كقطع الليل ...

By 11/30/2009 11:50:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

لا خروف ولا كبش ولا لحمة

العيد خير وبركة من رب العالمين و رحمة

مبارك عيدكم و بالبركة تكون دائما ايامكم ...

عيد غريب هذا العام اليس كذلك ؟

كثرت فيه الحيرة و عدم المعرفة و التأخير عن تحديد الموعد والاعلان عنه ... و اختلاط الامور و المفاهيم على الكثير من الناس ...

ما الذي حدث؟

تأخر الاعلان عن موعد العيد في بلدنا حتى ساعة متاخرة من الليل ... وهذا خطاء غير مفهوم مما ادى الى عدم معرفة الكثير من الناس بموعد العيد ... وهذا كان احد اسباب خلو المساجد من المصلين حتى ان الكثيرين لم يهيئ اضحية العيد ( التي للاسف اصبحت عندنا اهم من مفاهيم العيد الاصلية )

لماذا يطالب الكثيرين بتوحيد الاعياد و المناسبات الدينية بالرغم من عدم امكانيتها في وقتنا هذا او مفروضيتها ؟ و مشروعية الاختلاف الحاصل في هذه الامور

يتحدث الكثيرين عن ان الحج عرفة ... وهذا صحيح بقول النبي صلى الله عليه وسلم ... ولكن ما علاقة هذا بالعيد و التضحية لغير الحجاج ؟ في غير بلاد الحرم؟

الفهم الصحيح لقول الحج عرفة ... واضح ... فالحج هو عرفة نعم .. فهل نحن حجاج ؟ لينطبق علينا هذا الامر ؟ حال العيد في العالم كحال رمضان .. فالاشهر العربية كلها تبداء و تنتهي برؤية الهلال ... ومن رأى الهلال فاليضحي كما يصوم ... فهل لو رأى احد الهلال واضحا و كان ثقة و اجتمعت الشروط الشرعية التي بها تقبل الرؤية و اخبر السعودية عن انه رأه فهل ستأخذ السعودية بقوله ؟ ام انها ستتحراه بنفسها وربما تراه في اليوم التالي ... فهل يضحي من رأى الهلال برؤيته للهلال ام برؤية السعودية للهلال ؟

الصحيح انه يضحي برؤيته وهذا صحيح ... فلو اخبرت مصر برؤيتها للهلال لما اعتبر ذلك واقعا بالنسبة للسعودية و ستكون وقفة عرفة حسب رؤيتهم هم ... وهذا امر طبيعي جدا ... فان لم يكن هناك اتفاق عام على رؤية موحدة ... بحيث ان رأها احد من بلاد المسلمين واقرها اخذ بها الاخرون ... فهذا يعني من الطبيعي ان يكون كل يضحي برؤيته هو ... كما حدث مع ليبيا و المغرب و هذا امر جد طبيعي ... لمن يعرف فقه الاختلاف ... فلا علاقة بوقفة عرفة بعيد الاضحى في العالم اجمع ... كما افتى الكثير من العلماء الذين تجاهلهم من يعرضون عن الحق لاغراض في انفسهم اتسأل كيف كانت الامور قبل مائة عام ؟ عندما لم يكن اهل مصراته يعلمون ما يحدث في طرابلس الا بعد حين ... كيف كان كل منهم يصوم و يفطر و يضحي حسب رؤيته للهلال بشكل طبيعي خالص ؟

الاختلاف في طريقة الرؤيا بين مؤيد و معارض ... فالطريقة التي اعتمدتها بلادنا هي الحساب الفليكي ... ولن يستطيع احد ان يجزم ان هذا الامر غير جائز لان فيه اختلاف بين معارض و مؤيد من العلماء ...

و كثيرا ما رأينا بعد انتهاء هذا الفصل من الاختلافات التي لا طائل منها ... ان صيامنا او افطارنا صحيحا ... ومن قال ان صيام وافطار الاخرين كان غير ذلك ؟

فلو قلنا بان الحسابات الفليكة امر مستحدث و يجب العودة الي الطرق القديمة ... فعندها يجب ان نغلق التلفاز و نطفىء الهواتف ونوقف الاتصالات ويذهب الحجاج الى مكة سيرا او على الجمال ولن نعلم متى تكون وقفة السعودية الا عند عودتهم بعد ثلاثة اشهر ربما ستة... وسيكون الامر طبيعيا ان نضحي حسب رؤيتنا للهلال و نفطر و نصوم به ايضا ... و ستفعل ربما بنغازي نفس الشيء فلن يكون الخبر سريعا ولن تصبح بلدنا كالبلد الواحد ... كما حدث مرارا بين مكة و المدينة ...

فقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم الهلال في المدينة فخرج الى الحج ... وعند وصوله وجد ان اهل مكة قد تأخرو في رؤيته ... فما كان منه الا ان اكمل على رؤيتهم هم ... وماذا تتوقعون من اهل المدينة ؟ هل علمو بذلك ؟ ام كان عيدهم حسب رؤيتهم التي تسبق اهل مكة بالتالي تسبق يوم الوقوف بعرفة ؟

فلماذا كل هذا الخلط في الحديث عما حدث؟

صحيح انه خطأ ان يتأخر الاعلان عن موعد العيد ... كما حدث ... نعم ويجب ان لا يتكرر و ان يحسم الامر فما دام الهلال قد شوهد منذ عشرة ايام فلماذا التأخير في الاعلان عن موعد العيد ... وان تأخر الاعلان كان احد اسباب خلو المساجد من المصلين.

ولكن هذا ايضا لا يعطي الحق لمخالفة الجماعة و القيام بامور تجعل الناس تختلط بعضها ببعض ... من يصوم يوم اعلن العيد في البلد الذي انت فيه ومن يصلي ثاني ايام العيد وكاننا بلدان في بلد ... الا تعتبر ذلك فتنة تزيد الشرخ شرخا ؟ من تحدث بان الشعب الليبي تعامل مع الامر بشكل حضاري بكتابة كل تلك الكلمات عبر الرسائل القصيرة التي كان الرابح الوحيد منها هو شركات الاتصال فهل تلك الاحاديث حقا تعطي صورة بان هناك فهم لما يحدث او هناك وعي بهكذا امور تهم الدين اكثر من فهم شروط الوضوء ام انها تعكس تخبطا فكريا و استهزاء وسلبية واستغلال للفرص وعدم معرفة بحقيقة وواقع الامور الا من رحم ربي...و السير وراء تيار يجعلك تضحك وانت تبكي؟ لماذا لم تنتشر رسائل الوتعية او التفقيه او ابعاد الشبهات و الفتن؟ غير ان النكتة هي التي كانت حاضرة و حضور النكتة ليس دائما مؤشرا جيدا .

وهناك من عبر بان الدين عند الشعب الليبي خط احمر... فاليخرج الى الشارع ويري كيف هو الخط الاحمر وما هو و يعرف كيف ان الغالبية تبيع دينها بعرض من الدنيا الا من رحم ربي ... فماذا يعني الخط الاحمر هنا بالتحديد؟ ام ان الدين لم يعد في تعاملات الناس بعضها ببعض؟

اعتقد ان الامر اعتمد على عدم المعرفة و عدم الثقة في الجهات المسؤولة اكثر من اي امر اخر ... فالعيد ليس الوقفة و الوقفة ليست العيد بالنسبة لباقي بقاع الارض مادام الامر لم يكن فيه اتفاق و توافق في رؤية هلال الشهر ... الوقفة تخص الحجاج وحدهم و الحج لمن حج البيت ... ليس من شاهده عبر التلفاز ... و الشهر يعرف بالهلال و العيد بحساب الهلال لا بوقفة عرفة ... التي هي ذاتها تحدد برؤية الهلال...

فكيف السبيل اذا ؟

السبيل الى ماذا ؟ الى ان يتنظم الامر ؟

نعم ...

ان تتبع البلد الذي انت فيه فاذا رؤي الهلال و اعلن عن صيام او عيد ... فليس لك الا ان تتبع بلدك ... وانت من الرعية ولن تحمل الوزر ان كان في الامر خطأ ...

و الامر الاخر المهم ... هو ان يتم توعية الناس و تثقيفهم في هذه الامور و تعليمهم فقه الاختلاف و اعلامهم بوجوده لكي لا يختلط الامر و يعتقد كل معتقد بانه على صواب وغيره على خطأ ... فالعناد ليس محله في هكذا امور ...

