السينما ...

By 5/16/2015 11:20:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



هل تحب مشاهدة الافلام؟ السينما؟ 
أحب ذلك و أستمتع كثيراً بالفلم الذي يكون منتج إنتاجاً جيداً و فيه فكرة و لا يهزأ بعقل المتفرج من ناحية تلفيق المشاهد و طريقة التصوير ، فحتى إن كان الفلم خيالياً … أحب أن أشاهد خيالاً متقن الإنتاج و الإخراج … كمثال فلم افتار “AVATAR” ، كان رائعاً من عدة نواحي ، الهدف من القصة ، القصة ، الإنتاج ، الإخراج ، التصوير ، رسومات الكمبيوتر … 
تعلمت الإنجليزية التي أعرفها و اتعامل بها الآن من مشاهدة الأفلام … أذكر ذلك جيداً … 

أياً كان نوع الأفلام التي تحب مشاهدتها ، و تعجبك طريقتها ، هل ترى أن لهذا الشيء تأثير على حياتنا؟ 
على حياة مجتمعاتنا و قناعاتنا و أفكارنا و حتى تطبيقنا؟

إن لم تكن مقتنعا بذلك فما عليك إلا أن تلقي نظرة على أسلوب إقامة الأفراح و حفلات الزفاف ، لتعرف أن إدخال العروس إلى الصالة مصحوبة بأخ لها أو والدها (ياي ما أحلاهم) و قطعة الكعكة الكبيرة التي تقص بالاثنين معا ، بل حتى تطبيق بعضهم لرقصة بين العريس و عروسته داخل الحفل ، و حتى إلقاء العروس لباقة الورد التي هي ايض من تلك الاشياء و تلقي الفتيات لتلك الباقة من بعدها علهن يكن هن اول من يلحق بها … إعتقادات أليس كذلك … كل ذلك ليس إلا شيء زرع في العقول مما شاهدوه في الأفلام … و لا ينقصنا ربما ليتطابق الأمر إلا أن يكون الشيخ وسط الصالة منتظراً العروس أن تأتي ويقف بجانبها العريس و يقرأ الفاتحة (طبعا على سنة الله و رسوله) و يأخذ الخاتم من أحد التابعين للعريس و يلبسه العريس لعروسته ليقول الشيخ ، أنتما زوج وزوجة على سنة الله و رسوله و بإمكان العريس أن … يأخذ عروسته إلى شهر العسل و يخرج بها لتربط علب في سيارتهم … لحظة لحظة أنت سرحت هذا لا نفعله نحن مسلمون ولا نؤمن بهذه الخرافات .. أه نعم صحيح .. نحن نرش الارز و الماء خلفهم عندما يسافرون … و ربما تشعر و أنت تقرأ الآن ان كل هذه الاشياء مألوفة لديك لكثرة ما شاهدتها في الافلام و المسلسلات …

حتى مقاييس الجمال أصبحت تؤخذ مما يعرضه المخرج ، والملابس كذلك ، و الأفكار و حتى الشعر و شكله ، و أعتقد أن الكثير من الناس في كل الأعمار يسيرون في الشارع يلبسون النظارة أو ينزلون من السيارة و هم يتخيلون تلك اللقطة التي تعرض بالبطئ عندما ينزل البطل صاحب الشخصية الرائعة من سيارته و شعره الهفهاف الخفيف اللامع …  و يضع قدمه على الأرض لتهتز و الجميع ينظرون إليه … هل مر بك هذا الإحساس من قبل؟ أن تشعر و أنت داخل إلى مكان أن الجميع ينظر إليك و أنت تشعر و كأن هناك موسيقى تصويرية خلفك .. اه حسنا هذا ما يحدث في الأفلام … وليس الواقع … 

ولكن تأثرت به عقولنا و تأثر بها واقعنا … ناهيك عن الحب و التجربة قبل الزواج و أشياء كثيرة قبل ذلك أيضا …

لا نعمم هنا ولكن نحاول الإلتفات حول الحديقة لنرى الأزهار التي تنتشر فيها من  كل مكان … 

حسناً… تأثير السينما على حياتنا كبير جداً ، و ما أن يشتهر ممثل أو مغني حتى يدخل قلوب العذارى و العذراويين (ماهو مقابل كلمة عذراء بالنسبة للذكور؟) هم أيضاً يتأثرون و يسيرون خلف تلك الأشياء حتى أن مقياس الجمال عندهم تصدع و لم تعد تلك الفتاة الطبيعية تناسب ذوقهم …

اه ذكرتني الآن باولائك الصبيان الذين يخرجون من السينما بعد مشاهدة فلم كاراتيه و هم يشعرون كأنهم يستطيعون فعل ما فعله البطل و الأرجل تتطاير و القبضة تلف و تدور و أحيانا يقع صاحبها بكسر في ساقه مجبور ، ذاك هو الحماس الذي تزرعه السينما و مشاهدة الأفلام في الشخص الذي بها يتأثر…

طيب هات من الآخر … عرفنا أن السينما تؤثر على حياتنا و تأثيرها واضح جداً … ماذا تريد أن تقول؟...

