رفقا بنا جميعا ...

By 10/04/2022 10:07:00 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



هل سبق وان سمعت بآية قرآنية تقول " إنما خلقت الجن والإنس ليرضوا النساء" ؟ أو " يا أيها الذين آمنوا ارضوا النساء تدخلو الجنة؟" أو من لا يرضي زوجته ويفعل ما تريد حقت له النار؟ 

باتت التربية اليوم متوافقة مع التدفق الإعلامي الزاخم الذي يركز على الحب وتلبية متطلبات الحب ، ورضا المحبوبة لتكون منجزا حائزا على الرضا التام، وانك يجب ان تعمل وتجتهد لتكسب المال لتوفر لحبيبتك ( وليتهم فقط يتحدثون عن زوجتك) كل ما تحب وأنت رجل يوفر كل ما تطلبه زوجتك إذا أنت رجل حقيقي.

وبكم هذا التدفق وقوته هناك كم من الضغط على من وجد نفسه ضعيفا في هذا المجتمع المتحامل المتجاهل "إلا من رحم الله" ليكون موفرا لولده وزوجته ما يجعلهم لا يهانوا بين اقرانهم وصديقاتهن حسب قولهم وعاطفتهم المتدفقة للتدقيق على نقاط ضعف اضافية فيه... حسب ما تقول الزوجة ، وانه يجب عليه أن يوفر لهم ما يجعلهم مثل أو أفضل من الآخرين... 

فهل يا ترى يسمع ذاك المستضعف قول الله تعالى: "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التغابن:15]." 

فيحذر من أن يتجاوز حدود قدرته في الإنفاق على أهله فكذلك يقول الله تعالى في كتابه: 

(لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7))

وهنا تحديد وتذكير لكي لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق وينطبق عليه الحذر كما الآية السابقة لكي لا يجر إلى ما لا يطيق ... فيتحول أهله إلى أعداء له.

ولعلك تذكر هذه الحادثة التي طلبت فيها امهاتنا بعض التوسعة في الرزق من النبي فكان الرد من عند الله ...

 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29[الأحزاب]

ولك البحث في سبب نزول الآية...


ولعلك كلما رفضت أمرا لا يمكنك ولا تستطيعه سمعت، رفقا بالقوارير ، استوصوا بالنساء خيرا... كيف تخليها في خاطرهم... 

رفقا بالقوارير...

أتعرف مناسبتها؟ 

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ له: أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بالقَوَارِيرِ.

وفي رواية رفقا بالقوارير... 


أي أنه يتحدث لمن يقود القافلة بأن يتمهل ففي القافلة نساء فرفقا بهن وهن على ظهور الجمال فلا تسرع ...

ولكن رفقا بالقوارير باتت اليوم في كل شي، مكانه وغير مكانه، تستحق الرفق ام لا تستحق، واستوصوا بالنساء خيرا... 


كيف توفق بين استوصوا بالنساء خيرا و" إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " دون أن تظلم نفسك أو تظلم اهلك وأولادك، قد يكون هو السؤال الأهم الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا 

فالتوفيق بين ، أننا مكلفون بإعلاء كلمة الله في الأرض ، وتعمير الأرض والمشي في مناكبها والعمل ليرى الله ورسوله عملنا ووجدت المرأة عونا لنا على ذلك كما أخبرنا الله... وبين الإسستيصاء بالنساء خيرا ، والمعاشرة بمعروف أو التسريح بإحسان ، وان نتق الفتن في المال والنساء ونصنع الأجيال التي يمكنها اكمال المشوار حتى تعلى كلمة الله في الأرض ، بعيدا عن أن نكون أدوات لإشباع الشهوات وتوفير المكسرات والتوافه والنثريات لترضى عنك النساء والأولاد وتأخذ منهن حقك المكتوب لك بالميثاق الغليظ دون أن تساوم على شيء لا تستطيعه...

وكذلك أن تعي النساء سبب وجودنا جميعا في هذه الحياة، وإنا كما أوصانا النبي وديننا ان نعامل النساء بالحسنى فقد أوصاهن وشدد عليهن في الستر لأنفسهن وعدم التزين لغير الزوج وأن يكن سكنا للرجل معينات له على أحوال الدنيا لا العكس ، والطاعة للزوج وتربية الأبناء ليكونوا من أهل الإسلام ورافعي رايته ولتكن الجنة تحت أقدام الإمهات...

فرفقا بنا جميعا أيها الرجل، فأنت القائد وبيدك أن توقف هذه المآسي التي تقع على رأس الجميع ذكورا واناثا، عليك ان توقف هذا العبث وتعيد كل شيء لمكانه، وتوقف المهازل وتستر النساء وتقف وقفتك لتكون حقا رجل ولا تخشى في الحق أحدا وإن كان سفير الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة ، أو قناواتم  وبرامجهم جميعا...


رفقا بنا جميعا... يرحمنا ويرحمكم الله ... 


شكرا