تأصل ...

By 5/30/2015 09:26:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



أتدري … أننا مجتمع عنصري جداً … و ليس لمجتمعنا الليبي فقط … ولكن أغلب الشعوب العربية أو لنقل التي تعيش حياة مليئة بالمعتقدات و الأفكار الغريبة ، و التي تحكمها أراء الناس و ماذا يقولون عنا … 
ومن أكبر أدلة عنصريتنا 
أننا نستغرب من بيضاء تزوجت أسمر أو سمراء تزوجها أبيض
نحيف تزوج سمينة أو قصير تزوج طويلة ...
نكذب في القول أن الروح هي الأساس ... نظريا 

ولكن عند التطبيق ...

الكل يعاير الرجل الذي يريد الزواج من جميلة و يصفه بالسطحي الذي لا يركز إلا على الشكل ...
في حين أن الجميع يسير في حياته بنفس الأسلوب ما واتته الظرو”إلا ما رحم الله”  :… و لا يقبل بعكس المفاهيم السائدة إلا على مضض و قهر من ظروف أقوى ... ككبر السن وضياع الأمل في الإرتباط بمن في الحلم أو الفقر و كذا حواليه …
فهل نحن حقا نهتم لجمال الروح و نلغي كل ما دون ذلك؟

لا ... الحقيق أننا لا نفعل و نستهجن ونستغرب إن وقع أسمر في حب بيضاء و أحبته و نستهجن كيف لطويلة أن تقبل زوجا أقصر منها ، و ربما حتى البيضاء إن وقعت في حب شاب أسمر عبر الإنترنت و اكتشفت أنه كذلك … تقاطعه ولا يبقى للحب الذي يتحججون به في كل مناسبة أي وجود …

أو متعلمة كيف تعشق تاجر خريج إبتدائي …
و كيف لفتاة عمرها عشرين أن تعجب برجل عمره أربعين و تعجبه … 
كيف لغني أن يفكر في فقيرة و غنية تعين فقيراً ليتزوجها


نفاق لأنفسنا في عدم القدرة على كسر حاجز ما يقول الناس و تلك القواعد والقوانين التي تُفرض بشكل تلقائي خوفا من ردة فعل الناس … 
فتتواصل فينا كأنها أساس و كأنها من البديهيات التي لا غنى عنها ... 
لنكون بذلك عنصريين شكليين ماديين سطحيين ... لا نهتم بأصول الأشياء ... بل نهتم لما سيقال ولا يجب أن يقال إلا ما يعجب الجميع و إن كان لا علاقة له بما يرضي الله ومن أجله خلقنا …

ناهيك أننا نبيح للغني ما لا يباح للفقير … فنغض الطرف عن كل نزوات و تعبير الغني عن رغباته و جنونه و فساد اخلاقه … فقط لأنه يستطيع أن يشتري سيارة لا يشتريها أحد … و إن افسد إبنه سيارته يشرتي له أخرى … و ربما يستطيع أن يكون لإبنته سائقا خاصا و لزوجته كذلك آخر … و في الحفلات ؟ يأتي ببدلة لامعة و روائح فواحة ليس كغيره … و تجلس زوجته في كرسي مميز في كل حفل زفاف لكي يبدو لمعان ألماساتها على الجميع ولا ينسى أنها تحضر عرسهم فهي صديقتهم … 

أمثلة كثيرة لنعصيرتنا في المجتمع … و قد يكون هذا المثال الأقرب من بين كل الأمثلة لأنه يمس حياة الجميع … التي قد أذكرك بمسألة إتمام الإجراءات في المصالح العامة و الفرق بين أنك تعرف أحداً هناك أو لا تعرف ، و إن كان قريبك أو مجرد صديق ، أو أنه يريد منك مصلحة أو دفعت له مسبقا … كي تنتهي مصلحتك بسرعة بعكس … الإنسان العادي الذي صادف أنه لا يملك قريبا يعمل في تلك المصلحة أو صديقا يعرف من يعمل فيها … و تلك عنصرية … ناهيك عن عنصرية أنت مش ولد بلاد …

إلا من رحم الله … نحن مجتمع به أمراض … ليست بالهينة ،  و علاجها لن يكون بقانون أو دولة … أو مؤسسات أو عمل مدني أو بطيخ يزرع في الشتاء …  إنما علاجها يكون بتوبة و لله عودة … وعي و إعتراف بأننا لن يصلح حالنا ما لم تصلح أنفسنا …


شكراً 
أكمل قراءة الموضوع...

الحل ...

By 5/23/2015 10:17:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




في كل مشاكلنا التي نعرضها ، نعترف بها او ننكرها، دائما نبحث لها عن حل ونعتقد اننا لا نعرض الحل ولا نعرفه
ذلك لأننا دائمي البحث عن حلول حولنا وعند الآخرين … ولم نبحث عنها فينا… بداخلنا …

فماذا لو فعلنا وفينا عن الحلول بحثنا؟

رجاء لا تقل نعم لنبدأ بانفسنا أو (إبدأ بنفسك) تلك الجملة التي باتت كالمخدر ، يقولها أحدنا ليشعر نفسه أنه فعل ما عليه ربما … و أنه الله غالب …ما باليد حيلة … و ائتنا بمن يفهم … و جرا لذلك …
فلم يعد ذلك الرد يجدي عندما لا يقرن بعمل... فما العمل إن لم تبدأ العمل
هل نبحث لذلك ايضا عن حل؟ 
أم نريد من الحياة أن تكون الجنة ... التي نحب بَعضنَا فيها ولا غِل بين الناس فيها؟
ويأتيك كل شي سهلا … حتى الثمار تجدها بلا تعب تتقرب منك لتقطفها… فقط أطلب و تمنى يا سيدي … 

