الوباء ... الشباب العازب

By 11/07/2009 01:28:00 ص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تكملة لموضوع الوباء ...

انتهينا من دراسة شريحة المتزوجين وكبار السن فيما يخص وقوعهم في الخطيئة والحل هو أن نفهم ونستوعب الأسس السليمة التي يقوم عليها الزواج السعيد المبني على التراضي والقبول وحسن الاختيار وحسن المعاشرة والمودة والرحمة ، كما أن حسن التربية الأخلاقية قبل الزواج يساعد كثيرا في أقامة الزواج الناجح . ونتبادل ألان الشريحة الثانية وهي الأشخاص الذين هم في سن الزواج ولم يتزوجوا بعد.

فهؤلاء معرضون أيضا للوقوع في الخطيئة بصورة أكبر من الشريحة السابقة :لأن الصحة الجسدية وقوة الشهوة الجنسية وهيجانها وقلة الخبرة في الحياة وسهولة الاتصال والاختلاط وما تبثه الفضائيات من أثارة وتشجيع ناهيك عن المواقع الإباحية عبر الانترنت .

فإذا وضعنا كل تلك العوامل وأضفنا إليها الصعوبات التي يواجهها الشباب أمام الزواج من قلة المال، وأزمة السكن ، ومصاريف الأعراس : نجد أننا أمام مشكلة حقيقية تمنع أو تؤخر الزواج لهذه الشريحة .

فهل كل أفراد هذه الشريحة لديهم عزم وصبر للمحافظة على عفتهم حتى تتيسر الأمور للزواج أم أن البديل الرخيص هو الحل .

هذه الشريحة تقوم فيها العلاقات المحرمة بين الجنسين على أشدها وتكثر فيها الوعود الكاذبة والأحلام الخيالية فالشهوة قد أثيرت عند الشاب وهي تنادي وتطلب الإشباع ولكن الحلال يحتاج إلى أموال ومسكن وووو والفراغ العاطفي عند الفتاة يكاد يقتلها وتريد أن تملأ هذا الفراغ ولو بعلاقة تعلم أنها كاذبة فنجدها تتلهف على أقامة علاقة مع أي شاب يعدها بالزواج .

أو حتى لا يعدها به. أن التجاذب بين الذكر و الأنثى أمر لا نستطيع إنكاره ولا منعه لأنه ينبع من داخل الإنسان ولكن المطلوب هو توجيهه نحو الوجهة السليمة ليحقق السعادة والخير ولا تتجه للحرام والفساد والشر. إن أغلب أفراد هذه الشريحة مستعدة للزواج فورا إذا تيسر لها ولكن المجتمع من حولهم يضع العقبات . فكانت ظاهرة غلاء المهور وكثرة الشروط هي العائق الوحيد .

ولكنها تقلصت وتخففت ليحل محلها مشكلة السكن وهي مشكلة أشد وأكبر من المهر الغالي.

من لديه مسكن ومرتب من الشباب يستطيع الزواج ألان، ولمن أين المسكن ؟ وأين المرتب؟ وإلى متى يستطيع الشاب أن يعمل ويجمع المال ليشتري مسكنا بعشرات ألألوف أو أكثر؟ هل يلجأ للسرقة ؟ هل يختلس ؟ هل يرتشي؟ هل يزور ويغش لكي يحصل على مسكن ؟ كان الله في عون هذه الشريحة من محدودي الدخل . لقد أصابهم الأحباط والفشل وبعضهم أستسلم للخمور والمخدرات وبعضهم لجأ على الكسب الحرام وبعضهم وقع في الرذيلة وبعضهم تزوج وسكن مع عائلته فقامت عليه المشاكل العائلية بين زوجته وبين أمه أو أخواته في البيت.

إن المجتمع يعاني من مشاكل قد تدفع هؤلاء المساكين إلى الرذيلة والفساد والأمراض النفسية ونحن نأمل أن تتوفر فرص العمل للشباب وعلى الشباب بذل جهدهم ولا يحتقرون العمل ولا يشترطون ، فالعمل شرف للرجل مادام العمل شريفا والمكسب حلال.

ونأمل إنشاء المزيد من المباني السكنية وتمليكها لهؤلاء عن طريق دفع الأقساط المعقولة لأن الإيجار مرتفع جدا، كما أن ثمن الأراضي صار باهظا وتكاليف البناء صار ت أشبه بالمعجزة فإذا لم تساند هذه الشريحة فإن المجتمع بأسره سيعاني من مشاكلها عاجلا أو أجلا.

فالذي أراه إن هذه الشريحة تحتاج إلى الدعم في ثلاث عناصر:

العنصر الأول : الدعم المالي وذلك بإيجاد وتوفير فرص العمل الشريف الذي يكسب الشاب فيه المال الحلال ليبني به مستقبله.

العنصر الثاني: حل مشكلة السكن.

العنصر الثالث: توعية هذه الشريحة وإعدادها للزواج الناجح حتى لا تقع في مشاكل الزواج الفاشل الذي تحدثنا عنه في شريحة المتزوجين.

فهذه العناصر الثلاثة مهمة جدا لإنقاذ شريحة الشباب في سن الزواج وفي حالة عدم توفرها فإن المشاكل تتصاعد وينتشر الفساد وإدمان الخمور والمخدرات ناهيك عن الأمراض النفسية التي قد تدفع بعضهم إلى ما يسمى بالتطرف والتشديد والاحباط والكأبه .

وسنلقي مزيدا من الضوء على هذه العناصر الهامة في الورقة القادمة بإذن الله.

شكرا