الاستثمار الصحيح

By 10/03/2012 01:28:00 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته







بداية بالفرد و ارتباطه بالجماعة ... فجميعنا ... أنا و أنت وهم ... نرغب في ان نعيش حياة اجتماعية مزدهرة راقية فيها جودة حياة أفضل بكثير مما نعيشه في يومنا وليلتنا ... تحسين مستوى الاخلاقيات العامة بالتالي يتحسن مستوى معيشتنا و تعاملنا بيننا وبين بعض...

ربما تقول لي ، نعم نحن بحاجة الى طرقات و مباني حديثة و مساكن و مرافق و حدائق ... سأوفقك في ذلك بكل تأكيد ... ولكن الا توافقني بأن هذه الامور تأتي في المرتبة التالية ؟
نعم المرتبة التالية بعد الانسان الذي سيعيش و يستعمل كل تلك المرافق ... الانسان الواعي ، الخلوق المثقف الذي يحترم محيطه لا لشيء الا لأنه يحترم ادميته و يحترم ذاته و يحب للغير ما يحبه لنفسه ...

فان كنت سأبني مباني حديثة و اخطط الطرق بأساليب حديثة وعلى اخر طراز إلا المستخدم لهذه الطرقات و المرافق و المباني  ... الن تكون هناك مشاكل؟
مشاكل في استغلال كل تلك الاستثمارات ؟ التي نطلبها وربما تحلم بها و يحلم بها من تعرفهم ... ومن لم تعرفهم...

اسأل معي هذا السؤال : ما فائدة انفاق الاموال لتعمير البنيان دون تعمير الانسان ؟
ما الذي سنجنيه من انفاق اموال لبناء لا نجيد استعماله ؟

لذلك فإننا... علينا ان نركز على بناء الانسان من الداخل فردا و جماعة كبارا و صغارا ... ان يكون هدفنا هو زرع الوعي و الثقافة السليمة لخلق الانسان الواعي المثقف الخلوق الذي تلجمه اخلاقه عن الوقوع في الخطأ و ايقاع الضرر بالآخرين و تنهاه عن ايقاع الضرر بالمحيط الذي سيكون استثماره الخطوة التي تصاحب استثمار الانسان و بناءه ... ذلك الى جانب وضع قوانين تحترم الانسان و تردع من يتعدى على كل اخلاقيات عامة و ثوابت اتفق عليها المجتمع ...

هل تعتقدون ان القوانين تأتي قبل بناء الانسان ؟ ام العكس؟ نأتي بالقوانين لنبني الانسان؟ لفهم ذلك يمكن مراجعة السيرة بناء الدولة المدنية الاولى التي بنيت على يد اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ... ليكون الامر واضحا اكثر في ايهما يسبق الاخر من سن قوانين ام من تقبل الانسان و تفهمه ووعيه بالشيء ليستطيع فهم و تطبيق القوانين بإيجاد وازع داخلي و تكمليه برادع خارجي لمن خالف ...

اليوم هناك من سبقنا في التقنية و التطوير و التطور و العلوم .. يبهرنا تطورهم و نسعى لان نكون مثلهم ... لماذا لا نأخذ من علومهم ما يفيدنا حقاً و يجعلنا نسلك طريقا اقصر للوصول الى اهدافنا ؟ لنستفد من تجارب العالم التي ادت الى نتائج نتمنى ان نحصل على مثلها  ...
اسمع من يردد و يقول اه لو أنام و اصحى وأجد ليبيا فيها سكة حديد و فيها شركات كثيرة و فيها دخل مرتفع و انترنت سريع و مرافق راقية و مطاعم عالمية و و و و

في حين انه علينا ان نقول ونردد ... ما الذي علينا فعله لتكون بلدنا افضل مكان نعيش فيه حياة بجودة عالية ... كيف ابذل جهدي ولا انتظر احدا ليدفعني للبدء و اوقف الحديث و التذمر وانتقل الى العمل ولو بإتقان عملك البسيط وان كنت عامل نظافة ...

ولنصل الى تلك النتائج علينا ان ننظر الى انفسنا وما هي نواقصنا ونعترف بهاو نتفق على ما علينا فعله لتغيير هذا الامر ...

