مقالة لمن يدفع أكثر

By 10/01/2016 09:21:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



 شكرا لأنك أخترت أن تتبع الرابط و تقرأ هذا المقال، ولكن هل يا ترى تملك ثمنه؟ 

وإن لم تملك ثمنه لا يهم ... فيمكننا أن نقبضك أنت ... 

فأنت أيضا أصبحت للبيع...

نعم أنت أصبحت سلعة تباع وتشترى...

لا تستنكر وتلعب دور الكبرياء و الكرامة و الإعتزاز بالنفس ... فلم يعد ذلك مجديا الآن... فكل شيء بات للبيع… ولست وحدك من أصبح للبيع… 

وإن إمتلكت الثمن المناسب... بإمكانك شراء كل شيء تريد... بما في ذلك نفسك، وإلا فإنك ستكون عرضة لن يشتريك الغير بما تحتاج أنت...

ولن تجد شيئا لا يمكن بيعه… نعم هناك أشياء ليست للبيع ولكنها نوادر وقد يقام لها مزاد تباع فيه، اللهم ما ندر.

فكل شيء الآن للبيع ...

السكن الذي خلقه الله لك؟ 
هو للبيع ...

نعم الزوجة، نعم السكن… سأضحك من أعماق قلبي إن قلت لي أنها ليست للبيع...

تريد الجميلة الفاتنة إبنة الأصول؟

كم لديك لتدفع لها ثمنا؟

ثمنها قد يكون حفنة من مال ... نقدا كان أو أغراض وملابس ترتديها أنت، بها يسمح لك بدخول المزاد. 

و الدليل على ذلك أنه من لا يملك الوفير من المال اليوم… لا يتزوج ... لن تجرؤ على الإعتراض على هذا وإن فعلت... فأنت واهم... واهم حقا... ولا تعيش في الواقع الذي باتت أسواق البيع فيه تقام بإشراف الأهالي، الذين يفرعون دائما أنهم يشترون... رجلا...

دعك من هذا ... 

الأبناء... أصبح لهم ثمن ... تستطيع شراءهم به بعد شراء من ستحملهم في بطنها...

فرحتهم سعادتهم ومتعتهم؟

يمكنك شراءها أيضا... وإن لم تملك الثمن ولم تكن من إشتريتها تعرف كيف تربي وأنت تعرف كيف تشرف؟ ستجد النكران و الحنق من أبناءك الذين لن يهدأ لهم بال حتى تشتري لهم ما أرادوه… لترى الإبتسامة على وجوههم و الرضا عنك أيضا... ولا تلومهم... فهكذا عودتهم أنت.

العلم؟ 

لن تستطيع القول أنه مجاني… وحتى السعي للحصول عليه في حد ذاته لأجل قبض الثمن ... 
لماذا تدرس؟ لما تبحث عن شهادات أعلى؟ لما تُفتح المدارس؟ لما يُدرس المدرس؟ 

لما يصر الناس على ذهاب الأبناء إلى المدارس؟

من أجل إنتشار الوعي؟ أم من أجل الحصول على وظيفة بالشهادة التي سيحصلوا عليها بأي طريقة كانت؟

ولعلك ترى الدليل في من لا يجد في الدراسة جدوى عندما يستطيع أبناءه جلب المال الآن حالا ببعض العمل أيا كان ... على الأقل عمل يجلب المال اللحظي أفضل من دراسة تنفق عليها المال لتنتظر سنوات لجني الثمن بعدها.

الحب؟ دعك من الخيال ... فرص الوقوع في الحب لمن كان يملك الثمن أعلى بأشواط ممن لا يملك إلا ما يسد الرمق، و على الأقل إن حدث الحب دون معرفة كشف الحساب، فإن إتمام الصفقة قد لا يتم ما دمت لا تملك الثمن لتدفعه… 

نعم ... نحن للبيع ... مشاعر و أحاسيس… لحم وعظم ... ولكننا نضع المبررات لما نبيع من أنفسنا...

نسميها حرية… نسميها إرادة إختيار وقرار والحقيقة أننا للبيع ...

تبيع وقتك لمن يدفع ثمنا أكثر ونسميه مرتب… ولكنك تبيع جهدك و وقتك لمن سيدفع أكثر، نعم لدينا قناعة أننا نتلقى مقابل عمل نؤديه ... ولكن الحقيقة أننا نبيع ما لدينا مع بعض من أنفسنا لقاء ما سنجني من مرتب نشتري به أشياء قد لا نريدها ولا نحتاجها أساسا، لتستمر دائرة إدفع و احصل على ما تريد وما لاتريد.

ستبيع بيتك بمقابل ثمن مغري وإن كنت لا تعلم أين ستذهب من بعد وما الذي ستفعله…

تبيع لأن الثمن مغري ولست تبيع لأنك تريد البيع، فستفكر في أن الثمن يكفي لشراء بيت آخر في مكان آخر و يتبقى لك فائض لتشتري به أشياء أخرى…

نزوج بناتنا لمن يبدوا عليه الغنى و إمتلاك المال الذي يلمّع الوجه كما يلمّع الحذاء… نعطي إحترامنا لمن كان يملك المال أكثر من غيره وإن كان إنسانا وضيعا في أخلاقه… تسمع لمن يملك مالا أكثر مما تسمع من غيره … 

ولهذا بات من المعتاد سماع خبر قطف الناس من الشوارع لبيعهم لأهلهم بمقابل أكبر من قدرتهم على توفيره، ولكنهم يشتروا سلامتهم وأنفسهم بالمال الذي نسوا الدنيا لأجل جمعه و الحصول عليه…

وكل ما يحدث حولك بات من أجل المال… وإياك أن تصدق أن أحد يفعل شيئا من أجل قضية أو حرية أو وطن... الكل "إلا من رحم الله" يسعى للحصول على أكبر قدر من مال… على حساب عرق الآخرين أو دمائهم … لا يهم، المهم أن يكون لدي منه الكثير لأستطيع شراء كل ما أشتهي… إحتجت أو لم أحتج.

الآن هل لديك الثمن لتشتري؟

المقال للبيع... 
للبيع لكل من يلهث خلف المال ويبيع نفسه… لكل من يشتري ما لا يريد بما لا يملك من أجل التباهي أمام من لا يعرفهم.

ولكنها ليست لمن رحم الله بعقل و عرفوا قدر أنفسهم و سعوا بهدوء ورزقهم الله بالحلال ما إرتاحت به أنفسهم وزادهم رضا بما رزقهم ولم يكونوا للبيع... فكن من أهل الرضا ولا تكن للبيع، إن أردت.


شكراً