الجاهلية ... ودول العالم الثالث

By 9/07/2022 11:19:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تشبعت عقولنا بفظاعة عصر الجاهلية الذي كان العرب يعيشونه عيشة لا تعرف للإنسان حقا ولا لله.

يدفنون المولود لهم من الأنثى، يغيرون على بعض يسبون النساء يستحلون كل شيء
حروبهم عقيمة لأعوام تمتد لجد الجد.
وقد لا نحتاج لكل هذا السرد فأغلبنا يعرف ذلك وكأننا كنا بينهم نعيش لكثرة ما اشبعنا بها وبحكاياتها.

واليوم نحن مصنفون من دول العالم الثالث!!
وأيضا أغلبنا يصعب إقناعهم بعكس ذلك ، تصور!
فنحن الدول المتخلفة التي ورثت تلك الجاهلية وعاشتها عندما وصل الناس من دول العالم الأول إلى القمر، او بعض مؤسساتهم الممولة بترف لأهداف مادية ... فعلت

عقول من يعيشون على هذه البقعة من الأرض مغلقة مع وضع شدة على اللام لا تنساها.

لنوقف تسلسل الأفكار هنا ونسأل بعض الاسئلة 
من الذي صنف العالم دول عالم أول وثاني وثالث؟
وماهي المقاييس التي اعتبرت لأجل هذا التصنيف؟
ولما لا نسمع كثيرا عن دول العالم الثاني؟ اليست خير الأمور أوسطها؟
وما الذي اقنعنا بأننا دول متخلفة وعالم ثالث و "والله ماصاير منها" 
وكيف تشربنا هذا المفهوم ورضيناه وتشاجرنا من اجل اثباته كأنه تنزيل من عند الله؟

هل سألت نفسك مرة او ببالك خطر أن تبحث أو تعرف ماكان وضع العالم الأول اليوم في شمال الكرة الأرضية وكيف كانت جاهليتهم؟
قصص العصور المظلمة في أوروبا تشبعنا بها في أفلامهم ببطولات من ياخذون من الغني ويعطون الفقير
ويحاربون الاقطاعيين الذين يستعبدون الناس، وما بين قبائلهم من حروب وغارات وتركيزهم على بطولات اناروا بها ظلام تلك الحقبة التي ماكان فيها كأبو جهل في مروءته وحرصه على عدم هتك عرض عدوه عندما كان يريد قتله. 
وإن كنا نستصغر عروة بن الورد الى جانب روبين هود الذي بات ثقافة وشهرة لا لفضل للثاني على الأول بل لأن من يحكي قصة الثاني هو الحضارة السائدة اليوم لا أكثر.

وهل يصح لنا أن نحكم بفكر اليوم عن ما مضى؟
نعم فيقول لك كيف تزوج النبي تسعة نساء
هل تدري أن الجاهلية قبل الإسلام كانوا يدفنون بناتهم احياء؟
وان ذلك تغير بإنتشار الإسلام؟
وهل تدري أن العرف حينها كان لا بأس بدفن ابنتك خوف العار؟
وأن الجميع كانوا لا يستهجنونه؟
كما بات اليوم الكثير لا يستهجن زواج الذكور ببعضهم البعض والعياذ بالله 

مقارنات كثيرة إن شئت تعدادها أو على الأقل التدبر الآن من حولك والتدقيق بفطرة سليمة، وستعرف جيدا أن جل أهل الأرض يشتكون مما تشتكي أنت منه ويرون أن غيرهم من البلاد "على قدر إعلامها ودعايتها" العيش فيها أفضل من العيش حيث هم الآن.

اسأل نفسك هل التطور التقني المادي يكفي لأن يكون تصنيفك الأول؟
وماذا إن نظرنا للتقييم المعنوي أو الروحاني أو الأخلاقي والتعاملات ونوعية الحياة ومافيها من ضغوطات ونسب التضييق على الإنسان البسيط ليدفع ثمن عيشه البسيط.

ماذا لو اننا ركزنا قليلا في المقاييس التي صنف بها من صنف ودققنا هل حقا يصلح القياس بها ام لا؟
ومن ثم تأكدنا من مرتبتنا. ذلك إن كنا حقا نحتاج إلى من يصنفنا واننا حقا نسعى لنكون أمة فاعلة بين الامم واننا نؤدي دورنا الذي كلفنا به 

والحقيقة اننا مهملون لواجباتنا ولحقيقة مهمتنا منهمكون في تحصيل ما يستعمل من يصنفنا لنكون في تصنيف أفضل بالنسبة لهم وان كانت تصنيفاتهم اساسا لا تصلح ولا تليق بمن وجب أن يكون خير أمة أخرجت للناس ولابد أنك تعرف شروط ذلك
وإن ركزت في تقسيم العالم الواقعي اليوم ستجد أن 
أمريكا هي العضلات والفتوة في العالم وهي الإمبراطورية السائدة "إلى حين" 
أوروبا هي المهندس والصين المصنع وإفريقيا مخزن الموارد الطبيعية والبشرية
وماذا نكون نحن المسلمين؟
ألا يحتاج هذا العالم المادي الى روح تحييه؟
الم نُبعث نحن أمة لتكون روحا للعالم؟ تعيده لمساره الصحيح المتزن بين إعمار الأرض وطاعة خالقها والدعوة إليه؟

لسنا دول عالم ثالث ولسنا متخلفين بل فينا من الخير ما يتمنى سكان العالم المادي لو انهم يعطون كل مادياتهم ويحصلون على شيء مما لدينا من انسانية وقلب مطمئن وسكينة روح.


دول عالم ثالث بالنسبة لمن صدقهم واطاعهم وامن على دعائه.
وقد يكون الآن يعيش بين نظرة مادية اشبع بها عقله مما يراه عندهم ولا يجده بين يديه ، وبين حقيقة الحياة عندهم وماديتها البحتة وحياته الميئة بما أغمض عينيه عنه محاولا مقارنة مادياته بمادياتهم ، فلا هو عاش عندهم براحة روح حية ، ولا هو تكيف مع طبيعة بلاده واهلها 

اما نحن فلا ، لسنا دول عالم ثالث ولن نعيش الجاهلية الجديدة 


شكراً


أكمل قراءة الموضوع...