صاحب المكتبة ...

By 4/29/2015 10:58:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


قال ذاك الشيخ الذي يدير المكتبة عندما سألته عن حاله و أحواله و صحته ، بعد أن قال الحمد لله بخير ولكن  ... ما ذنب الأبرياء و العزل في كل ما يحدث في كل بلاد المسلمين ... فمنهم من لم يتدخل في شيء ولم يفعل شيئاً ... 

عندها أذكر أن أول ما خطر ببالي لأرد به عليه... بأن سكوت الناس على السوء و ترك النصيحة و القول بالمعروف و إستنكار المنكر و الشر و السوء يجعلهم مشاركين فيه ... و هذا ما تذكرنا به قصة أصحاب السبت في القرآن الكريم عندما نزل العذاب 
هل تذكر تلك القصة … أكاد أراها دائما في أكثر من موضع عندما نهمل النصح ؟
قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":
"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .


هنا عندما نصح البعض قال لهم اخرون ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا)
فكان ردهم (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
فكان الامر من الله ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)

ركز مع نسوا ما ذكروا به ... و مع فلما عتوا عن ما نهوا عنه ... 
ومن ثم “فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها و موعظة للمتقين … المتقين … مش أي حد … المتقين “يمكنك البحث في الانترنت عن من هم المتقين “
الآن …
من الذي أنجاه الله ؟ 

الذي جلس و قال أنا مالي و خليني في همي و عيالي و ما عندي ليش ننصح و أصلا ما في حد يسمع و كل واحد يدير في الي في رأسه؟ (وهذا صار في القصة التي رواها القرآن … ولكنهم قالو معذرة الى ربكم … يا ربي درنا الي علينا و نصحنا فكانت نجاتهم فيها ) 

ذاك الذي نصح حاول الإصلاح و قدم النصيحة و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر “ولعلهم يتقون” أي مش بالضرورة يسمعوا كلامه ولكنه هو قال و ادى واجبه ... 
و كذلك تلك الجزئية من قوله تعالى “فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” 

ألا تحب أن تكون من المتقين الذي يتعظون بغيرهم؟ أم تحب أنت أن تكون لغيرك موعظة ؟
وربما تذكر ذاك الاثر عن القرية التي دمرت بأمر من الله وفيها رجل لم يعصه طرفة عين ، و كانت البداية منه هو لأنه عرف المنكر و لم ينهى عنه ... 

كثيراً ما يقال … حتى و إن نصحت فلا أحد يعير ما نقول اهتماما … ليس عليك أن تهتم … إنما قل في نفسك … “مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” بمعنى أن افعل ما عليك فعله بالكلمة الطيبة و القدوة الحسنة ، و إن كنت مخطئا بنفسك و إن كنت مذنبا … فمن منا لا يذنب ومن منا لا يزل … و لكن الله هو التواب … و هذه معذرة إلى ربكنا … و لعلنا نتق … 



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

كساد ...

By 4/25/2015 12:01:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



في يوم معتدل الدرجات  … و الشمس ألطف ما تكون في قلب السماء … نسمات بحرية عليلة تهب تزيد اللطافة في الأجواء … تدغدغ الصبيان و هم في الساحة يلعبون و خلف الكرة يركضون … فتيات يلعبن هنا ، شباب يجلسون هناك … و عمار إلى بيته يأخذ طريقه و في يده حقيبته الجلدية السوداء … ابتسامة عريضة ترتسم تزيد و جهه اللطيف بهاء … 
خالد شاب لطيف انيق في ملبسه ، اهتمامه بنفسه واضح … شخصيته مرحة … في طريقه ليسأل عن حال صديقه ، و يرى ما يشغله و ما الذي يفعله ، و إن كان لديه الوقت ليذهب معه لقضاء حاجة له وسط المدينة … يرى لطافة الأجواء و لعب الأطفال ، يلقي السلام على من كان جالسا هناك من الشباب … و البسمة مستقرة في محياه …
الطقس رائع … عليل الهواء يشرح الصدر … 

