالسنة وما ورد فيها من أحاديث...  ويتهمون الآخذ بها أنه يخترع لهم ما لم ينزل به الله من سلطان... 

ولكن اذا ما أخبرتهم أن القرآن هو من أمرنا بأن نأخذ ما يأتينا به الرسول ونترك ما ينهانا عنه، وأن الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى، أي أن النبي وكل ما نها عنه و أمر به هو من أمر الله ، والكثير من الآيات تربط رضا الله ورسوله وأمر الله ورسوله بعضها ببعض تأكيدا أنه لا ينطق عن الهوى.

فما المشكلة؟
ولما تفك الإرتباط بين ما قال الله أنه واحد؟ 

بعض الأطعمة التي نحبها تحدث تهيجا فينا ويظنها الجسم ونظامه الدفاعي هجوما عليه فيأخذ في محاربتها والقضاء عليها ظنا منه أنه حقا يخلص نفسه من عدو مهاجم. 
وهذا يحدث أحيانا مع أكثر الأعضاء حيوية في الجسم مما يؤدي إلى الوفاة السريعة أحيانا ومن الذي قتله؟
خوف نفسه عليه من نفسه وما يفيده قتله... محاربته لنفسه من نفسه فيها قتله... 

ولن تحل هذه المشكلة مع جهاز المناعة إلا إذا أقنعنا الجسم بأن ما يحاربه ليس مهاجما معتديا وليس جسما غريبا وليس ضارا بك ولكن الحقيقة فقط أنه أخذ شكلا مختلفا جعل منه يبدو كعدو لك لأنك لم تنظر له بعين متفحصة وتتعرف عليه... 

فما يحاربه القرآنيون حقا هو فهم بعض أهل العلم أو المتعالمين أو المحسوبين على العلم الشرعي والمالكين لأسماء لامعة مشهورة بسبب إمتلاك أدوات إعلامية واسعة لمن يدعمهم وحديثهم بكلام لا يفهمه الناس وكله مغلف بقال الله وقال الرسول، مما أدى لتصديقهم خاصة أنهم وجدوا فئات فارغة العقول لم تكن تعلم ماهو الدين وسمعت كلاما كبيرا عليها مفاده قال الله وقال الرسول فتشبعت بها وتشربتها بما فيها من أفهام أصحابها إن أردنا التخفيف من وطأة الكلمات. 
فهل ما يتداوله الناس من مفاهيم هي حقا قول الله ورسوله أم هي متداولة بما فهمه أهل العلم وأوصله للناس؟ وهل المتداول كله فهم صحيح؟ أم أن الفهم يحتمل كل الأوجه؟ 

كونها قول الله ورسوله فالقرآن لا شك فيه ولا يمكن تحريفه...

وكذلك السنة الأصيلة التي هي ذكر من عند الله ووحي يوحى محفوظة من الله ولكن هل ما تفهمه عن حديث ما هو حقا المقصود من ذاك الحديث؟
ولعل محاربة القرآنيين النابذين للسنة نتج عن محاربتهم الأفهام الناتجة عن محاولات أو إجتهادات " وإن كان الإجتهاد مرتبة عالية جدا لم يصل إليها في زماننا أحد أو لنقل إلا من رحم الله " أو حتى ترجمة لفهم كما فهموا؟
هناك أصول علمية دقيقة كأي علم من العلوم لفهم وتفسير وإستنباط الأحكام وتطبيقها على الواقع. 
فالفقه علم والحديث علم والتفسير وإن كان القرآن لا يفسر فكلمة التفسير تعني إتيان المقصود الحق من الكلام وهذا شيء لا يستطيعه إلا الله وإن كان لأحد أن يفسره لكان النبي ولكنه لم يفعل. 
 
ولأن بعض الأفهام خالفت المقصد من الحديث أو الآية فضيقت على الناس حياتهم وإعتبرت من لم يأخذ بهذا الضيق ضالا ومن أخذ على دينه كجمرة قابض،  فإن المعادين والمبتعدين عن هذه الأفهام وعن الدين عامة وكما في حالة القرآنيين عن الحديث بشكل عام والتمسك بالقران فقط وتغاضيهم عن ما في القرآن من حث على أخذ ما أتى به النبي الذي يتحدث بوحي وليس عن هواه.
 
إنما يعادون أنفسهم بظلم النفس بالإبتعاد عن الوحي بسبب فهم البعض فهما إعتبروه هو الأصل في الحديث وليس الحديث نفسه بما فهمه غيرهم دون فرضه على أحد، وقد يكون السبب في ذلك هو الشهرة للبعض دون غيرهم ممن إشتغل في هذا المجال.
فهم حقيقة يعادون فهما خاطئا أو لنقل أحد أفهام الأحاديث والآيات التي عبر عنها أصحابها وإن لم يكن يوافقهم عليها الجميع، ولقلة العلم أصروا عليها وحاربوا من أجلها وضللوا وبدعوا من يخالفها وهذا في حد ذاته إبتعاد عن منهج الدين ومنهج الصحابة ومن تبعوه رحمة للعالمين أرسل... 