لنفق... فتلك الجنة ونحن الآن في الدنيا التي ستعمل فيها كي تكون من أهل الآخرة … أن تزحزح عن النار …
وليس هناك شيء في الدنيا اسمه سيجد لك الآخرين حلا
وليس هناك شيء اسمه تلك الفئة هي السبب … و كل ما حدث لي بسببهم أو بسببه … 

لأن كل أسباب الفشل في الحياة تبدأ بك أنت من الداخل ببعض الكبر والعناد و يتراكم ذلك ليجد أصحاب العناد والكبر بعضهم جماعة ضد غيرها من جماعة 
و أنت جزء من أجزاء هذا الجسد الذي ترجوا أنت و الجميع أن يصلح نفسه بنفسه ليلتئم الجرح الذي تسببت لك فيه ورقة بيضاء حففتها باصبعك … يا له من جرح مؤلم …

نعم … الحل … نريد … و العمل لأجله … من غيرنا ننتظر … و لن يحل مشكلتك أيا كانت … سواء كنت تكره المجال الذي تدرسه لأنه رغبة الأب أو الأم ، أو لأن حبيبة قلبك التي لا تحل لك ، تزوجت غيرك لأنه كان جاهزا و انت تأخرت … أو لأن طلبتك في المدرسة لا يستمعون كلمتك … أو حتى لأن المريض ساخط عليك أيها الممرض الفذ … الحل بين يديك … أن تعرف نفسك من الداخل و تتعاون مع غيرك و تعينهم ، حتى تصل أنت و من معك في محيطك إلى مستوى من الإتفاق الذي تصبح به حياتك أنت كفرد … من أجل الجماعة … و ها هي حياة الجماعة تكون من أجلك أنت أيها الفرد … فبالاهتمام بالمصلحة العامة … يحصل الكل على حاجتهم … ببساطة …
فما الحل برأيك؟

الحل … ؟


شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

هدرزة ...

By 5/19/2015 03:34:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


الحياة ما عاد تنطاق بكل … 
معقولة … هكي؟
شن في يا راجل خير؟
كيف شن في أنت ما تندريش بكم ستيكة الدحي توة؟


لما تجي تشكي من غلاء سلعة ... و أنت قادر تستغني عنها ... لكن تشري فيها و تستمر هي في إستهلاكك و تكون أنت المتضرر من الناحيتين ...
و الرابح هو التاجر الي يشتغل على انك مش قادر تكبح شهوتك و رغبتك و قلة إدراكك لإمكانية الإستغناء عن الأشياء بإرادتك …

تقول الدحي بستة دينار لا بستة جنيه … باهي بستة جنيهات … و دنانير … 

جربوا مثلا … بس مثلا … بدون ردة فعل في غير محلها … مثلا يعني … نص طرابلس سكانها يوقفو يشرو دحي لمدة أسبوعين أو ثلاثة ممكن حتى أكثر … وشوف شن بيصير فيه الدحي … 

وبتقول شن نأكل و شن بنوكل صغاري؟

كول زميتة ... خبزة وزيت وسكر ... دير سندوتشات طماطم حكة زي زمان ... دير بسيسة وتمر ... دير سحلب ... مرقة ماجي وغمس فيها ... مثرودة ... دشيشة … فول مدمس ولا فول مدشش … حمص … وكلها فيها بروتين 

و أكيد جايك رمضان و تبي السفرة الي هي … 

يعني هو في قرآن منزل من عند الله يقول لك لا يصح الصيام إلا بوجود البوريك والبيتزا و المبطن على سفرة الإفطار؟

أم أنك آثم إن لم تأكل البيض؟ و مصيرك إلى جهنم و العياذ بالله و انت مصر عليه كأنه في شي هكي؟


الصغار مش حجة لأنهم يتعودو يأكلو ما تعطيهم وفي أكل واجد يعوض البروتينات و المعادن الي محتاجينها مرات اكثر من الدحي الي مرات ما فيه دحي أساسا …  فما أديرهم سبلة و كأنك تقول هم الي يبو مش أنا نبي و أنت مش قادر تقاوم شهوات بطنك و رغباتك … و الدحي مجرد مثال …

لكن الهدف أنك تقاطع وتمتنع وتكون قوة إجتماعية تضغط على التاجر الي تكسد بضاعته فينزل السعر ... هو الهدف ...
إنك تستغلها فرصة تعلم بها صغارك أنهم ما يكونو عبيد بطنهم ، و تربطهم شهوتهم ، و انهم يقدروا يكتفوا بالقليل من الطعام و لا يكفيهم من طعام العقل شيء … العلم … 

نعرف ان الي نقول فيه يعتبر خيال علمي غير مقبول في مجتمعنا النزيك ، و الغالبية تبي أن يتوفر لها كل شيء في أي زمن و في أي ظروف ، وما نفكر في أن الإنجاز يحتاج إلى بعض التضحية … 
وهل تقدر تسمي استغناءك عن شراء البيض و مواد غذائية ثانية تضحية؟ 

ولا أنت من الناس الي ما تعرف عن التضحية إلا الإستغناء عن الحاجات الي ما تبيها ؟ و التضحية مش قتل و روح و دم و رصاص و بس … لكنها إحساس … بحاجة الكل و حاجتك معاهم ، و التعاون عليها و على تحقيقها

ضحي شوية بشهواتك الي تاكل في بطنك و تعاونوا الكل ليكون رمضان هذا بلا بيتزا ولا بوريك ولا بيض … و نشوفو حاجات اخرى … و الأسعار حتنزل بشكل كبير جدا … 
شن تقول انت ؟ كيف نقعدو من غير بوريك و بيتزا تي ما يصيرش منها الدوة هذه … الحكومة هي الي لازم ادير حل
تي حتى حكومة اكبر دولة في العالم ما تدخل في الاسعار يا همي ، الناس هي الي تقبل و لا تعرض على السلع فتزيد السعر و تنقصه …

