تضاريس

By 9/17/2008 03:09:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




تضاريس اهتماماتنا كالجبال ... أي جبال ؟ اتقصد الهضاب ؟


لا لا ... أي هضاب انها سهول وليست سهول بل انها وديان و وديان سحيقة وأي وديان !! 
وديان بمغارات حالكة الظلمة عميقة وخاوية لا قرار لها .. تلك هي اهتماماتنا وهمومنا في هذه الدنيا التي نحن فيها كعابري سبيل لا نعرف ماذا نكسب غدا ولا نعرف بأي ارض نموت ؟


ما الذي يهوي بنا بهذا الشكل الى تلك القيعان السحيقة ونحن راكعون لاهتماماتنا التافهة ما نحن الا قوم مستهلكون نبحث عن سبل سهلة و اسهل منها لنجد ما يمكننا من الحصول على توافه امور الدنيا ، ونحوزها كاننا نضمن جنة ربنا ما هو همك في هذه الحياة وما هي مقاييسك ؟ و كيف تكيلها وتزن امورها واحداثها ومحتاجاتها ؟


المال ؟
ما هو الا وسيلة ولكسبه الف وسيلة ولن تزيد على ما قد كتب لك ، و الهدف منه سير الحياة و زاد لقضائها وليس له اي اثر اخر الا اذا اعطي و انفق في الخير كوسيلة لتحقيق الخير وفك كربات الناس ... ولكن المال الان هو الهدف ... و الحصول عليه هو الرجاء و رضاه هو غاية المراد ...


خطر ببالي كل هذا عندما كنت اسير في احد الاسواق ... و انا اشاهد الناس قد انكبت على شراء ما يحتاجون وما لا يحتاجون ، وكأنهم يحيزون الدنيا بحذافيرها و قد ضمنو جنة ربهم و لن يمرو بالحساب ولا العقاب ولا حتى بالموت و ايام القبر ... لا ضرر في ان تعيش حياتك و تنعم بنعمة ربك و تستمع بايامك القصيرة ... ولكن ليكن هدفك في هذه الحياة هدفا ساميا راقيا شامخا كالجبال ...
لا تكن ممن يرضون بالعيش في الكهوف الملونة الجدران و الشمس خارجه ساطعة و الهواء عليل ... ان النسمات في الاماكن المرتفعة لا تضاهيها عفونة الكهوف و برودتها ...


نحن مجتمع استهلاكي ... و ياليتنا نستهلك ما نحتاج فقط .!! ليتنا نرضى بالقليل ولا تكن متطلباتنا اكبر من احتياجاتنا !!


كفاني حديثا ...


كدت ان اقع في مشكلة عندما اردت ان انصح امرأة عجوزا و بناتها ، اردت ان انصحهم ... لانهم معروضون في الشارع بكل مافتنهم ... و كأن البنات عليهن حجاب ولا يراهم الشباب مع ان اعين الشباب تكاد تنقلع من مكانها لما هن عليه من زينة و عرض لمفاتنهن ، تخيلو معي كم من سيئة حصلن عليها في تلك اللحظات ؟ كم من ذنب سجل في صحيفتهن ؟ الا يستحين من عرض مفاتن اجسادهن على الملاء ؟ هل من حياء ؟ هل من انوثة ؟ وجاءت تمشي على استحياء ... تلك التي قالت لابيها .. ان خير من استأجرت القوي الامين ... لم استطع ان اتحدث اليهن لم اجد الجرأة لذلك ... فالموازين عندنا مختلة ، و خروج الفتاة بهذا الشكل سيجلب لها الانظار وبالتالي ستزف الي زوجها ... الذي يعيش في المغارة المجاورة ...


 رمضانكم مبارك ...
أكمل قراءة الموضوع...