آثار أقدام... حافية

By 10/08/2016 08:33:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




عندما نسير في الشوارع نرى الناس بهيأتهم وأجسادهم وأحجامهم وإنعكاسات شخصياتهم في نظراتهم وأعينهم،  ولكن ماذا لو أنك وجدت نفسك تسير في شوارع ولا ترى أشكال الناس و اجسادهم بل ترى خواطرهم وأفكارهم ومافيه يفكرون؟

الم يخطر ببالك أن تعرف ثقافة الشخص قبل أن ترى ملابسه وهيأته وسيارته؟ 

إن كنت فكرت في هذا من قبل ... فالآن أصبح بإمكانك أن تحقق كل ذلك ... ولست بحاجة لتذكرة وساعات طويلة و إجهاد السفر ...
لن تحتاج أكثر من إتصال بالإنترنت ... وحساب في مواقع التواصل الإجتماعي... 

هناك سترى أفكار الناس وترى قناعاتهم وترى حقيقة العقول والإنتماءات والميول ... سترى الناس على حقيقة أفكارهم ... 
لن ترى أشكالهم أو صورهم ولن تجد الكثير من الصور الحقيقية على كل حال... ولكنك ستقرأ وتسمع و ترى ما فيه يفكرون وبه يتحدثون ... وستعرف مباشرة أي الناس هم ... 

حتى أولائك الممثلين الذين يرتدون أحذية غيرهم طمعا في ترك أثرا في رمال الغير… يختلف كليا عن حقيقة آثارهم هم... ستستطيع معرفة إختلال حجم الأثر من عدم إستقرار المسير و سيظهر لك الحقيقة دون تأخير ...

فهناك دائما فرق بين أن تنشر منشور وأن تتفاعل مع الجمهور…  
آراء و وجهات نظر… ردود و رفض مع قبول رضا وإعتراض… أدب أو شدة سباب
هناك ستجد الكثير حقا... مما لن يسرك ... لن يسرك ما عليه العقل الجمعي ... 
سترى عقولا مليئة بالفراغ والخواء الجاف... عقولا عطشة نهمة لكل ما في السطحية من غثاء... 
سترى الكثير... ولعل أكثر الناس لايعلمون ...
ولَك أن تجد لنفسك مكانا حيث أردت... ليرى الناس أفكارك أنت أيضا وترتسم بها شخصيتك أو عن حقيقتها تنعكس... وإن كنت تسير فيها حافي القدمين... فهناك لن يتوه أحد في متابعة أثرك... فبصمتك ستكون مميزة و كلمتك ستكون محفزة و أثرك سيكون قويا ... 
ولن يهم ما سيتحدث به الآخرين عن سيرك هناك حافيا ... فالأفكار وحدها من يطبق القانون هناك... وسماء الحرية فيه غير محدودة… إلا بأدبك أنت وما له تهتم…

كثيرا ما يشتكى البعض من إنحطاط هذا المحيط ، الذي هو إنعكاس حقيقي لما يفكر فيه المجتمع، وعدم رغبتهم في الإستمرار فيه والتلويح بإغلاق حساباتهم والبحث بعيدا عن بيئة أكثر ملائمة لنشر أفكارهم ...
و الحقيقة أنه إن كان لديك أفكار تستحق المشاركة ... فالأجدر أن تنشرها هناك حيث لا أفكار حقيقية ... لماذا؟

لكي توجد البديل عن كل تلك الأفكار البالية التي لم تعجبك... لكي توجد المحتوى الذي يستحق أن يطّلع عليه الغير وتمتليئ عقولهم بالرغبة في البحث عن المزيد و تثار لتستزيد... وتخلق أنت الوسط الذي ينعكس الذي كنت تتمنى الهروب إليه…

إن ترك كل من يمكنه ترك بصمة في قلوب وعقول الناس وأفكارهم برقي و ترفع عن البذاءة و البلاهة والسفاهة… فما سيكون حال العقول السارحة هناك إلا الغوص أكثر في تلك الضحالة المعدية التي تثبت وجودها كل يوم بلا منازع؟ ... ولن نستفيد شيئا بإنزواء كل من له القدرة على التأثير بالكلمة و الفكرة الطيبة عن هكذا أوساط و خلق أوساط لهم مغلقة... لتتقدد فيها الأفكار وتموت.

جولة بسيطة هناك بين الأفكار، حيث لا وجوه تراها… تعكس حقا ما يدور في خلد كل من هناك يمشي و يعكس من نفسه أثرا حيث سار ولو بسيط…
كن صاحب بصمة بك خاصة... فأنت إنسان مميز ... بما لديك مميز … ودع أحذية الآخرين للآخرين… وإن سرت حافيا… 


شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

جلسة الكل فيها حضور...

