زال العقيد...والجهل والتعنت والتعصب مازال...

By 12/18/2016 08:19:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



ظن البعض أن التطور و البذخ سيأتي بزوال العقيد … ولكن العقيد زال وما زال الجهل و التعنت و التعصب يوم مات العقيد... 
كان يوم موته الذي لم يعلمه من قبل أحد و قد تحدد منذ خُلق ...
وكان سيموت سواء أكان خلف الأسوار في الحصن هناك أو في الصحراء بين الرمال و الصخور، أو أينما فارقت روحه الجسد

وهل مازال الإعتقاد أن زوال العقيد سيجلب الحرية للعبيد؟

عبيد الشهوات و المال و التعصب نحن إلا من رحم الله 

ما غفله وتجاهله و أنكره الكثير منا وكان واضحا جليا، هو أننا مجتمع متفكك يسكت على الحق ويجامل الظالم مادامت مصلحته بين يديه، يضيع حق الضعيف لأنه ليس لديه علاقات أو “واسطات” وهذا بيننا ليس بجديد... 

وتذكر أن العلاقات هي أول ما يهدف إليه الشخص عند البحث عن وظيفة، وإن تك بوابة في أي مكان يمكنه من فتح الباب لشخصية بمنصب كبير لعله يعرفه بوجهه فيجده في حاجة له إذا ما إحتاجه أو هكذا يمني نفسه.

يكبر شبابنا وفي أذهانهم فكرة تكوين النفس... وبناء النفس عندنا يقتصر على بيت و إمرأة و سيارة و حبَّذا رصيد في البنك.

إذا ما حصلت على هذه الأشياء كيفما حصلت عليها ... إذا أنت إنسان ناجح، ولا يهم أخدمت الدين أم لا… بلّغت عن النبي ولو آية أم لا …  عملت من أجل لا إله إلا الله أم لا … كنت خلوقا أم لا ...

كله لا يهم… المهم أنك جمعت المال الذي خولك أن تبي بيتا و تشتري سيارة و تتزوج بحفل يثبت أنك إمتلكت الكثير و كنت ناجحا.

ويحنا كيف إقتصرنا الحياة القصيرة على شيء أمده أقصر من أعمارنا؟

كيف أننا إختصرنا الحياة في شيء هو للحياة عون و ليس لها أساس … 
كان شابا عندما إشترى سيارة فارهة ... ولكنها لم تدم طويلا و أصبح طرازها قديما وهناك من إشترى الطراز الأحدث فما كان منه إلا أن تصرف في القديمة بالبيع بخسارة و إشترى الجديدة ولكنه لم يحظى بقيادتها لأنه تعرض لحادث بقي بعده في غيبوبة قصيرة وفارقته الحياة!

تذكر أن قوما كان جهادهم لإعلاء كلمة الله … و بات جهادنا اليوم في أن يقضي أحدنا شهوته في حلال…

نكبر على حلم سمعنا سؤاله مرارا … ماذا تريد أن تكون؟
ومن ثم في لمح البصر يزرعون الفكرة في عقلك وكأنه تلقين لإختيارين لا ثالث لهما 
مهندس أم دكتور؟

وتكبر ليكبر معك الحلم أنك ستصبح طبيبا أو مهندس فهما أرقى ما يعترف به المجتمع... ولا تدري أيناسبك ذلك أم يناسبهم ليذكر إسمك في المجالس وعلى البطاقات يكتب … وإن لم يكن بداخلك أثر لإنسان.

ما الذي خرج به أحدنا من هذه الدنيا مالم ينفق ماله في سبيل الله للمحتاج و المحروم؟

ما الذي سنفعله ؟

لماذا أحلامنا مشبعة بالدنيا ولا تفوح منها رائحة الجنة إلا قليلا ؟

إلا من رحم الله

لماذا غلب على همنا حب الدنيا و التصارع عليها كمن يتصارع على الهواء لا هو بممسكه ولا حابسه؟

لماذا لم نكتفي منها بمتع تمكننا من الإستمرار فيها عملا حتى نصل إلى متعة حقيقية دائمة؟

أريد أن أحاربني و أجاهدني أريد أن أتغلب علي وعلى ما بي من إندفاع نحو الدنيا ورغباتها ومافيها من مشهيات... أريد أن أصحح مساري و أبتعد عن سوء أفعالي.
ألا تفكر حقا في لحظة خروجك من هذه الدنيا وكيف ستكون بعدها؟

لن يهم أكنت غنيا أو فقيرا نائما أو قائما ترتدي الغالي أو الرخيص… لديك بيت كنت مهندسا طبيبا أو نجار .. ممرضا أو بحار... 
لا لن يهم 
ما سيهم حقا... 