أهذي … نعم أحلم … و بالاصح على التهدريز الي هكي … أن نتفق نحن البسطاء على ان نحتفظ بأموالنا في جيوبنا … ايه يا حاج ايه … ارفس … 

الواقع يقولها و يرددها و يعيدها ولكن كثير منا لا يسمع … نحن لا نريد أن نصبر ولا نريد ان نضحي ، ولا نريد أن نتعاون … نعم لا نريد … و إن أردنا لاستطعنا خلال اسبوع واحد … تخفيض سعر البيض و كل السلع المهمة و الضرورية إلى أقصى ما نستطيع … و عندها نكون قوة موحدة … و البيض و البوريك و البيتزا … لم تذكر في القرآن ليصح بها الصيام … أو ان تصح بها الحياة … 
كيف كانو يقلو فيه الدحي زمان في الصحراء لما كان التمر هو الاساس في الاكل … ؟

صح كيف كانو يقلو في البوريك زمان على أيامهم و كيف كانو عايشين من غيره؟


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

السينما ...

By 5/16/2015 11:20:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



هل تحب مشاهدة الافلام؟ السينما؟ 
أحب ذلك و أستمتع كثيراً بالفلم الذي يكون منتج إنتاجاً جيداً و فيه فكرة و لا يهزأ بعقل المتفرج من ناحية تلفيق المشاهد و طريقة التصوير ، فحتى إن كان الفلم خيالياً … أحب أن أشاهد خيالاً متقن الإنتاج و الإخراج … كمثال فلم افتار “AVATAR” ، كان رائعاً من عدة نواحي ، الهدف من القصة ، القصة ، الإنتاج ، الإخراج ، التصوير ، رسومات الكمبيوتر … 
تعلمت الإنجليزية التي أعرفها و اتعامل بها الآن من مشاهدة الأفلام … أذكر ذلك جيداً … 

أياً كان نوع الأفلام التي تحب مشاهدتها ، و تعجبك طريقتها ، هل ترى أن لهذا الشيء تأثير على حياتنا؟ 
على حياة مجتمعاتنا و قناعاتنا و أفكارنا و حتى تطبيقنا؟

إن لم تكن مقتنعا بذلك فما عليك إلا أن تلقي نظرة على أسلوب إقامة الأفراح و حفلات الزفاف ، لتعرف أن إدخال العروس إلى الصالة مصحوبة بأخ لها أو والدها (ياي ما أحلاهم) و قطعة الكعكة الكبيرة التي تقص بالاثنين معا ، بل حتى تطبيق بعضهم لرقصة بين العريس و عروسته داخل الحفل ، و حتى إلقاء العروس لباقة الورد التي هي ايض من تلك الاشياء و تلقي الفتيات لتلك الباقة من بعدها علهن يكن هن اول من يلحق بها … إعتقادات أليس كذلك … كل ذلك ليس إلا شيء زرع في العقول مما شاهدوه في الأفلام … و لا ينقصنا ربما ليتطابق الأمر إلا أن يكون الشيخ وسط الصالة منتظراً العروس أن تأتي ويقف بجانبها العريس و يقرأ الفاتحة (طبعا على سنة الله و رسوله) و يأخذ الخاتم من أحد التابعين للعريس و يلبسه العريس لعروسته ليقول الشيخ ، أنتما زوج وزوجة على سنة الله و رسوله و بإمكان العريس أن … يأخذ عروسته إلى شهر العسل و يخرج بها لتربط علب في سيارتهم … لحظة لحظة أنت سرحت هذا لا نفعله نحن مسلمون ولا نؤمن بهذه الخرافات .. أه نعم صحيح .. نحن نرش الارز و الماء خلفهم عندما يسافرون … و ربما تشعر و أنت تقرأ الآن ان كل هذه الاشياء مألوفة لديك لكثرة ما شاهدتها في الافلام و المسلسلات …

حتى مقاييس الجمال أصبحت تؤخذ مما يعرضه المخرج ، والملابس كذلك ، و الأفكار و حتى الشعر و شكله ، و أعتقد أن الكثير من الناس في كل الأعمار يسيرون في الشارع يلبسون النظارة أو ينزلون من السيارة و هم يتخيلون تلك اللقطة التي تعرض بالبطئ عندما ينزل البطل صاحب الشخصية الرائعة من سيارته و شعره الهفهاف الخفيف اللامع …  و يضع قدمه على الأرض لتهتز و الجميع ينظرون إليه … هل مر بك هذا الإحساس من قبل؟ أن تشعر و أنت داخل إلى مكان أن الجميع ينظر إليك و أنت تشعر و كأن هناك موسيقى تصويرية خلفك .. اه حسنا هذا ما يحدث في الأفلام … وليس الواقع … 

ولكن تأثرت به عقولنا و تأثر بها واقعنا … ناهيك عن الحب و التجربة قبل الزواج و أشياء كثيرة قبل ذلك أيضا …

لا نعمم هنا ولكن نحاول الإلتفات حول الحديقة لنرى الأزهار التي تنتشر فيها من  كل مكان … 

حسناً… تأثير السينما على حياتنا كبير جداً ، و ما أن يشتهر ممثل أو مغني حتى يدخل قلوب العذارى و العذراويين (ماهو مقابل كلمة عذراء بالنسبة للذكور؟) هم أيضاً يتأثرون و يسيرون خلف تلك الأشياء حتى أن مقياس الجمال عندهم تصدع و لم تعد تلك الفتاة الطبيعية تناسب ذوقهم …

اه ذكرتني الآن باولائك الصبيان الذين يخرجون من السينما بعد مشاهدة فلم كاراتيه و هم يشعرون كأنهم يستطيعون فعل ما فعله البطل و الأرجل تتطاير و القبضة تلف و تدور و أحيانا يقع صاحبها بكسر في ساقه مجبور ، ذاك هو الحماس الذي تزرعه السينما و مشاهدة الأفلام في الشخص الذي بها يتأثر…

طيب هات من الآخر … عرفنا أن السينما تؤثر على حياتنا و تأثيرها واضح جداً … ماذا تريد أن تقول؟...