علينا ان نستفيد من تجارب الاخرين ولا نبدأ من الصفر في حين ان امامنا نماذج كثيرة ، ولسنا بحاجة لنرجع الى التاريخ القديم لنجد نموذجا يصلح لان نقتدي به او نستفيد من تجاربه و نستنفع من كل استثمار نضعه على هذه الارض ، فلدينا نموذج حي يمكننا ان نقتدي به لنبدأ مشوارنا لأن نكوّن لأنفسنا وشبابنا و اطفالنا غد افضل ...

لنرى ماذا فعلت ماليزيا لتصل الى ما هي عليه اليوم ، و هي البلد المسلم الفقير في موارده نسبيا ...
ما قامت به ماليزيا هو الاستثمار في مجال التعليم والبحث العلمي والتطور الثقافي ، وقد اتجه التجار والحكومة وعلينا التركيز هنا على التجار و العامة قبل الحكومة لنكون اكثر واقعية ... إلى دعم هذا القطاع ليتم إنتاج جيل يمكنه حمل كل الاستثمارات الأخرى إلى الأفضل والاستفادة منها ، وفعلا هذا ما تحقق لهم
... 
ربما وانت تقرأ .. تذكر من ذهب الى ماليزيا ليدرس و عاد بشهادة او اكثر ... وربما تكون تعرف من يعرف من زار البلد و اخبر عن الحياة و جودتها هناك ...

فإنها اليوم من أفضل دول العالم من الناحية العلمية في جامعاتها ومدارسها ومؤسساتها العلمية ناهيك عن النسبة المرتفعة من المتعلمين من سكانها وكذلك التطور العلمي والتقني للمدن الماليزية الرئيسية والاقتصاد الماليزي ...

لن أخوض كثيرا في تفاصيل ما هي عليه ماليزيا اليوم ... ولكن أدعونا فقط إلى اخذ العبرة من ذلك البلد وما آل إليه حاله وما سيكون عليه في المستقبل جرأ استثماره في القطاع الصحيح والذي يبنى عليه كل استثمار ، وهو الاستثمار في الإنسان وبناءه البناء الصحيح .

الاستثمار في الإنسان اهم بكثير من الاستثمار فيما به يحيط . فلا طائل من الاستثمار في الجماد الذي سيحتاج إلى الإنسان ، ليكون استثمارا ناجحا وما الفائدة ما لم يكن الهدف هو تحسين جودة حياة الفرد و الجماعة ... ولا يستثمر الفرد إلا برفع مستواه العلمي والثقافي والادبي بالتالي ... وليس رفع مستواه المادي من اكل و شرب و مرتب و شكل منزل على حساب عقله وعلمه وخلقه .
بحاجة ماسة لان نقف على نقاط كثيرة ... و ان نحدد اماكن الخلل بشكل صحيح و دقيق لنعرف العلاج و نعرف المسببات و نقضي عليها حتى نصل الى ان نكون مجتمعا نظيفا صحيا يحيا فيه الفرد حياة مريحة تعطيه الفرصة لان يبدع في مجالات اخرى للحياة ...

و بداية لذلك فان علينا تصحيح الكثير من المفاهيم في حياتنا اليومية و فهمنا للكثير من الامور حتى نتفق عليها جميعا كمجتمع ، انا وانت وكل من نعرفهم ، علينا ان نتفق على النقاط المشتركة بيننا ... و ان نركز عليها حتى نستطيع ان نصل الى مرحلة نتفرغ فيها لما قد اختلفنا فيه و نجعله في مصلحتنا بعد ان نكون قد كونا قاعدة صحيحة لأنفسنا فيما اتفقنا فيه ... و حينها ستحل الكثير من مشاكلنا بشكل تلقائي و سيكون امر اختلافاتنا سهلا جدا و اقل تعقيدا ...

ذلك افضل بكثير ان نترك ما يفيدنا جميعا ونحن متفقون فيه و نضيع وقتنا فيما لم نتفق فيه فلا نحن اتفقنا فيما اختلفنا فيه ولا انجزنا ما اتفقنا فيه ... 



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

طوارئ...