ما كان نصيبك من الدنيا الذي أخذته لتجده لك في الآخرة؟

كيف إستغليت مواهبك... كيف إستعملت ما آتاك الله و ما الفرق الذي أحدثته في حياة الناس بالخير وأنت مؤمن بالله و ترجوا ثوابه

لدينا أطماع في هذه الدنيا ولدينا أغراض فيها 
ولكن هل يا ترى أطماعنا هذه تستحق ما نفعله من أجلهالا من أجل ألخلود؟

أكنا حقا نعتقد أن التطور سيهبط علينا بمجرد التخلص من العقيد؟
ألم نعرف أن تلك فقط كانت البداية و كان خلفها عمل وإجتهاد أضعناه بالإحتفالات و الفرحة التي أعمت القلوب و العقلو غشت؟

ألم نفهم بعد أن من يؤتي الملك هو وحده من ينزه وأن المشكلة كانت ومازالت فينا وفي أنفسنا و ثقافتنا و جهلنا وسوء أعمالنا ومعاصينا التي قل التناصح فيها؟ 
وما كان العقيد إلا طرفا من أطراف المعادلة و ليس كلها، فالمادة الخام التي إستعملها مازالت على حالها ولم تتغير؟

ألم نعي بعد أننا نحن من يملك الحل كما أننا نحن أصحاب المشكلة؟

كلنا بلا إستثناء


شكراً



أكمل قراءة الموضوع...

محكوم عليها بالفناء

By 12/12/2016 10:35:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



محكوم عليها بالفناء...
ومحكوم علينا بتعميرها لنسأل عن ما فيها فعلنا وعملنا... 
وما الذي نفعله؟
نتمنى العيش بسعادة نعتقدها أو نتمناها ونشتهيها...

ماذا لو لم تكن هناك دوامة الإستهلاك؟
ماذا لو كنّا مكتفين بالقليل الكافي والبطون شبعة؟
ماذا لو أننا لم نلهث خلف الدنيا لنحوز منها ما لن نبقيه لنا ويرثه منا من بعدنا يأتي ليبقيه لغيره؟
ماذا لو أن إهتماماتنا إقتصرت على عمار الأرض لنشر السلام وعبادة الله بحق ومحبة؟
ماذا لو أن حياتنا لم تتوقف على شراء ما نشتهي و التباهي على من لا نعرف وإنفاق ما لا نملك؟
ماذا لو أن حياتنا كانت أعمق معنى وأكثر عمقا من تحقيق الشهرة بعمل ما؟
ماذا لو أننا أخلصنا النية لله و بذلنا وتفانينا في العمل لأجل هدف أسمى من مجرد الحصول على مباني وطرقات ومحلات تجارية وإن كان كل ذلك سيتحقق في الطريق إلى تحقيق السلام وعبادة الحق سبحانه...
ماذا لو أننا ما إعترفنا بمقاييس لا ترفع قدرنا و لا بِنَا ترتقي...

ليس لحياتك معنى إن كنت تقضيها سعيا لتحقيق ما سيبهر الناس و يعجبهم أو حتى عنه يحسدونك...
ليس لحياتك معنى لأنها لن تملك الإجابات التي ستريحك عندما ترد بها على سؤال ... عمرك ومالك فيما أفنيته؟
ستقول لرضاك يا رب؟
وتصور أن يقال لك ... كذبت فأنت فعلت ما فعلت ليقول الناس وأردته سمعة و رياء و قد قالوا ...
وليس لك عندنا شيء ... وتزج بذلك إلى ... أين؟
وهل يزج الإنسان للخير إلا في الدنيا؟ ولكنه يرفض ... إلا من رحم الله ...


ماذا لو بسّطنا حياتنا كما يجب و نزعنا عنها غلاف التعقيد الذي يمنعنا من الوصول إلى حقيقتها البسيطة؟

ماذا لو أفقت الآن و تدبرت و نفسك سألت... ما الذي أفعله أنا في هذه الدنيا ... 
أتراني أخوض مع الخائضين؟
أتراني ألعب و ألهوا و أنسى لما أنا هنا؟
أتراني أستغل وقتي حقا فيما سأجيب به و يكون جوابا لي مقنع؟

إعمار الأرض ... أكان ببناء أفخر المباني؟ إعمارها بأفضل الطرقات والمحال والمتاجر الكبيرة التي تشجع على شراء ما لا تريد بمال قد لا تملكه لتغيظ من لا تعرفهم؟

ألم يكن قبلنا أقوام أكثر منا علما وتقنية وبنوا ما لم يستطع العلم الحديث بناء مثله وكانوا أشد منا قوة؟
أين هم؟ 
ستجد ذكرهم في القرآن أن كل ذلك لم ينفعهم ... لم يغني عنهم شيئا ... لم يشفع لهم ما عمروا من الدنيا عندما لم يكن لهم قلوب لله خاشعة ...لم يكن لهم عمل في طاعة لله...
ما بنوه لم يبنوه لأنهم يرجون طاعة الله ... ولكنهم بنوه لأنهم ظنوا أنهم قادرين عليه و أنهم لا يعجزهم شيء ... ولا يقف في طريقهم أحد ... 
وأين هم ؟ أين ما بنوه؟ أين قوتهم وكنوزهم وتفاخرهم؟
أين ... أين... نحن ... أين أنت و أنا... 
ماذا لو أننا أفقنا... و نظرنا بعمق... و إستعملنا عقولنا في فهم الحقيقة أقرب لما يجيب؟

