التاريخ ... وبئسا للوطنية

By 6/13/2018 06:53:00 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



قد تكون ممن سمع أو قرأ عن إنقسام الأمم فيما سبق من عهود... وما قام من حروب بين الأخوة وأبناء العمومة...

ولكنك لم تعش شيئا كهذا من قبل، وها هو يحصل أمامك كل يوم...
تقسيمات بأنواعها ، تزرع الكره بين أبناء العمومة والرحم الواحد، هذا يؤيد جهة وآخر يؤيد أخرى وكلاهما يلقي بصاحبه إلى الجحيم ليصليه سعيرا بما يظن أنه حق وما يظن أنه باطل... ويكبر الله على ذلك!

الأمل في الهدوء وعودة الأمن للأرض التي فيها تعيش وإطمئنان الناس وسعيها للخير والفرح بالماركات العالمية ووجودها في البلاد والشركات الأجنبية التي ستوظف الشباب إلخ... منعش ولذيذ ولكن الواقع الذي نصنعه نحن اليوم...ونغذيه بما في أنسنا من عجز ومرض، "إلا من رحم الله" يشير إلى غير ذلك... وعش أنت ولا تمني نفسك بالأجيال القادمة.

لم يكن للمسلمين يوما أن يهزموا من عدو خارجي، إلا أن يخون بعضهم بعضا... وربما الأجدر أن نقول المؤمنين...

اليوم أنت تعيش التاريخ الذي عنه سيقرأ من يعيش بعدنا كما قرآت أنت عن ما كتبه من قبلنا... والآن تساهم في صنعه ... فتراكم الأفكار وتراكم الضغائن وكره الآخر وتحويل كل شيء إلى نحن و هم... هناك وهنا... الإفضلية لنا والسوء لهم من كل جانب...

يقول أحدهم... "ماعمري تخيلت ليبي يقتل ليبي هكي... "

عجب عجاب هذا القول أستغربه وأستهجنه... وإستغرابي مبني على قول "ليبي" فهل بتنا ليبيين قبل أن نكون مسلمين؟ وليبيين أكثر من كوننا مسلمين؟ هل هناك ليبيا في الجنة أو في النار؟

الإسلام هو ما جمعنا فهل فرقتنا البلاد و الجنسيات؟

بئسا للوطنية وبئسا لمن يطبل لها وينادي بها وبئسا لكل من جعل دينه مرتبة ثانية أو ثالثة من أجل رزق هو له مقسوم...
تبيع دينك بعرض من الدنيا؟ وماذا ستجني من وراء ذلك؟
لن تستفيد في الدنيا ولا الآخرة... إن كنت تبيع آخرتك بعرض من الدنيا...

إن قيل لك سابقا أن شخصا في حيكم يقتل جاره كنت ستستنكر...
والآن إن قيل لك أن أرضك ستتشتت... ستستنكر...
واليوم أنت ترى الأخوة يتقاتلون ويستشفون من دماء بعضهم البعض... من أجل دراهم وجنيهات...

وتجد لذلك تبريرا وتكبيرا وتهليلا... وفرحة أيضا؟

أعتزل الفرق كلها... لا أؤيد أحدا يضرب بدينه عرض الحائط أيا كان هدفه وأيا كانت شعاراته...ولا من يستعمل الدين ويتغنى بإتباع السنة وأنه من الفرق الناجية يزكي نفسه على الله ، و لا تهمني ليبيا ولا تهمني الأرض ، فكما أنني عبد من عباد الله أسأل الله أن يستعملني في الخير لما يرضيه عني ويتجاوز به عن سوء أفعالي... فإنني لا أعترف بوطن ولا أعترف بأرض تخصص لي ولدت فيها أو عشت فيها، بل أرض الله واسعة كلها متاحة لي إذا ما أردت التنقل فيها بما إستطعت... فلم نخلق في هذه الدنيا لنحارب من أجل الأرض بل خلقنا لنعبد ربنا ورب هذه الأرض...

ومن لم يتعلم الدرس بعد ليعد إلى الله... فهذه نصيحة وهذا تذكير...
أفق يرحمك الله وإرجع لربك وتب ... فوالله إن عذاب الله شديد، ووالله إن لفح النار والعياذ بالله لشيء عظيم ... عذرا ولكن لا أستطيع تخيل الأمر وأعوذ بالله منه فلا قدرة لي على العذاب ولا أظن أن هناك من يستطيع الصبر عليه دنيا وآخرة...

(( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) )) الروم

فهل لنا أن نرجع يرحمني ويرحمك الله؟

لا يجب أن نكون حمّالين للحطب لنكبر نارا نقلى فيها بزيت نفط أرض لم نختر أن نولد فيها...
إعتزل الفرق كلها...

شكراً...