By 9/28/2012 12:40:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





يوم عادي بقسم الاسعاف السريع في المستشفى المركزي ... حالات جروح بسيطة هنا و هناك و انعاش لحالة تعافت بفضل الله ، بعض الجروح و بعض الخدوش ... عراك و شجار... كدمات و حالات اغماء ...

يذهب و يجيء بعض الممرضين ، تأتي ممرضات طلبا لمزيد سوائل التعقيم ، تجلس اخرى الى صديقتها تحكي لها عن من تتمنى ان يخطبها ، واقف عند الباب يمنع دخول الجميع الا من كان يرتدي حذاء ابيض مطاطي ... ممنوع الزيارة ... شرطي جالس لتسجيل أي حالات شجار و فض نزاع و اخذ حق عام ... شيخ كبير يجلس بجانب ابنته ينتظرون نتائج التحليل ... ذبابة حُبست مع الموظف تاهت عن الفتحة النصف دائرية في اسفل زجاج مكتب الاستقبال ، عجزت عن الخروج فترددت على الموظف لمحاولة معرفة المخرج فأزعجته و زادته على ما به من ملل ...

في طريق مزدحم وسط المدينة سيارة الاسعاف تصيح بصفاراتها طلبا لإفساح الطريق اعلانا بانها تحمل حالة خطيرة ، استجاب البعض و البعض لحقها لتفتح له الطريق ليسرع هروبا من الزحام ... رجال المرور يتحركون بسرعة فسيارة الاسعاف تنقذ روحا ... حتى اعطيت السيارة المجال لتخرج الى الطريق الاسرع الموصل الى حيث يمكن التعامل مع الحالة و انقاذها  ...

صوت هاتف احد المنتظرين بالمدخل ... ممرض يركض باتجاه غرف العناية المركزة بيده قفازات ، مقص و قناع اكسجين ... على العجلة يقوده صديقه خارجا به من غرفة تغيير الاربطة ، يلقي برقمه للمرضة صاحبة الخصلات المتدلية على جبينها من تحت غطاء رأسها الوردي ...

رؤوس كل من كان واقف عند المدخل تتجه نحو مصدر صوت سيارات الاسعاف ...  يتسع المدخل عندما يزيح كل منهم الى جانب ... تركن السيارة لتقترب من الباب ... يفتح بابها الخلفي ... يقفز منه ممرض و شخص اخر يرافق المصاب ... يصيح ... سرير سرير يا بشر ... فيركض احد المتواجدين بسحب سرير متحرك كان قرب الباب... ينهض الشرطي ليفسح الطريق و يبعد الناس و يقترب من المرافق ليسأله ماذا هناك؟ ما الذي حدث كيف حدث؟ ...

تركض احدى الممرضات الاجنبية للمساعدة بنقل المصاب من السيارة الى السرير المتحرك و الدخول به ... ركضا ... وهو في وضع صعب و الدماء تغطيه ويبدو انه لا يعي ما يحدث وتفوح منه رائحة نبيذ رخيص اودى بعقله ... ربما كان سببا في عدم شعوره بإصاباته البليغة ...

صاح موظف الاستقبال وهو يبعد الذبابة عن انفه بعنف ... الى اين تدخلون يجب ان اسجل اسمه وبياناته اولا ، لدي أمر من الادارة مباشرة و هذا كما ترون تعميم بذلك الا تقرأون ؟وهو يشير الى الورقة المعلقة على الزجاج مكتب الاستقبال ...  نعم صحيح انت اجنبية لا تجيدين العربية انت الا ترى ؟ القرار يقول يمنع منعا باتا ادخال اي حالة قبل اخذ بياناتها وفتح ملف لها أتفهمون؟ ام انني صورة هنا فقط؟

هات بياناته ...

لا تبالي الممرضة الاجنبية وتستمر في طريقها ، فيصيح ... و يقترب الشرطي منها مسرعا ممسكا بالسرير إلى أين تذهبين سمعتي ما قاله لك انه قرار ... فتقول الممرضة هذا مصاب علينا اسعافه اولا ثم يمكنك اخذ بياناتك ... فيرد الموظف ... عندما تكونين انت المدير هنا افعلي ما تريدين اما انا فلن اخالف القانون بمخالفة هذا القرار واصبعه على الورقة و يحاول ان يفهمها انه لن يخالفه ابدا ...