By 10/06/2016 09:10:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



في غرفة صغيرة بنافذة متسعة على حديقة عشبية تطل… جلست الأسرة متكاملة على الآرائك متكئين يبعد فيها الواحد منا عن الآخر أقل من مرمى ذراع… يشعر كل منا بأنفاس الآخر تتردد و دفء الأجساد حميمية الجلسة يزيد…

هنا كان الجميع حاضرا دون غياب… لم ينقص فرد من أفراد الأسر في هذه الجلسة… ولكن هل نحن هنا في هذه الغرفة حقا معا؟
أم أن الحضور كان جسدا وكل منا سرح بخياله و أفكاره وأحاسيسه بعيدا عن هذا الحيّز قريب من فضاء متصل بأرواح أخرى لأجساد تقبع في غرف ماثلة… أكثر قربا من الإحساس منه بمن هو قريب منها؟

يخيم علينا صمت وسكينة... لا تتحرك منا إلا الأصابع وحدقة العين تتفحص ما يحركه الإصبع... 
هل يا ترى كل منا يشعر بالوحدة عندما نجلس جميعا معا، فنبحث عن ما يسلي وحدتنا؟
أم ترانا لا نشعر بالوحدة بتواصلنا مع من في شاشات أخرى يقابلوننا حروفا و كلمات بلا دفء في الأنفاس وتعابير وجه لجسد يقابلنا... أترانا لن نعيش ما عاشه شيوخ وعجائز الماضي مادامت أصابعنا على تقليب المواضيع و الردود قادرة؟
هنا الآن… مازال الصمت يلفنا... ومازال كل منا يحدق في شاشته... ومازالت الأحرف تنساب ملهية العقل عن الجميع رغم أننا... نعم في ذات الغرفة ولا يفصل بيننا أكثر من بعض سنتيمترات... ذاك وصف الأجساد فقط... 
إلى أين إتجهت العقول… الأحاسيس… الأفكار… وما تأثير توهان عقول الأطفال الآن على مشاعرهم تجاهنا...
أتراه عقوق للأبناء هذا الذي يحدث؟

أم أنهم لم يجدوا المتعة والتسلية في الحديث الذي بات مليئا بالمواعظ والدروس النابعة من خوف ضياع أعمارهم فيما ضاعت فيه حياة من أنجبهم، أكثر من إمتلاءه بالمتع والضحك وخفة الروح والتسلية كما هي مقاطع الفيديو في كل تطبيق يجود به الجهاز الذي بالإنترنت يوصلهم؟

لم يصرّح أحد من الجالسين أن الحوار و الحديث بيننا أصبح مملا… وإذا ما دار حوار وإشتعل سوء الفهم وتعالت الأصوات وكل حاول الإيضاح للآخر أنه لم يخطيء وأنك أنت من أساء الفهم، ليفصل أحد الأطراف في الأمر بالصمت ملتفتا لهاتفه مفضلا له على أن يستمر في حوار متكرر لا طائل منه… وعلى الأقل، حواراته في الإنترنت يُسمح له فيها بإكمال جملته دون مقاطعة…

يعود الجمود إلى جلستنا وتسرح الأرواح بأفكارها بعيداً عن مكان إجتماعنا أجسادا لا ترى بعضها لإنشغالها بالتركيز فيما يتشاركه مع الآخرين في عوالم آخرى.

أتراك يا بني منتفع بما تفعل؟
أتراك يا زوجي مستفيد مما تتابع؟
هل أنتِ قادرة على الإستفادة مما تشغلي به نفسك يا إبنتي؟
هل وقتنا هذا يمضي في خير لن نندم على ضياعه يوما؟
مع كل هذا وذاك... مازالت الأصابع تقلب الصفحات وتلامس الشاشات... ومازال الصمت ملكا يطاع... 
أيصلح أن نوقف إشتراكنا في الإنترنت حتى لا تجد الأرواح بأفكارها بدا من مغادرة المكان؟.

ولكنك تحتاج الإنترنت في عملك... تحتاجها في تواصلك وإستقاء أخبارك… أصبحت تحتاجها أكثر من إحتياجك للتلفاز والجريدة فكلها إجتمعت فيه…

ولكن يجب أن نجد حلا لهذه الهوة بين من يجلسون ببعضهم ملتصقين في غرفة واحدة ولا حوار بينهم إلا ما يسد الرمق.
حوار أكثر... مشاركة أكثر ... أسرة واحدة تدعم بعضها، تعيش مع بعضها حقا… 