أردت أن أقول … أننا مع معرفتنا لهذا التأثير القوي للسينما و التي هي تكملة لتأثير القصة على المستمع ، فالقصة من أقوى الطرق التي يمكنها أن تؤثر على مستمعها و هذا أسلوب إستعمله الخالق سبحانه و تعالى في قرآنه و من أعجز القصص قصص القرآن ، و تجد أنك تستمتع بسماعها و تحاول تخيل ما يحدث و ما حدث في تلك القصص …

الخلاصة فليس لدي وقت هناك فلم أريد مشاهدته …

الخلاصة … أننا مع معرفتنا بهذا كله ، إلا أننا فشلنا فشلا (إلى جانب القائمة الأخرى للفشل) لا يمكن أن يوصف في إستعمال هذه الوسيلة التي نملك لها المال إن أردنا ، في نشر الدعوة ، و في نشر التاريخ البطولي الذي لا تخلو صفحة من صفحات التاريخ منذ بعثة النبي عليه الصلاة و السلام … منه ومما قام به أبطال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، 
تصور إن استعملنا هذه الوسيلة في نشر فكرة السلام في الإسلام … و أنه لم يكن دين قتل و سفك دماء ، و أنه كان دين رحمة و أنه إنتشر بالمعاملة  و ليس بالقتل و هذا واقع في نشر الدعوة ، و أن نسبة ما قتله المسلم لا تتعدى الخمسة في المائة مما قتله النصراني و غيره خلال الفي عام ، أن هناك أبطال يصلح أن تتخذهم قدوة في حياتك يا شاب … أن هناك نساء كريمات عفيفات رائعات كن خير قاعدة لخير مجتمعات الدنيا ، و أنهن يصلحن أن يكن قدوة لك و لي و لبناتنا… 

إن إستعملنا هذه الوسيلة بما يتناسب مع المنطق العقلي و الصحيح ، و الإسلوب المناسب ، و صححنا مفاهيمنا قبل مفاهيم العالم ، و زرعنا القوة فينا و في أنفسنا ، و رأينا كيف أن من كان قبلنا لم يملك ما نملك من الماديات ولكنه إمتلك قلوباً لم نمتلكها بعد … و لعرفنا أن تحقيق المراد لا يمكن أن يكون بالنوم و النفخ في الرماد . 

تصور أن يكون الشاب الصيني أو الياباني فخوراً و متابعا للقطات الرسوم المتحركة التي تحكي قصة صبي من صبيان الصحابة أو من أبطال الفتية  … أو فلما يحكي قصة سيدنا عمر بن عبد العزيز ليكون دروسا اقتصادية … تصور أن هناك من يدرس سيرة سيدنا عمر ليتعلم منها أسلوب الحكم العادل … أو قصص العلماء المسلمين و اكتشافاتهم… ما كان لذلك أن يتحقق لو لم نستعمل السينما و المشاهدة و نقل القصة من الحكواتي إلى شاشة تقف أمام وجه كل مخلوق يتابعها بشغف و لتأثر على الأقل بخير نصنعه نحن أو منا ...

ولكن لم يحدث ذلك بعد كيف تقول لما إستطعنا و ماكان لذلك أن يتحقق؟ عن ماذا تتحدث؟

عن فلم الرسالة؟

لا أتحدث عن فلم عمر المختار … الذي إن أزلته من التاريخ … و تراجعت عن تصويره و نشره ، لما تحدث العالم عن أن الليبيين أهل جهاد و مقاومة و غيرها مما يراه العالم عن الليبيين اليوم ، بغض النظر عن فئة بسيطة جدا من الذين يقرأون ليعرفوا كل جوانب التاريخ ما منه شرف و غيره …

و إن فعلت … لعرفت جيداً معنى ما أقصد بأن تستعمل السينما كما يجب لتكون أداة دعوة إلى الخير و إلى إستعمال العقل … و نشر ثقافة تصلح لأن يتبناها الاجيال … 

أفق … كفاك حلما … هيا أفق … الناس تريد فقط أن تأكل ... 

شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

لا نريد ...

By 5/15/2015 06:13:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



فعلا لا نريد...

لا نريد أن تكون حياتنا أفضل و أن نتطور أو أن نهنأ في العيش ... 

لأن من يريد شيئا يعمل لأجله ...

ونحن لا نعمل ...

نعم لا نريد الإتفاق و لا نريد العمل لأجل الإتفاق ... و نحن الغالبية … نحن عامة الناس …  كل أملنا هو أن تأتي حكومة تفعل كل شيء وتقدمه لنا على طبق من فضة … لا ... لا ليس فضة ... و ليس طبق ... بل تضع اللقمة في أفواهنا ... و تلبسنا و تنفق علينا وربما حتى ... تغسلنا و تجففنا ...

لا نريد...  و إن أردنا لإجتمنا ... إن أردنا لإستطعنا ... و من أجل ما نريد عملنا واجتهدنا ... تقودنا آمالنا و أحلام لا تتحقق إلا بالعمل و الجهد والتعب … و لكننا لا نعلم …

و إن كنّا نريد حقاً... لإستطعنا تخفيض أسعار السلع في رمضان ... إن أردنا لإستطعنا تحسين الخدمات في المحلات الخاصة ... إن أردنا لأستطعنا تأديب الموظف العام الذي هو منا فينا ... وليس بشخص مستورد ... أن يؤدي عمله بشكل صحيح … و إن كان هو يريد ما نريد ... لفعل ما نريد جميعاً و يريد ...

لا نريد ... و إن أردنا ... لبسّطنا و سهّلنا ما نحتاج جميعاً ولأجله تعاونا ... و لعدنا إلى القواعد و إجتهدنا في تطبيقها و في إسكات السفيه منا و إجباره جماعة أن لنا وللعقل و ما نريد ينصاع ...