حكى لي احدهم ... انه في فترة ما ... كان هناك صف للحصول على الحليب ... كان الوقت ظهرا في رمضان ... انتهى الحليب و بقيت علبة واحدة ... فتخاصم عليها رجلان و اشتد الخصام ... ( وتعرفون كيف ان الصائم تكون نفسه في انفه ولا يطيق شيئا وهو جائع الا من رحم ربي ) فما كان من احدهم بغضب الا ان فتح علبة الحليب و شربها و نظر الى الاخر وقال له .. ( هي توة باهي هكي؟ )

هل تلاحظون ما حدث؟ اضاع يوم صيام متعمدا جراء غضبه ... لمجرد العناد ؟؟؟

هل منطق هذا ؟ اخيرا

َلِأَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ اَلرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا. اَلْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلسَّاعِي. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اَللَّه؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُم

كونو احلاس بيوتكم : يعني اعتزلوا هذه الفتن، تجنبوها مطلقا لا قاعدين ولا قائمين ولا ماشين ولا ساعين

وما نطلب الا مجهودامضاعفا من اهل العلم ليتفقو على ان يوعوا العامة بمثل هذه الامور ولا يدعونهم يتخبطون بل ان منهم من يزيد الزيت على النار بعلم و بغير علم ...

ويجب ان لا يتكرر التأخير في الاعلان عن موعد كهذه الموعد ... مهما كانت الاسباب ... اللهم اجرنا من النار ... و نجنا من الفتن ... كل عام وانتم بخير ... شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الوباء ... العزاب بقية

By 11/17/2009 08:25:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرنا أن شريحة الشباب في سن الزواج معرضة للفساد الأخلاقي والاجتماعي والنفسي، بسبب عدم القدرة على الزواج ، ولتفادي وعلاج تلك المشاكل فإنه يجب على المجتمع مساندة هذه الشريحة في ثلاثة عناصر وهي المال - السكن - التوعية الدينية والاجتماعية . وإليك التفاصيل :
1- المشكلة المالية :المعتاد أن الشباب يتخرجون من دراستهم ليبحثوا عن فرص العمل المناسب لهم. فبعضهم يشكو من قلة فرص العمل المناسب الذي من خلاله يبني مستقبله ، وبعضهم يبحث عن فرص الثراء السريع ولا يريد السير على سلم التدرج بل يريد الوصول إلى الهدف بقفزة واحدة ، وهنا لا بد من توفير فرص العمل للخرجين ليبنوا مستقبلهم بعملهم الشريف وكسبهم الحلال. وعلى الشباب أن يثبت جدارته في العمل وإستحقاقه للمرتب الذي يتقاضاه.

وأرى أن يكون في مجتمعنا جمعية خاصة أو مصرف خاص يشترك فيه الشاب الذي لديه عمل ودخل مادي فيدفع كل شهر قسطا محددا من مرتبه وبعد 3 سنوات مثلا يحق له استلام سلفة مالية معقولة تساعده على بناء مستقبله ويسدد بقية قيمتها من مرتبه على شكل أقساط وبذلك يكون المجتمع قد ساند الشباب في بناء مستقبلهم بشكل منظم وعن طريق العمل والادخار فالدولة لا تعطي المال مجانا لكل شاب ، وحتى لو أعطت مرة فلن تعطي مرة ثانية فالحل هو أن يعمل الشباب عملا شريفا ويدخر جزءا من مرتبه لسنوات قليلة ويستلم السلفة ويسدد قيمتها عن طريق الأقساط المريحة بلا فوائد او تغليف لربا لأن الهدف هو دعم الشباب ودفعهم نحو العمل الشريف . فمهمة الجمعية الاجتماعية أو المصرف الاجتماعي مثل مهمة مصرف الادخار العقاري ولكنه يمنح القروض والسلف مع الاشراف بهدف مساعدة الشباب على الزواج وبناء مستقبل أفضل. وبهذه الطريقة نكون قد ساعدنا الشباب ولم نكلف الدولة مالا كثيرا وعلمنا الشباب معنى العمل والادخار وكيفية التخطيط لمستقبل أفضل فننقده من الاحباط والفساد الأخلاقي و الاجتماعي والنفسي.