على الأسرة منا أن تعطي الجرعة الكافية من الإهتمام و التقدير والدعم لبعضها البعض، والتي يحتاجها كل فرد منها ويبحث عنها في منشوراته و صوره وما يجده عليها من تعليقات ومجاملات تشعره أنه أنجز وحقق شيئا أبهر به الغير، أو على الأقل أفادهم… وحصل على الجائزة التي تدفعه لنشر المزيد من الصور والكتابات للحصول على جرعات أكبر من ذاك الإهتمام الذي فقده ممن بجانبه يجلسون…
نحتاج جميعا إلى تغذية هذا الشعور بالإنجاز… فمن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن شعور تطمين من الآخرين بما يفعل ليشعره أنه أحسن صنعا و يتحمس للقيام بالمزيد مما سيشعره حقا أنه قدم وحصل على ما يشجعه ليزيد أكثر وأكثر…

أغلق جهازك الآن... والتفت لمن حولك و تحدث إليهم و هنئهم تهنئة بحجم الإعجاب والمشاركة على الإنترنت ... علق على ما يقولون وشاركه بفرحة تضاهي فرحة وإعجاب ومشاركة من يتابعونه في الإنترنت ... 
أغلق هاتفك أو جهازك الآن… حاورهم و تحدث معهم... فالحديث يولد الثقة فيهم ويزيد مشاعر المحبة والإنتماء لهذه الأسرة، الإنتماء الذي يضيع ويُستبدل بالإنتماء لمجتمع صغير مترامي يتفق أطرافه على كل شيء وإن كان خاطئ… 

سأغلق الجهاز الآن و التفت لأسرتي كما ستفعل أنت… لعلنا نعيد الأفكار والأرواح إلى أجسادها لنشعر بدفء وجودنا معا في جلسة أسرية الكل فيها حقا حضور…



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

إنها مؤامرة يا أبو سالم... مؤامرة

By 10/03/2016 09:12:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



عشنا سنين طويلة و نحن نسمع أن الماسونية والصهيونية والقوى الخفية تتحكم في العالم من خلال أمريكا لتنفيذ كل ما تريده دون إعتراض من أحد، وأن كل ما يحدث في الشارع العربي بالذات، ماهو إلا نتيجة مؤامرة تحاك في الخفاء “ولم تعد خفية في الحقيقة فالكل يعلم تفاصيلها الآن فنحن في عصر المعلومة” لإضعاف المسلمين والعرب بالذات، لكي لا تقوم لهم قائمة، ففي باطن أذهاننا أن العرب إذا قامت قائمتهم، سيحكموا العالم كما فعلوا من قبل”وإن كان من حكم العالم سابقا هم المسلمين وليس العرب”، وهذا ما عُلِّمنا ونحن صغار، و نسي من زرع هذه الفكرة فينا أن العرب لن تقوم لهم قائمة إلا بما قامت لهم به أول مرة… وبما أنهم لم يلتزموا المنهج الذي أعزنا الله به … فها هم يحاولون منذ زمن بعيد أن ينهضوا و تقوم قائمتهم بغير ذلك دون فائدة، ولكن لماذا؟

ألم تسمع؟

لأنها مؤامرة مُحكمة، منعتهم حتى من إلتزام منهج الله و السير على طريقه، مؤامرة أهلكتهم و أجبرتهم على الخضوع والفشل ولم يجد أيا منهم من سبيل للفكاك إلا أن يترك كل شيء و يتابع تطورات المؤامرة ليعرف إلى أين أوصلته، ويبحث في الأثناء عن رغيف خبز غير مرغّد في التراب،  ولكن حتى التراب كان مشاركا في تلك المؤامرة التي لم يسلم حتى البيت العربي من جرائرها في السياسة أو الحياة العامة والخاصة على حد سواء، فها هي أم سالم لم تهنأ بحياتها مع زوجها بسبب المؤامرة العالمية التي أثرت على عقل أبو سالم ليقع في هوى جارتهم الشابة التي أثرت فيها المؤامرة التي تحاك في المحطات العالمية، فضاقت ثيابها وقصرت وأطلق العنان لشعرها وإهتزت بذلك عضامها … مؤامرة عميقة جدا مترامية الأبعاد شاهقة العلو تدبر في ظلمة ليل… 
وها نحن في كل جوانب حياتنا نعيش نتائج المؤامرة التي لم تنتهي ولن تنتهي حتى يباد الجنس العربي و يموت الإسلام في كل بلد عربي و يستبدل بقشور المناسبات والإحتفلات الدينية التي لم يبقى فيها من الدين إلا الإسم في غالب الأحيان. كما قال جار أبو سالم الذي يقضي وقته عند ناصية الشارع يقرأ الجريدة…

