يا من تحبون رسول الله (عليه الصلاة و السلام)

By 5/23/2009 06:23:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



كثر الحديث في الاونة الاخيرة بيننا عن الدفاع عن حبيبنا رسول الله ، و تكاثرت التطاولات و الاستهزاءات ممن فاتتهم الدنيا و ما فيها من خير ، ولهم في اسباب اولها نحن ...
فداك أبي و أمي يا رسول الله ...

نعم ، خير الخلق سيد الخلق ، سيدي و حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
‏"حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فوالذي نفسي بيده ‏ ‏لا يؤمن ‏ ‏أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده"
كلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلنا يغير عليه ، صلوات الله عليه ، كلنا لا يستريح و تصيبه الغمة إذا ما سمع كلاما يسيء إلى رسول الله ، إذا سمعنا من يتطاول أو يقول كلاما يثير به المسلمين وهذه غيرة طبيعية على من بعث إلينا هداية مهداة ، إلى من به الله أخرجنا من الظلمات إلى النور ،
توافقونني على ما سبق ؟
بالتأكيد لا أجد شكا في ذلك ، فالحديث عن من؟ عن أحسن الخلق و أكرمهم و أشرفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيب الله و شفيعنا ،
هل تصابون بالغيرة عليه ؟
هل تغضبون إذا ما هوجم بالإساءة و التطاول ممن لا يفقهون شيئا مما يقولون ؟
ترغبون في أن تتحركوا و تصرخوا في وجوههم ، و تكفوهم عن ذلك ؟
لا تستسيغون الطعام؟
هل ينتابكم هذا الشعور ؟
تبادرون بالمقاطعة ؟
تتحدثون عن الأمر وتستنكرون بل حتى تسبون و تهينون؟
تبادرون إلى معرفة المزيد عن دينكم لتهبوا للدفاع و الرد؟
الكثير من ردود الأفعال نسمعها عند حدوث أمر كهذا ...
هل تعرفون ما الذي استغرب له؟
أن النبي صلى الله عليه وسلم بيننا منذ ألف و أربعمائة عام و نعرفه حق المعرفة و نصلي عليه على الأقل في اليوم عشرة مرات أو أكثر ، و بخيل من لم يصلي عليه " عليه الصلاة والسلام" ، ولا تظهر علينا علامات الغيرة و الغضب الا بعد أن يبادروا هم بالتطاول و السباب ، عندها نتذكر نبينا وانه علينا الدفاع عنه و الغيرة عليه و القيام بواجبنا تجاهه و تجاه ديننا و أخلاقنا و قيمنا ،
الغريب أننا نائمون عادة لا نستيقظ إلا عندما يأتي الذئب لينهش أغنامنا ، و الأغرب ، أننا ننام بعد ذهاب الذئب متناسين انه ما يزال جائعا لنهش لحمنا و سوف يعود لا محالة ، ولكن النوم راحة و النوم عبادة , و الدنيا غرورة ... فيها النعيم الكثير ، و الكسل أمر جميل يريح البال ، وانتظر حتى يأتي الذئب مرة أخرى عندها ،،، ساهل ايدير الله طريق .
هل تتصورون كم نحن مقصرون ؟
ننسى أن نحيي سنن رسول الله بيننا و بين بعض !
ننسي أن نعيش بالروح التي عاش بها رسول الله مع صحابته وكيف كان مجتمعهم!
ننسى أننا نملك دستورا يحتوي كل تفاصيل حياتنا وما يجعلها حياة هنية راقية زاهية تنتهي بجنة الخلد !
اه شن قلت؟ جنة الخلد اه إيه صح إن شاء الله انخشو الجنة كلنا، ربك غفور رحيم ، و هل لديك أي شك في ذلك ، إن الله غفور رحيم ولكن هل تناسيت الجنة؟ أم نسيتها وغفلت عنها ؟
ننسى أننا يجب أن نكون قدوة للآخرين في تعاملاتنا ...
ألا نخجل عندما يأتي احدنا في موعده فنقول شن رأيك اه موعد انجليز؟؟
وننسى أن من آيات المنافق انه إذا وعد اخلف ... وان المؤمنين عند وعودهم
ألا نخجل عندما يكذب احدنا على الأخر
ونحن نعرف أن المؤمن لا يكذب ؟