نظر الى المصاب وقال له ما اسمك ؟ ... فلم يجبه الا بـ أه؟
فكرر السؤال فقال مرافقه اسمه سهيل ...

فالتفت اليه الموظف وقال له ... لم اخاطبك انما خاطبته ... انا اطبق القانون هنا ... لا تؤخر عملي ارجوك ابقى بعيدا هناك ...
قال له هذا جاري وانا اعرفه جيدا من انت لتقول هذا... الرجل مصاب ... و ينزف يحتاج لتدخل لإيقاف النزف
فسحبه الشرطي الى الخارج وقال له دعنا نكمل عملنا لو سمحت ... اخرجه من المكان وهو يصيح ... ولم يكترث له احد ...

تصيح الممرضة بلكنة عربية متعثرة ...  حرام عليك الذي تفعله .. و هي تسارع الى وضع ضمادات على الجروح لتكمل ما بدأه ممرض سيارة الاسعاف ...

فيمنعها ويقول قلت ممنوع تطبيق أي شيء قبل انهاء اجراءات التسجيل ... هيا انت قلي ما اسمك ؟ كم عمرك؟ مما تشكو؟ هل تتعاطى أي نوع من العقاقير؟ اجبني هيا لنسرع في علاجك و انقاذك ... بعد ان نملأ النموذج

انقسم الجميع بين مؤيد لتطبيق النظام و بين مطالب بعلاج الحالة المستعجلة ومن ثم تطبيق النظام المتبع ، فالوضع لا يسمح و الحالة خطرة و النزيف يبدو حادا حتى تقاطر الدم اسفل سريره ...
لم يجب المصاب على أي سؤال لأنه لم يكن في حالة تسمح له بذلك حتى وان لم يكن مصابا ...

نظر الموظف للشرطي وقال له ... ما رأيك؟

اجاب الشرطي... انت ادرى بالنظام و تطبيقه هذا عملك ... لا تحملني مسؤولية شيء هنا ... انا اقوم بعملي و افسح لك المجال لتقوم بعملك ...

انتفض المصاب على سريره و سعل سعلة قوية كادت رئته تخرج معها بما نفثه من دماء على من كان امامه ... فصعق الجميع وهم ينظرون للموظف ، وما سيفعله ... الرجل يكاد يموت ما العمل .. المحافظة على النظام ام حياة المصاب ؟ تبادل للنظرات بين الجميع و الموظف ينظر الى المصاب ...

الطبيب المناوب مسرعا وهو يصيح لمن معه حقنة الوريد كيس التنفس ... الى غرفة الطوارئ و العناية ... اسحب من هناك .. بسرعة ... وهو يسحب السرير مع الممرضة الاجنبية التي تشجعت ... بعد ما اصابها من احباط ...

اوقفه الموظف و قال ...

-  ماذا تفعل؟
-  رد الطبيب ما الذي تفعله انت؟ وهو متجه بالسرير الى الطوارئ
- انا احافظ على النظام هنا ولدي تعليمات بان لا يدخل احد الا بعد تسجيل بياناته .
- بعد ان نعالجه يمكنك اخذ بياناته . كما تحب دعنا نقوم بعملنا الان ...
- انت تخالف النظام و ستتحمل مسؤولية فعلتك هذه عندما تحاسبك الادارة لانتهاكك قرار المدير ...
رد الطبيب وهو يسحب السرير مسرعا نحو غرفة العناية ....قل لهم اني خالفت الاوامر و انقذت حياة المريض ... وانا المسؤول


ماذا لو لم يكن بإمكان احدهم ان يتصرف بعقل وينقذ الموقف؟

شكرا


أكمل قراءة الموضوع...

