نقطة الإنطلاق...

By 12/27/2022 07:54:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 







تعرف ماهي سن البلوغ؟ 

أتدري أن هناك من يظن أن سن البلوغ هي سن الثامنة عشرة عاما؟ 


وهذا خلط بين السن القانونية وسن التكليف التي تبدأ مع البلوغ، والبلوغ هو قدرة الإنسان على إنجاب مثله، وتبدأ ببداية عمل الأجهزة التناسلية عند الإنسان.

وعلاماتها واضحة عند الجنسين ولا توجد سن معينة تبدأ فيها هذه العلامات فلكل إنسان وبيئة سنها ولكنها تتراوح بين التاسعة والثانية عشرة للفتيات ، والثالثة عشرة والخامسة عشرة للفتيان. ولا قانون خاص بذلك ولا اختيار للشخص فيها.

وتلك هي سن التكليف وسن الزواج التي وصفها الله في كتابه ببلوغ النكاح أي سن الزواج أو بداية سن الزواج التي يمكن فيها للإنسان أن يتزوج وينجب مثله وتصبح كل أعماله محسوبة عليه ومسجلة محاسب عليها وتفرض عليه الفرائض.

وبغض النظر عن تعاملنا مع البالغ المكلف كأنه طفل حتى يتخرج من الجامعة أو يتحمل المسؤولية ويجد عملا أو يكون ثريا... 

إلا أن البلوغ والتكليف هو ذاته ولا يؤخر ولا ينتظر حتى يتخرج أحدنا من الجامعة ذكرا كان أو انثى...

ومن جهلنا اليوم فإننا لا نربي الأولاد على تحمل المسؤولية ذكورا أو إناث، ولكن نكتفي بالرعاية والتسمين والتدريس ويا حبذا لو كانت المدرسة دولية خاصة حتى يتعلم انجليزي ويصبح (إنترناشيونال) 

وماذا عن الطبيعة التي لا تتوقف؟ 

ماذا عن البلوغ وجاهزيته للزواج وتحرك شهوته؟ 

وماذا عن تهيئته بناء على ذلك منذ الصغر وتجهيزهم لإستقبال هذه المرحلة بمسؤولية لا بلعب ولهو يقسم ظهر الوالدين عندما يجد الجد ويتأخر الزواج ويكون ابنهم لا يعتمد عليه ولا ابنتهم تصلح لتحمل مسئولية نفسها او غيرها او حتى تكون لهم عونا... 

ومع الاهتمام غالبا (الا من رحم الله) بالرعاية ننسى التربية وننسى العقل وننسى التكليف وننسى الطبيعة التي مر بها الجميع ولا يوجد أبوين لم يمرا بمرحلة البلوغ وظهور علاماتها وهناك الكثير ممن جربوا الجهل وخطأ المعلومات في هذه المرحلة بحجة العيب والحرام والحشمة، شبيه الأمر بترك المرأة ترتدي ما يعشر جسدها كما تشاء وهي حية، وتغطيتها بالرداء عند الدفن سترا لها.

ولا شك لدي أبدا بأن الله أعطى عقل الإنسان القدرة على الاستيعاب لمرحلة البلوغ والا لما كانت مرتبطة بسن التكليف بكل الفرائض التي من شرطها البلوغ والعقل... غير أننا أفرغنا هذا العقل من كل شيء إلا اللهو واللعب ومضيعة الوقت و وهم الدراسة والتخرج... 


ولكي لا يطول الأمر وندخل مداخل آخرى 

فإن كنت تعرف أن سن البلوغ ليست الثامنة عشرة ... وانها فقط السن القانونية للحصول على رخصة قيادة أو اجراءات حكومية معينة ، فأخبر من لا يعرف ذلك ، وأن سن الزواج تبدأ من البلوغ وليس التخرج او الثامنة عشرة 

وان كنا لن نقبل بذلك ونعتبر من هم دون الثامنة عشرة أطفالا وزواجهم اغتصاب وانتهاك للطفولة ودعهم يلعبوا ويعيشوا طفولتهم 

لاحظ: أن هذا المنطق هو المعاش منذ ما لا يقل عن 50 عاما الآن... وما النتيجة برأيك جراء تاخير سن الزواج على عكس ما خلق الله البشر؟! هل يعجبك حال مجتمعك اليوم وما آل إلأيه الأمر؟ أم أنك ممن يظنون أن الماديات فقط هي السبب في تأخر سن الزواج؟ 

ليس هذا موضوع الحديث ولكن هبت به رياح عابرة وليس محط للنقاش ولكنه مدعاة للتدبر والتأمل في كل المفاهيم السائدة اليوم والتي تعمل في المجتمع عملها منذ ما لا يقل عن 40 عاما ولم تأتي ثمارها إلا مرة كلعلقم وضحايها مازالوا يتساقطون كل يوم... فما الداعي لإستمرارها؟ 


الا يجدر بنا ان نغير مفاهيمنا ونصححها ونرجع لدليل المستخدم؟


وفقنا الله واياك لنكون واعين فاهمين وان لم نتخرج من الجامعات ونضيع وقتنا فيها 


شكرا 


 

أكمل قراءة الموضوع...