مقترح مشروع ... مربح

By 7/01/2009 03:04:00 ص
المقدمة :
من المعلوم ان الحصول على مسكن اصبح من اكبر المشاكل التي يعانيها المقبلون على الزواج من ذوي الدخل المحدود ، خصوصا مع الارتفاع الجنوني في اسعار العقارات وتكاليف بنائها وحتى ايجارها . الامر الذي ينتج عنه تأخير سن الزواج للشباب ومشكلة كثرة العانسات "وهذا احد الأسباب الرئيسية الآن" ، وتفاقم وانتشار الرذيلة و الفساد الاخلاقي ، بالاضافة الى الامراض والعقد النفسية التي يتعرض لها العاجزون ماديا عن الزواج ، مما يدفع بعضهم بفعل الاحباط الى ممارسة السرقة و الاختلاس و الرشوة من اجل الحصول على المال للسكن ، كما يوجد الكثير من الاسر الجديدة التي تعاني من الديون الثقيلة بسبب توفير المال للحصول على سكن، أضف إلى ذلك المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المتزوجون الذين يسكنون مع أسرهم و التي تحدث بين الزوجة و الأم ، و بين الزوجة و الأخوات "لعدم أهلية الرجال عادة" ، وكل تلك المشاكل مرشحة للتفاقم و التعقيد اذا لم يتكاثف المجتمع في ايجاد الحلول لها ، ومن هذا المنطلق يأتي هذا الاقتراح الذي نأمل على الاقل ان يخفف من حدة المشاكل التي يعانيها المقبلون على الزواج من ذوي الدخل المحدود من اجل الحصول على مسكن .
التعريف بالمقترح :
هذا المقترح عبارة عن دعوة الى الجهات ذات العلاقة و التي لها صلاحية قانونية في انشاء المباني و استثمارها ، مثل الهيئة العامة للاوقاف ، الضمان الاجتماعي ، روابط الشباب ، الجمعيات الخيرية الاهلية ، النوادي الرياضية الكبرى ، والمؤسسات و الشركات الكبرى
حيث تقوم الجهة المعنية ببناء عمارة تضم العديد من الوحدات السكنية المصغرة ، لان العريس الجديد يحتاج فقط الى مسكن فيه حجرة نوم و حجرة ضيافة ، صالة معيشة ، حمام ، مطبخ و يسكن العريس الجديد في هذا المسكن المصغر ليبدأ حياته الزوجية مقابل دفع حق الانتفاع ( الإيجار المخفف جدا ) شهريا لعدة سنوات الى ان تتحسن ظروفه المادية ويتحصل على مسكن خاص ، فيتم تأجير المسكن لغيره ، وهكذا على أن يتم حساب الإيجار بشكل رمزي .
المزايا :
1. يساهم هذا المشروع في حل مشكلة السكن لذوي الدخل المحدود و التي تمنعهم من اتمام زواجهم ، وبالتالي تنحل معظم المشاكل الناتجة عن مشكلة السكن الرئيسية و التي ذكرناها في المقدمة ، وبهذا فان المشروع له فوائد معنوية و نفسية و اخلاقية و اقتصادية لا تقدر بثمن ، كما انها تبرز حرص المجتمع من خلال مؤسساته على اهتمامه الفعلي بمشاكل الشباب و ايجاد الحلول لها .
2. الجهة التي تنشئ هذا المشروع تكون هي المالكة له ، و هي التي يحق لها جباية مقابل الانتفاع ( الايجار ) لكي تسترد تكاليف الانشاء و غيرها من المصاريف اللازمة ، ولكن على سنوات عديدة ، لان المشروع هو بالاساس مشروع خيري اجتماعي يهدف لمساعدة المقبلين على الزواج من ذوي الدخل المحدود و لا يسعى للربح السريع او الاستغلال ، فتكون قيمة الانتفاع ( الايجار ) مبلغا رمزيا بسيطا في متناول هذه الشريحة فتستفيد منه الجهة المالكة وفي نفس الوقت لا يرهق المنتفع ( المستأجر ) ماديا ، بحيث يستطيع مواصلة حياته الزوجية و التخطيط لمستقبل افضل لها .
3. هذا المشروع ، يمكن الاستفادة من قطعة الارض في بناء اكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية المصغرة ، فلو فرضنا ان مساحة المسكن لا تتجاوز 60م2 على النحو الاتي حجرة النوم 4×4م - حجرة الضيوف 4×4م - الحمام 2 × 2 م – المطبخ 2×3م – صالة المعيشة 10م2 فالمجموع 52 مترا مربعا أي لن تتجاوز المساحة الكلية للمسكن 60م2. فقطعة الارض الصغيرة يمكن بناء عمارة تحتوي على العديد من تلك الشقق المصغرة وبالتالي يستفيد منها اكبر عدد ممكن من الاسر الجديدة التي تبحث عن مسكن . و لا شك ان هذه الاسر ستغادر تلك الشقق الصغيرة بعد فترة لصغرها و عندما تتحسن أوضاعها ، فتستفيد من تلك الشقق اسر جديدة اخرى ، وهكذا تكون العمارة الواحدة قد ساهمت في حل عشرات المشاكل السكنية وما قد ترتب عليها من مشاكل .