و لكننا حقاً لا نريد ... 

فمن أراد حقق ... و من إجتهد إجتمع و من إجتمع لا يمكنه الفشل أمام أي عائق …

أتدري لما يخاف الجميع من الفيس بوك؟

لأن الكلام فيه ينتشر و الكل يعلم و الخوف من رأي عام ... شيء جيد 
ولكن الرأي العام لا يريد الا ملعقة من ذهب لا من حديد ... و من هو الرأي العام ؟ نحن ... البسطاء الذين لا يملكون في أيديهم إلا سلطة الجماعة ... و سلطة الصمت و سلطة عدم التفاعل و عدم شراء السلع لإرغام التجار على ما نريد ، و سلطة الجلوس في البيت وسلطة أداء الواجب كما يجب و سلطة تربية حسنة لأبناءنا ...

نحن البسطاء ... كتلك العصي ... ما إن تفرقت ….!

القصة التي يفخر الجميع بترديدها و تدريسها في المناهج الدسمة التي تزيد في فشل العقول ...

القوة في الإجتماع ... آه نعم الإجتماع ... يزيد الفرد الضعيف قوة ... و يد الله مع الجماعة ... و حمل الجماعة ريش ... 
و لكن الجماعة لا تريد ... إلا الحديث عن الحقوق ... و المطالبة بالحقوق ... و الحلم بالحقوق … و إياك أن تتحدث عن الواجبات …
هل ترى ذاك الرجل الذي يزيد السخط على التاجر الذي يرفع سعر السلعة وهو خارج بأكياس منها من متجره و دفع الثمن الذي كان منه يسخط... 

ويقول البعض كيف أعيش بلا شراء ما أحتاج ... أنت حقاً تحتاج رغيفا وماء و بعضا من دم في الوجه ... و صراحة مع النفس أن شهواتك تغلبك ولا تستطيع حبس نفسك لبعض أيام حتى ترتاح سنوات ... جبان؟ مخادع؟ أهبل ؟ إمعة ؟

أم من كلها القليل؟

و ربما أنك تنسى … أن ما لم تستطع حبس نفسك عنه طوعا … سيحبس عنك كرها ما لم تعمل و تجتمع … لتكون تلك الحزمة … 

لم ولن تقوم قائمة لأي جماعة تريد و تطلب و تحتاج ذات الأشياء ... ما لم تجتمع … و تتعاون و وتعمل قبل أن تصرح أنها وكل أفرادها يريدون ذات الشي …

ليتفقوا على الأساسيات ... ومنها لينطلق النزاع الذي لن يتوقف على من يفعل ما يريد و يحكم العبيد … ولكنه يكون نزاعا سلطويا سيطريا … إن كان هناك شيء يمكن ان نطلق عليه هذا المصطلح 

نحن فعلا لا نريد ... و إن أردنا ... لعملنا من أجل ذلك ... فأي جماعة ما أن تجتمع على شيء و إن كان شرا ... لحققته ...
فما بال أهل الخير يكرهون الإجتماع ‘لا في الليل على كلام لا يجد منه أحد شيئا عند الصباح ... “إلا من رحم الله”

لماذا من يتآمرون دائما ينجحون في تآمرهم على المتآمر عليه؟

هل هو دائم الحمق؟ أهبل ؟ إمعة ؟ أحمق؟ 

ام من كل تلك المقادير بحيث انه معترف بالإستسلام لكل مؤامرات الأرض التي لا وحود لها إلا في عقله ... ليطمئن بها آخر النهار و يحتضنها فكرة لينام و يصحوا عليها … و ما هو فيه ليس إلا نتاج لكسله و تكاسله و انتظاره لمن يضع املعقة في فمه؟

الواقع يقول أننا لا نريد ... و لا نعرف معنى الإجتماع اللهم في فرح أو إحتافل لا يفيد ... و هذا ليس بالشيء الجديد ... و لا علاقة له بالحكم المديد ... بل هو شيء في الأنفس مستقر مستفيض ... منذ القدم ... ولن يتغير إلا بما تغير به أول مرة ... 

إن كنت تريد ... فأنا أريد ... وهو يريد … و هم أيضا يريدون …
لا يذهب فكرك إلى كل من تراهم في الشاشات و تسمع اسماءهم في الاذاعات … فهنا أتحدث عنا نحن عامة الناس البسطاء الذين لا يرديون أكثر من عيش حياة هانئة ينتقلون فيها من السعي خلف الاساسيات إلى إمكانية الإبداع و الإختراع … و إثراء الحياة بفكر جديد …

و الحل بين أيدينا فقط إن كنّا حقا نريد ... وليس فقط أماني تنتظر التحقيق على يد مارد مصباح يسكن علبة مكياج يتبخر مع كل سهرة منه المزيد 


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

شارع المدار ...

By 5/08/2015 12:49:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


في قيلولة هادئة من يوم أكثر هدوءا … شعر برغبة في أن يحصل لهاتفه على جلد جديد … غلاف جديد ربما كان عليه أن يقول … هناك أغلفة تزيد الراحة في إستعمال الهاتف ، و تشعرك بأنه أكثر تحملاً و صلابة … و أقل عرضة للخدش ، خاصة إن كنت ممن يستعملونه إستعمالا طبيعيا بشكل يظهرك وكأنك قليل الإهتمام بهاتفك … رغم أنك تتعامل معه بشكل طبيعي جدا … 

هاتفه كان ذاك الهاتف الذكي ، الذي يمكّنك من فعل الكثير من المهام و كأنك تعمل على جهاز حاسب كامل أو محمول … يمكنك الوصول لشبكة الإنترنت إرسال الرسائل و طباعة الأوراق و تخزينها ، بالإضافة إلى التصوير و كل الإمكانات التي باتت تشتهر بها الهواتف الذكية بغض النظر عن نسبة إستعمالها فيما لا يتعدى التواصل و الإنترنت … 