ما المعنى؟

By 7/30/2012 06:05:00 ص

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



ما معنى أن تحب بلادك ؟
هل يعني ذلك أن تدافع عنها في المجالس و تتحدث عنها أمام الآخرين بالخير و تدفع عنها السوء؟
هل يعني ذلك أن تحاول مهاجمة  كل من يحاول التعدي عليها بالحديث أو بالإنقاص من شأنها أو ذكر العيوب و النواقص فيها أمام الآخرين؟
هل يعني ذلك أن تكون منصتا لما يقال و يكتب عنها لترد الحديث بالحديث حتى أن كنت مخطئا وكان ما يقال صوابا ؟ 

أم أن ذلك يعني انك تحب الخير لها ولأهلها كبيرها و صغيرها رجالها و نسائها، و أن تحافظ عليها و على ما بها من طرقات و تهتم بقانونها و تحافظ على مظهرها العام و الخاص ، و تنشر الأخلاق و تلزمها في سر و علن ؟
أن تحب يعني أن تعطي و تطيع دون انتظار رد و لا مكافأة ، أن تطيع حب وطن يعني أن تحافظ و ترغب فيما تحب لمن تحب كما ترغب فيه لنفسك و ما منها أحببت ...

ماذا يعني أن تحب وطن ؟


شكرا 

أكمل قراءة الموضوع...

القرار...

By 2/03/2012 02:02:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



يستصعب الكثيرون امر اتخاذ القرارات رغم امتلاكهم للقدرة عليه ... ولكن هناك امور اخرى يهابونها و يخشون حدوثها.

فالغالبية تخشى اتخاذ القرار لكي لا تتعرض للوم من قبل احد و تفضل ان تلام لعدم اتخاذها القرار و الحجة في ذلك موجودة و لكن ان اتخذ القرار و كانت النتيجة غير المطلوبة لمن اتخذ القرار من اجلهم فان التوبيخ سهل و لا يوجد حجة للفشل ابدا ولكن عدم اتخاذ القرار و اهمال الامر سهل جدا فبالإمكان وضع عدم المسئولية و غياب بعض العوامل و عدم التكليف او التنبيه او الاحاطة بالامر كحجة لعدم اتخاذ القرار ... و هذا ما يجعل الامور تزداد سوءا  و تزداد انحطاطا .. بالتالي ينتهي الامر عند ترك المسئوليات و حل المشاكل الناجمة عن ترك اتخاذ القرار في حينه.

خصوصا ان كان القرار يحتاج الى التصرف السريع و التعامل اللحظي مع الامر بحيث يتم الاستفادة من الامر بالشكل المطلوب فيمضي الوقت  ولا يبقى للقرار أي فائدة تذكر

و كالعادة الغالبية لا تحب تحمل المسئولية و اتخاذ القرار لكي لا تلام .. و تفضل ان تلام في عدم اتخاذ القرار عن اتخاذ القرار و اللوم فيه ...

فما المشكلة أن تتخذ القرار المناسب وأنت تملكه في حينه حتى وان كانت النتيجة هي الفشل؟
اليس لك شرف المحاولة و عدم الاهمال؟ 



شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

حكاية جدي...

By 1/27/2012 06:26:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 









أبي ... أبي ... أين انت ؟

دخل الولد صائحا ينادي اباه في مشغله الذي لم يبرحه منذ مدة...

نعم يا ولدي ماذا هناك لما العجلة ؟ هل هناك خطب ما؟

أبي لقد انهارت الحكومة و تغيرت و جاءت حكومة اخرى و الناس فرحين في الشوارع لتخلصهم من الحكومة الأولى و استقبالهم الحكومة التالية هيا يا أبي لنشارك الناس فرحتهم ...

انتظر يا بني ... ولكن الناس فعلو ذات الامر عندما اتت الحكومة التي انصرفت الان...
نعم يا ابي ولكن الامر مختلف الان الفرحة اكبر بكثير ويقولون أن هذا زماننا و نحن فقط من سيستطيع التحكم في امرنا فيه وليس كزمانكم نحن أحرار الان...

يا بني .. عندما كنت في سنك الصغيرة هذه أتت الحكومة المهزومة الان و فعلتُ بالضبط ما فعلت أنت ... و جدك هلل و طبل و صاح حتى اختنقت العروق بالدماء ... و ما لبث الناس حتى تجرعوا ما قد فرحوه ألماً و غصة الى يومنا هذا ...

تعال يا بني أخبرك ما أخبرنيه جدك بعد أن عرفوا حقيقة الحكومة التي فرحنا لمجيئها و ذهاب التي قبلها ...