وهو من الأخطاء الفادحة التي يمكن لإنسان أن يرتكبها. 
وأمثلة على أختلاف الأفهام كثيرة فمنهم من أغلى التأويل في آيات وأحاديث معينة مما أدى به للخروج بمعاني وأفهام مختلفة تماما عن ما يمكن للعقل أن يستوعبه وبالتأكيد هناك حل لمسألة العقل أن الدين يؤخذ بالنقل وليس بالعقل وهذا تحجيم للدين أيضا وليس صائبا كما وصف أهل العلم أيضا، فلا يمكنك فهم القرآن إلا بفهم اللغة ومعاني الكلمات ومقاصدها... وإن أخذت النصوص على ظاهرها دون تأويل فإنك ستقع في إشكالات كثيرة فتجد أنك مضطر للتأويل في جانب وتلغيه في آخر...  فمثلا
حديث رسول الله ﷺ القائل: ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر[1] متفق على صحته.
هنا إن لاحظت هناك إتفاق على صحته كما ذكر ولكن هل هناك إتفاق على معناه؟ لا ليس هناك إتفاق على معناه ولكن المشهور والمنتشر أكثر هو... 
فهناك قول بأن هناك نزول يليق بجلال الله وليس مثل نزول البشر فالله ليس كمثله شيء، وهو فهم على الظاهر دون تأويل ، فهناك كلمة نزول إذا هناك نزول لا نعلم كيفيته. 
والقول الآخر في ذات الحديث، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع بوجود أقوال وأفهام مختلفة لذات الحديث وهو أن الحديث يبين بركة الثلث الآخير من الليل بمعنى أن الله قريب كما يذكر في حدث " ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء } . رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ) . 
فالثلث الآخير من الليل في السماء الدنيا كل دقيقة ربما أو كل ساعة، فالتعبير بالنزول إنما هو علامة بركة تلك الساعات من الليل التي يستحب فيها الدعاء. 

وَمِمَّا يزيد التعقيد أن أصحاب الرأي الأول يعتبرون من يستعمل عقله في هكذا مسائل مخالف لأن الدين بالنقل وليس بالعقل والله يخبرنا في أكثر من موضع في القرآن الكريم أن نستعمل عقولنا ونتدبر ويعيب على من لم يستعمل عقله ولم يفقه ويفهم... 

مثال آخر في قول الله (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) ) الفتح
الفهم الأول أخذ الكلام على ظاهره وجعل لله يدا كانت فوق أيديهم عندما بايع الصحابة النبي . وبهذا أثبتوا لله يدا ويقولون بأن الله أثبت لنفسه ذلك ونحن نؤمن به كما جاء ولا نؤوله ولا نبحث له عن معاني أخرى. 
والفهم الآخر فهم المعنى والمقصد أي أن الله مبارك لهذه البيعة مؤيد لها واعد لمن بايع الجنة لأنه بايع الله كما بايع النبي. 
خاصة ان هناك آيات اخرى تذكر أيدينا بالجمع وليس يد واحدة فقط وهناك آيات تأتي بأعيننا وغيرها من الآيات.
 
الأمثلة في ذلك كثيرة جدا وفي الكثير من النواحي التي أثرت في الحياة بأخذ شكل من أشكال التأويل أو منع التأويل، أن تأخذ بالظاهر في النص أو أن تأخذ بمقصد النص.
من أهل العلم من لم يحارب الرأي الآخر في أن تأخذ بظاهر النصر وهو ما ينطبق على الإجتهاد في إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر... ولكن هناك من إختار تبديع وتضليل وتفسيق وإفساد عقيدة من لم يقل بفهمه هو، وكما سلف هم من لديهم الإعلام وكثرة الإنتشار ودعم مادي قوي جدا لينتشر رأيهم عن الآخر حتى ظن الناس أن هناك رأي واحد فقط لا سواه وهذا هو الدين وهذا هو كل شيء وليس هناك باب آخر فكانت المعاداة بشتى الطرق، فمن الناس من خرج عن الدين غضبا وهو الخاسر ومن الناس من إختار الإنفلات من السنة والأحاديث دون بحث عن صحيحها وضعيفها وتأويلها وأقوال العلماء المتنوعة وأيها يصلح دليلا وأيها لا يصلح دليلا وأيها لا يرتقي للأن يؤخذ به أيها لا يرتقي وهو علم واسع، وضرب بها جميعا عرض الحائط معترفا فقط بالقرآن وهو أيضا يحارب نفسه... فجوابه في القرآن موجود. 

فما يفعل الأطباء بمن حارب جسمه نفسه؟. 
يحاولون إقناعه أنه يجب أن يفرق بين العدوى الحقيقية وبين ما هو صالح وسليم وجزء منه لا يتجزأ... إنما هو بحاجة للنظر إليه من زاوية أخرى... 

كما يجب على الإنسان أن يبحث عن الحق بمفاهيم صحيحة، وإستنباط صحيح من مصادره التي قد لا تكون مشهورة ولا متداولة، ولا يأخذ رأيا واحدا يفرض نفسه ويسخف غيره من الآراء على أنها جميعا خاطئة وهو فقط صحيح، مع التأكيد على أن هذا في حد ذاته مخالف لدين الله محاربة له واضحة، وبدلا من ترك الأمر كله، إرجع للحديث وإبحث عن أقوال غيرهم من العلماء وما إتفقوا فيه، فإقرارك بأن العلم ليس له أهل غير فئة واحدة في حد ذاته يبعدك عن العلم ويخرجك من دائرة الباحثين الراغبين حقا في الوصول لنور الفهم والعلم. 
وإن بحثت وتمهلت وإستعملت عقلك وقلبك فإنك ستهتدي لفهم صحيح ونظرة أكثر وضوحا لأحاديث خير البرية التي حفظها الله بحفظه للذكر وما يكمله مما أوحى لعبده. 

فلا تحارب نفسك وإبحث وإعمل عقلك ولا تسلمه لأحد، فالعلم له أصوله واللغة لها أصولها والحديث له أصوله... وإن نزعت اللغة من كل ذلك فستتوه في طريق وعرة... ومن رحمة ربنا بنا أن هناك إختلاف آراء ... فلا تتمسك برأي وتضر نفسك بمحاربة الأصل وأنت ترفض الفهم. 

شكرا... 



ملاحظة: الصورة ليس لها علاقة بيوم الجمعة


أكمل قراءة الموضوع...