السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الآن في سنة 2015 أخبار ربما لم تسمع بها …
شباب يعملون بجد و إجتهاد لنشر التوعية تطوعا يزورون المدارس و يلقون محاضرات توعية بمخاطر المخدرات و الأمراض التي تصاحب التعاطي و يتنقلون من مدرسة إلى أخرى و من مدينة إلى أخرى بحثا عن الأجر من الله لا أكثر …
مجموعة من الشباب و الدارسين في كلية الطب يزورون المدارس في حملة توعية و تدريب على الإسعافات الأولية و توعية الطلبة بالعديد من الإجراءات و تزويدهم بمعلومات طبية صحية قيمة لتوعيتهم …
شاب يقيم مدرسة خاصة و يبذل جهدا لتعليم الطلبة الإملاء و الخط بالشكل الصحيح تصحيحا لمشاكل نشأت من إهمال الأهل و المدارس لفترة لا باس بها من الزمن نتج عنه ضعف شديد في الإملاء في الثانوية و الجامعات …
شباب يسعون لمد يد العون في مناطق يعيش فيها المسلمين في قرى بلا مال يساهمون في حفر الآبار و نشر الوعي بالدعوة إلى الله بدعم من أهل الخير المتبرعين من كل مدن البلاد …
مدرسة تبنى و تؤسس بجهد خاص لتكون منطلقا لنشأة جيل في وسط ملائم و يسلم إدارتها لمؤسسة الدولة لإدارتها…
حملة لتشجيع القراءة و توزيع الكتب تقام من شباب و طلبة بدعم بسيط ممن ساهم معهم من عامة الناس يقيومونها وسط المدينة لدعم فكرة الإطلاع و قراءة الكتب …
معلمة تجمع المال من المتبرعين و المساهمين من جيرانها و أهلها لتشتري جهاز عرض حائطي ليساعد في الشرح و التوضيح لطلباتها …
رجل يتكفل بتوزيع الزكاة و النفقات على الأرامل و المطلقات و العاجزين ليغطي أكثر من عشرين حصة كل شهر لمدة عام كامل و يقوم بذلك على مدى أعوام حتى الآن …
دكاترة يتحملون المشقة و العمل في وسط طارد و بيئة مشحونة ليشكلوا فرقا في حياة المرضى الذين لا مكان لهم ليخفف عنهم الالم ، ولا قدرة لهم للسفر للحصول على ما يحصلون عليه من عناية بسبب هؤلاء الأطباء …
صيدلية توزع الدواء بالمجان لمن كان لديه مرض مزمن مستمر كضغط الدم و السكر ( عافانا الله وإياكم) و يكفل عددا من المرضى طوال سنوات …
إمرأة تزور أسرا محتاجة تساعدها بما تستطيع و تخفف عنها حمل إدمان أو مرض الزوج و صغر سن الأطفال …
أسر تفتح منازلها لمن لجأ من الحرب في المنطقة الشرقية دون طلب أي مقابل و بكل رحابة صدر …
حملات نظافة للشوارع تقام هنا و هناك على أيدي شباب ، ينظفون و يطلون الجدران و يخفون التشوهات التي طرأت عليها بالخربشات و يحاولون تجميل المحيط بجهدهم الخاص …
و غيرها أخبار كثيرة … تموت في مكانها …
لماذا لا تنتشر هذه الأخبار و تشارك بالآلآف كما تشارك أخبار القتل و الغدر و اللإجرام و الفتنة لتزداد تأججا و يزداد الدم عمقا …
لماذا لا تشعر بالرغبة في أن يعرف الجميع هذه الأخبار كما ترغب في معرفتهم لخبر الموت و القتل و الخطف و السرقة ؟.
قد تكون تلك الأخبار أكثر إثارة للشهية و سدا لحاجتك لمعرفة ما يجري ... و لكن أيضا غيرها من الأخبار موجود … و ليتك تكسب مالا من نشر الأخبار السيئة و ليتك تحصل على أجر منها أو تكسب عيشك … و لكنك الحقيقة لا تكسب شيئا ولا تزيد إلا هما و غما لك و لغيرك و تساهم في فتنة كانت ستؤد إن لم يتشارك الجميع الأخبار.
النسب تبدو ضخمة عند إنتشار الخبر و إن كانت الحياة في الشارع غير الذي ينشر ، و إن وجد اللإجرام و لكن أيام كثيرة تمر دون حدوث شي في الكثير من المناطق …
ولكن نشر خبر مقتل شخص يبدو كأنه خبر موت الجميع …
و خبر إحياء روح يبدو كأنه لا قيمة له و لا يهتم له أحد … إلا من رحم الله بتعليق عابر أو إعاجب خافت …
و إن إهتم ... كأنه يقول الحمد لله في ناس بهذا الخير ولكن الشر أكثر هات زدنا … أخبار الشر و ماذا حدث فأخبار الخير لا إثارة ولا تشويق فيها ، و من عمل خيرا فأجره على الله …
لا تشارك في الفتنة بنشر الأخبار ... لا تساهم في ضياع المعروف بين الناس ...
كن ناقلا للخير و الا فلا … ألم تسمع من قبل ( قل خيرا أو أصمت ) ؟ ألم تمر عليك من قبل؟ و الله أن تسكت و يمتلئ نهارك صمتا خير لك من نقل أخبار السوء و ضياع المعروف بين الناس و زيادة الفتنة …
كن عاقلا توقف الخبر السيء تنشر الخبر المشجع ولا تغرق غيرك في دوامة الخوف و إن كانت موجودة ...
شكراً…