فهل حقا هناك مؤامرة تحاك ضدنا؟

لنُسلِّم بالقول أنه هناك مؤامرة حقيقة من قبل قوى خفية، وإذا ما وقفت موقف الآخر، ألا توافق أنه يحق له أن يعمل من أجل تحقيق مصالحه؟ بما يتماشى مع مبادئه وقناعاته حتى يحقق ما يريد و يصل لأهداف رسمها لنفسه؟ ألن تكون منصفا حتى تقول نعم يحق لكلٍ أن يخدم القضية التي يريد و يجلب المصلحة لنفسه؟

و ربما هذا هو قانون الحياة، فكل إنسان يسعى لجلب المصلحة لنفسه كما يراها من زاويته، و هذا أمر مبرر في الواقع من الجميع، فمن لا يفعل ذلك؟ بمبدأ كل غاية لها أن تبرر الوسائل المتاحة للوصول إليها، وإن شئت انظر إلى أبو سالم و الأساليب التي إستعملها للوصول إلى إبنة الجيران بإعتبار أنه رأى أنه من مصلحته أن يفعل ذلك، وأساليبها هي التي جذبته هو إليها أثناء محاولتها لفت إنتباه سالم… وحتى زوجة إبنه و كيف تعمل في الخفاء لبسط سيطرتها على زوجها في ضل محاولة أم سالم الإستحواذ على إبنها من زوجته التي خطبتها له كأفضل من وجدت من بنات الحي لتفرح به وترى ذريته… 

فهل هناك مشكلة في أن تعمل منظمات على مستويات أكبر على تحقيق مطامعهم و مصالحهم بالوسائل التي تناسبهم؟ 
لا.. فالكل يسعى لتحقيق مصلحته هو كيفما إستطاع بمؤامرة كان أو بمهادنة أو إستسلام أو تسلط و حرب… فالهدف هو تحقيق مصلحة و إبعاد مفسدة فيما يخصه هو.

إذا ما المشكلة؟ 

لماذا دائما تنجح المؤامرة المحاكة ضدنا نحن العرب والمسلمين في تحقيق أهدافها التي يصفها المحللين و المنظرين بالدقة المتناهية؟
وقد تسمع محللا يقول: أترى تقسيم السودان؟ هذا أمر مخطط له منذ عام 1911 أي ما يزيد عن مائة عام.

حقا؟ وما الذي جعل هذا التخطيط ينجح برأيك؟ ولماذا لم يكن لدينا نحن مخطط مضاد لتحقيق مصالحنا نحن ومنع نجاح مخططاتهم هم؟

هل يا ترى لأن المتآمر فذ خارق الذكاء صاحب يد طويلة وثروات هائلة و علوم متقدمة؟

أم أن المشكلة في المتآمر ضده “الذي هو غالبا نحن العرب”  و غباءه و تسليمه بأنه مهزوم على كل حال؟

أم المشكلة في عدم إهتمام المتآمر ضده “الذي هو غالبا نحن العرب” بأكثر مما يدخل جوفه ويشبع شهوته لا غير؟

نحن بحاجة حقا للإجابة عن هذا السؤال…

حقا… أين نحن و وعينا من كل تلك المؤامرات التي تحاك منذ ما يقرب عن مائة عام على أقل تقدير؟

مضى على إحتلال ليبيا من قبل إيطاليا الفاشية مائة و خمسة أعوام … و كذلك مصر و غيرها من الدول ألم تكفي هذه المائة عام لتتعلم الشعوب الدرس بأن لا تنقاد خلف المؤامرات والشعارات وتتصدى لها و ترفضها؟

ألم تملك الوقت الكافي للتطوير من نفسها و الخروج من قوقعة المؤامرات و لعب دور المفعول به و البدء في الفعل و التأثير لا التأثر فقط؟

أليس فينا من يدبّر و يخطط وحتى يتآمر إن لزم الأمر، لكي يصلُح الحال وربما يستفيد الجميع بتنمية أفضل؟
أليس هناك من يمكنه إستعمال هذه المؤامرات للرفع من مستوى الوعي بين الناس بدلا من رفع مستوى أرصدته في البنوك؟

هناك من يفصّل ويحلل و يستشهد بأخبار من جرائد تبيع الكلام بلغة انجليزية لكي يؤكد على المؤامرة في كل شيء يفعله الغرب، حتى وإن كان تاجرا يحاول جني أرباح من أي فرصة تسنح له، فهو مشارك في المؤامرة لجعلنا مجتمع مستهلك… 
وهل هناك ما يجبرك حقا لتشتري ما لا تريد؟
هو بالتأكيد سيبيعك مادمت تشتري، ومادام ينتج وأنت تستهلك… أما كنت لتفعل ذات الشيء لو كنت أنت المنتج و هو المستهلك؟