قرر أن يذهب إلى حيث يمكنه أن يجد جلدا … غلافا … جيدا بسعر مناسب … و كان ذلك مكانا يدعى بشارع المدار … في أحد مناطق مدينة طرابلس … نسبة إلى شركة المدار التي أسست منذ بدايتها في نهاية هذا الطريق ، ذي الجانب الواحد ، بمنازل صغيرة متلاصقة فقيرة التنظيم من حيث التراصف فيما بينها وتقدم و تأخر سنتيمترات عن بعضها البعض ، و يقطع بين كل مجموعة منها شارع فرعي … تلك المنازل مصفوفة على يسارك عند دخولك للشارع …  و الجهة اليمنى … ليس فيها إلا سور منطقة خضراء الكل يعرفها بالزراعة … و أراها كرئة متنفسة تنفع المدينة … و إن كان أغلب أشجارها … مكسو باللون البني أغلب الوقت … و لكنها حقاً … مكان يزيد نسبة الخضرة و الراحة في المنطقة ، و إن كان ما بداخله شبه مجهول لغالبية ممن يمرون بجانبه كل يوم ، سواء كان من جهة شارع المدار أو من جهة الطريق الذي يحده من الجهة الاخرى جنوبا من شارع المدار … 

قصد ذاك الشارع من حيث كان مستلقيا بعد أن جهز نفسه … و لم يكن التجهيز كلمة دقيقة لمن أخذ حذاءه و مفتاح سيارته و الهاتف في جيبه و إنطلق … 

الشارع معروف بإزدحامه لأنه ببساطة المكان الذي تجتمع فيه محلات بيع الهواتف النقالة و صيانتها و كل ما يتعلق بها … فيمكنك أن تتخيل عدد السيارات ، في شارع فيه ما لا يقل عن ثمانمائة محل للهواتف النقالة ، و كل يأتيه رزقه بما قسم الله له ، و كعادة الأماكن المشابهة التي نشأت بالمصادفة في مكان و إجتمع التجار فيه على مر الأعوام ، و هذا في حد ذاته رزق ساقه الله لأهل المنطقة الذين هيأو غرفا من بيوتهم لتكون محلات تؤجر لمن رغب في ممارسة تجارة الهواتف الرائجة لإقبال الناس عليها رغبة في اللحاق بكل جديد و رغبة في التواصل و الوصول إلى ما يريدون … 

عليك أن تفكر في كيف و أين ستركن سيارتك عندما تتوجه إلى ذاك الشارع ، أو ربما عليك فقط أن تجد طريقك إليه ، و يأتي دور البحث عن مكان لركن سيارتك مصادفة دون أن تدري ، و إن إخترت أن تركنها في مكان ما في الشوارع الخلفية فهو أيضا حل ذكي ، للتخلص من الإزدحام و الجلطات التي تصيب الشارع الرئيسي الذي به أغلب المحلات ، فمع ركن البعض لسياراتهم على يسار الشارع ، و هو شارع بالكاد يكفي سيارتين ، فهاذا يحدث أكثر من جلطة عندما يركن احدهم سيارته يمينا ، و الآخر … يسارا من الشارع …

شيء يعرفه من يقود سيارة لفترة من الزمن … أنك عندما تقود سيارتك و أنت تعرف المكان الذي تقصده و قد الفت المدينة التي فيها عشت زمنا و فترة منه  … في أحيان كثيرة … لا تشعر بنفسك ماذا تفعل ، وتجد أنك تفعل كل شيء بطريقة كأنها لا إرادية مبرمجة مسبقا ، تغير التروس تدوس البنزين تحرك المقود ، في الإتجاه الذي تريد كأنك تفعل ذلك دون وعي منك … 

و ربما في الأثناء تستمع لصديق أو تتحدث في الهاتف و حواسك كلها تعمل معك و تسير في طريقك  و تدخل الإزدحام و تخرج منه و تصل مكانك ، لتبحث عن أين ستركن سيارتك …

صادف خروج أحدهم بسيارته تماما عندما دخل بسيارته بداية الشارع … و كأن المكان هدية منه … فحولهم إزدحام شديد … 

 كان عليه أن يزور أكثر من محل حتى يرى ما لديهم من عروض … بالتأكيد لن يستطيع تغطية كل المحال هناك … فمن يستطيع زيارة ثمانمائه باب أو يزيد ولكن … ما أن يجد ما يريد … بالسعر المناسب … سيعود بهاتفه مكسوا به إلى سيارته و ينطلق … 

بدأ السير على ذاك الرصيف الضيق ، الذي بالكاد يكفي لشخص واحد … و هو ينظر إلى كل محل ليرى إن كان فيه ما يريد ، من اغلفة لهاتفه … 

كان السير هناك خليط من كثير من العاب الكمبيوتر التي تحتاج فيها أن تتخطى حواجز كثيرة ، و تنتبه لكي لا تصطدم بشيء أمامك … 
و أغلب العوائق كانت … مولدات الكهرباء التي اصطفت أمام المحلات ، و كل حسب حجمه كان أمامه مولد يضج بأعلى ما استطاع ليلبي حاجة الاجهزة للتيار ، و كذلك الإنارة للمكان … بدأ ينتبه للمولدات أكثر من إنتباهه لإمكانية ايجاد غلافا لهاتفه…

بات يفكر و يسرح بفكره … و هو ينظر لمن ركن مولده في الجهة المقابلة لمدخل محله ، ربما رغبة في إبعاد الضجيج عنه ، رغم ان جاره له مولد يجانب بابه يزيد من الضجيج أكثر … و الأسلاك تقطع الطريق من المولد إلى المحل ، ولا يبالي أحد إن كانت السيارات تتخطاها … المهم أن لدي كهرباء تدب في الاسلاك و تشغل الأجهزة … 

