الوباء... بقية

By 6/03/2009 03:46:00 ص
مازلنا مع توضيح شدة القبح لرذيلة الزنا في الاسلام ، وفي الحديث الشريف " ما تركت على امتي فتنة اضر على الرجال من النساء " فوصفه بانه اضر فتنة وفي صحيح مسلم " اتقوا فتنة الدنيا وفتنة النساء فإن اول فتنة بنى اسرائيل كانت من النساء " ، وعند ما تحدث القرآن عن الشهوات جعل شهوة النساء هلي الاولى فقال تعالى في سورة ال عمران " زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... " 14

وفتنة النساء تعني ان ينحرف الرجل بسببهن عن الصواب والحق ، و الزنا هو اقبح صورة لهذه الفتنة فالمرأة بسحرها واغوائها ومفاتنها قد تتحكم في الرجل الضعيف كما تشاء ، فتعده وتمنيه و قد تمنحه ما يريد من شهوة مقابل ما تطلبه منه من شروط وطلبات ، وهنا يكون الخطر الكبير ، فكم من طالبة فاشلة اقامت علاقة مشبوهة مع المدرس فصارت درجاتها ممتازة ، و كم من مصلحة حاول الرجال قضاءها ففشلوا فلما استعانوا ببعض البغايا تم انجاز المطلوب بسرعة البرق وكم وكم وكم ... وقد انخرط رجل متزوج في مستنقع الزنا فصار ينفق امواله ويمضي وقته يلهث وراء الفاسدات فاهمل اسرته واهمل الانفاق على زوجته واطفاله وصار في البيت كثير الشتم و المشاكل ، وصارت زوجته المسكينة تتسول علبة الزيت و الطماطم ورغيف الخبز من الجيران ، وكان احد الجيران يعطف عليها ويعطيها ثمن حليب الاطفال ، ومع المدة ازداد التعارف بينهما وتحركت شهوته فطمع فيها فراودها عن نفسه ، فقلت سبحان الله ذلك الزوج يسعى للزنا خارج بيته و يدفع المال من اجله والزنا يقرب الى زوجته مقابل علبة زيت او طماطم او حليب ، و المصيبة ان لديها بنات صغيرات فمن يدري ما المصير الذي ينتظرهن في هذا الجو الفاسد ؟ فهذه القصة الواقعية من داخل مجتمعنا فيها توضيح كامل لمعنى فتنة النساء وما ينتج عنها من زنا ومشاكل طويلة وعريضة ، على المستوى الاخلاقي و المالي و الاجتماعي فهل من معتبر ؟

ومن بشاعة هذه الرذيلة انها مصنفة ضمن اقبح الذنوب ففي الحديث الشريف " ما من ذنب بعد الشرك اعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " رواه احمد . وفي صحيح البخاري عن عبد الله قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم قال ان تجعل الله ندا وهو خلقك ، قلت ثم أي ؟ قال ان تقتل ولدك من اجل ان يطعم معك ، قلت ثم اي ؟ قال ان تزاني حليلة جارك"

وقد انزل الله في سورة الفرقان تصديقا لنبيه فقال " و الذين لا يدعون مع الله اله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب .. " 68 – 69 , وقد اختلف العلماء أي الذنوب اعظم بعد الشرك بالله ، فقال بعضهم القتل ، وقال غيرهم عقوق الوالدين ، وقالوا قول الزور ، و لحل هذه المشكلة نقول ان الزنا هو اعظم الذنوب بعد الشرك اذ انتج عنه قتل المولود الحران فيجتمع الزنا مع القتل او يجتمع الزنا مع قول الزور اذا حدث الزنا مع شخص ثم يتهم شخص اخر بريء ، فالزنا اذا صاحبه حمل محرم ثم يقتل المولود الحرام وقد توجه التهم الى ابرياء عندها يكون الزنا من اعظم الذنوب لانه اشتمل وسبب في بقية الجرائم من قتل و جناية وقول الزور ، وكذلك يكون الزنا من اعظم الذنوب اذا نتج عنه مولودا حراما يعيش في المجتمع حياة التشرد و الضياع فيتحول الى مجرم قاتل شرير يسعى في الارض فسادا وكان الناس اذا لاحظوا كثرة فعل الشر من احد يقولون عنه هذا ولد حرام.

وقد وصف الله تعالى بعض زعماء الكفر من قريش الذين حاربوا الاسلام بشدة بوصف الزنيم " عتل بعد ذلك زنيم " سورة القلم 13. فالزنيم يطلق على ولد العاهرة و يطلق على الدعي الذي ينسب لقوم وهو ليس منهم كما يطلق على من يعرف بالشر واللؤم واغلب اعداء الرسل هم على هذا الوصف القبيح ، كما ان اغلب اولاد الزنا يكونون منحرفين مجرمين بسبب سوء الاصل و التربية ، وهكذا يكون الزنا من اقبح الذنوب لانه ينتج هؤلاء المجرمين الاشرار الذين يرتكبون كل الجرائن البشعة الاخرى ، وفي سورة الاسراء قال الله تعالى لابليس " و استنفر من استطعت منهم بصوتك واجبل عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال و الاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا " 64 فالشيطان يشاركنا في المال المكتسب بالحرام كما يشاركنا في الاولاد عن طريق الزنا و العياذ بالله ، فهو له نصيب كبير في السيطرة على اولاد الزنا.ومن قبح الزنا انه موصوف بالظلم ، فعندما راودت امرأة العزيز يوسف عن نفسه وغلقت الابواب قال لها " معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون " سورة يوسف 23
اي لا يفلح اهل الزنا وسماهم ظالمين لانهم ظلموا انفسهم بالزنا و ظلموا من اعتدوا على عرضه ، فلا يليق بمن وثق بك واعطاك الامان واكرمك واحسن معاملتك ان تخونه في زوجته سواء كان صديقك او جارك او قريبك او رب عملك فانك بذلك تنتهك حرمة الجوار والصداقة والقرابة وتخون ثقة الناس فيك وهذا من اقبح صور الظلم لانه خيانة وطعن في الظهر ، ولو خان سيدنا يوسف وزنا بزليخا لسقط الى اسفل السافلين ولكنه بعفته بفضل الله ارتقى الى اعلى الدرجات عند الله وعند الناس جميعا