السؤال مجددا لكل فاهم و لكل عالم و متخصص و مشهور و رئيس ومحلل… هم من حقهم التآمر لتحقيق مصالحهم… أين نحن من مصالحنا في هذا التآمر؟

ولعل المؤامرة منا على أنفسنا ولم يكن لأحد أن ينتصر علينا لولا التخاذل و الخيانة من أنفسنا، وإنسياقنا خلف ما تشتهيه أنفسنا…

اطمئنك أن الإجابة في النص موجودة… وهو ما بدونه لن تنجح المؤامرات ولن تستمر، فمادام هناك منا من يقبض الثمن… و تمتلئ جيبوه بالخبز و النساء… ستستمر المؤامرة على أنفسنا و سيدفع المواطن البسيط ثمن سكوته و خضوعه وإكتفاءه بشربة ماء و خليط من طيحين و ملح و ماء، دون إهتمام بما للعقل بغذاء.
ولن يهنأ أبو سالم ببنت الجيران ولا هي بسالم ولا أمه وزوجته به أيضا… ما لم تنتهي المؤامرات من الجميع.


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

رؤوس في الرمال

By 10/02/2016 08:49:00 م
السلام عليكم ورحمة الله 



توقف الآن عن القراءة و أغلق الصفحة إن لم تكن تريد سماع شيئ عن ما يحدث في الواقع و الجميع ينكر وجوده حتى إستفحل وإنتشر… 


قد لا يعجبك ما سيأتي من حديث... وإن كان الواقع فيه يدمغك كل يوم من جهة... وأنت تظن أن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي حرب وقتل وإرهاب سلاح وخطف؟


تكون واهما إن كنت تعتقد أن هذه هي مشكلتنا، فكل هذا الذي يحدث هو أعراض حمى ما نعاني منه من مرض حقيقي، وما الحمة إلا نتيجة لوجود ما هو أعظم منها وأخطر… 

وما لم نسعى لعلاج مسببات الحمى، فإننا لن نتخلص من الحمة أو نستعيد عافيتنا…

ألم يلفت إنتباهك حتى الآن إنحدار الأخلاق بصفة عامة “ إلا من رحم الله” ؟؟

ألم يلفت إنتباهك حتى الآن كثرة البغاء؟  

البغاء هو بيع الفتاة جسدها مقابل المال لشخص عابر، أو شخص تعرفه… أو تعتقد أنها تعرفه… 

وقد تخرج من تخرج للبغاء من أجل الحصول على بعض المال لشراء الخبز مقابل الجسد، تلك قد نقول أنها تعيش في مجتمع فقير مال و فقير رجال ولم يعن الناس فيه بعضهم بعضا حتى لا تلجأ فيه المرأة للإنزلاق لهذه الهاوية.

ولكن ماذا نقول عن من تبيع المتعة بلا مقابل؟ 

ليس بأكثر من وعد بإطفاء لهب الشهوة المستعرة بملايين الأسباب المحيطة بالجميع من كل جانب؟ ولعلها تكون في عداد المتزوجات... وياله من ثمن غال يتم تقديمه... لأن المجتمع لا يريد التنازل عن جهله و تمسكه بخرابه... الشكلي فيبيع بناته... 

أخبرتك أن هذا لن يعجبك و ربما أذكرك أيضا أن التعميم لا وجود له فيما نقول ولسنا نعمم، ولكن الحالات الفردية إن كانت موجودة فربما يكون من السهل كتمان أمرها… 

ولكن عندما تطفو مشكلة على السطح فذلك يعني أنها تكاثرت و إنتشرت و زادت... وإذا ما ظهرت ومازال الجميع يتعامل معها على أنها غير موجودة، لأنهم يستحوا من بعضهم البعض في العلن فقط… فهذا يعني أن الجميع حمقى بلهاء مخادعين مليئة قلوبهم بنفاق الخوف من الآخرين و يظنون أنهم يخدوعنهم وما يخدعون إلا أنفسهم…

تعليق فإعجاب فرسالة خاصة فحديث فصورة فإستمناء ... 

