في انتظار الساعة ...

By 11/10/2009 03:53:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مشوار الى مطار طرابلس العالمي ... اعجبني امر عند عودتي و جعلني افكر ... في كثير من الامور ... اذا استطعت الذهاب الي طريق المطار عند العودة ستجد ان طريق العودة مغلق و يتم تحويلك الى الطريق الاخر حيث انهم يرممون الطريق ... بعد مسافة وجيزة ستعود لتدخل طريق العودة في اتجاهها الصحيح ... وهناك .. وجدت ما اعجبني حقيقة ... نعم اعجبني جدا و كان مريحا بشكل لا تتصورنه ...

انها الطريق الجديدة التي تم تعبيدها حديثا ... (اسميتها طريق الزبدة ) نعم ادعوكم لخوض التجربة لمن كان في طرابلس او قادما اليها ... فتلك تجربة جميلة جدا غير انها لا تدوم طويلا فلم يتم اكمال الترميمات و انجاز مسافة طويلة بعد ... وتنتهي الطريق قبيل الاشارة المرورية لطريق المطار ...

ولكن ما الغريب في هذا ... فهي طريق جديدة وهذا امر عادي ... اليس كذلك ؟
ذاك هو الخط الفاصل بين الطريقين ونهاية طريق الزبدة
لا لم اوافقني على هذا الذي قلت ... لان هناك الكثير من الطرق الجديدة التي رممت حديثا كطريق (السكة العام الماضي ) او طريق حي دمشق قصور الضيافة من جهة حي دمشق" التي تقود الى منطقة خلة الفرجان بعد الاشارة الضوئة عند مصنع المشروبات " التي رممت حديثا منذ اقل من شهر ... و شارع الجرابة ... الشارع الاشهر في مدينة طرابلس قبل و عند الهدم ... و الطريق المؤدي الى الهضبة الشرقية الذي افتتح قبل اقل من شهرين...
لاحظ هنا في هذه الطريق ( المؤدية الى قصور الضيافة) دقق في الرصيف وكيف ان الطريق متعرجة اعلى واسفل و اعلى واسفل...
لم اذهب هناك في ايام هطول المطر و لا اعرف كيف سيكون الحال عندها مع تلك التعرجات الواضحة على طول الطريق
تلك امثلة على طرق تم ترميمها و تحديثها او ازالة القديمة و رصفها من جديد حديثا وبنفس الالات و المعدات و المواد الاولية التي استخدمت هنا و هناك في طريق الزبدة ، ولكن التذبذبات التي في تلك الطرقات و التعرجات وكأنها بحاجة الى مكواة وذراع رجل قوي لتستوي ... وماذا عن فتحات التصريف و اغطيتها التي تترك علامة لابد ان تنبهك بمرورك عليها باهتزازات بسيطة؟ ... او سماع صوت المعدن و ضجيجه ، لا بأس بذلك و تعتاد عليه فذاك لتشعر بانك تسير على الطريق ولا تنسى نفسك ،
الطريق الذي افتتح مؤخرا المؤدي الى منطقة الهضبة الشرقية وتلك احدى العلامات المميزة (لا اعرف ما هي التقنية التي يحتاجونها لتكون كل الاغطية متساوية مع الطريق لا اعلى منها ولا اقل )
طريق السكة اليوم .. بل من الشهر الثاني على صيانته كانت تحتاج الى صيانة ... كم مرت سنة على افتتاح الطريق الدائري ( السريع) و الان فقط بدأ يحتاج الى ان يتم ترميمه في بعض الاماكن رغم الاستعمال المفرط الذي يتجاوز مواصفات الطريق لعدد السيارات التي تمر عليه اليوم!
ويأتي السؤال هنا ... لماذا تعطى اعمال كهذه لمن لا يجيدونها ؟ وكأنهم وجدو مجموعة من الايتام ليتعلمو الحلاقة في رؤوسهم ؟
الا يجب ان توكل اعمال البنية التحيتية كالطرقات و تصريف المياه و غيرها من البنى التي يجب ان تدوم اطول وقت ممكن لتقليل المصاريف والاستفادة منها قدر المستطاع الى من يحسن صنعها؟
ناهيك عن وجوب اعطاء اي عمل كان الى من يتقنه (ادي العيش لخبازه ) اذا لم تستطع عمل ذلك ورحم الله امرء عرف قدر نفسه ... ام ان الامر كالعمياء التي تطبخ لصغارها ؟
ولا شك ان من يقوم بهذه الاعمال يتقاضى عليها اجرا ولن ندخل في التفاصيل فليس لنا علم بحيثياتها ولكن الا تعتبر تلك المصاريف اهدارا لوقتنا و راحتنا و اهدارا للمال في امر سنعيد الانفاق عليه بعد مدة وجيزة ؟ ولنقل اننا لا نهتم بالمال بل نهتم لان تكون حياتنا اكثر جودة ، وان لم نجد ما ننفقه فاننا سنتعايش مع غدران المياه التي تتجمع هنا وهناك و فتحات تصريف المياه التي تنشد كلما مرت عليها احدى العربات الى حين موعد الانفاق القادم ...
فأين المصلحة في قرابتي او قبيلتي او ملء جيبي بمال سانفقه على صحتي ؟ او وجهي الذي لن يبقى فيه قشرة واحدة مما سيصنعه ابنائي الذين ساربيهم بمال اكسبه من اعمال كهذه؟ ويكون اسودا يوم اسأل من أين اكتسبته ...
فهل نحن راضون على اعمال بعض العمالة الوافدة التي لا خبرة لها ولا دراية الا انها تستطيع العمل و الخوض في اي شيء ايا كان من اجل لقمة العيش؟
وهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟ لماذا تعطى الشركات العديمة الخبرة التي نرى نتاج عملها اعمالا اخرى في اماكن اخرى لتعيد كرتها ؟
ولأن هذه الاعمال وغيرها توكل لمن لا يجيدها ولا يتقنها ولا يعترف بذلك ... فاننا في انتظار الساعة.
شكرا