2- مشكلة السكن: الإيجار - البناء شراء العقار كلها أمور ساخنة جدا من حيث ارتفاع الأسعار ، وهؤلاء الشباب الذين يرغبون في الزواج تواجههم هذه المشكلة فمن أين يأتي بالمال الكثير جدا لحل هذه المشكلة هنا يأتي دور الجهات التي لها صلاحية البناء والاستثمار فيه مثل الهيئة العامة للأوقاف الضمان الاجتماعي -روابط الشباب -الأندية ذات الميزانية الكبيرة-الجمعيات الخيرية الأهلية :ما الذي يحتاجه العريس الجديد من مسكن؟
أنه في حاجة إلى مسكن مصغر يبداء به حياته الزوجية فهو يحتاج إلى حجرة نوم وحجرة ضيوف وصالة معيشة وحمام ومطبخ أي إلى شقة مساحتها لا تتجاوز 60 متر مربع.
فلو قامت الجهات المذكورة ببناء عمارة تحتوي على شقق مصغرة للعرسان الجدد مقابل إيجار رمزي بسيط بحيث يبدأ الشاب حياته الزوجية ويستقر فيه عدة سنوات حتى يجد مسكنا خاصا به وأوسع ،أن هذه العمارات تستفيد من المساحة المتاحة في بناء أكبر عدد ممكن من الشقق المصغرة وعن طريق الإيجار الرمزي تسترد الجهة المالكة مصاريفها وعندما يخرج العريس الأول يحل محله عريس أخر وهكذا. لو قامت الأوقاف ببناء مجموعة هذه العمارات وقام الضمان الاجتماعي وكذلك رابطة الشباب والأندية الرياضية الاجتماعية وبعض الجمعيات الخيرية ذات الميزانية الكبيرة لاستطعنا أن نحل مشكلة السكن لعدة سنوات لمن هم مقبلون على الزواج من ذوي الدخل المحدود.
إن هذا الاقتراح لا يعنى إيقاف البناء المعتاد ، ولكنه يسعى لتقديم الحل السريع والبسيط لمن يعانون من مشكلة السكن من الشباب ذوي الدخل المحدود.
لقد تزوج إباؤنا وعاشوا في غرفة واحدة مع مجموعة من العائلات في بيت واحد.
فلماذا لا توجد عندنا ألان مساكن وشقق صغيرة لحل مشكلة السكن ؟ هل من الضروري أن أسكن قصرا أو أموت؟
لا بأس أن أبدء حياتي الزوجية في شقق مصغرة إلى أن تتحسن الظروف وأتمكن من الحصول على السكن المناسب. إن هذه الشقق المصغرة لا تمنح مجانا بل يدفع الساكن من إيجارها. حتى يعلم الشباب أنه لا يوجد شيء مجانا بل عليهم بالعمل والمساهمة في دفع التكاليف حسب قدرتهم ودخلهم المادي . فلا دلع ولا استغلال . ولا تعجيز ولا إرهاق . ولكن أبني مستقبلك درجة درجة أيها الشاب.
بقى لدينا دعم الشباب في البند الثالث وهو تقديم التوعية والإرشاد لإعداد الشباب وتثقيفهم بأسس الزواج الناجح ،وكيف يعالجون المشاكل الزوجية والعائلية وقد تستغرب إذا علمت أنه في بريطانيا هناك مقترح بإدخال هذه المادة في مناهج التعليم لمن هم قبل سن الزواج بقليل , لأن بريطانيا شعرت بوجود المشاكل الزوجية والاجتماعية وأرشدتهم أبحاثهم إلى أن جيل الشباب يتعلم الفيزياء والطب والهندسة والحاسوب ولكنه يجهل تماما معنى الحياة الزوجية.
ولهذا أقترح بعض خبرائهم بإدخال مادة تعليمية تهتم بهذا الجانب ويعتقدون أنه سيساهم في حل الكثير من المشاكل.
ونحن في مجتمعنا المحلي لا تقوم معظم الأسر بتثقيف أبنائها وبناتها ثقافة صحيحة فيما يتعلق بالحياة الزوجية والأسس السليمة لها وكيفية علاج مشاكلها .
فنحن نحتاج إلى برامج إعلامية حديثة وجذابة تتناول مثل هذه المواضيع وهذا دور أهل الإعلام الذي يعتبر أن تثقيف المجتمع وتوعيتهم من أهم أهدافه . كما يجب على هيئة الأوقاف من خلال الخطباء والوعاظ تناول مثل هذه المواضيع وتقديم الموعظة والإرشاد بالأسلوب المناسب والمفهوم. كما تقوم روابط الشباب باستضافة العلماء والمتخصصين في هذا المجال وإعطاء محاضرات لتوعية الشباب ، وكذلك تفعل الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية الثقافية والاجتماعية وهكذا يساهم الإذاعة والصحف والمسجد وروابط الشباب وغيرها في هذه التوعية بحيث تكون دورية كل سنة وليست حملة ثم تتوقف. فالرسول الكريم عندما وجه خطابه للشباب قال لهم "يا معشر الشباب من أستطاع منكم الباءة (المقدرة على الزواج) فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم ،فأنه له وجاء ووقاية.
فالحل الأول هو التشجيع على الزواج والعمل على أن يكون ناجحا لكي يشعر الشاب والفتاة بالسعادة والتمتع بالحلال. وقد حاولنا في هذه الورقات أن نفتح الأعين والعقول على مشاكل الرذيلة وأسبابها مساهمة منا في توعية القارئ وتثقيفه بمعلومات قد يكون لم يسمع بها من قبل . ونسأل الله التوفيق والهداية.
فالزواج عقد مقدس يستعد له كلا الطرفين بالعفة وحسن الأخلاق ولا يلعب فيه المال الدور الأكبر بل الهدف هو الاستقرار والتمتع بالحلال والمودة والرحمة وتربية الأجيال على الخير والفضيلة فالزوجة الصالحة هي خير ما يكسبه المسلم بعد تقوى الله تعالى إن نظر إليه سرته وإن أمرها أطاعته ،وإن غاب عنها حفظته ، وكذلك يكون الزوج الصالح خير ما تكسب المسلمة في هذه الدنيا بعد تقوى الله . ولا يمكن أن يستمر الزواج دون تفاهم وصبر وثقة .
فمن طلق زوجته فهو إما إنه لم يفهمها ولم تفهمه أو لم يستطع الصبر معها أو الصبر معه أو الثقة انعدمت بينهما ، واعلم أن كل ما يحدث قبل الزواج من تعارف إنما هو مجرد مقدمة قصيرة لكتاب طويل . وسرعان ما يكتشف الشاب أن البنت قبل الخطوبة تتغير قليلا بعد الخطوبة وتتغير قليلا بعد الزواج وتتغير كثيرا بعد الإنجاب ففي كل مرحلة يكتشف أمورا جديدة . لأن لكل مرحلة شروطها وضغوطاتها ومشاكلها ، فالتعرف الحقيقي على المرأة يبدأ منذ ليلة زفافها فما بعدها وما قبلها فهو مقدمة فقط لا غير وكان الله في عون الشباب والفتيات.
شكرا
أكمل قراءة الموضوع...

