ظلال التعميم ...

By 4/08/2015 08:55:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




بمجرد ما تصف مجهولين بقول ( عاهات أو أشكال أو متخلفين و غيرها من الأوصاف ) ستجد مئات التفاعلات التي تؤيد و تصف ذاك المجهول الذي في عقل كل من المشاركين بأنه أكثر من ذلك و أكثر دناءة و حثالة ولا يستحق الا الخنق و الشنق و الحرق ، أما جميع المتكلمين كالعادة لا يشوبهم شائبة … تستمع كثيراً لمن يقول الليبيين … كلهم كل الليبيين على بكرة أبيهم … دون إستثناء أدبي او منطقي واقعي لعدم التعميم … فتسأل هل المتكلم غير ليبي؟ 

إن كان المتكلم غير ليبي فإنه سيلقى الويلات جراء تدخله في شئون الليبيين جميعاً و من يكون هو حتى يقول و يصف او يستهزئ ؟ … و إن كان أخاً مسلما تدخل بخير …

و إن كان المتحدث ليبي أيضاً فهو مشمول بما يقول … فما من شتيمة إلا و هو واقف في أول صف لإستقبالها … و إن كان هو مطلقها … فهو يتحدث عن الليبيين و هو من الليبيين و هو أقرب إنسان لنفسه من كل الليبيين ، فتكون البداية به هو قبل أي ليبي غيره … 

فما يضرك أن تتحدث دون تعميم؟ 
نعم نحن مجتمع به الكثير من الأمراض و الكثير من العقد المعقدة تعقيداً معقد التعقيد ، و لدينا الكثير من المآسي و أحد هذه المآسي أننا لا ندعم بعضنا ولا نشجع الخير في بعضنا إلا ؟ ( من رحم الله )  

و هذا استثناء لطيف يرحمني و يرحمك الله … 

فلا حاجة لك بأن تضع الجميع دون إستثناء في مدرج و أنت تقف في مدرج آخر … و تصفهم جميعاً بأوصاف لن ترضاها لنفسك و إن كانت فيهم … لأنك تنسى أن خلفك مدرج آخر لا تراه … 

و لكنك ترى فقط من يوافقك الرأي فهو من شيعتك و من فرقتك فهم يفهمون و يعون و عقلاء و واعون لكل ما يحاك في الخفاء … 
فتثني عليهم و بذلك أنت تستثنيهم هم أيضا من كونهم من ليبيا … أو اولائك الليبيين الذين تشملهم جملة في الحزب الآخر…

و لك أن ترتاح لأن هذا المنطق موجود لدى كل الأجناس و الأعراق و البلدان إلا ؟ ( من رحم الله ) 

فالسعودي كذا يقول على قومه الذين لا يوافقونه و المصري و الأردني و الأمريكي و الهندي و الصيني و حتى الحبشي و الجنوب إفريقي … ينتقدون مجتمعهم و يعتقدون أن ما فيه هو الأسوأ و ليس في العالم مثلهم ، و إن كان هناك سوء تصرف؟ فهو من أحد مواطني بلدانهم و ربما مدن بعينها من أناس منهم بعينهم … 

إلا بعض من يملكون عقلاً به يميزون الخير في مجتمعاتهم ، و إن كانت مليئة بالشر و السوء و الجهل و التخلف و الأنانية و الحسد و آه من الحسد كم دمر من قصور و أرهق القلب و الجسد … 

فما يضرك أن تنتقد ؟ 

لا شئ بالعكس … 

الإنتقاد و تبيان المشاكل و الإشارة إليها مهم جداً في مسار الإصلاح و التوعية ، تماما كإحتياج المريض لطبيب يشخص حالته ليستطيع وصف العلاج المناسب لحالاته … و لأن بيننا من لا يعرف أنه على خطأ و أن ما يفعله أو يراه أمراً عاديا هو أساساً خطأ … و لكن الخطأ هو أن نعمم على الجميع … دون إستثناء و كأننا مستثنون مما نصف ولا نعيش في وسط قد يؤثر علينا ما يحدث فيه إن سكتنا و لم نقم بما نستطيع … و كلنا نستطيع … على الأقل نستطيع كف اذانا عن الاخرين … و عندما نقول الآخرين هنا لا إستثناء … فلا ينطبق الإستثناء عن كف الآذى عن الاخرين … لكي يكون أمرك … كأن الذي بينك و بينه عداوة ؟ 
ولي حميم…


لنربي فينا المحبة … التي بدونها … سيفقد الجميع قلبه … محبة الخير للغير و إن لم ترغب في رؤيتهم … المحبة في الله … لله




شكراً…