السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بهذه المقدمة
"الأفكار التي تدور بخاطري هذه الأيام ... متعلقة بما يحدث حاليا من نشاط مفرط في عمليات الهدم و تنسيق الحدائق وتجديد كافة البنايات الإدارية والشوارع الرئيسية ورصف الطرق في العديد من المناطق ، وتعشيب المساحات المحيطة بالطرق خصوصا الرئيسية منها ومحاولة تغيير وجه المدن وتجميلها وإدخالها عالم التطور والتحضر ، حتى أن بعض المساكن الشعبية قد شرع في ترميمها وصيانتها على الحساب العام دون أن يدفع سكانها فلسا واحدا نرى ونسمع يوميا عن موقع جديد وقرار هدمه أو إزالته لتطوير المنطقة و أتابع أعمال الهدم في كل المواقع السابقة كلما مررت عليها وكلي أمل أن يحل محل هذا الدمار شيء أفضل بأسلوب أفضل ، وأستشعر الجهود المبذولة في سبيل ذلك ، ولا أنكر أنني معجب بهذه المجهودات وأرجو أن تؤتي أكلها وتعطي النتائج المرجوة."
بدأت التدوينة ونشرت في شهر 4 سنة 2008 وكانت باسم "ليبيا الانسان" يمكنك الاطلاع عليها...
أما اليوم... ولن أطيل
الأفكار التي تدور بخاطري هذه الأيام متعلقة بما يحدث حاليا من نشاط مفرط في عمليات البناء والصيانة والتعشيب وفتح الطرقات ورصفها، وهو ما يستبشر له العامة، بقول ( خير من بلاش)
والحقيقة أنه قد يكون البلاش خير منه من ناحية الأداء والجودة في الكثير من الأحيان، ولكن ليس هذا ما يدور في الخاطر هذه الأيام... إنما أكثر ما يمنع قيام دولة ينعم فيها الناس بالإستقرار من كل جوانبه...
قد يظن البعض أن الإستقرار سيتحقق في هذا البلد بدعم خارجي أو ماشابه... ولكن الحقيقة، أن عدم رد المظالم وارجاع الحقوق لأهلها بالحق، أهم جزء في مسألة قيام دولة في هذه البقعة من الأرض...
ماذا لو أن الأموال الطائلة التي انفقت هنا وهناك ، ولا شأن لنا بذلك فمن أراد أن يحمل على عاتقه ويثقل كاهله، فهذا شأنه فهو المحاسب عليه، وما باليد إلا النصيحة أو أضعف الايمان بالقلب الانكار... ماذا لو ان انفقت تلك الأموال في تسوية المظالم المتراكمة المتشعبة التي وصلت في أحفاد المظلومين الذين نزعت منهم أملاكهم أو حقوقهم وما ردت إليهم؟
ماذا لو أن سعت الحكومات إلى تسوية كل تلك العوالق بتلك الأموال؟
اخذت الدولة أرضك؟ حسنا ما الذي يرضيك؟ هذا ثمنها بسعر اليوم ، اخذ بيتك وسكنه شخص آخر، لا يمكننا اخراجه ولكن يمكننا تعويضك تعويضا عادلا، فتشتري الدولة هذا العقار من صاحبه الأصلي وتقوم بالتسوية مع من اخذه، أو أن ينقل هذا الشاغل للعقار لمكان آخر تجهزه الدولة وترد لصاحبه عقاره، وهكذا دواليك حتى تهدأ النفوس وترد الثقة في الدولة ويتسنى لها من بعد ذلك القيام بكل ما يلزم لترتيب نفسها وترتيب البلد بأكمله، ولا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ولا لأحد عند الدولة مظلمة... وعندها سيكون من السهل اعادة التخطيط...
و قد يكون الأمر معقدا جدا لوجود المتربصين بأي ثقب في انبوب المال العام حتى يستنزفوه فيخف ضغطه حيث اريد له ان يروي...
ولكن الحلول موجودة، والقدرة موجودة... ما يغيب ربما هو الدراية او الرغبة في تحدي هذا الأمر والاعتراف به حقا ومتابعته وجعله أولوية للحكومة او الدولة او ايا كان على رأسها... وذلك بدلا من انفاق المال على عشب يذبل بعد حين ، وارصفة لن يسير عليها أحد، وتعويد العامة على الهبات...
ناهيك عن ما يثقل القطاع العام من زوائد الموظفين الذين ينسون البركة في مرتباتهم التي تيقاضونها وذلك مسرب آخر يحتاج لحوار مستقل، فالكثير شكواه نحو قلة المرتب ولا ينتبه لقلة البركة فيه لقلة ما يؤديه من مقابل يتقاضى عنه هذا الراتب... وانت تلقي باللوم على مديرك وإن كنت ممن حصل على هذه الوظيفة بوساطة تجاوزت الحق وأعطتك مالست أهلا له...
وعلى كل... فان لم تتوجه الجهود لرد الحقوق ورد المظالم، وتطوير الادارة واستئصال العقلية العامة التي تعيش على مبدأ انا ومن بعدي الطوفان ولا اتخذ قرارا حتى لا الام عليه وإن فسد وضاع وهلك كل شيء... فهذا ما لن تقوم به دولة ولا يهنأ به أحد حتى من سرق مال الدولة كلها...
شكرا