تأصل ...

By 5/30/2015 09:26:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



أتدري … أننا مجتمع عنصري جداً … و ليس لمجتمعنا الليبي فقط … ولكن أغلب الشعوب العربية أو لنقل التي تعيش حياة مليئة بالمعتقدات و الأفكار الغريبة ، و التي تحكمها أراء الناس و ماذا يقولون عنا … 
ومن أكبر أدلة عنصريتنا 
أننا نستغرب من بيضاء تزوجت أسمر أو سمراء تزوجها أبيض
نحيف تزوج سمينة أو قصير تزوج طويلة ...
نكذب في القول أن الروح هي الأساس ... نظريا 

ولكن عند التطبيق ...

الكل يعاير الرجل الذي يريد الزواج من جميلة و يصفه بالسطحي الذي لا يركز إلا على الشكل ...
في حين أن الجميع يسير في حياته بنفس الأسلوب ما واتته الظرو”إلا ما رحم الله”  :… و لا يقبل بعكس المفاهيم السائدة إلا على مضض و قهر من ظروف أقوى ... ككبر السن وضياع الأمل في الإرتباط بمن في الحلم أو الفقر و كذا حواليه …
فهل نحن حقا نهتم لجمال الروح و نلغي كل ما دون ذلك؟

لا ... الحقيق أننا لا نفعل و نستهجن ونستغرب إن وقع أسمر في حب بيضاء و أحبته و نستهجن كيف لطويلة أن تقبل زوجا أقصر منها ، و ربما حتى البيضاء إن وقعت في حب شاب أسمر عبر الإنترنت و اكتشفت أنه كذلك … تقاطعه ولا يبقى للحب الذي يتحججون به في كل مناسبة أي وجود …

أو متعلمة كيف تعشق تاجر خريج إبتدائي …
و كيف لفتاة عمرها عشرين أن تعجب برجل عمره أربعين و تعجبه … 
كيف لغني أن يفكر في فقيرة و غنية تعين فقيراً ليتزوجها


نفاق لأنفسنا في عدم القدرة على كسر حاجز ما يقول الناس و تلك القواعد والقوانين التي تُفرض بشكل تلقائي خوفا من ردة فعل الناس … 
فتتواصل فينا كأنها أساس و كأنها من البديهيات التي لا غنى عنها ... 
لنكون بذلك عنصريين شكليين ماديين سطحيين ... لا نهتم بأصول الأشياء ... بل نهتم لما سيقال ولا يجب أن يقال إلا ما يعجب الجميع و إن كان لا علاقة له بما يرضي الله ومن أجله خلقنا …

ناهيك أننا نبيح للغني ما لا يباح للفقير … فنغض الطرف عن كل نزوات و تعبير الغني عن رغباته و جنونه و فساد اخلاقه … فقط لأنه يستطيع أن يشتري سيارة لا يشتريها أحد … و إن افسد إبنه سيارته يشرتي له أخرى … و ربما يستطيع أن يكون لإبنته سائقا خاصا و لزوجته كذلك آخر … و في الحفلات ؟ يأتي ببدلة لامعة و روائح فواحة ليس كغيره … و تجلس زوجته في كرسي مميز في كل حفل زفاف لكي يبدو لمعان ألماساتها على الجميع ولا ينسى أنها تحضر عرسهم فهي صديقتهم … 

أمثلة كثيرة لنعصيرتنا في المجتمع … و قد يكون هذا المثال الأقرب من بين كل الأمثلة لأنه يمس حياة الجميع … التي قد أذكرك بمسألة إتمام الإجراءات في المصالح العامة و الفرق بين أنك تعرف أحداً هناك أو لا تعرف ، و إن كان قريبك أو مجرد صديق ، أو أنه يريد منك مصلحة أو دفعت له مسبقا … كي تنتهي مصلحتك بسرعة بعكس … الإنسان العادي الذي صادف أنه لا يملك قريبا يعمل في تلك المصلحة أو صديقا يعرف من يعمل فيها … و تلك عنصرية … ناهيك عن عنصرية أنت مش ولد بلاد …

إلا من رحم الله … نحن مجتمع به أمراض … ليست بالهينة ،  و علاجها لن يكون بقانون أو دولة … أو مؤسسات أو عمل مدني أو بطيخ يزرع في الشتاء …  إنما علاجها يكون بتوبة و لله عودة … وعي و إعتراف بأننا لن يصلح حالنا ما لم تصلح أنفسنا …


شكراً