النصيب ...

By 7/27/2015 11:14:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



تأمل
ماهو النصيب ؟ 
و لماذا نعلق عليه الكثير من فشلنا و كسلنا؟ 

الله سبحانه يعلم الغيب و يعلم المستقبل و النوايا و الخفايا ... في علم الله المسبق الذي ليس كعلم أي مخلوق ... 
أي علم الله سابق كل شيء و يعلم الغيب و المستقبل و ما سنفعل بكل دقة ...

في علم الله المسبق ... أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار ...

و لكن هل يعني ذلك أن الله أجبر أحداً أو كتب على أحد أن يكفر أو أحداً أخر ان يؤمن؟ 
أم هي اختياراتهم ؟

تخيل أنك معلم ... مدرس ... و لديك مجموعة طلبة .... أحد الطلبة تعرف أنه ذكي و فطن و يفهم بسرعة و يجيب و يجتهد ... و آخر تعرف أنه كسول و لا يحب الدراسة و لا يبذل جهداً ولا يحاول حتى ...

أنت كمعلم ... بخبرتك تعرف جيداً أن الأول سينجح ... و الثاني سيرسب ...

بالرغم من علمك بما عليه الإثنان ... أنت لست المسؤول عن نجاح و رسوب أي منهم اليس كذلك؟

ولكن علمك بما هم عليه يجعلك تعرف النتيجة ... اليس كذلك ؟

النصيب...
إن أردت فهمه ... لكي تتوقف عن تعليق فشلك أو تأخرك في شيء أو سوء إختياراتك عليه ...

أنت الآن تريد أن تشتري بطيخة ... دلاعة ... 

لاحظ أن الرغبة بدأت بك أنت ... أنت أردت أن تشتري دلاعة ... 

عندما تراودك الرغبة ماذا ستفعل ؟ 

ستنتظر حتى تفتح الباب و تخرج لتجد دلاعة أمامك؟

لا ...إنما ستقود سيارتك بإرادتك و إختيارك ... و تقصد أقرب محل يبيع الدلاع ... أو المحل المفضل لديك ... بإختيارك أيضا ... 

تنزل من سيارتك بإختيارك ... و تقف عند المحل بإرادتك و إختيارك أنت ... و تختار دلاعة بإختيارك أو ربما توكل صاحب المحل بأن يختار لك دلاعة خير ما يكون  لأنه خبير فيه ... و كل ذلك بإختيارك اليس كذلك ؟ 

أنت من أتى إلى هنا ... و لم يجبرك أحد أو أي قوى خارقة أو غير مرئية أن تاتي لتختار الدلاعة ... 

أخذت الدلاعة و وافقت على دفع ثمنها بإرادتك ... و وضعتها في السيارة برغبتك و إرادتك و إختيارك أنت دون إجبار ... و بكامل وعيك...

و رجعت بها إلى المنزل و أدخلتها إلى بيتك بإرادتك أيضا ... 

و أيتيت بها برغبتك و إرادتك الكاملة و إختيارك و وضعتها على الطاولة ... و أمسكت السكين الذي اخترته بنفسك ... و بإرادتك و رغبتك و إختيارك ... شققتها نصفين ... الآن ما ستجده في هذه الدلاعة ... بيضاء أو حمراء لذيذة ...

ذاك هو نصيبك منها ... ذاك هو نصيبك من بعد إختياراتك الإرادية ...

و علم صاحب المحل أنك ستختار تلك الدلاعة ... لا يعني بالضرورة أنه أجبرك عليها أو أنه خبأها لك منذ أن اشتراها ... او جمعها من الأرض ... و لم يجبرك على الخروج من البيت و قصده لتشتريها هي بالذات ...

نصيبك ... 

الذي أتى نتيجة إختياراتك و أخذك بالإسباب ...
فلا تعتقد أنك ستجلس في مكانك دون أن تأخذ بالأسباب و يأتيك نصيبك حيث أنت ...


علم الله المسبق بالأشياء التي ستختارها و مكتوبه لك لا يعني بالضرورة إجبارك عليه ... بل سبحانه و تعالى عرف أنك ستختار كذا فقضى الأمر و قدره ...

علمه بمن ستتزوج لا يعني أبداً أنه فُرض لك أو أنك ستختاره ...

هناك نقطة مهمة ... فيها جهل مدقع في مجتمعنا ... 

فهناك فتيات يقلن ... أنهن لم يطرق بابهن أحد و هذا يعني أن نصيبهن لم يأتيهن بعد ...

نقول ... لماذا يرفض مجتمعنا أن يزوج الأب إبنته ( أخطب لبنتك قبل ولدك ، و في ذلك أيضا قرآن و سيرة  ) إن وجد شابا مناسبا و عرض عليه الزواج؟ " طبعا هذا يعتبر عار و تدليل بالبنت و عيب ولا يصح في حين أن البنت نفسها تسوق لنفسها بالبحث عن عشيق أو حبيب أو لبس الضيق و التمايل أمام الشباب و محاولة إغراء هذا أو ذاك في المكتب أو العمل أو الجامعة حتى يقع في الشباك و يخطب ... اه لا بأس هذا نسميه حب و إعجاب .. ليس تدليلا ولا تسويق ... "
وهناك أساليب أخرى كثيرة جداً سليمة كان الناس فيما سبق يقومون بها ولم يكن فيها عار ولا عيب ، حتى أن هناك من كانت تسمى بالخطابة ...

على كل ... النصيب هو ما يأتي نتيجة إختياراتك و قبولك أو رفضك ... فلا يمكن أن يخطب رجل طيب صالح و نرفضه و نقول له ... النصيب رفضك ... لا نملك لك من حل ... في حين أن إختياراتك و نظرك إلى المعطيات هو الذي جعلك ترفضه ... و من ثم تزوجها لشخص لا يصلح للتزويج ... و تقع الفأس  على رأسك أنت و إبنتك التي داخت سبع دوخاتو اغمي عليها و احتاجت الى تغذية سريرية لتتزوجه ... و تقول نصيبها؟...

لا يا حبيب قلبي نور عيوني ... هذا إختيارك أنت بناء على ما رأيت أنه مصلحة و إبنتك أصرت عليها بحكم أنها قد تكون سلمته نفسها قبل أن تعرف  هل هو إنسان أم هامش ...


عذرا و ولا عذرا على الإطالة ... لأن الموضوع طويل و مازال يحتاج أن يكون أطول و لكن ...
النصيب ... هو نتيجة ما ستحصل عليه بإختياراتك ... 


شكراً...