في انتظار الساعة ...

By 11/10/2009 03:53:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مشوار الى مطار طرابلس العالمي ... اعجبني امر عند عودتي و جعلني افكر ... في كثير من الامور ... اذا استطعت الذهاب الي طريق المطار عند العودة ستجد ان طريق العودة مغلق و يتم تحويلك الى الطريق الاخر حيث انهم يرممون الطريق ... بعد مسافة وجيزة ستعود لتدخل طريق العودة في اتجاهها الصحيح ... وهناك .. وجدت ما اعجبني حقيقة ... نعم اعجبني جدا و كان مريحا بشكل لا تتصورنه ...

انها الطريق الجديدة التي تم تعبيدها حديثا ... (اسميتها طريق الزبدة ) نعم ادعوكم لخوض التجربة لمن كان في طرابلس او قادما اليها ... فتلك تجربة جميلة جدا غير انها لا تدوم طويلا فلم يتم اكمال الترميمات و انجاز مسافة طويلة بعد ... وتنتهي الطريق قبيل الاشارة المرورية لطريق المطار ...

ولكن ما الغريب في هذا ... فهي طريق جديدة وهذا امر عادي ... اليس كذلك ؟
ذاك هو الخط الفاصل بين الطريقين ونهاية طريق الزبدة
لا لم اوافقني على هذا الذي قلت ... لان هناك الكثير من الطرق الجديدة التي رممت حديثا كطريق (السكة العام الماضي ) او طريق حي دمشق قصور الضيافة من جهة حي دمشق" التي تقود الى منطقة خلة الفرجان بعد الاشارة الضوئة عند مصنع المشروبات " التي رممت حديثا منذ اقل من شهر ... و شارع الجرابة ... الشارع الاشهر في مدينة طرابلس قبل و عند الهدم ... و الطريق المؤدي الى الهضبة الشرقية الذي افتتح قبل اقل من شهرين...
لاحظ هنا في هذه الطريق ( المؤدية الى قصور الضيافة) دقق في الرصيف وكيف ان الطريق متعرجة اعلى واسفل و اعلى واسفل...
لم اذهب هناك في ايام هطول المطر و لا اعرف كيف سيكون الحال عندها مع تلك التعرجات الواضحة على طول الطريق
تلك امثلة على طرق تم ترميمها و تحديثها او ازالة القديمة و رصفها من جديد حديثا وبنفس الالات و المعدات و المواد الاولية التي استخدمت هنا و هناك في طريق الزبدة ، ولكن التذبذبات التي في تلك الطرقات و التعرجات وكأنها بحاجة الى مكواة وذراع رجل قوي لتستوي ... وماذا عن فتحات التصريف و اغطيتها التي تترك علامة لابد ان تنبهك بمرورك عليها باهتزازات بسيطة؟ ... او سماع صوت المعدن و ضجيجه ، لا بأس بذلك و تعتاد عليه فذاك لتشعر بانك تسير على الطريق ولا تنسى نفسك ،
الطريق الذي افتتح مؤخرا المؤدي الى منطقة الهضبة الشرقية وتلك احدى العلامات المميزة (لا اعرف ما هي التقنية التي يحتاجونها لتكون كل الاغطية متساوية مع الطريق لا اعلى منها ولا اقل )
طريق السكة اليوم .. بل من الشهر الثاني على صيانته كانت تحتاج الى صيانة ... كم مرت سنة على افتتاح الطريق الدائري ( السريع) و الان فقط بدأ يحتاج الى ان يتم ترميمه في بعض الاماكن رغم الاستعمال المفرط الذي يتجاوز مواصفات الطريق لعدد السيارات التي تمر عليه اليوم!
