لا نريد ...

By 5/15/2015 06:13:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



فعلا لا نريد...

لا نريد أن تكون حياتنا أفضل و أن نتطور أو أن نهنأ في العيش ... 

لأن من يريد شيئا يعمل لأجله ...

ونحن لا نعمل ...

نعم لا نريد الإتفاق و لا نريد العمل لأجل الإتفاق ... و نحن الغالبية … نحن عامة الناس …  كل أملنا هو أن تأتي حكومة تفعل كل شيء وتقدمه لنا على طبق من فضة … لا ... لا ليس فضة ... و ليس طبق ... بل تضع اللقمة في أفواهنا ... و تلبسنا و تنفق علينا وربما حتى ... تغسلنا و تجففنا ...

لا نريد...  و إن أردنا لإجتمنا ... إن أردنا لإستطعنا ... و من أجل ما نريد عملنا واجتهدنا ... تقودنا آمالنا و أحلام لا تتحقق إلا بالعمل و الجهد والتعب … و لكننا لا نعلم …

و إن كنّا نريد حقاً... لإستطعنا تخفيض أسعار السلع في رمضان ... إن أردنا لإستطعنا تحسين الخدمات في المحلات الخاصة ... إن أردنا لأستطعنا تأديب الموظف العام الذي هو منا فينا ... وليس بشخص مستورد ... أن يؤدي عمله بشكل صحيح … و إن كان هو يريد ما نريد ... لفعل ما نريد جميعاً و يريد ...

لا نريد ... و إن أردنا ... لبسّطنا و سهّلنا ما نحتاج جميعاً ولأجله تعاونا ... و لعدنا إلى القواعد و إجتهدنا في تطبيقها و في إسكات السفيه منا و إجباره جماعة أن لنا وللعقل و ما نريد ينصاع ...

و لكننا حقاً لا نريد ... 

فمن أراد حقق ... و من إجتهد إجتمع و من إجتمع لا يمكنه الفشل أمام أي عائق …

أتدري لما يخاف الجميع من الفيس بوك؟

لأن الكلام فيه ينتشر و الكل يعلم و الخوف من رأي عام ... شيء جيد 
ولكن الرأي العام لا يريد الا ملعقة من ذهب لا من حديد ... و من هو الرأي العام ؟ نحن ... البسطاء الذين لا يملكون في أيديهم إلا سلطة الجماعة ... و سلطة الصمت و سلطة عدم التفاعل و عدم شراء السلع لإرغام التجار على ما نريد ، و سلطة الجلوس في البيت وسلطة أداء الواجب كما يجب و سلطة تربية حسنة لأبناءنا ...

نحن البسطاء ... كتلك العصي ... ما إن تفرقت ….!

القصة التي يفخر الجميع بترديدها و تدريسها في المناهج الدسمة التي تزيد في فشل العقول ...

القوة في الإجتماع ... آه نعم الإجتماع ... يزيد الفرد الضعيف قوة ... و يد الله مع الجماعة ... و حمل الجماعة ريش ... 
و لكن الجماعة لا تريد ... إلا الحديث عن الحقوق ... و المطالبة بالحقوق ... و الحلم بالحقوق … و إياك أن تتحدث عن الواجبات …
هل ترى ذاك الرجل الذي يزيد السخط على التاجر الذي يرفع سعر السلعة وهو خارج بأكياس منها من متجره و دفع الثمن الذي كان منه يسخط... 

ويقول البعض كيف أعيش بلا شراء ما أحتاج ... أنت حقاً تحتاج رغيفا وماء و بعضا من دم في الوجه ... و صراحة مع النفس أن شهواتك تغلبك ولا تستطيع حبس نفسك لبعض أيام حتى ترتاح سنوات ... جبان؟ مخادع؟ أهبل ؟ إمعة ؟

أم من كلها القليل؟

و ربما أنك تنسى … أن ما لم تستطع حبس نفسك عنه طوعا … سيحبس عنك كرها ما لم تعمل و تجتمع … لتكون تلك الحزمة … 

لم ولن تقوم قائمة لأي جماعة تريد و تطلب و تحتاج ذات الأشياء ... ما لم تجتمع … و تتعاون و وتعمل قبل أن تصرح أنها وكل أفرادها يريدون ذات الشي …

ليتفقوا على الأساسيات ... ومنها لينطلق النزاع الذي لن يتوقف على من يفعل ما يريد و يحكم العبيد … ولكنه يكون نزاعا سلطويا سيطريا … إن كان هناك شيء يمكن ان نطلق عليه هذا المصطلح 

نحن فعلا لا نريد ... و إن أردنا ... لعملنا من أجل ذلك ... فأي جماعة ما أن تجتمع على شيء و إن كان شرا ... لحققته ...
فما بال أهل الخير يكرهون الإجتماع ‘لا في الليل على كلام لا يجد منه أحد شيئا عند الصباح ... “إلا من رحم الله”

لماذا من يتآمرون دائما ينجحون في تآمرهم على المتآمر عليه؟

هل هو دائم الحمق؟ أهبل ؟ إمعة ؟ أحمق؟ 

ام من كل تلك المقادير بحيث انه معترف بالإستسلام لكل مؤامرات الأرض التي لا وحود لها إلا في عقله ... ليطمئن بها آخر النهار و يحتضنها فكرة لينام و يصحوا عليها … و ما هو فيه ليس إلا نتاج لكسله و تكاسله و انتظاره لمن يضع املعقة في فمه؟

الواقع يقول أننا لا نريد ... و لا نعرف معنى الإجتماع اللهم في فرح أو إحتافل لا يفيد ... و هذا ليس بالشيء الجديد ... و لا علاقة له بالحكم المديد ... بل هو شيء في الأنفس مستقر مستفيض ... منذ القدم ... ولن يتغير إلا بما تغير به أول مرة ... 

إن كنت تريد ... فأنا أريد ... وهو يريد … و هم أيضا يريدون …
لا يذهب فكرك إلى كل من تراهم في الشاشات و تسمع اسماءهم في الاذاعات … فهنا أتحدث عنا نحن عامة الناس البسطاء الذين لا يرديون أكثر من عيش حياة هانئة ينتقلون فيها من السعي خلف الاساسيات إلى إمكانية الإبداع و الإختراع … و إثراء الحياة بفكر جديد …

و الحل بين أيدينا فقط إن كنّا حقا نريد ... وليس فقط أماني تنتظر التحقيق على يد مارد مصباح يسكن علبة مكياج يتبخر مع كل سهرة منه المزيد 


شكراً…