حربنا على طبيعتنا ...

By 12/13/2015 08:22:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


إنه نحن ... إنه فينا ... 

شيء موجود في أصل خلقتنا و فطرتنا التي خلقنا الله عليها … 
من العيب و ليس من الأدب أن تتحدث عنه من باب التعليم و التوعية ، ليعرف الزوج و الزوجة الحديثي الزواج كيف يبدأون حياتهم الزوجية دون أخطأ و كيف يستمتع أحدهما بالأخر بما حلل الله لهم ، و أن تكون تجربتهم تجربة صحيحة 
عيب ممنوع غير مرغوب فيه أن تتحدث عن ذلك ، و حتى أنك كيف تكتب و تنشر موضوعها كهذا بأدب؟

ولكن ليس من الممنوع أن يتحدث الجميع فيما بينهم و يتناقلون معلومات خاطئة و يتصرفون تصرفات تهدم بيوتهم ولا يجدون من يوجههم التوجيه الصحيح لأجل المصلحة و لأجل عدم الدخول في الخطأ أو التجاوز فيما أحل لهم أو على الأقل أن تكون علاقتهم علاقة صحيحة شافية للطرفين و دون تضييع حق أحدهما عن الآخر 


فهل هذا حمق منا أم هو جهل و تخلف في عقولنا ؟

أن نسمح بالسفاهة و السخف أن يتداول بين الجميع ولا نسمح بالصواب و الصحيح أن يتناقل و أن يناقش و إن كان في مساحات مسموح بها عقلا و دينا و فطنة و أدبا بإشراف عقلاء و بمعلومات صحيحة لا حرمة فيها … لنصحح كثير من مسارات زيجات محطمة و إن كان الجميع يراها مستمرة لا طلاق فيها؟
غريبة نظرتنا لنجاح الزواج في إستمراره فقط و إن كان نتاجه حطام لرجل و إمرأة و أطفال … 

كم نحن منافقون في أمور كهذه ، نظهر ما لا نبطن … نتصرف بعكس ما نحتاج و بعكس ما نريد … ولا يتصرف ضد مصلحته إلا الأحمق الذي يرى أنه يحسن لنفسه من حيث أنه يضرها … 

فما المشكلة أن يكون لدينا مساحة توضح فيها الأمور التي يحتاجها كل إنسان في حياته قبل الدخول إلى العالم الذي يكاد الجميع يقطعون بعضهم بعضا للدخول إليه وهو عالم الزواج ، تلك القاعدة التي يبنى بها الجيل بعد الآخر … 

بنينا الزواج على أنه بيت جاهز مجهز من كل ما يوسع العين و يبهجها ، و ملابس و مرتبات و حفل لابد أن يكون مبهجا مبهرا يتحدث عنه الناس و نسينا الجوانب الأصلية التي تبنى عليها الأسرة السليمة التي سينتج عنها حياة مريحة و جيل عاقل … سليم بعيد عن العقد النفسية … 

تكذب على نفسك و يكذب الجميع على أنفسهم إن قالوا لا الحياة الخاصة للزوجين ليست بالأهمية … 
كاذب … تكذب على الجميع و تذكب على نفسك قبلهم  … الحياة الخاصة التي يستحي الكثيرين حتى السؤال عنها خوفا من الاصطدام بردود مستهزئة … ( أيعقل أنك لا تعرف شيئا كهذا؟) هي شيء مهم في الحياة الزوجية و ليكن في علمنا جميعا أنها سبب من أسباب الزواج المباح أن يعف الإنسان نفسه و له على ذلك أجر عظيم  و الله دائما في عون الناكح المستعفف … فهي حاجة طبيعية موجودة لدى الجنسين ، الرجال يشتهون و النساء يشتهين … و الكل له حاجته التي أحل الله أن تقضى بالزواج …

قد تسمع أحدهم يقول … أن ذلك شيء مهين أو غير راقي … و هذه نظرة خاطئة … لأننا لم نختر كيف نخلق و كيف نكون و كيف نتكاثر ولم نختر أن تزرع فينا الشهوة التي نهملها فتهلكنا … و لكن الرقي في هذا الأمر يتعلق بكونه حلال أم لا … 
فقد أحل الله لنا الطيبات من الأمور … و الطيبات من الأزواج … و كلمة الطيبات لا تعتقد أنها تعود على النساء فقط… فكما يستمتع الرجل بالمرأة … فإن المرأة تستمتع بالرجل بعضهم ببعض.
و بإمكانك البحث في القرآن للحصول على دقة الوصف في بعضهم لباس لبعض … و كم هو وصف راقي و لطيف جدا لشيء إن أستعمل في الحلال فهو قمة الرقي … قمة النقاء و الصفاء … 
و لا ننسى أن نذكر أن الأجر فيه عظيم ، أن يقضيها الإنسان في حلال … فكما يحصل على إثم إذا قضاها في حرام فإنه إن قضاها في الحلال فأجره أعظم .