عبدو في غرفة الضيوف المظلمة …  جالس في أبعد زواياها يحدث نفسه ، و قد أكمل علبة سجائر و بدأ في اختها …  ما هذه الحياة؟ لا شيء يسلي ولا شيء يعين على الفرح ، ما هذه البلد المملة … حتى الإنترنت لم يعد له طعم ، هذا إن كان الإنترنت يصلح أن نسميه إنترنت من الأساس … لم يعد له طعم ولا رائحة … لا بد أن أخرج من هذا البلد الكئيب … لا أحد يهتم لأمرنا نحن الشباب ، لماذا لم أولد في بلد يهتمون فيه بالشباب و يعطونهم الفرصة و يوفرون لهم ما يحتاجون حتى يبدعوا كما نراهم يبدعون ، إني ينفطر قلبي حزنا على نفسي كلما شاهدت لقطات مصورة في الإنترنت لإبداع الشباب عندهم و نحن … 

صوت صفير باب الحديقة المتهالك بالصدأ …قطعت تلك الأفكار … نهض مسرعاً على أمل أن يكون أحد الأصدقاء قد حضر ليزول بعض من هذا الملل … 

فتح الباب الخشبي لتلتقي عينه بعين صديقه خالد الذي كان على وشك قرع جرس الباب … تبادلا الضحكات و صافح كل منهما الآخر و ضمه لصدره … ليقول عمر في إبتهاج كأنه ربح جائزة بعد جهد و عناء … أهلا خالد أخي كيف أنت و كيف حالك جئت في وقتك … أشعر بملل كبير أكاد اختنق يا صديقي … أكاد أنفجر …

فضحك خالد وهو يخلع حذائه عند الباب … 
- و منذ متى لم تكن على وشك الإنفجار و كأنك رضغت الملل و الركود منذ صغرك في حليب أمك ، مازلت لا تعمل ولا تشغل نفسك بشيء؟ حتى أنك لا تملك شيئا تسلي به نفسك؟  …
- لا رجاء … لم أعد أجد في الفتيات أي تسلية … فاض بي الأمر و لم أعد أطيق وصلهن …
و من أتى بسيرة الفتياتيا يا أحمق ؟
وما الذي تريد من أن أفعله إذاً ؟
أريدك أن تهتم بنفسك يا رجل ، تمارس هوايات ، رياضة ، تقرأ تثقف نفسك ، أي شيء تستغل به وقتك بدلا من بقاءك في البيت و إفساد وقتك و نفسك ، و حتى إن بقيت في البيت لا أراك تشغل نفسك في شيء يفيدك … و يطور شخصيتك …
من يسمعك يا خالد سيقول أن النوادي في كل مكان ، و الإهتمام بالشباب في أوج قمته ، و ليس هناك نقص إلا في أن أذهب و اشارك ، دعك مما تقول يا رجل و كن واقعيا … 
- نعم النوادي متوفرة ، و الصالات الرياضية أيضا متوفرة ، لا تكاد منطقة تخلو من نادٍ أو صالة رياضية أو مساحة لممارسة الرياضة و على الأقل كرة القدم . أم أنك لا تعيش في هذا البلد؟ المكتبات متوفرة في كل مكان و الكتب تكاد تختفي مما يتراكم عليها من غبار لقلة من يقرأ و يتابع و يحاول إثراء نفسه …
اليس لديك إتصال بالإنترنت؟ إنه مليء بالأفكار و الهوايات و أشيا تستطيع ممارستها و أنت في بيتك ، ولا تحتاج نوادي ولا تحتاج دولة لتهتم بك ولا تحتاج أحداً لينظر إليك ، و ليس بالضرورة أن تكون في أوروبا حتى تجد من يدعمك !… 
بالله عليك قلي … من يعرفك أنت من الأساس حتى يدعمك ؟ 
لو كنت حقا لديك رغبة و نية صادقة ، لبدأت من نفسك و مارست نشاطك و هوايتك و استمريت دون إنقطاع و أبدعت فيه ، لعرفك الجميع و انتبهوا لما تفعله و ربما حينها يكون من السهل تبنيك ، بعد أن تثبت نفسك ، و هذا هو الحال في العالم كله ، الإنترنت مليء بالشباب الذي كون نفسه في هواياته من الصفر و بعد أن نجح و صار له جمهوره وجد حقاً من يدعمه و يستثمر فيه و يستعمل شهرته ، لأنه كون أساسات لنفسه و لم ينتظر أن ينتشله أحدهم من ظلمات غرفة الجلوس و رائحة الكسل تبعد كل من اقترب …