ولكن يا ابي الاحتفالات؟

اجلس يا بني ... و اخبرني ...

هل من يفرحون الان بينهم من يقف على المنصة و يصيح و البقية حوله يصيحون؟
نعم يا أبي و الجو حماسي جدا و الصدور منشرحة ...

وهل هناك من يحرس المنصة و لا يدع الجميع يقتربون منها ؟
نعم هناك حرس يحيطون بالمنصة من كل الجهات ولا يدخل أو يقترب إليها إلا من كان يحمل ورقة معلقة برقبته يريها للحارس .

يا بني ... كأنك تحكي لي ما رأيته مع جدك في تلك الأيام وكانت الساحة مزدحمة بالرجال و النساء و الفرحة تغمر المكان و الأعلام الجديدة ترفرف و كانت البهجة تعم الأزقة و الأروقة في كل اتجاه.

لأنك عشت الأمر من قبل لا ترغب في أن تراه مجددا؟ فهمتك الان أنت لا ترغب في الذهاب لأنك شاهدت الأمر من قبل ... دعني اذهب أنا إذا ...

جدك يقول ... في حينها شعرنا أننا تخلصنا من قهر جثم على أنفاسنا و خنقها لسنين طويلة ، لم نكن قادرين على الإفصاح عما يدور في أذهاننا ، ولم نكن قادرين على الاعتراض ، و الحال الوحيد كان أننا نسير من ظل إلى آخر لأجل لقمة العيش ... و كانت تلك الأحداث بداية جديدة لنا ...

فكانت الحرية و نظرة مستقبلية تشعرنا بأننا أصبحنا أناسا آخرين ، ولكننا فشلنا عندما تأملنا و لم نكن حذرين انتظرنا كل الوعود ولم نسعى لتحقيق أي منها ... و لم نحاسب من قطعها ، و تركنا له الحبل يجرنا به حيث شاء ... و زدنا الطين بلة عندما سكتنا عن الخطأ و أغمضنا العين ، وصار كل منا يضع أربعة أعين على كل من حوله ، وكانت جائزته ان يرتب على كتفه و يعبأ جيبه ببعض علب الطماطم و الدجاج المجمد و يزج الآخر إلى أن يكون عبرة للآخرين ، تفاقم بنا الخضوع حتى أصبحنا نتمنى رجوع من صفقنا لأجل التخلص منه ...

ولكن يا أبي الوقت مختلف ألان و الشعب هو من قام بالثورة ...

يا بني ... إن لم نأخذ بنصيحة جدك فإننا سنعيد الكرة و نعيش ذات الحياة التي عاشها جدك و عشتها معه ... اذكر انه كان دائما قليل الحديث يطيل النظر عندما تسأله ...

أريدك أن تذهب و تقف على المنصة و تخبرهم ... بان مصلحتنا في أن نكون معا ، وان لا نتغالب و نتذاكى على بعضنا ، أن نحب الخير لبلدنا لا لأنفسنا و جهتنا و طائفتنا ، أن نجهز و نسير في طريق توصلنا إلى أن نحكم بالعدل ، أن مصلحتنا القصوى في أن تزدهر بلادنا فيصل إلينا ما نطمع لان نحصل عليه وكل مبتسم ، أخبرهم أن ينهض الجميع و يجدوا و يجتهدوا و يصدقوا النية للخير ، ليعلموا أن لا شيء يكون بلا عمل ولا اجتهاد ولن يعمل احد لأجلهم ما لم يفعلوا ، اخبرهم بان هلاكهم في نسيان تضحياتهم وتناهب أموال بعضهم البعض فأموال الدولة هي أموالهم جميعا، اخبرهم بان يدعو الله أن يوفق من يتولى أمرهم و أن يبحثوا عنه بحثا دقيقا ولا يقبلوا من يطلبهم و يطالبهم بان يتولى أمرهم وذلك ليعينه الله ، وليكونوا عونا على أنفسهم بالفهم و محاربة الجهل و أداء الحقوق ...