يعتقد البعض أن الأمر له علاقة بجنس الفاعل... ولكن الشهوة في كل مخلوق موجودة ... كنبع يفيض من الداخل ولا يأتي من الخارج ... ينشط إذا ما توفرت الظروف أو لم تتوفر ... يهداء بتوفر العزيمة و المسرب الصحيح و يثور مع وجود الوقود مع اللهب… وما أكثر الوقود وما أكثر اللهب… 
والمساحة متاحة…
ففي مجتمعاتنا عيب أن تخرج الفتاة عارية... ولكن لابأس أن تخرج شبه عارية كأنها كاسية، تجمع نظرات الشباب و سهام الشهرة تنطلق من الجميع ... ولسان الحال يقول تعبنا وهرمنا من أجل لحظة حلال... ولكن ما باليد حيلة فدعنا نهدئ من روع الطلب الجامح برقم هاتف و رسالة، ولا بأس فلا أحد يرانا ولن يفضح أمرنا…
وإليك صورا و مقاطع لم تراها أمي منذ توقفت عن إستعمال الحفاظات و تبليل نفسي.
إليك هذه الصورة ولكن عدني أنها ستمحى مباشرة بعد قضاء الحاجة. بالتأكيد فأنا أخاف عليك كأختي… 
ولا يهم المهم أن نعيش اللحظة ... أن نجرب… فالحياة تجارب، وهل من يعيشون متع الحياة خير منا؟ ومن ثم نحن لم نعد نستطيع التحمل! 
أعدك أن ما سيأتي لن يعجبك... فان كنت كذلك… إقلب الصفحة و أعد رأسك إلى الرمال وتظاهر أن كل هذا الذي يحدث هو فقط مجرد خيال مسلسل لا علاقة له بِنَا ولا بشبابنا ولا بناتنا، وأن من يكتب هنا فقط يتخيل و يقول كلاما من عالم آخر لا يمت لنا بأي صلة، فنحن مجتمع محافظ…

أعد رأسك إلى التراب وإختر من الدود هناك ما يُدين ما يقال ها هنا. فمن أنت لتتهم مجتمعا نظيفا لطيفا يحفظ ولا يفهم…؟ 
تلك المسكينة وقعت في يد ذاك الذئب الذي إن خطبها لتزوجته وحاربت اَهلها من أجله ... فهم لا يرغبون في أكثر من قضاء الحاجة... لا يهم ما ينتج عن تلك الحاجة ولكن المهم أن... تقضيها ... 
الإنسان يخطئ أليس كذلك؟ 
نعم لا شك في ذلك… 
وخير من يخطئ ذاك الذي يسارع إلى التوبة… و العزم على عدم العودة إلى ذنبه…  
ولكن ماذا عن من يدمن تلك الخطيئة و يبرر لنسفه عدم إيجاد حل آخر في مجتمع لم يعد يضع شروطا للحلال؟
نعم لم يعد هناك أكثر من ... كل ما ستحضروه “في وجهكم” ... أي يمثلكم ويمثل كرمكم ولكن نريد فقط بيت مستقل... ولا ننسى أن نقول لا نشرط شيئا ولكن نطلب السائد...
لا يهم ما تعتقده ولا يهم ما تفكر فيه فالسائد عندهم… يحيي قرية بأسرها هناك… 
لا يهم إن أعجبك أو لم يعجبك أن يظهر أحدهم ليعبر عن ما يحدث بوضوح… فما يحدث فاق الوصف ...
فاق القدرة على التحمل… المجموعات و الصفحات والأماكن… 
الرجال يبحثون عن النساء و النساء يبحثن عن الرجال، وكلهم يجدوا بعضهم بكل سهولة في كل مكان ... إلا في الزواج، فهو غالي الثمن و يحتاج إلى توافق… أما المتعة فلا تحتاج إلا إلى كتمان سر… 

نعم لا يهم إن أعجبك، أنكرت أو قبلت… كتمت الأمر في نفسك وإكتفيت “بحسبي الله ونعم الوكيل” أو جعلت من الأمر قضية في حياتك وحاربتها، وبذلت جهدا للنصح فيها… 

البغاء لا يحتاج لمقدمات هو يعرف ما تريد وهي تعرف ما يريد… الإتفاق على الثمن و يقضي كل حاجته ...
وما ينتشر اليوم… صوتيا وكتابيا و صوت وصورة… و التقنية أسهل كل يوم… أيضا لم يعد يحتاج لمقدمات... فمن كان يشعر بالضمأ لن يسأل أحدا ليشرب بمجرد رؤية من يمسك بيده إبريق ماء...
أدخل على أي مجموعة أو صفحة مليئة بالشباب والبنات تحت أي مسمى كان (إلا من رحم الله) … وستجد أنها كبارات زمن رعاة البقر... روائح نتنة و موسيقى ولعب ولهو ومن تعجبه إحداهن ما عليه الا برسالة خاصة…أو تعليق خفيف كغمزة العين… تعالي خاص… 

لا تنزعج فلسنا نعمم ولكنها ظاهرة ... إكتسحت الكثير من الأوساط ولا تحديد لأعمار… تبدأ من سن البلوغ إلى ما لا نهاية… باتت واضحة أنكرت أو لم تنكر ... وإن كنت ستنكر... عد للحديث عن السياسة التي تستهلك يومك ولا تأتي لك باي نتيجة… 
لن يكون هناك أمثلة ... ولكن هناك الكثير ممن يعرفون جيدا عما الحديث هنا... ويتذكرون الحالات التي مرت بهم و سمعوا فيها من صديق أو صديقة أن ليلة البارحة كانت صاخبة في الماسنجر ... أو في الهاتف ...
في الغرب بعترفون بهذا و يصنعون له التطبيقات الخاصة التي لا يدخلها صغار السن، ولأنه لا يهم عندهم شيء… إلا المتعة و حياتهم كذلك…