تكاليف المشروع :
يلعب العنصر المادي دورا كبيرا في انشاء مثل هذا المشروع الخيري الاجتماعي الهادف الى ايجاد مسكن مؤقت لذوي الدخل المحدود لكي يبدأ حياته الزوجية ويتخلص من المشاكل النتاجة عن تأخير الزواج .
1. ويمكن توفير الميزانية اللازمة لهذا المشروع من الاموال المخصصة للاستثمار ومن المساعدات التي يمكن ان تساهم بها الجهات العامة و الخاصة المقتنعة بمثل هذه المشاريع الخيرية مثل الشركات و التشاركيات بالاضافة الى الهبات و التبرعات من ذوي البر و الاحسان ، و تخصيص جزء معقول من أموال الزكاة .
2. بما ان هذا المشروع اساسا هو مشروع خيري اجتماعي ، فيمكن اقناع مصلحة الاملاك العامة بتخصيص بعض الاراضي المملوكة للدولة لصالح هذا المشروع الخيري ليستفيد منه اكبر عدد ممكن من المواطنين البسطاء ، ويكون التخصيص بلا مقابل من باب التعاون على المشروع الخيري او بمقابل رمزي ، وبذلك تنخفض تكاليف المشروع .
3. يتم التنسيق و التفاهم و اقناع شركات البناء و المقاولات الكبيرة بان تساهم هي ايضا في هذا المشروع الخيري الاجتماعي من خلال تنفيذ اعمال البناء بأقل سعر ممكن ، مساهمة منها في حل مشاكل الشباب و المجتمع ، و يسمح لها بوضع لوحة على المبنى تحمل اسم الشركة المنفذة اعترافا بمساهمتها وايضا بمثابة الدعاية لها .
4. في حالة تعذر انشاء المبنى دفعة واحدة ، فانه يمكن بناؤه على مرحلتين او اكثر ، بحيث يمكن الاستفادة من كل مرحلة تنتهي في اسكان المنتفعين بهذا المشروع من العرسان الاشد حاجة و بالتأكيد فانه في وقتنا الحاضر بناء مساكن للشباب وحل أزمتهم وبناء اسر صحية أهم بكثير من بناء مساجد وهي كثيرة.
الخاتمة :
بعد توضيح اهم عناصر المشروع ، لا بد للجهة المالكة من وضع ضوابط و شروط بحيث تضمن حقوقها وتحافظ على ممتلكاتها من جهة ومن جهة اخرى حتى تتمكن الشريحة المستهدفة فعليا من الاستفادة من هذا المشروع الخيري ، فيكون هناك بحث اجتماعي عن الحالة للتأكد من دخلها المحدود و أوضاعها الاجتماعية ، كما يستلزم الامر وجود عقد قانوني يوضح كافة الحقوق و الواجبات بين الجهة المالكة و المنتفع ( المستأجر ) فهو الذي يتحمل مثلا تكاليف اصلاح اي خلل في المبنى يكون هو السبب فيه ويمنعه العقد من التلاعب و الاتفاق بالباطن بينه وبين اي طرف ثالث ، ويمكن للجهة المالكة ان تعطي الاسبقية في الانتفاع بهذا المشروع للعاملين لديها من ذوي الدخل المحدود الذين تنطبق عليهم الشروط او من العاملين لدى الجهات المساهمة في انشائه
كما ان الجهة المالكة تبدأ بتنفيذ و انشاء مشروع واحد على سبيل التجربة و في حالة ثبوت نجاحه ( ونحن نظن كذلك ) يمكنها الشروع في بناء مشروع اخر مثله او اكبر منه او يمكنها عندئذ من وضع خطة لانشاء مبنى كل عدة سنوات حسب الامكانات المتاحة .
فكرة هذا المشروع خطرت ببالي مع صديق لي فجهزنا هذه المذكرة ، ولكننا لم نجد "الوسيلة" التي توصلنا إلى الجهة التي يمكنها تبني هذه الفكرة و القيام بها لتكون حقيقة ... وقد رأيت نشرها في مدونتي لعلها تتحول بشكل ما إلى واقع يعود بالنفع والربح على المجتمع الذي نعيش فيه ... بالتخلص من احد مشكلاته المزمنة و المتفاقمة شكرا ...