أبي هذا كثير علي لأن اخبرهم به ... وهل مني سيسمعون كل ذلك ؟

يا بني ... أنت واحد منهم وجزء مما حدث و عليهم أن يسمعوك ... فان لم يسمعوا لك ... فستجدني ربما قد جهزت حقائبي لأن نبدأ المسير حيث كان جدك قاصدا في أرض الله ...

أبي ...

لا يا أبي لن ابرح المكان ... و سأجعلهم يستمعون ولا يهملون ما سأقول لن نبقى الامر على عواطف و فرحة بلا عمل ... فهذه حياتنا و وفرصتنا لأن نترك أثرا لمن بعدنا ...

لا أريد أن أقول لابني ما قلته لي كما قال لك جدي ...


إنه الوطن يا أبي ... جزء منا ولن يكون إلا بنا وإن لم نقم بما علينا فمن؟



شكراً 
أكمل قراءة الموضوع...

كله بسببه...

By 1/25/2012 02:49:00 ص

 السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



كله بسببه ... 

أكيد هو السبب

لأنه لو اخذ واجباته بالشكل الصحيح و ترك واجباتها لها ، لكان كل شيء على حالهسوء استخدام بعض الرجال لحقوقهم ضد المرأة هو الذي فتح الباب على الكثير من المطالبات التي هي في الأصل ملك لها دون مطالبة فقد أعطيت تلك الحقوق من قبل الخالق البارئ و لكن سوء استخدام الرجل لتلك الحقوق وظلمها في بعض الأحيان ، جعل الدائرة تدور و هو يعاقب الآن برد فعله هو ،،، وهذه سنة من سنن الحياة.

ولكن أرى أيضا انه هناك سوء استخدام من قبل المرأة و التي كان يجب ان تستعمل حقها فقط دون تمادي إلى حقوق ليست لها كما تفعل الكثير من النساء

و أعرف حقيقة لا مفر منها وان كابر البعض عليها … هي ندم الكثيرات ممن تخطين حدود حقوقهن كما فعل بعض الرجال في السابق وهذا ما سيعود عليهن بالسلب.

وقد اعترف لي الكثير منهن على كبر سن أنهن ندمن على تخطي حدود حقوقهن و اخذ واجبات غير واجباتهن و وضعهن أنفسهن في مواقف تمنين حينها أن يرجعن بالزمن و أن يمنعن أنفسهن من القيام بما قمن به لكي يجنبن أنفسهن ذلك القدر من الندم الذي أتى متأخرا 

ويجب أن تعي المرأة أن سوء استخدام الرجل لسلطته و قوامته لا يجب ان يكون سببا لها بان تتجاوز حقوقها لكي تكون في نفس صفوف الظلم التي هي ذاتها تحاول التخلص منها فاجتيازها لحدودها يجعلها كذلك … و يجب ان تكون واعية لحقوقها … وعدم إغفال واجباتها

و أرى الكثير منهن ممن إصرارهن على حقوق هي لهم أساسا أدى إلى تضييع واجباتهن ، و في رأيي ان الواجب يأتي قبل الحقوق مهما كانت الأسباب … لأنك ان قمت بواجبك فعندها من حقك أن تقف و تطالب بحقك كاملا ولا لوم عليك

ولكن ان تطالب فقط بحقوقك و عليك واجبات أنت هاملها ؟؟ هذا يدعوا إلى الاستغراب و التعجب لأنك عندها تكون بلا عقل ولا دراية لما يدور حولك

سؤالي … هل تعي النساء ماهية واجباتهن الحقيقية في هذه الدنيا ؟.

وهل يعي الرجال واجباتهم الحقيقية ؟.

وهل يعي الاثنان ما عليهم من واجبات ولهم من حقوق؟.

الأمر هين جدا في رأيي لو أن كل اخذ موقعه الطبيعي في الحياة و لم يتعدى على موقع غيره ...

حقيقة مواضيع كهذه تعد شائكة جدا عندما لا توجد مفاهيم صحيحة لحقوق و واجبات كل من الطرفين … و الرجاء كله في أن يعي الجميع ما له وما عليه … لان المركب لن تسير إلا بتواجدهما معا … و المركب تحتاج إلى ربان و تحتاج إلى طاقم لتسير … و الرياح يسوقها الله رب العالمين.



شكراً

أكمل قراءة الموضوع...