أما نحن فلا نصنع التطبيقات لأننا نستعمل أي تطبيق نقابله للوصول لقضاء الحاجة مهما كانت مع أي كان...
هاتف؟
ماسنجر؟
فايبر؟
واتس اب؟
نيمبز؟ 
سناب؟
انستجرام؟
تلقرام؟
كيك؟
أي وسيلة لا يهم ... فالحاجة ملحة و الوسط متاح … والأهم أن نلتقي… دون أن يعلم أحد ... 

بدأ الحديث ساذجا وهو طيب وهي لطيفة ... إخس عليك يا "شوشو"
لما دخلت بيننا و أغويتنا فزنى أحدنا بالاخر عن بعد؟

الحل ليس بتخفيف الحمة بوضع الكمادات المبللة لتهبط الحرارة… الحل في مهاجمة المرض من مصدره، و العودة إلى الفطرة السليمة و التخلي عن الجهل و التعنت و الرجوع إلى ما يحيينا و يصلح حالنا… و التخلي عن الأحلام الساذجة التي عيشنا فيها أنفسنا.

الحل في أخلاقنا التي بُعث النبي ليتمم مكارمها… أخلاقنا التي باتت تباع و تشترى بشهوة مال أو نساء… "إلا من رحم الله"

الحل فينا وليس في غيرنا… و والله لن يتغير حالنا حتى نتغير نحن ونغير من أنفسنا… 

إن كنت من المنكرين لكل ما يحدث في كل مكان “إلا من رحم الله” وتريد أن تكتم الأمر لتشعر نفسك أننا بخير، فعد برأسك إلى التراب و لتستمر في الركض في مكانك… نحو الهدف الذي تريد.

ولعلها تذكرة أن أول فتنة بني إسرائل كانت في النساء… ويبدو أننا تبعناهم شبرا بشبر و ذراعا بذراع…

أفيقوا يا رجال فأنتم السبب فيما يحدث من فساد وأنتم الحل فيه… 
ويا نساءنا … دعكم من خيال الدنيا و التفتوا لتربية أبناءكم تربية ترضيكم برؤيتهم عند الكبر…


ولكي لا نظلم النعامة فهي أشجع من أن تضع رأسها في الرمل عند الشعور بالخطر، وما ذلك إلا أسطورة روجت لها الرسوم المتحركة



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

مقالة لمن يدفع أكثر

By 10/01/2016 09:21:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



 شكرا لأنك أخترت أن تتبع الرابط و تقرأ هذا المقال، ولكن هل يا ترى تملك ثمنه؟ 

وإن لم تملك ثمنه لا يهم ... فيمكننا أن نقبضك أنت ... 

فأنت أيضا أصبحت للبيع...

نعم أنت أصبحت سلعة تباع وتشترى...

لا تستنكر وتلعب دور الكبرياء و الكرامة و الإعتزاز بالنفس ... فلم يعد ذلك مجديا الآن... فكل شيء بات للبيع… ولست وحدك من أصبح للبيع… 

وإن إمتلكت الثمن المناسب... بإمكانك شراء كل شيء تريد... بما في ذلك نفسك، وإلا فإنك ستكون عرضة لن يشتريك الغير بما تحتاج أنت...

ولن تجد شيئا لا يمكن بيعه… نعم هناك أشياء ليست للبيع ولكنها نوادر وقد يقام لها مزاد تباع فيه، اللهم ما ندر.

فكل شيء الآن للبيع ...

السكن الذي خلقه الله لك؟ 
هو للبيع ...

نعم الزوجة، نعم السكن… سأضحك من أعماق قلبي إن قلت لي أنها ليست للبيع...

تريد الجميلة الفاتنة إبنة الأصول؟

كم لديك لتدفع لها ثمنا؟

ثمنها قد يكون حفنة من مال ... نقدا كان أو أغراض وملابس ترتديها أنت، بها يسمح لك بدخول المزاد. 

و الدليل على ذلك أنه من لا يملك الوفير من المال اليوم… لا يتزوج ... لن تجرؤ على الإعتراض على هذا وإن فعلت... فأنت واهم... واهم حقا... ولا تعيش في الواقع الذي باتت أسواق البيع فيه تقام بإشراف الأهالي، الذين يفرعون دائما أنهم يشترون... رجلا...