و لكن أنت أحببت النوم و عشقته و ربما تكون قد تزوجته و لم تعد راغبا في مفارقته و تريد كل شيء أن يأتيك حد قدميك … ولا تريد أن تخرج تلك الرواية التي في عقلك بأن البلد ليس فيها شيء و أنت كغيرك كثير تحبون التحجج بذلك لتغطية فشلكم … إنهض كون لنفسك شيء ، و طور من نفسك ، أنظر حولك هناك شباب يعيشون في نفس بيئتك و بلدك و معطياتهم أسواء بكثير من معطياتك و لكن … منهم من هو محترف تصوير فوتوغرافي الآن وكانت بدايته بسيطة جدا متواضعة و لكن بالاصرار أصبح يتقدم و يحترف مجاله ، و منهم من هو محترف رسم و منهم من محترف كتابة و شعر و منهم من أصبح فنانا يصنع التحف الراقية الرائعة و من الشباب من انتقل إلى العمل في التلفاز و من أين يا ترى أتت تلك المواهب؟ أعطتها لهم الدولة؟ … سمي لي دولة تعطي المواهب و توزع الهوايات !؟

أم تعتقد أن هناك من دعمهم ؟ و كل شيء اليوم أصبح سهلا جداً ، بإمكانك أن تكّون محطة خاصة بك و مدونة خاصة بك و صفحة خاصة بك و تنتشر عبر الإنترنت ليكتشفك العالم … و ليس بجلوسك هنا و تكويم هواتف البنات و التسلية عليهن كما يتسلين عليك و عمرك يضيع منك في كلمة كساد … 

أنت بضاعة كاسدة أنت من سبب في كساد نفسك … إنهض و كفاك كسلا و ركودا و تحججا بما في محيطك من احباط ، و لم أرى منك حتى محاولات للتغلب على هذا الاحباط … 
انهض … كفاك كسلا و مضيعة لعمرك … الذي لن يرده لك أحد … لا الدولة ولا والديك … و لا أنت بنفسك …

إنهض …  و إستعمل وقتك في خير تلقاه لنفسك و لغيرك …

إنهض ...



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

خط و لوح ...

By 4/15/2015 10:49:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




ها هي ... أصبحت درجة ثانية ولم تعد بغلاف المصنع ... 
ها هي أصبحت محملة بأعباء جديدة فلديها من لن يطيقهم أحد...
ها هو لم يعد جديداً لم يستعمل ...  
ها هو أصبح له ماضي مشرف ...

ها هم الآن ... يقبعون على أرفف المسترجع ... لا أحد يرغبهم وليس من السهل تصريفهم ...

هم كالسلع المستهلكة ... التي يبتعد عنها الجميع رغبة في الجديد ... والجديد فقط ... 
كالسلع الجديد ... التي فتح غلافها فقط ... 

ومن يرغب في المستعمل إلا من كان فاقداً للأمل في بضاعة جديدة ... 

ها هي ... تدفعها تلك وتقطع علاقتها معها الآخرى ... بحجة ...

بحجة ماذا؟

بحجة لعل وعسى أن يفكر زوجها في الزواج منها و سترها هي وعيالها بعد أن مات زوجها ... أو طلقت ...

فتهابها الصديقات و تهجرها الرفيقات ... إلا من لم يكن لها زوج بعد ...

كأن الإنسان عندنا خط و لوح ... ضربة واحدة ... إنتهت فرقعت؟

إنتهيت أنت معها ... إلا القليل ...

كأن الإنسان عندنا ... علبة جديدة ... ما إن فتحت ... دخلها الهواء و يجب أن تؤكل طازجة أو ألقها على قارعة الطريق ... 

لا يهم جنسك ... رجلا كنت او أنثى ... 

لا يهم ... اللهم تكون ...   جيبا سمينا ...

مليئة جيوبك بالمال ... عندها سيرغبك الجميع ... و تتحطم كل قيود المجتمع ... ولا يبقى "سو ولا سويات" 

"وخيرها ما شاء الله عليها وكان عندها زوز صغار ... ربيهم تحصل فيهم الأجر ... "
وربما المقصود هو أجر الخدمة يتقاضاه مادة من مالها كالموظف الكسول ...

و إن كان رجلاً ذو جيب سمين ؟... فعندها أطلب وتمنى يا سيدي ... 

مادام لديك مفاتيح القلوب ... "إلا من رحم الله" فلك ما تريد ... واحدة؟ اثنان؟ عشرات؟ تفضل أنت أهل لها ... وليس فيك أي عيب ... 

