العبرة من البلغارية

By 4/16/2008 02:16:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




مأساة حدثت وكان الضحية كالعادة ...


ذلك الجزء الضعيف من الحزمة ، ومن المعروف أن أي مأساة تقع فإنها نتيجة إهمال إلا ما كان مقدرا من عند الله مععلمنا بان ما يصيبنا من شر فمن أنفسنا ، ولست ابحث عن مكان الإهمال الآن فإنني اعرف أن ما حدث قد حدث وليس لي حيلة فيما حدث ، ولكن ما ارغب الحديث عنه هو ماذا حدث بعد أن حلت هذه الكارثة وماذا عن الإهمال الذي أدى إلى حدوثها ،


يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " جميل جدا وهذا صحيح بمعنى أن المؤمن يجب أن يكون فطنا ويتعلم من أخطائه ويحاول أن يمنع تكررها أو حتى الاقتراب منها ،وسؤالي هنا , ماذا حدث بعد حلول هذه الكارثة وأخذها للأبعاد العالمية والنقاشات والمحاكم والتدخلات والضغوطات وما حدث جرأ ذلك الإهمال ، سواء كان إهمالا في متابعة العناصر الطبية و الإشراف عليها وإيجاد نظام مهني فعال لتقديم أفضل الخدمات في أحسن الظروف أو الإهمال العام لمؤسساتنا الصحية وعدم المبالاة إلا بمن يدخل أو من يخرج ومتى يكون ذلك وكأنها ثكنة عسكرية لا مؤسسة صحية ، وارى أن ذلك راجع إلى غياب المهنية في تطبيق هذه الأمور فإننا شعب عاطفي إلى درجة كبيرة مما يؤدي بنا إلى الكثير من الإهمال واللامبالاة بالضوابط واللوائح التي يجتهد الكثيرين لوضعها .فهل تغيرت الأوضاع في المستشفيات عامة في ليبيا ، وهل أثرت هذه الكارثة في نفوس العاملين في تلك المؤسسات أو المترددين عليها ، أو المسئولين عليها او المسئولين عنهم ، هل تعلموا الدرس وحاولوا تطبيق الضوابط الموجودة أصلا أم أن الأمر اقتصر على التفاعل العاطفي وردة الفعل الأولى على الكارثة والامتعاض منها ومن مجرياتها دون محاولة خلق فرق في ما بعدها من أحداث ، مع علمنا أن أمر الإهمال الطبي متكرر بشكل ملموس .


ربما ليس بحجم ما حدث مع أطفال بنغازي ولكنه أمر موجود وربما يكون موجودا في جميع أنحاء العالم المتقدم منها والمتأخير ولكن الفرق هو حدوث فرق بعد اكتشاف الإهمال والأخطاء وتصحيحها فالعيب ليس في حدوث الخطأ بل العيب هو الاستمرار في الوقوع في الأخطاء دون الاعتراف بها وإيجاد حل لها ، وان أردت التأكد من ذلك فما عليك إلا حضور إحدى المحادثات العابرة المليئة بالامتعاض و التي لا تأتي بنتيجة ويتم فيها ذكر الكثير من الحالات التي تعرضت لإهمال طبي جرأ سوء التخدير أو فساد الجرعات أو عدم أهلية الممرضات أو ما شابه سواء في القطاع العام أو الخاص والغريب في الأمر أن المتحدث يكون طبيبا أو ممرضا، وتندهش من عدم تغير هذه الأوضاع أو تحسنها رغم استنكارهم هم أنفسهم من قلة الاهتمام وهم المكلفون به.أخيرا ... 


هل أخذت العبرة من هذا الحدث المؤلم أم انه سيكون كغيره من الأحداث العابرة ، التي لا نتيجة لحدوثها إلا معاناة من أصابتهم في أنفسهم وأموالهم .




شكرا