صاحب المكتبة ...

By 4/29/2015 10:58:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


قال ذاك الشيخ الذي يدير المكتبة عندما سألته عن حاله و أحواله و صحته ، بعد أن قال الحمد لله بخير ولكن  ... ما ذنب الأبرياء و العزل في كل ما يحدث في كل بلاد المسلمين ... فمنهم من لم يتدخل في شيء ولم يفعل شيئاً ... 

عندها أذكر أن أول ما خطر ببالي لأرد به عليه... بأن سكوت الناس على السوء و ترك النصيحة و القول بالمعروف و إستنكار المنكر و الشر و السوء يجعلهم مشاركين فيه ... و هذا ما تذكرنا به قصة أصحاب السبت في القرآن الكريم عندما نزل العذاب 
هل تذكر تلك القصة … أكاد أراها دائما في أكثر من موضع عندما نهمل النصح ؟
قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":
"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .


هنا عندما نصح البعض قال لهم اخرون ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا)
فكان ردهم (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
فكان الامر من الله ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)

ركز مع نسوا ما ذكروا به ... و مع فلما عتوا عن ما نهوا عنه ... 
ومن ثم “فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها و موعظة للمتقين … المتقين … مش أي حد … المتقين “يمكنك البحث في الانترنت عن من هم المتقين “
الآن …
من الذي أنجاه الله ؟ 

الذي جلس و قال أنا مالي و خليني في همي و عيالي و ما عندي ليش ننصح و أصلا ما في حد يسمع و كل واحد يدير في الي في رأسه؟ (وهذا صار في القصة التي رواها القرآن … ولكنهم قالو معذرة الى ربكم … يا ربي درنا الي علينا و نصحنا فكانت نجاتهم فيها ) 

ذاك الذي نصح حاول الإصلاح و قدم النصيحة و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر “ولعلهم يتقون” أي مش بالضرورة يسمعوا كلامه ولكنه هو قال و ادى واجبه ... 
و كذلك تلك الجزئية من قوله تعالى “فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” 

ألا تحب أن تكون من المتقين الذي يتعظون بغيرهم؟ أم تحب أنت أن تكون لغيرك موعظة ؟
وربما تذكر ذاك الاثر عن القرية التي دمرت بأمر من الله وفيها رجل لم يعصه طرفة عين ، و كانت البداية منه هو لأنه عرف المنكر و لم ينهى عنه ... 

كثيراً ما يقال … حتى و إن نصحت فلا أحد يعير ما نقول اهتماما … ليس عليك أن تهتم … إنما قل في نفسك … “مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” بمعنى أن افعل ما عليك فعله بالكلمة الطيبة و القدوة الحسنة ، و إن كنت مخطئا بنفسك و إن كنت مذنبا … فمن منا لا يذنب ومن منا لا يزل … و لكن الله هو التواب … و هذه معذرة إلى ربكنا … و لعلنا نتق … 



شكراً…