لماذا نُعامل الأرملة و المطلقة و المطلق و اليتيم و زوجة الاب و الفقير  وغيرهم كثير وكأنهم خط ولوح ... يحق له أن يفرقع مرة واحدة فقط لا أكثر ... مرة واحدة ... و انتهى ...  ناهيك عن من يعتبرهم المجتمع " خط ولوح" دخله الندى و لم يعد صالحا للفرقعة ... 
و المعلوم أن المشتري للخط ولوح يحب ان يرى علبة عليها الكثير من الزينة ... 

كلكم قد تكونوا في مكانهم ... بلا إستثناء ... الكل قد يحتاج ... الكل قد يطلّق أو يموت عنه زوجه ... "أرى أن الكثير لا يفهم كلمة زوجه أنها تعني الإثنين وليس الرجل فقط فالمرأة زوج للرجل و الرجل زوج لها " 
الكل معرض لذلك ... والكل معرض لليتم أو ييتم أبناءه ... أو ترمل زوجته...

الكل معرض للمساومة على جسده ... إلا من رحم الله 


فما الداعي لثقافة الخط و لوح؟ والجميع يعاني؟

الا من رحم الله ... 


شكراً...


أكمل قراءة الموضوع...

ظلال التعميم ...

By 4/08/2015 08:55:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




بمجرد ما تصف مجهولين بقول ( عاهات أو أشكال أو متخلفين و غيرها من الأوصاف ) ستجد مئات التفاعلات التي تؤيد و تصف ذاك المجهول الذي في عقل كل من المشاركين بأنه أكثر من ذلك و أكثر دناءة و حثالة ولا يستحق الا الخنق و الشنق و الحرق ، أما جميع المتكلمين كالعادة لا يشوبهم شائبة … تستمع كثيراً لمن يقول الليبيين … كلهم كل الليبيين على بكرة أبيهم … دون إستثناء أدبي او منطقي واقعي لعدم التعميم … فتسأل هل المتكلم غير ليبي؟ 

إن كان المتكلم غير ليبي فإنه سيلقى الويلات جراء تدخله في شئون الليبيين جميعاً و من يكون هو حتى يقول و يصف او يستهزئ ؟ … و إن كان أخاً مسلما تدخل بخير …

و إن كان المتحدث ليبي أيضاً فهو مشمول بما يقول … فما من شتيمة إلا و هو واقف في أول صف لإستقبالها … و إن كان هو مطلقها … فهو يتحدث عن الليبيين و هو من الليبيين و هو أقرب إنسان لنفسه من كل الليبيين ، فتكون البداية به هو قبل أي ليبي غيره … 

فما يضرك أن تتحدث دون تعميم؟ 
نعم نحن مجتمع به الكثير من الأمراض و الكثير من العقد المعقدة تعقيداً معقد التعقيد ، و لدينا الكثير من المآسي و أحد هذه المآسي أننا لا ندعم بعضنا ولا نشجع الخير في بعضنا إلا ؟ ( من رحم الله )  

و هذا استثناء لطيف يرحمني و يرحمك الله … 

فلا حاجة لك بأن تضع الجميع دون إستثناء في مدرج و أنت تقف في مدرج آخر … و تصفهم جميعاً بأوصاف لن ترضاها لنفسك و إن كانت فيهم … لأنك تنسى أن خلفك مدرج آخر لا تراه … 

و لكنك ترى فقط من يوافقك الرأي فهو من شيعتك و من فرقتك فهم يفهمون و يعون و عقلاء و واعون لكل ما يحاك في الخفاء … 
فتثني عليهم و بذلك أنت تستثنيهم هم أيضا من كونهم من ليبيا … أو اولائك الليبيين الذين تشملهم جملة في الحزب الآخر…

و لك أن ترتاح لأن هذا المنطق موجود لدى كل الأجناس و الأعراق و البلدان إلا ؟ ( من رحم الله ) 

فالسعودي كذا يقول على قومه الذين لا يوافقونه و المصري و الأردني و الأمريكي و الهندي و الصيني و حتى الحبشي و الجنوب إفريقي … ينتقدون مجتمعهم و يعتقدون أن ما فيه هو الأسوأ و ليس في العالم مثلهم ، و إن كان هناك سوء تصرف؟ فهو من أحد مواطني بلدانهم و ربما مدن بعينها من أناس منهم بعينهم … 

