الوباء ... العلاج وله بقية

By 7/22/2009 02:41:00 م
السلام عليكم ...
بعد أن استعرضنا مشاكل وعقوبات رذيلة الزنا نصل الى الحديث عن علاج مشكلة وافة انتشار الزنا ، ولا يمكن لأي مشكلة أن نحلها إلا إذا اعترفنا بوجودها وبخطورتها أولا ، فمن لا يشعر بمشكلة ما فكيف سيسعى لحلها ، ومن لا يدرك خطورة المشكلة فكيف سيتصدى لها ؟.
والسؤال المطروح هو هل نحن فى مجتمعنا لدينا مشكلة اسمها انتشار الزنا أم إن الأمر بسيط لا يتعدى مجرد حالات فردية ، ولا يمكن إن يخلو مجتمع ما من مجرمين ومنحرفين.

فإذا وجدنا إن مجتمعنا المحلى مجتمع طاهر وعفيف في الغالب الأعم ، و إن هناك أفرادا محدودين فقط هم الذين يمارسون الزنا ففي هذه الحالة فنحن في أمان لأن المشكلة فردية يمكن ضبطها والسيطرة عليها . ولكن الواقع يقول إن المشكلة ليست فردية و إنما هي مشكلة جماعية منتشرة وهي مرشحة لتكون ظاهرة علانية بكل أسف.
ولتكون على علم تام فإن هناك اليوم العدد الكبير من الصور واللقطات و الأعلام يصورها مرتكبوا الرذيلة و يوزعونها على الناس من أجل المباهاة والفخر و من أجل بيان رجولتهم ، تلك المواقف المشينة التي صوروها تكشف بوضوح انتشار آفه الزنا والمجون والفسق، لأن تلك اللقطات والصور ومقاطع ( الفيدوهات) تبين الفتيات من مختلف الاعمار بداية من المرحلة الاعدادية فما فوقها وهذه اللقطات تشتمل على الأف الصور والمقاطع مما يدل على كثرتها وانتشارها وقد ساهمت الكاميرا الموجودة فى الهاتف النقال على سهوله التصوير والنشر لدرجة أن من يشاهد تلك الصور سيصاب بصدمة كبيرة , هل من المعقول أن تكون بناتنا بهذا الانحطاط ؟ وهل يعقل أن شبابنا بهذا السوء ؟
شيء يكاد لا يصدق ألا إذا رايته بعينيك ، ستحتاج إلى وقت لكي تستوعب ما رأيت من هول وفظاعة تلك الصور.
وهنا يجب أن نحذر النساء اللواتي يذهبن إلي صالات الأفراح ويرتدين ملابس السهرة شبه العارية نحذرهن إن هناك كاميرات خفية وكاميرات الهاتف النقال تندس لتصورهن وهن فى تلك الملابس غير المحتشمة ثم يتم عرض صورهن وهن يرقصن أو هن في صالون التجميل أو هن يرتدين ملابس داخلية ، يتم عرض صورهن على الفساق وأهل الفجور ، و من القصص الغربية أن مجموعة من الشباب الفاسق أجتمع ليشاهد تلك القطات فإذا بصورة ولقطة لشابة ترقص في أحدى الصالات مكشوفة العورة ثم تبين إنها أخت أحد اولئك الشباب الفاسق ، ناهيك عن وجود لقطات لممارسة ألاستعراض الجسدي للبنات وهن عاريات وشبه عاريات ،وناهيك عن لقطات الدعارة وممارسة الرذيلة عيني عينك...... الخ.

فوجود هذه الصور واللقطات يدل على أن الأمر ليس حالة فردية وإنما هو مشكلة منتشرة خصوصا و أن عدد اللقطات والصور كبير وكبير جدا.
ومما يدلك بوضوح على أن المشكلة منتشرة ومرشحة للتفاقم تكدس الشباب المراهق وغير المراهق أمام المدارس ألاعدادية و الثانوية وغيرها من المعاهد، فهولاء الشباب ليسوا قلة ولكنهم يتكدسون بأعداد كبيرة وفي مواعيد محددة ، ونحن نستغرب هل هولاء الشباب لا عمل لهم سوى اصطياد البنات؟.
لقد أصبح ولي أمر الفتاة يعانى المشاكل بسبب هذه الظاهرة التي نراها تتكرر كل يوم فهل تكدس الشباب أمام المدارس والمعاهد مؤشر خير أم مؤشر شر ؟
و مما يدل على أن مشكلة الزنا وأخواتها أصبحت منتشرة ومتفشة في المجتمع هو كثرة اللقطاء الذين يجدونهم في أماكن شبه مهجورة وتكاد دور الرعاية تمتلاْ بهم . ولو سألت صاحب سيارة أجرة بإعتباره يسير دائما في الشوارع وينقل الناس هل الزنا منتشر أم غير منتشر فستجد الجواب سريعا لقد صار منتشرا وبوضوح.
إن وجود المشكلة والاعتراف بها وأدراك خطورتها هو الطريق الصحيح للسعي لحلها ، أما تغطية عين الشمس بالغربال والاستمرار في الادعاء بأن مجتمعنا طاهر عفيف ولا يعاني من مشكلة انتشار الرذيلة فهو في الواقع عامل مساعد على انتشارها لأن المرض إذا لم يعالج فسيزداد ويعدي الأصحاء .
فالمشكلة إذن موجودة ، و بالأدلة القاطعة ، وهي خطيرة ومرشحة للزيادة والتفاقم وسوف يأتي اليوم الذي سيدق فيه الزنا على كل باب من أبوابنا ، إذا لم نتصدى لهذه الآفة المهلكة للفرد وللجماعة فنحن جميعا في خطر كبير ومحقق أمام هذه الرذيلة القبيحة.
يتبع