الوباء ... البقية

By 5/21/2009 05:01:00 ص
بقية حيث توقفنا ...
حرم الاسلام الزنا والاقتراب منه ، ويأتي هذا التحريم الشديد لان رذيلة الزنا تؤدي الى هلاك المجتمع بابشع من مرض انفلونزا الطيور الذي يخشاه العالم المتحضر ، وقبل الخوض في قبح وبشاعة رذيلة الزنا اود التذكير بان الناس مختلفين ، فمنهم من وقر الايمان في قلبه وآمن بصدق بأن الزنا جريمة ورذيلة قذرة لو دفعت له اموال الدتيا فلن يفعلها وهؤلاء قلة ، ومنهم من سيطرت عليه الشهوة وحب الدنيا مستعد لدفع المال من اجل الحصول على الرذيلة ومن النساء من تعرض نفسها لمن يدفع المال فحب المال والشهوة هما الدافعان لمهنة البغاء العفنة . ومن الناس اصحاب اصل كريم ونسب شريف وهؤلاء هم اهل المروءة والاخلاق الفاضلة يحترمون انفسهم ولا يفعلون ما يشوه سمعتهم او يسيئ الى مكانتهم في المجتمع بل يرون ان الرذيلة من اختصاص الساقطين و الساقطات ومن عمل الذين لا يهتمون بالمحافظة على شرفهم لانهم في الاساس قليلو الاصل .

ومن الناس من هو مقلد كالقرد تابع لغيره اذا وجد المجتمع على امر سار معه سواء كان صحيحا او خطأ . ويقولون ( كيفنا كيف غيرنا) فهؤلاء ينطبق عليه حديث الرسول الكريم " لا يكن احدكم إمعة يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسنت وان اساءوا اسأت ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس احسنتم وان اساءو ان تجتنوب اساءتهم " ومن الناس من هو متشدد جدا مع رذيلة الزنا لدرجة انه يحرم كل شيء وهو يرى المرأة قنبلة متفجرة بالشرة فقط ويقابلهم دعاة الاباحية والانحلال وهؤلاء يتخذون من قضية تحرير المرأة وحقوق الانسان ذريعة لنشر الفساد و القضاء على الاخلاق وقد وصفهم الله تعالى بقوله في سورة النساء ( ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما) 24 . ولهذا كان لابد ان نتناول الموضوع بالطريقة العلمية المعتدلة كي لا نحلل ما حرم الله ولا نحرم ما حلل الله بل نسعى لتوضيح الامور على حقيقتها بنية التعلم والتنبيه و التذكير و التحذير .
بشاعة رذيلة الزنا وقبحها : ان الله خلق الانسان وهو العليم الحكيم والخبير بما ينفعه او يضره والله وحده صاحب الحق في اصدار الحكم على مخلوقاته بلا منازع ، فما قال عنه انه جميل فهو جميل وما قال عنه تعالى انه قبيح فهو كذلك . والاحكام التي يصدرها الله لها مصدران : القرآن الكريم – الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن تأمل فيها ودرسها يجد ان الوحي الالهي وصف رذيلة الزنا بابشع الاوصاف قد تتجاوز 40 وصفا ونعتا قبيحا بشعا ، من ذلك انه يسميه فاحشة وسماه العنت – و الظم – والسبيل السيء – الخبيث – الفسق – المرض – الفجور – التعدي – من اقبح الذنوب – الخ وسنذكر بعض الاوصاف القبيحة و البشعة لهذه الرذيلة لان الزنا فعلا كما وصفه الله ورسوله ليس فيه سوى القذارة والعفونة .
فمن الصور القبيحة للرذيلة : قوله تعالى " ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة " فما معنى الفاحشة : من اراد فهم القرآن والحديث فهما صحيحا فلابد ان يفهم الالفاظ ، وقد جاء في قاموس النهاية في غريب الحديث : ان الفحش يشمل كل خصلة قبيحة من الاقوال والافعال وهي تعني الرداءة والقبح قولا او فعلا وسبحان الله ، اننا نلاحظ ان اهل الزنا رجالا ونساء يستعملون الكلام الردئ الساقط و الالفاظ النابية علاوة على سلوكهم المشين ، وجاء في قاموس لسان العرب : تكرر لفظ الفحش والفاحشة والفاحش في الحديث الشريف هو كل ما يشتد قبحه من الذنوب و المعاصي ، وقد يأتي الفحش بمعنى التعدي ، ويكون بمعنى الزيادة والكثرة ، فكل امر تجاوز قدره وحده فهو فاحش .
الخلاص : استعمل القرآن الكريم والحديث الشريف لفظ الفاحشة وصفا للزنا ليقول لنا انه امر قبيح وردئ بل هو شديد القبح يقع به التعدي على حدود الله واوامره ، وبه تنتشر الكثير من المشاكل والمتاعب وهذه المعاني كلها صحيحة وتنطبق تماما على الزنا كما سنوضحه لاحقا في موضوعنا هذا .
قبح الاسلام الزنا وصفه بالفاحشة ، وهي تعني شدة القبح و الرداءة والتجاوز على الحق فالزنا ليس مجرد جماع محرم بين شخصين ، بل هو ممارسة شديدة القبح حتى المجتمعات الاباحية وقد تعرض رئيس اكبر دولة ( كلنتون ) لفضيحة مونيكا واضطر للدفاع عن نفسه ، فهذا يدل بوضوح على انه حتى المجتمعات الاباحية ترى الزنا فضيحة مع انها تسمح به .
ومن فحش رذيلة الزنا انه يتعدى قبحه الى الاسرة كلها ، فمن زنا بفتاة فهو بذلك يكون قد اعتدى على ابيها وامها واخيها وكل العائلة ، لان سمعتهم في الناس تلوثت وادخل عليهم الزاني الهم والغم الذي لا ينسى حتى الموت . ولو سألت شخصا ايها احب اليك ان يأتيك خبر وفاة قريبتك ام خبر زناها ، فكلنا يفضل مصيبة الموت في امه او بنته او اخته او عمته على خبر الزنا ، فالموت لا بد منه بينما الزنا يجبل العار ويشعر بالخزي ، والسيدة مريم بنت عمران عليها لاسلام كانت شابة عفيفة عابدة من اصل كريم اختارها الله لتلد المسيح عيسى عليه السلام بمعجزة الاهية وقد جاءتها الملائكة واخبرتها بذلك ، فلما ولدته تمنت الموت لانها علمت ان قومها سيتهمونها بالزنا وهي اعف النساء فقالت " ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا .
فالانسان الاصيل والشريف و المؤمن يتمنى الموت على الزنا. لشدة قبحه ، فهل نحن نرى الزنا شديد القبح ام لا حرج فيه ؟ .
يتبع