رؤوس في الرمال

By 10/02/2016 08:49:00 م
السلام عليكم ورحمة الله 



توقف الآن عن القراءة و أغلق الصفحة إن لم تكن تريد سماع شيئ عن ما يحدث في الواقع و الجميع ينكر وجوده حتى إستفحل وإنتشر… 


قد لا يعجبك ما سيأتي من حديث... وإن كان الواقع فيه يدمغك كل يوم من جهة... وأنت تظن أن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي حرب وقتل وإرهاب سلاح وخطف؟


تكون واهما إن كنت تعتقد أن هذه هي مشكلتنا، فكل هذا الذي يحدث هو أعراض حمى ما نعاني منه من مرض حقيقي، وما الحمة إلا نتيجة لوجود ما هو أعظم منها وأخطر… 

وما لم نسعى لعلاج مسببات الحمى، فإننا لن نتخلص من الحمة أو نستعيد عافيتنا…

ألم يلفت إنتباهك حتى الآن إنحدار الأخلاق بصفة عامة “ إلا من رحم الله” ؟؟

ألم يلفت إنتباهك حتى الآن كثرة البغاء؟  

البغاء هو بيع الفتاة جسدها مقابل المال لشخص عابر، أو شخص تعرفه… أو تعتقد أنها تعرفه… 

وقد تخرج من تخرج للبغاء من أجل الحصول على بعض المال لشراء الخبز مقابل الجسد، تلك قد نقول أنها تعيش في مجتمع فقير مال و فقير رجال ولم يعن الناس فيه بعضهم بعضا حتى لا تلجأ فيه المرأة للإنزلاق لهذه الهاوية.

ولكن ماذا نقول عن من تبيع المتعة بلا مقابل؟ 

ليس بأكثر من وعد بإطفاء لهب الشهوة المستعرة بملايين الأسباب المحيطة بالجميع من كل جانب؟ ولعلها تكون في عداد المتزوجات... وياله من ثمن غال يتم تقديمه... لأن المجتمع لا يريد التنازل عن جهله و تمسكه بخرابه... الشكلي فيبيع بناته... 

أخبرتك أن هذا لن يعجبك و ربما أذكرك أيضا أن التعميم لا وجود له فيما نقول ولسنا نعمم، ولكن الحالات الفردية إن كانت موجودة فربما يكون من السهل كتمان أمرها… 

ولكن عندما تطفو مشكلة على السطح فذلك يعني أنها تكاثرت و إنتشرت و زادت... وإذا ما ظهرت ومازال الجميع يتعامل معها على أنها غير موجودة، لأنهم يستحوا من بعضهم البعض في العلن فقط… فهذا يعني أن الجميع حمقى بلهاء مخادعين مليئة قلوبهم بنفاق الخوف من الآخرين و يظنون أنهم يخدوعنهم وما يخدعون إلا أنفسهم…

تعليق فإعجاب فرسالة خاصة فحديث فصورة فإستمناء ... 

يعتقد البعض أن الأمر له علاقة بجنس الفاعل... ولكن الشهوة في كل مخلوق موجودة ... كنبع يفيض من الداخل ولا يأتي من الخارج ... ينشط إذا ما توفرت الظروف أو لم تتوفر ... يهداء بتوفر العزيمة و المسرب الصحيح و يثور مع وجود الوقود مع اللهب… وما أكثر الوقود وما أكثر اللهب… 
والمساحة متاحة…
ففي مجتمعاتنا عيب أن تخرج الفتاة عارية... ولكن لابأس أن تخرج شبه عارية كأنها كاسية، تجمع نظرات الشباب و سهام الشهرة تنطلق من الجميع ... ولسان الحال يقول تعبنا وهرمنا من أجل لحظة حلال... ولكن ما باليد حيلة فدعنا نهدئ من روع الطلب الجامح برقم هاتف و رسالة، ولا بأس فلا أحد يرانا ولن يفضح أمرنا…
وإليك صورا و مقاطع لم تراها أمي منذ توقفت عن إستعمال الحفاظات و تبليل نفسي.
إليك هذه الصورة ولكن عدني أنها ستمحى مباشرة بعد قضاء الحاجة. بالتأكيد فأنا أخاف عليك كأختي… 
ولا يهم المهم أن نعيش اللحظة ... أن نجرب… فالحياة تجارب، وهل من يعيشون متع الحياة خير منا؟ ومن ثم نحن لم نعد نستطيع التحمل! 
أعدك أن ما سيأتي لن يعجبك... فان كنت كذلك… إقلب الصفحة و أعد رأسك إلى الرمال وتظاهر أن كل هذا الذي يحدث هو فقط مجرد خيال مسلسل لا علاقة له بِنَا ولا بشبابنا ولا بناتنا، وأن من يكتب هنا فقط يتخيل و يقول كلاما من عالم آخر لا يمت لنا بأي صلة، فنحن مجتمع محافظ…