إلا بعض من يملكون عقلاً به يميزون الخير في مجتمعاتهم ، و إن كانت مليئة بالشر و السوء و الجهل و التخلف و الأنانية و الحسد و آه من الحسد كم دمر من قصور و أرهق القلب و الجسد … 

فما يضرك أن تنتقد ؟ 

لا شئ بالعكس … 

الإنتقاد و تبيان المشاكل و الإشارة إليها مهم جداً في مسار الإصلاح و التوعية ، تماما كإحتياج المريض لطبيب يشخص حالته ليستطيع وصف العلاج المناسب لحالاته … و لأن بيننا من لا يعرف أنه على خطأ و أن ما يفعله أو يراه أمراً عاديا هو أساساً خطأ … و لكن الخطأ هو أن نعمم على الجميع … دون إستثناء و كأننا مستثنون مما نصف ولا نعيش في وسط قد يؤثر علينا ما يحدث فيه إن سكتنا و لم نقم بما نستطيع … و كلنا نستطيع … على الأقل نستطيع كف اذانا عن الاخرين … و عندما نقول الآخرين هنا لا إستثناء … فلا ينطبق الإستثناء عن كف الآذى عن الاخرين … لكي يكون أمرك … كأن الذي بينك و بينه عداوة ؟ 
ولي حميم…


لنربي فينا المحبة … التي بدونها … سيفقد الجميع قلبه … محبة الخير للغير و إن لم ترغب في رؤيتهم … المحبة في الله … لله




شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

بحيرة الوحل ...

By 4/07/2015 11:11:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



رحلة يحاول أغلبنا الخوض فيها ولا أحد يملك لها خريطة في هذه العاصفة الهوجاء … من تصادم المفاهيم و غرق الكثير من بواخرها مع تجاذب الأطماع و الأهواء و الرغبة في عيش الحياة كما تُرى على الشاشات بأنواعها متناسين ما خلف الشاشات من تجهيزات ليظهر المنظر كما نراه …

و يتمناه كثيرون إعتقاداً منهم أنه بر الأمان الذي عنه يبحثون ... نقف جميعاً بلا إستثناء على حواف بحيرتنا… التي تجمعنا  …. و نهز العصي و الايادي … لنحدث أمواجا متضاربة تُغرق كل قارب حاول الرسو ... ليزدهر …

ننظر لبعضنا و الأسى يغمس أنفسنا و نراه واضحا و لكننا ... نكابر لنقول ... نحن بخير ... نحن لسنا بحاجة لأحد... أستطيع العيش وحيدا ... ومن يحتاج الى سكن أو سكينة؟…

و منا من يختار ... الغوص في تلك الأوحال المتراكمة في حافة بحيرتنا ... و التمرغ بها و شربها … و لكثرة من غطس فيها باتت الأوحال تغطي جزأ كبيراً من ساحتنا ، حتى بات بعضهم يرى أنها هي الطبيعة و الجزء الصافي منها ... به خطب ما و يحتاج إلى تلويث ليكون كالبقية ... تلك أفكارنا ... تلك همومنا في حياتنا التي خلت من الإسنانية “الا من رحم ربنا” ... اللهم عند رؤية منظر في شاشة لأشلاء أطفال قطّعهم الجوع و همع إنسان … لا يأكل اللحم و لكنه يستمتع بتكويم العظام و اللحم جثثا متفحمة ... عله يصعد الى تلة يعتقد أنه سيرى العالم منها أنه أكبر و أفضل ...  

البحث في هذه البحيرة مضني ... رغم أن الجميع يرى الجميع و الكل يحتاج ما عند الآخر … فطرة و طبيعة …

و لكن ... فقدنا الكيف السليم ... فقدنا المبادرة الصافية ... بات التلاعب أساس و الخداع إحساس … بات الفساد أرخص ولا عقاب له ولا لعواقبه … ولا سؤال … بل ربما يحصل صاحبه على جائزة كونه حجز أكبر عدد من القلوب … 

يُرفع الحياء … يغرق العقل … و يحير العاقل … ذلك لأننا فقدنا ... 
فقدنا طعم ذاك الرغيف ... 