دعك من هذا ... 

الأبناء... أصبح لهم ثمن ... تستطيع شراءهم به بعد شراء من ستحملهم في بطنها...

فرحتهم سعادتهم ومتعتهم؟

يمكنك شراءها أيضا... وإن لم تملك الثمن ولم تكن من إشتريتها تعرف كيف تربي وأنت تعرف كيف تشرف؟ ستجد النكران و الحنق من أبناءك الذين لن يهدأ لهم بال حتى تشتري لهم ما أرادوه… لترى الإبتسامة على وجوههم و الرضا عنك أيضا... ولا تلومهم... فهكذا عودتهم أنت.

العلم؟ 

لن تستطيع القول أنه مجاني… وحتى السعي للحصول عليه في حد ذاته لأجل قبض الثمن ... 
لماذا تدرس؟ لما تبحث عن شهادات أعلى؟ لما تُفتح المدارس؟ لما يُدرس المدرس؟ 

لما يصر الناس على ذهاب الأبناء إلى المدارس؟

من أجل إنتشار الوعي؟ أم من أجل الحصول على وظيفة بالشهادة التي سيحصلوا عليها بأي طريقة كانت؟

ولعلك ترى الدليل في من لا يجد في الدراسة جدوى عندما يستطيع أبناءه جلب المال الآن حالا ببعض العمل أيا كان ... على الأقل عمل يجلب المال اللحظي أفضل من دراسة تنفق عليها المال لتنتظر سنوات لجني الثمن بعدها.

الحب؟ دعك من الخيال ... فرص الوقوع في الحب لمن كان يملك الثمن أعلى بأشواط ممن لا يملك إلا ما يسد الرمق، و على الأقل إن حدث الحب دون معرفة كشف الحساب، فإن إتمام الصفقة قد لا يتم ما دمت لا تملك الثمن لتدفعه… 

نعم ... نحن للبيع ... مشاعر و أحاسيس… لحم وعظم ... ولكننا نضع المبررات لما نبيع من أنفسنا...

نسميها حرية… نسميها إرادة إختيار وقرار والحقيقة أننا للبيع ...

تبيع وقتك لمن يدفع ثمنا أكثر ونسميه مرتب… ولكنك تبيع جهدك و وقتك لمن سيدفع أكثر، نعم لدينا قناعة أننا نتلقى مقابل عمل نؤديه ... ولكن الحقيقة أننا نبيع ما لدينا مع بعض من أنفسنا لقاء ما سنجني من مرتب نشتري به أشياء قد لا نريدها ولا نحتاجها أساسا، لتستمر دائرة إدفع و احصل على ما تريد وما لاتريد.

ستبيع بيتك بمقابل ثمن مغري وإن كنت لا تعلم أين ستذهب من بعد وما الذي ستفعله…

تبيع لأن الثمن مغري ولست تبيع لأنك تريد البيع، فستفكر في أن الثمن يكفي لشراء بيت آخر في مكان آخر و يتبقى لك فائض لتشتري به أشياء أخرى…

نزوج بناتنا لمن يبدوا عليه الغنى و إمتلاك المال الذي يلمّع الوجه كما يلمّع الحذاء… نعطي إحترامنا لمن كان يملك المال أكثر من غيره وإن كان إنسانا وضيعا في أخلاقه… تسمع لمن يملك مالا أكثر مما تسمع من غيره … 

ولهذا بات من المعتاد سماع خبر قطف الناس من الشوارع لبيعهم لأهلهم بمقابل أكبر من قدرتهم على توفيره، ولكنهم يشتروا سلامتهم وأنفسهم بالمال الذي نسوا الدنيا لأجل جمعه و الحصول عليه…

وكل ما يحدث حولك بات من أجل المال… وإياك أن تصدق أن أحد يفعل شيئا من أجل قضية أو حرية أو وطن... الكل "إلا من رحم الله" يسعى للحصول على أكبر قدر من مال… على حساب عرق الآخرين أو دمائهم … لا يهم، المهم أن يكون لدي منه الكثير لأستطيع شراء كل ما أشتهي… إحتجت أو لم أحتج.

الآن هل لديك الثمن لتشتري؟

المقال للبيع... 
للبيع لكل من يلهث خلف المال ويبيع نفسه… لكل من يشتري ما لا يريد بما لا يملك من أجل التباهي أمام من لا يعرفهم.

ولكنها ليست لمن رحم الله بعقل و عرفوا قدر أنفسهم و سعوا بهدوء ورزقهم الله بالحلال ما إرتاحت به أنفسهم وزادهم رضا بما رزقهم ولم يكونوا للبيع... فكن من أهل الرضا ولا تكن للبيع، إن أردت.


شكراً
أكمل قراءة الموضوع...