ويأتي السؤال هنا ... لماذا تعطى اعمال كهذه لمن لا يجيدونها ؟ وكأنهم وجدو مجموعة من الايتام ليتعلمو الحلاقة في رؤوسهم ؟
الا يجب ان توكل اعمال البنية التحيتية كالطرقات و تصريف المياه و غيرها من البنى التي يجب ان تدوم اطول وقت ممكن لتقليل المصاريف والاستفادة منها قدر المستطاع الى من يحسن صنعها؟
ناهيك عن وجوب اعطاء اي عمل كان الى من يتقنه (ادي العيش لخبازه ) اذا لم تستطع عمل ذلك ورحم الله امرء عرف قدر نفسه ... ام ان الامر كالعمياء التي تطبخ لصغارها ؟
ولا شك ان من يقوم بهذه الاعمال يتقاضى عليها اجرا ولن ندخل في التفاصيل فليس لنا علم بحيثياتها ولكن الا تعتبر تلك المصاريف اهدارا لوقتنا و راحتنا و اهدارا للمال في امر سنعيد الانفاق عليه بعد مدة وجيزة ؟ ولنقل اننا لا نهتم بالمال بل نهتم لان تكون حياتنا اكثر جودة ، وان لم نجد ما ننفقه فاننا سنتعايش مع غدران المياه التي تتجمع هنا وهناك و فتحات تصريف المياه التي تنشد كلما مرت عليها احدى العربات الى حين موعد الانفاق القادم ...
فأين المصلحة في قرابتي او قبيلتي او ملء جيبي بمال سانفقه على صحتي ؟ او وجهي الذي لن يبقى فيه قشرة واحدة مما سيصنعه ابنائي الذين ساربيهم بمال اكسبه من اعمال كهذه؟ ويكون اسودا يوم اسأل من أين اكتسبته ...
فهل نحن راضون على اعمال بعض العمالة الوافدة التي لا خبرة لها ولا دراية الا انها تستطيع العمل و الخوض في اي شيء ايا كان من اجل لقمة العيش؟
وهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟ لماذا تعطى الشركات العديمة الخبرة التي نرى نتاج عملها اعمالا اخرى في اماكن اخرى لتعيد كرتها ؟
ولأن هذه الاعمال وغيرها توكل لمن لا يجيدها ولا يتقنها ولا يعترف بذلك ... فاننا في انتظار الساعة.
شكرا
أكمل قراءة الموضوع...

الوباء ... الشباب العازب

By 11/07/2009 01:28:00 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تكملة لموضوع الوباء ...

انتهينا من دراسة شريحة المتزوجين وكبار السن فيما يخص وقوعهم في الخطيئة والحل هو أن نفهم ونستوعب الأسس السليمة التي يقوم عليها الزواج السعيد المبني على التراضي والقبول وحسن الاختيار وحسن المعاشرة والمودة والرحمة ، كما أن حسن التربية الأخلاقية قبل الزواج يساعد كثيرا في أقامة الزواج الناجح . ونتبادل ألان الشريحة الثانية وهي الأشخاص الذين هم في سن الزواج ولم يتزوجوا بعد.

فهؤلاء معرضون أيضا للوقوع في الخطيئة بصورة أكبر من الشريحة السابقة :لأن الصحة الجسدية وقوة الشهوة الجنسية وهيجانها وقلة الخبرة في الحياة وسهولة الاتصال والاختلاط وما تبثه الفضائيات من أثارة وتشجيع ناهيك عن المواقع الإباحية عبر الانترنت .

فإذا وضعنا كل تلك العوامل وأضفنا إليها الصعوبات التي يواجهها الشباب أمام الزواج من قلة المال، وأزمة السكن ، ومصاريف الأعراس : نجد أننا أمام مشكلة حقيقية تمنع أو تؤخر الزواج لهذه الشريحة .