أردت أن أقول … أننا مع معرفتنا لهذا التأثير القوي للسينما و التي هي تكملة لتأثير القصة على المستمع ، فالقصة من أقوى الطرق التي يمكنها أن تؤثر على مستمعها و هذا أسلوب إستعمله الخالق سبحانه و تعالى في قرآنه و من أعجز القصص قصص القرآن ، و تجد أنك تستمتع بسماعها و تحاول تخيل ما يحدث و ما حدث في تلك القصص …

الخلاصة فليس لدي وقت هناك فلم أريد مشاهدته …

الخلاصة … أننا مع معرفتنا بهذا كله ، إلا أننا فشلنا فشلا (إلى جانب القائمة الأخرى للفشل) لا يمكن أن يوصف في إستعمال هذه الوسيلة التي نملك لها المال إن أردنا ، في نشر الدعوة ، و في نشر التاريخ البطولي الذي لا تخلو صفحة من صفحات التاريخ منذ بعثة النبي عليه الصلاة و السلام … منه ومما قام به أبطال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، 
تصور إن استعملنا هذه الوسيلة في نشر فكرة السلام في الإسلام … و أنه لم يكن دين قتل و سفك دماء ، و أنه كان دين رحمة و أنه إنتشر بالمعاملة  و ليس بالقتل و هذا واقع في نشر الدعوة ، و أن نسبة ما قتله المسلم لا تتعدى الخمسة في المائة مما قتله النصراني و غيره خلال الفي عام ، أن هناك أبطال يصلح أن تتخذهم قدوة في حياتك يا شاب … أن هناك نساء كريمات عفيفات رائعات كن خير قاعدة لخير مجتمعات الدنيا ، و أنهن يصلحن أن يكن قدوة لك و لي و لبناتنا… 

إن إستعملنا هذه الوسيلة بما يتناسب مع المنطق العقلي و الصحيح ، و الإسلوب المناسب ، و صححنا مفاهيمنا قبل مفاهيم العالم ، و زرعنا القوة فينا و في أنفسنا ، و رأينا كيف أن من كان قبلنا لم يملك ما نملك من الماديات ولكنه إمتلك قلوباً لم نمتلكها بعد … و لعرفنا أن تحقيق المراد لا يمكن أن يكون بالنوم و النفخ في الرماد . 

تصور أن يكون الشاب الصيني أو الياباني فخوراً و متابعا للقطات الرسوم المتحركة التي تحكي قصة صبي من صبيان الصحابة أو من أبطال الفتية  … أو فلما يحكي قصة سيدنا عمر بن عبد العزيز ليكون دروسا اقتصادية … تصور أن هناك من يدرس سيرة سيدنا عمر ليتعلم منها أسلوب الحكم العادل … أو قصص العلماء المسلمين و اكتشافاتهم… ما كان لذلك أن يتحقق لو لم نستعمل السينما و المشاهدة و نقل القصة من الحكواتي إلى شاشة تقف أمام وجه كل مخلوق يتابعها بشغف و لتأثر على الأقل بخير نصنعه نحن أو منا ...

ولكن لم يحدث ذلك بعد كيف تقول لما إستطعنا و ماكان لذلك أن يتحقق؟ عن ماذا تتحدث؟

عن فلم الرسالة؟

لا أتحدث عن فلم عمر المختار … الذي إن أزلته من التاريخ … و تراجعت عن تصويره و نشره ، لما تحدث العالم عن أن الليبيين أهل جهاد و مقاومة و غيرها مما يراه العالم عن الليبيين اليوم ، بغض النظر عن فئة بسيطة جدا من الذين يقرأون ليعرفوا كل جوانب التاريخ ما منه شرف و غيره …

و إن فعلت … لعرفت جيداً معنى ما أقصد بأن تستعمل السينما كما يجب لتكون أداة دعوة إلى الخير و إلى إستعمال العقل … و نشر ثقافة تصلح لأن يتبناها الاجيال … 

أفق … كفاك حلما … هيا أفق … الناس تريد فقط أن تأكل ... 

شكراً