ذاك الرغيف الذي به يعالج أخطر الأمراض فتكا بالإنسان ... و أكثرها جهلاً من العلم به … بقدرة الله الشافي … 

فقدنا الإحساس بالكفاف … الإحساس بالإكتفاء …  همعت البطون و زاد طمع الجفون … بنسيان أن للبطن حد يملأها … و لقدرة الانسان … حدود تحكمها … 

و ما على كل من يقفون حول البحيرة التي علاها الوحل و تلون ماءها الا قليلا … التوقف عن الضرب بعصيهم ، لتقف الامواج و تصفى الاجواء و يتغلب الجميع على هذا الوحل بغسل من غمس نفسه فيه بما بقي من البحيرة من عذب الماء … و يحتاج ذلك لنا جميعاً أن نقف صفاً و يداً واحدة … لنعترف … أننا متعبون … أننا أرهقنا … من دواخلنا … تعبنا … 

لا … و لن يكفينا الصيام … فقد طال الأمد … و قصر العمل … و إنتشر الوحل … و تلطخت الأيدي و الأقدام و معها البطون … إلا من رحم الله … ممن هم في الصبر يصبحون و يمسون برحمة من الله … منذا الذي لا يحتاج ؟ من منا لا يرغب … و ما تعتبر الرغبة بعد الإحتياج إلا ترف في العيش … 

بحاجة لكسر حاجز الجهل فينا ، و بحاجة لقول الحق و النطق بالكلمة في حينها … أننا في مجمتع يقتل الحلال متبجحا بما قدموه لعروس ما … الكل يريد مثلها و يا حبذا أفضل … بحاجة لكسر حاجز الحُمق … بأن شبابنا “من الجنسين” بات ينقصه التأهيل … ينقصه القدرة على أكثر من مجرد … التخصيب … ينقصه الفهم … و ما يمكن للمسؤولية أن تنتج من إنسان … بحاجة لكسر حاجز الجهل بأن الشهادة لم تحمي أعراضكم يا مسلمين … بأن الشهوة تبدأ فيكم بسن البلوغ … و تهملونها حلالا … لتلتهم الأخضر و اليابس حراماً متاحاً في كل حدب و صوب …  إلا من رحم الله و نجى … فحقاً … لم يعد الغريب في الهالك كيف هلك … بل في الناجي كيف نجى … 

نعم نريد التطور كالعالم … و لكن العالم ليس عنده مشكلة في تلبية إحتياجاته الطبيعية الفطرية… فهم كالأنعام بل هم أضل … و ويحنا كيف على خطاهم شبرا شبرا نسير … أن لا يهتمون للزواج لما يترتب عليه من مسؤوليات و حقوق قانونية … فباتو يفضلون العيش كالأنعام … ينماون و ينجبون الأطفال معاً و من ثم ربما هناك إحتمال يفكرون في الزواج … بل انهم “وربما نحن بهم لاحقون” بات الزواج لا يفرق بين رجل و رجل و فتاة و فتاة و بقوة القانون … فلم يعد الواحد منهم يشغل باله كما نحن في غالبنا بالحصول على ما يسد به شهوته الطبيعية التي تصيبك أنت يا رجل و تصيبكِ انتِ يا أنثى دون فارق … فهو يجدها متى ما أراد … عبورا في شارع بغمزة لإحداهن في حافلة … و هل يصلح هذا بنا يا مجمتع البكارة الزائفة ؟ “الا من رحم الله”
بحاجة لأن نفيق يا أهلنا … بحاجة لأن نتوقف عن التفكير في أن الحل بالحصول على شقق و بحاجة لان نفيق لنعرف أننا نضع الشروط التي بتنا نعتبرها بديهية … و هي مرهقة … ناهيك عن أننا لم نهيئ أبناءنا و بناتنا و لم نفهم الطلاق و لم نفهم التعدد ولم نفهم حتى زوجة الأب و تربية اليتيم تربية صحيححة تليق بمن يرغب بدخول الجنة … لا لم نفهم الزواج من أساسه … نحاسب على الأعمار و نحاسب على الألوان و نحاسب على الأشكال و على نوع السيارة و منطقة السكن و كم كان مهر ابنتكم؟… و لم نعد نحاسب على الأخلاق … خاصة … إن كان هناك ما يسد الوجه ويقطع اللسان من مال … 


كفانا صم اذاننا عن ما يحدث لنا ... بما صنعت أيدينا ... و لنخرج من هذا الوحل الذي يبدو أن كثير منا يستمتع بالغطس فيه  ...




شكراً
أكمل قراءة الموضوع...