فلما نتعامل مع طبيعتنا كأنها عدو لنا؟ في حين أننا نعادي أنفسنا ونحطم أساساتنا بتداول معلومات سخيفة لا تمت لنا بصلة ولا بالصحة و العقل و المنطق و الصلاح و الإيمان بأي إتصال ؟

لأننا حمقى … ولن نستثني منا أحدا … فمن عرف و فهم و لم يتحدث يكون أحمقا لأنه اعتقد أنه لا يحتاج إلى نصح الأخرين و إعتقد أن هذا شيء فطري يمكنه ان يحدث كما يحدث عند الحيوانات أكرمكم الله ، و نسينا أن النبي تحدث و نصح و أوضح الكثير في هذا الجانب … ومن لم يعرف أيضاأحمق لإنه لم يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة الصحيحة و اكتفى بمعلومات خبيثة ضللته و ضللت عقله و أدخلته في دوامة لن يجدها في الواقع و لن يستطيع أبدا الحصول على جزء مما يتابعه و يعتقد الآن أنه هو الأصل ، لغياب المعلومة الصحيحة … نعم نحن حمقى و يجب أن نفيق و نعي أن ما وجدنا عليه اباءنا لا يصلح لنا اليوم … و أن هناك دين يجب أن نفهمه فهما صحيحا … و أن نتحول إلى منطق أفضل و أكثر وضوحا حتى لا تهدم البيوت … و إن استمعت لمن ينصح المتزوجين او المقدمين على الزواج … عن هذه الأشياء لصعقت … و فهمت أن الكوارث التي تحدث و الطلاق له أصول عميقة في تربيتنا و ليس فقط عدم تهيئة للمقبلين على الزواج لإستقبال الحياة الجديدة التي يكاد نفس كل منما ينقطع حتى تحين اللحظة التي يستر فيها كل نفسه و يجد ما يعينه على مابه من طبيعة …

عيب و خروج عن النص أن تتحدث عن هذه الشهوة في العلن و إن كان بالصحيح المطلوب الواجب و لكن لا بأس أن تتحدث عنه و تتبادل صوره و فيدواته و معلوماته المغلوطة مادام سرا … و لا بأس ان تلمح بكلمات واضحة فاضحة علنا مادمت لا تهتم لصحتها من عدمه … 
و كما يحدث دائما الهدم و الأمراض تبدأ سرا ولا تدري إلا وقد إجتاحتكم و أصبح الوقت متأخرا للعلاج …

و ربما هناك الكثير ممن يقرأون و يفكرون فيما مروا به من تجارب بائسة فقط بسبب عدم بحثهم عن سنة النبي في هذه الأمور ، بسبب إتباعهم نصائح خاطئة عقيمة مصدرها كان أفلام لا تحمل من الواقع شيئا ولا تعطي أي إنطباع عن الحقيقة السليمة ، بل تنشر المرض و الأفكار البائسة التي أدخلت الأمراض لفراش الزوجية … و شققته و هدمته ليشعر كل منهم انه لا يحصل على ما كان يتخيله مما علق بعقله من تلك المعلومات الهدامة … 
ولكن … هناك مجال دائما لتصحيح كل شيء … فإبحث في السيرة عن أحاديث نبوية تنصح فيها الزوجين بنصائح تفيدهم في هذا ، و هناك سنن كثيرة تجعل من نتائج اجتماعكم أفضل بإذن الله … ناهيك عن إعطاء كل طرف للأخر حقه الكامل الذي كثيرا ما يعجز الكثيرون أن يطالبوا به خوفا من الرد أو خوفا من الخصومة ولكن يشتكون به لمن يعتقدون انه صديق … 

قد لا يعجبنا الحديث في هذا … ولكن كذلك لن تعجبنا نتائج إهمالنا و مداراتنا و سكوتنا عن كل ما يحدث في الخفاء و نحن اليوم نكاد نرى كثير من الشباب و البنات بأفكار و قناعات خاطئة جدا لا يجب أن يسكت عنها و يجب أن تصحح لأن هذا الموضوع من أهم أسباب الطلاق … على الإطلاق ... 


كفاية … يكفي … لا تسترسل أكثر … كفاية …


شكرا