فهل كل أفراد هذه الشريحة لديهم عزم وصبر للمحافظة على عفتهم حتى تتيسر الأمور للزواج أم أن البديل الرخيص هو الحل .

هذه الشريحة تقوم فيها العلاقات المحرمة بين الجنسين على أشدها وتكثر فيها الوعود الكاذبة والأحلام الخيالية فالشهوة قد أثيرت عند الشاب وهي تنادي وتطلب الإشباع ولكن الحلال يحتاج إلى أموال ومسكن وووو والفراغ العاطفي عند الفتاة يكاد يقتلها وتريد أن تملأ هذا الفراغ ولو بعلاقة تعلم أنها كاذبة فنجدها تتلهف على أقامة علاقة مع أي شاب يعدها بالزواج .

أو حتى لا يعدها به. أن التجاذب بين الذكر و الأنثى أمر لا نستطيع إنكاره ولا منعه لأنه ينبع من داخل الإنسان ولكن المطلوب هو توجيهه نحو الوجهة السليمة ليحقق السعادة والخير ولا تتجه للحرام والفساد والشر. إن أغلب أفراد هذه الشريحة مستعدة للزواج فورا إذا تيسر لها ولكن المجتمع من حولهم يضع العقبات . فكانت ظاهرة غلاء المهور وكثرة الشروط هي العائق الوحيد .

ولكنها تقلصت وتخففت ليحل محلها مشكلة السكن وهي مشكلة أشد وأكبر من المهر الغالي.

من لديه مسكن ومرتب من الشباب يستطيع الزواج ألان، ولمن أين المسكن ؟ وأين المرتب؟ وإلى متى يستطيع الشاب أن يعمل ويجمع المال ليشتري مسكنا بعشرات ألألوف أو أكثر؟ هل يلجأ للسرقة ؟ هل يختلس ؟ هل يرتشي؟ هل يزور ويغش لكي يحصل على مسكن ؟ كان الله في عون هذه الشريحة من محدودي الدخل . لقد أصابهم الأحباط والفشل وبعضهم أستسلم للخمور والمخدرات وبعضهم لجأ على الكسب الحرام وبعضهم وقع في الرذيلة وبعضهم تزوج وسكن مع عائلته فقامت عليه المشاكل العائلية بين زوجته وبين أمه أو أخواته في البيت.

إن المجتمع يعاني من مشاكل قد تدفع هؤلاء المساكين إلى الرذيلة والفساد والأمراض النفسية ونحن نأمل أن تتوفر فرص العمل للشباب وعلى الشباب بذل جهدهم ولا يحتقرون العمل ولا يشترطون ، فالعمل شرف للرجل مادام العمل شريفا والمكسب حلال.

ونأمل إنشاء المزيد من المباني السكنية وتمليكها لهؤلاء عن طريق دفع الأقساط المعقولة لأن الإيجار مرتفع جدا، كما أن ثمن الأراضي صار باهظا وتكاليف البناء صار ت أشبه بالمعجزة فإذا لم تساند هذه الشريحة فإن المجتمع بأسره سيعاني من مشاكلها عاجلا أو أجلا.

فالذي أراه إن هذه الشريحة تحتاج إلى الدعم في ثلاث عناصر:

العنصر الأول : الدعم المالي وذلك بإيجاد وتوفير فرص العمل الشريف الذي يكسب الشاب فيه المال الحلال ليبني به مستقبله.

العنصر الثاني: حل مشكلة السكن.

العنصر الثالث: توعية هذه الشريحة وإعدادها للزواج الناجح حتى لا تقع في مشاكل الزواج الفاشل الذي تحدثنا عنه في شريحة المتزوجين.

فهذه العناصر الثلاثة مهمة جدا لإنقاذ شريحة الشباب في سن الزواج وفي حالة عدم توفرها فإن المشاكل تتصاعد وينتشر الفساد وإدمان الخمور والمخدرات ناهيك عن الأمراض النفسية التي قد تدفع بعضهم إلى ما يسمى بالتطرف والتشديد والاحباط والكأبه .

وسنلقي مزيدا من الضوء على هذه العناصر الهامة في الورقة القادمة بإذن الله.

شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الرعاية ...