هل نشعر بالخجل ؟ لأننا نغضب فقط لان هناك من يسيء إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأننا لا نحرك ساكنا في حياتنا العادية ؟ ولا نكون قدوة و مثالا يحتدا به يوصف به الإسلام ؟ ونفخر بأننا أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
حقيقة استغرب جدا ، عندما أرى من كان بالأمس يكذب و يغش و يطفف ويخلف الوعد و يأكل أموال الناس و لا يعطي الطريق حقها و يهتك أعراض الناس علنا جهارا نهارا كيف اليوم يأتي و يتحدث انه يغار على رسول الله و يدافع عنه ؟
لا أقول انه لا يجب ذلك ولكن أقول ! ألا تخجل من نفسك ؟ لما لا تكون دائما في دفاع عن رسول الله ؟ ألا تحب أن يفخر بك نبيك يوم تلقاه عند الحوض؟
ألا تحب ذلك؟ لما تكون كل تصرفاتك كما يجب حسب قدرتك؟
أم غلبت الدنيا عليك ، و الحياة تبي والله ومش ملحقين و يا دوب مصروف العيلة و السفقة ما نبيهاش أضيع و الزواج غالي و نبي سيارة و بيوزعو شقق و فلانة جابت دايرة أسبوع و العرس نبيه في صالة الترللي ، وما سمعتش بفلان شن صار معاه؟ شفته كيف ضحكوا عليه و جارنا سرقو دكانه ، و خبطلي السيارة وهرب ، و خشوا عليها سرقوا ذهبها و قريب ذبحوها ، وعندك عندك ما عندك يفتح الله ، ونبولها وجيبولها ومش مهم المهم معبي ، و جارك مش لاقي ما يأكل ،،، تذكرت مرة في احد المحلات ، دخل رجل متوسط العمر ، يظهر عليه التعب ، اخذ حبة طماطم و خيارة و بصلة ، و علبة التن ، و دفع دينار وكان ذلك كل ما يملك .
لا أعيب الفقر ولا عيب فيه ، و هو ابتلاء من الله ، و لكن أعيب على من لا يدفعون زكاتهم و صدقاتهم أعيب على الذين لم يجعلوا في أموالهم حق للسائل و المحروم كما قال الله سبحانه وتعالي ... ومن ثم ... نحب رسول الله ونغار عليه و نغضب عندما يساء إليه ... ونحن أول من يضيعه حقه فينا؟
وقد جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } (التوبة:24) .
هل تشعرون معي بما اشعر به ؟
هل تفكرون فيما أفكر ...
كم أننا مقصرون متخاذلون ، منافقون " إلا من رحم ربي "
والحيرة كل الحيرة عندما اسمع من يقول فداك أبي وأمي يا رسول الله !!
أتعرفون لماذا ؟
"لان من نتائج محبة العبد لله ورسوله، العمل بما أمرا به، وترك ما نهيا عنه؛ فإن ذلك مدعاة لمحبة الله للعبد، والرضا عنه، وقد قيل: إن المحب لمن يحب مطيع. فليست المحبة إذن شعورًا عاطفيًا فحسب، وإنما هي قبل هذا وبعده، سلوك عملي، يمارسه المسلم على أرض الواقع، ويجسده في كل حركة من حركاته، فهي أولاً طاعة لله ورسوله، وهي ثانيًا حُسن تخلُّق مع الناس. وقد زعم قوم - كما قال بعض السلف - أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }، وهذه الآية تسمى ( آية المحنة )؛ لأن إتباع ما أمر الله به ورسوله، هو الذي يصدق تلك المحبة أو يكذبها ."
مقطع من موقع " اذكر الله "
يا من تحبون رسول الله " صلى الله عليه وسلم"
فاليكن حبنا لله و رسوله والغيرة عليه عملا يوميا نعيشه في حياتنا ، و المعرفة الصحيحة السليمة بكل ما يجب أن نعرفه تلك البداية .
تعلم من الدين و وسطيته و اعتداله بما يرفع من شانك مع نفسك و يرفع دراجاتك مع الله وتكون قد اتبعت الرسول حق إتباعه و دافعت عنه حق دفاع و أحييت سنته حق إحياء ، ولا تكن ممن يميلون كل الميل ويبتعدون عن الاعتدال الذي يدعو إليه الإسلام فيطول الخيط و تضيع الابرة ... شكرا