أعد رأسك إلى التراب وإختر من الدود هناك ما يُدين ما يقال ها هنا. فمن أنت لتتهم مجتمعا نظيفا لطيفا يحفظ ولا يفهم…؟ 
تلك المسكينة وقعت في يد ذاك الذئب الذي إن خطبها لتزوجته وحاربت اَهلها من أجله ... فهم لا يرغبون في أكثر من قضاء الحاجة... لا يهم ما ينتج عن تلك الحاجة ولكن المهم أن... تقضيها ... 
الإنسان يخطئ أليس كذلك؟ 
نعم لا شك في ذلك… 
وخير من يخطئ ذاك الذي يسارع إلى التوبة… و العزم على عدم العودة إلى ذنبه…  
ولكن ماذا عن من يدمن تلك الخطيئة و يبرر لنسفه عدم إيجاد حل آخر في مجتمع لم يعد يضع شروطا للحلال؟
نعم لم يعد هناك أكثر من ... كل ما ستحضروه “في وجهكم” ... أي يمثلكم ويمثل كرمكم ولكن نريد فقط بيت مستقل... ولا ننسى أن نقول لا نشرط شيئا ولكن نطلب السائد...
لا يهم ما تعتقده ولا يهم ما تفكر فيه فالسائد عندهم… يحيي قرية بأسرها هناك… 
لا يهم إن أعجبك أو لم يعجبك أن يظهر أحدهم ليعبر عن ما يحدث بوضوح… فما يحدث فاق الوصف ...
فاق القدرة على التحمل… المجموعات و الصفحات والأماكن… 
الرجال يبحثون عن النساء و النساء يبحثن عن الرجال، وكلهم يجدوا بعضهم بكل سهولة في كل مكان ... إلا في الزواج، فهو غالي الثمن و يحتاج إلى توافق… أما المتعة فلا تحتاج إلا إلى كتمان سر… 

نعم لا يهم إن أعجبك، أنكرت أو قبلت… كتمت الأمر في نفسك وإكتفيت “بحسبي الله ونعم الوكيل” أو جعلت من الأمر قضية في حياتك وحاربتها، وبذلت جهدا للنصح فيها… 

البغاء لا يحتاج لمقدمات هو يعرف ما تريد وهي تعرف ما يريد… الإتفاق على الثمن و يقضي كل حاجته ...
وما ينتشر اليوم… صوتيا وكتابيا و صوت وصورة… و التقنية أسهل كل يوم… أيضا لم يعد يحتاج لمقدمات... فمن كان يشعر بالضمأ لن يسأل أحدا ليشرب بمجرد رؤية من يمسك بيده إبريق ماء...
أدخل على أي مجموعة أو صفحة مليئة بالشباب والبنات تحت أي مسمى كان (إلا من رحم الله) … وستجد أنها كبارات زمن رعاة البقر... روائح نتنة و موسيقى ولعب ولهو ومن تعجبه إحداهن ما عليه الا برسالة خاصة…أو تعليق خفيف كغمزة العين… تعالي خاص… 

لا تنزعج فلسنا نعمم ولكنها ظاهرة ... إكتسحت الكثير من الأوساط ولا تحديد لأعمار… تبدأ من سن البلوغ إلى ما لا نهاية… باتت واضحة أنكرت أو لم تنكر ... وإن كنت ستنكر... عد للحديث عن السياسة التي تستهلك يومك ولا تأتي لك باي نتيجة… 
لن يكون هناك أمثلة ... ولكن هناك الكثير ممن يعرفون جيدا عما الحديث هنا... ويتذكرون الحالات التي مرت بهم و سمعوا فيها من صديق أو صديقة أن ليلة البارحة كانت صاخبة في الماسنجر ... أو في الهاتف ...
في الغرب بعترفون بهذا و يصنعون له التطبيقات الخاصة التي لا يدخلها صغار السن، ولأنه لا يهم عندهم شيء… إلا المتعة و حياتهم كذلك…

أما نحن فلا نصنع التطبيقات لأننا نستعمل أي تطبيق نقابله للوصول لقضاء الحاجة مهما كانت مع أي كان...
هاتف؟
ماسنجر؟
فايبر؟
واتس اب؟
نيمبز؟ 
سناب؟
انستجرام؟
تلقرام؟
كيك؟
أي وسيلة لا يهم ... فالحاجة ملحة و الوسط متاح … والأهم أن نلتقي… دون أن يعلم أحد ... 

بدأ الحديث ساذجا وهو طيب وهي لطيفة ... إخس عليك يا "شوشو"
لما دخلت بيننا و أغويتنا فزنى أحدنا بالاخر عن بعد؟

الحل ليس بتخفيف الحمة بوضع الكمادات المبللة لتهبط الحرارة… الحل في مهاجمة المرض من مصدره، و العودة إلى الفطرة السليمة و التخلي عن الجهل و التعنت و الرجوع إلى ما يحيينا و يصلح حالنا… و التخلي عن الأحلام الساذجة التي عيشنا فيها أنفسنا.

الحل في أخلاقنا التي بُعث النبي ليتمم مكارمها… أخلاقنا التي باتت تباع و تشترى بشهوة مال أو نساء… "إلا من رحم الله"

الحل فينا وليس في غيرنا… و والله لن يتغير حالنا حتى نتغير نحن ونغير من أنفسنا… 

إن كنت من المنكرين لكل ما يحدث في كل مكان “إلا من رحم الله” وتريد أن تكتم الأمر لتشعر نفسك أننا بخير، فعد برأسك إلى التراب و لتستمر في الركض في مكانك… نحو الهدف الذي تريد.

ولعلها تذكرة أن أول فتنة بني إسرائل كانت في النساء… ويبدو أننا تبعناهم شبرا بشبر و ذراعا بذراع…

أفيقوا يا رجال فأنتم السبب فيما يحدث من فساد وأنتم الحل فيه… 
ويا نساءنا … دعكم من خيال الدنيا و التفتوا لتربية أبناءكم تربية ترضيكم برؤيتهم عند الكبر…


ولكي لا نظلم النعامة فهي أشجع من أن تضع رأسها في الرمل عند الشعور بالخطر، وما ذلك إلا أسطورة روجت لها الرسوم المتحركة



شكراً