ماذا لو أننا صحونا… و يجب أن نصحوا 

هل ترانا سنكتفي بالحلم ببعض شاهق بنايات و فرق تقيم أفخر الحفلات ومراقص وسيارات وملابس فاخرة ومجزي المرتبات؟
هل ترانا سنرى أن كل هذا يَصْب في معنى إعمار الأرض؟ إذا ما نزع منه طاعة الله و رجاء رضاه؟

هل خلقناحقا لتعمير البنايات أم خلقنا لنعمرها بغير ذلك؟

هل أعطينا العقل وميزنا به لنعطله ونكون تابعين لغيرنا بحجة الطاعة والسمع والخضوع؟

هل لك أن تتفكر و تسأل نفسك و تتدبر؟

و تتذكر أن هذه الدنيا وما فيها محكوم عليها بالفناء؟ 

ولا تستحق كل ما نراه حولنا من سفك للدماء…! 


شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

لتكن أنت ... إنسان

By 12/05/2016 08:01:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



لا ولم ولن يروق لنا أبداً ما يفعله الكثير ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم، نسأل الله أن لا نكون منهم و نحن عن ذلك في غفلة… عبدوا الدراهم فأمرتهم بالفُحش والقتل، فأطاعوا ولم يرق لهم طرف.

لم ولن نرضى ونقبل بما يحدث من زهق للأرواح بلا مبرر إلا طاعة الدراهم و كبر النفوس و وجود القدرة على البطش، ولكننا أيضا لا نرضى أن تكون ألسنتنا أدوات للتلاعن والسباب والشتم والإنحطاط أكثر، ونحن نصف أولائك المنحرفين فاقدي الإنسانية عابدي الشهوات والدراهم... قاتلي الأنفس التي حرم الله بغير وجه حق.

لن نرضى أيضا أن ننحدر ونحط من أنفسنا في سبيل التخفيف عن ما بِنَا من ألم لما يحدث لنا فقط بما كسبت أيدينا. 
لن نرضى أن نلعن ونفسّق ونشتم وننزلق لسخف الإستهزاء والشتيمة ولا نعير ما تقترف ألسنتنا بالا وقد يلقي بنا ذلك في سحيق الجحيم…

ذاك حمق لا وصف له ، وجهل لا علاج له… 

لا يجدر بِنَا أن ننسى أنفسنا وإن كرهنا وسئمنا ما يحدث ، وما حدث إلا بسببنا وبسبب كسلنا عن أداء واجباتنا تجاه ما نحن مسؤلون عنه من رعية ... فكلنا مسؤول عن رعيته ولا أخالك نسيت أنك أنت أيضا من رعيتك… فتكون مسؤولا عن نفسك…

لن نرضى أن يقل أدبنا وينحسر لأجل أن نعبّر عن غضبنا ... 
لن نرضى أن نلغي وجود الآخر و رأيه فقط ليظهر رأينا وحدنا كأننا نخاطب الجميع بأن ما علمت لكم من إله غيري...

لن نرضى أن نكون كقارون أقنع نفسه مغترا بأن مافيه من خير وكثرة مال إنما أتاه على علم منه وبذكاءه هو فقط…

لا يجب أن نقبل أن نتحول إلى إخوة يوسف نكيد لبعضنا ومن يمنع عنا ما نريد نلقي به في غيابات الجب ونتهم فيه ذئبا بريئا لا يقتل إلا بغريزة عند الحاجة … فقط … عند الحاجة… 

ومن قبِل ، فليرجع ويتُب ويكفّر عن سيئاته وينظر أي الأعمال أحب إلى الله فيأتي منها ما إستطاع… لتُُذهب الحسنات ما تراكم لدينا من السيئات…

علينا أن لا نكون أوسا وخزرج نقاتل أنفسنا... بل علينا أن نكون مهاجرين وأنصار نحتوي بعضنا بعضا...
كلنا أنصار و كلنا مهاجرين و الأدوار في الحياة دائما تتبدل … يوم عندك و الآخر عليك… 

لنكن للخير نصرا و للأدب أرضا خصبة ولنترك اللهث خلف إله المال والكبر والتباهي بين الناس بما لا نملك من أجل ما لا نريد.

لنكن أكثر أدبا في خصامنا و إنتقادنا ومعارضتنا لبعضنا… و لنلتزم الأدب حتى عند الإعتراض و عدم الإتفاق…

لنكن ...

أكثر مروءة ... و أثبت رجولة ...
لنكن مسلمين حقاً
وعلى الأقل ... لتكن أنت إنسان 

شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...