By 11/01/2009 07:42:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الرعاية؟
وماذا تعني لنا تطبيقا وفهما ؟
دون الرجوع الى القواميس و الشروحات ... فبالرأي ان هذه الكلمة تعني ان توفر لاي شيئ ينمو الوسط الملائم لينمو فيه ... ولا دخل لنا هنا بنموه لانه امر طبيعي ولكن الرعاية هي ان توفر له احتياجاته اثناء نموه ... فنموه امر مفروغ منه ولكن احتياجاته مما ياكل او يلبس او توفير احتياجات او منع اخطار هو الرعاية ... ليكن ذلك باختصار ... فمعنى الرعاية لا يصل الى التنشئة الاجتماعية او التربية او التثقيف و التعليم بما تحتاجه الحياة ...

و الغريب في الامر ان الرعاية لا تحتاج الى الكثير من الجهد الفكري ، وهي لا تكلف الا جهدا ماديا او عضليا ... يمكن التحكم فيه و السيطرة عليه و توفيره بسهولة جدا او اهماله ولن يوقف ذلك من نمو من نرعاه ... ولكن لتفعيل دور التنشئة بالاضافة الى الرعاية فانه لابد من تدخل العقل في هذا الامر بحيث يتم تغذية العقل الاخر بالفكر و التجهيز لتكون عملية التربية متكاملة ما بين الرعاية و التنشئة و الاعداد السليم ...

وربما لان الرعاية اسهل بكثير من التربية ... فانه الامر الشائع في مجتمعنا ... طلفك شبعان ؟ نعم ... دافي ؟ نعم ... ليس مريضا ؟ نعم ... الحمد لله كفيت ووفيت ... والباقي ؟ ووسائله ليكون انسانا ؟ تعليمه ( لا اتحدث هنا عن التعليم الاكاديمي العقيم) ومده مما اختبرت انت من تجاربك في هذه الدنيا و تثقيفه و فتح افاق عقليته وتوسعتها (كل حسب قدراته ) و تسليمه مفاتيح حياته اولا باول مرحلة بمرحلة ... لكي لا يصل الى موقع يجد فيه نفسه لا حول له ولا قوة ولا يجد امامه الا ان يسير في خطى السائرين ويكون مجرد تابع لمن يدورون حوله ... ويصبح مجرد امعة.

مبدئيا اعجبني التحرك العام لما يدور في دار رعاية بنغازي ... من اعتراف بوجود المشكلة .. وعدم انكراها و الحديث عنها و التحقيق فيها ونشره ... و المطالبة بمعاقبة الذين يجب عقابهم دون جعل بعضهم شماعة يحملون عن الاخرين ... و عدم ردم الامر و التستر عليه و كتمانه ليتفاقم اكثر مما هو عليه ...
دون الخوض في التفاصيل المتناقلة هنا وهناك والتأكيدات و النفي ...
و ما ارغب في ان اراه حقا ... ان يكون هذا الامر منبها و بادئا لتغيير نظام الرعاية الاجتماعية العامة والخاصة في بلادنا ... من مجرد رعاية ماكل ومشرب وملبس وسقف يأوي الى ان يكون مدعما بالتربية و التثقيف و الاعتناء بكل ما يلزم لتنشئة العقول و اخراجها من دائرة ( ال ياناري و يا حرام و لالا فكنا ابعد ) و ازالة الصورة التي ينظر اليهم بها المجتمع ... ولا يكون مجرد امر تثور له ثائرتنا وتهيج له نخوتنا و يخفت بعد مرور بعض الوقت كعادتنا ، وان نستفيد من هذه المسألة في ايجاد التصحيح المناسب لذلك ...

ارجو ان يتحول الامر الى بداية الانتباه و التفعيل و المعالجة لهذه الامور ولا ينتهي بان يتم حل هذه المشكلة فقط و تعود الامور الى ما كانت عليه بخيرها وشرها ، و تظهر مجددا بعد حين او يتم التعتيم على من يعيد الكرة و يستغل مكانه بشكل مشين .

ولنا جميعا ... لنهتم بالتربية بالتزامن مع الرعاية فان اهملت الرعاية لا تهمل التربية و التنشئة على الصواب حسبما تستطيع ... فسيل المجتمع جارف ولا تعرف الى اين المصب ... ولا تدري اي الخصال سيتبنى ابنائك عند اختلاطهم بالجميع فمهما حرصت فستصيبهم شظايا من هنا وهناك ... ولكن ان تكون تأيثيرات المجتمع السلبية اقل ضررا فان ذلك سيتطلب منك ان تبذل جهد التنشئة و التعليم و التدريب و التربية فوق جهد الرعاية ...

فان لم نحسن استعمال المحن و المصائب و المشاكل ... فلن نحسن الاستفادة من اوقات استراحتنا و استجمامنا واسترخاءنا ...

لمن يهمه الامر ...


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...