إستمر في المسير عبر الشارع ، وهو يفكر في نفسه … الا يوجد حل لهذه المشكلة أفضل مما يفعله هؤلاء؟ … لا بد أن هناك حلاً أفضل … فعدد المولدات هنا لا يكاد يصدق ، و يبدو أن كل محل يحتاجه … رغم أن أغلب المولدات لا تقوى على تشغيل مكيفات الهواء … التي يحتاجها الجالس بداخل محله … 

بعد أن نسي ما أتى به إلى هذا الشارع … و دون أن يجد ما عنه يبحث … ركن سيارته أمام بيته … و دخل مسرعا إلى حيث جهازه … و في بعض دقائق خرج ببحث بسيط عن مولدات الكهرباء … ولكن ليس أي مولد كهرباء … مولدات الكهرباء الصناعية ربما … بحث عن أسعارها … لا أدري ما الذي كان يفكر فيه ولكنه كان شغوفا في بحثه … حاولت مراقبته … لأرى ما الذي يفعله … فتح صفحة جديدة في برنامج تحرير النصوص و كتب … 

المولد بقوة ما يقارب عن 3 ميقا وات من النوع الصامت قليل الضحيح ، ثمنه ما يقارب 250 ألف دولار و هذا ما يعادل 500 الف دينار ليبي ، و مصاريف الشحن و التحميل و التوصيل كاملة حوالي 30 ألف ( ابتسم قائلا بالمبالغة ) أي نحتاج إلى إجمالي 530 ألف دينار ليبي ، 
عدد المحلات في الشارع تقريبا 800 محل لو أن كل محل دفع 1000 دينار وهو مبلغ بسيط بالمقارنة بمثن المولد الذي يعمل أمام كل محل الآن … هذا سينتج لنا مبلغ 800 ألف دينار أي أننا يمكن أن نشتري المولد الأكبر الذي قد يكفي حتى البيوت في المنطقة كلها إن تعاون الناس في تقنين إستهلاكهم للكهرباء …أو ربما يكفي ذلك لمصاريف توصيل الكهرباء لكل محل إن لم نستطع إستمعال الشبكة المحلية و تعذر ذلك … و ربما يوفر كمية كافية من الوقود لتشغيل هذا المولد … و قد نحتاج لاحقا إلى توفيره بشكل منتظم ، ولا أعتقد أن هذا سيكون صعبا ، فحتى إن تعاون أصحاب المحلات بأحضار عشر لترات عن كل محل فهذا أيضا سينتج ثمانمائة لتر ، أعتقد أنها ستكفي لشهر كامل أو يزيد …


هكذا بهذا التعاون ، يمكن أن تحل المشكلة بشكل شبه جذري بالنسبة لهذه المنطقة … و قع على أخر الورقة … 

جلس يحدث نفسه … متى نتمكن من التعاون لأجل صالح مشترك ؟

شكراً... 


أكمل قراءة الموضوع...

توكل و تواكل ...

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




كم تواكلنا على الله ولم نتوكل ؟

تجلس مع نفسك … تقول أن الله يختار لي ... سبحانه هو المصُرِّف المدُبر لكل الأمور 
هو الخالق البارئ ... الأول و الأخر 
نعم ليس في ذلك أدنى شك  و لكن لدينا مشكلة في التواكل عميقة جداً…

التوكل أن تستمر في عملك تُحسن الأخذ بالأسباب و تعمل جهدك و تفعل كل ما تعرف و بداخلك متوكل على الله ، أي أنك تعلم إن كان هناك خير فمن الله و إن كان هناك تقصير فمن نفسك … فتقوم بواجبك و تكل الباقي إلى الله …

والتواكل الذي أغلبنا يمارسه بإحتراف 
هو أن تهمل الأخذ بالإسباب و تترك العمل و تفعل الضروري الملح فقط و تترك البقية لتقول “لو في خير تو يجيبها ربي “
و لا يحصل ما كان سيحصل لو توكلت و عملت و بذلت
فتقنع نفسك الكسولة العاجزة بأنه “مافيهاش خيرة ربي ما جابها، ربي مش كاتب “

و هنا كأنك تقول 
ربي كاتب لي الفشل و الكسل و عدم الإنجاز ؟
وأنت تعرف ان الخير كل الخير من الله و ما كان بك من سوء فمن؟ نفسك …

لنتوقف لحظة 

و نتأمل في بشر مثلنا غير أن الفرق بيننا أنهم لا يؤمنون بالله و رسوله غير مسلمين لا يصلون إستخارة و لا يعبدون الله لا يستغفرونه بل يعصونه و يذنبون و ما بعد الكفر ذنب ، أي ليس هناك ذنب أكبر من الكفر بالله …

و تجد أن النجاح حليفهم و الإنجاز طريقهم و التطور سبيلهم

فما الفارق الآخر؟

الفارق الآخر يا حبيب القلب ... أنهم يُحسنون الأخذ بالاسباب … 

الأسباب التي أوجدها الله ليعمل الإنسان بها حتى يصل إلى إعمار هذه الأرض 

نحن؟ 
نضع البذرة في الأرض ونرشها ببعض الماء أو ننتظر المطر ليسقيها …

و في الأثناء ... ننام ...
لنرى من ثم المحصول الذي أنبته الله بلا شك ولكنه نبت بقدر أعمالنا … هزيلا 

عندهم  و عند من يحسنون الآخذ بالاسباب …

يختارون البذرة الأفضل أولا ... يهيئون التربة ... يضعون البذرة بتنسيق ... يرشون الماء بترتيب ... يداوونها و يحموها من إحتمالات المرض ... ينظفون حولها كي لا تعلوها نباتات ضارة ... وقد يغطونها كي لا تبرد و يرشونها زيادة كي لا تحترق ومع كل هذا … الله هو الذي ينبت نباتها ولكن ينبت النبات على قدر أعمال أصحابها 


فما الفرق هنا ؟ يا من تتواكلون ولا تتوكلون؟

كثير من لا يفهمون المكتوب من الله ... ويعتقدون أن المكتوب هم مجبرون به ولا يد لهم فيه و الله غالب على أمره 

وهل لديك شك بأن الله غالب على أمره؟

لا … و لكن ... الا تعلم أن الله سابق علمه؟
كيف؟
الا تعلم أن الله يعلم الغيب مستقبله حاضره وماضيه ؟
بالتأكيد لا شك فهو عالم الغيب و الشهادة … سبحانه 

الم تفكر بأن ما كُتب حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار و العياذ بالله كتب بعلم الله السابق؟
أي أن الله يعلم ما الذي ستختاره أنت و أنا و جميعنا ... يعلم كيف سنتصرف وما سنختار و لا يعني ذلك أنه أجبرنا أن نفعل ذلك… لأننا أُعطينا الخيار في الحياة بعد أن أرانا الله وعرّفنا … الخير و الشر ... الكفر والإيمان ... و لنا وحدنا الاختيار…
من أراد الهداية هداه الله ... من تقرب من الله … زاد الله قربا منه … كالفتية أصحاب الكهف … أمنوا … فزدناهم هدى … تذكر؟

أم أنك تعتقد بأن الله ليس عادلا؟ حاشا لله هو العدل ... المطلق … 

فبرايك كيف يكون عدلاً أن أجبرك على أن تقتل أحداً و تزني و تكفر ثم أحاسبك عليه كله و أعاقبك بالعذاب في جهنم و العياذ بالله؟

هل يستوي الأمر؟ “يا ودي مش راكبه “

و لكن عجزنا ... كسلنا ... إهمالنا ... ضعفنا … تواكلنا … خمولنا …
قادنا دائما و يقودنا إلى إلقاء اللوم على القوى الخفية… القوى القاهرة التي لا قِبل لنا بها ...
فلان كلما عمل عملا فشل فيه…
عين أو سحر هذا ليس طبيعيا
فلانة لم تتزوج ... مسحورة محسودة لما يأتها نصيبها …
فلان مدمن مخدرات ... نعم اجتمعت عليه من كل جانب … 
لا … ليس لديه عقل و ليس لديه عزيمة لكي يترك الإدمان أو انه لا يأتيه من الاساس …
من لو تتزوج بعد لأنها لم يأتيها نصيبها … دائما نربط نسائنا بالنصيب رغم أن هناك الاف الطرق للزواج الحلال و لكننا نرفضها خوفا مما سيقول الناس … و التاريخ مليء بأمثلة تزويج الآب لإبنته … باختيار صالح

فلان حالته النفسية من نفسه من أعماله و أفعاله و هو معجب بأنه يكون في دور المسكين هربا من المسؤوليات فأصيب بحالة نفسية طوعية إرادية من نفسه و ليس مصابا بسحر أو عين أو حسد …


كفانا فشلا و قلة بحث و فهم لديننا والأمثلة أمامنا كثيرة ... 
لله سَنَن في الأرض تسري على كل إنسان …
حتى يؤمن إيمانا مكتملا على قدره ... عندها قد تتغير القوانين و يكون التسهيل من الله فيقرب إليه أعمال الخير و يبعد عنه السوء و يهديه ما يرضي الله عنه ...

راجع كتاب الله ... دائما وصف الإنسان بالعجول الهلوع وغيرها بإستثناء المؤمن المصلي و كان له إستثناء من صفات الإنسان من الجزع والهلع و الإستعجال و الصفات السيئة في أغلبها …

فكر “تربح” لا تقع في دوامة أنا مُسير أم مخير و الأمور واضحة بين يديك …
أنت مسير في عدم إختيار أبويك وإخوتك و المكان الذي تولد فيه و متى تموت و ما سيكون رزقك الذي تستهلكه منذ و لدت حتى تموت ... وقبل الولادة حتى … 

أما ... أن تؤمن أو تكفر؟ أن تبذل لتنجح أو تتكاسل لتفشل ، كيف تختار اسلوب الاسترزاق ليصلك رزقك المقسوم لك؟
حتى الزواج انت تختاره بنفسك ... بموافقتك أو رفضك 
لماذا هناك فتيات تخطب من عشرة رجال و ترفضهم بارادتها 
وتوافق على واحد منهم؟
آه تلك القوة الخفية القاهرة التي إسمها النصيب جعلتها ترفضهم جميعا لأن هذا هو من سيكون زوجها ... هل تعقلون ذلك؟

الأنبياء يزوجهم الله لأنهم مكلفون بأداء رسالة ... و لهم خصوصياتهم ... 
و لكن أنت و أنا ؟
نحن ضعاف إيمان و لم نصل مراتب تقربنا من صحابة الأنبياء ... تسري علينا سنن الله بأن نتوكل و نبذل الجهد و من ثم تأتينا النتائج … و قد يسخر الله لنا بحسب أعمالنا ما يقربنا منه … ليكون أن نتقرب نحن من الله فيتقرب منا أكثر … 
و مع البذل و الجهد و المحاولة و إحسان الأخذ بالأسباب ... منحنا الله الإستخارة لتكون عونا منه لنا بعد الجهد الذي نبذله ...
تصور أن يجلس الشخص ليستخير في إيجاد عمل
ولا يجده
لماذا؟
لأنك لم تتعلم متطلبات العمل و لأنك لم تذهب بحثا عن عمل 
ولأنك نائم في البيت تصلي الإستخارة … ليل نهار فقط … 
هل ستنفعك الإستخارة هنا؟
دون بذل للأسباب؟

خذ بالأسباب … بأي طريقة تناسبك … و ليناسبك الحلال أكثر من أي شيء اخر … فتحريك له … يعينك جدا … و يسهل لك الكثير … و كفانا تواكلا … فلم يعد لدينا وقت كثير …



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...