السوق السوداء ...

By 10/07/2015 09:40:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



السوق السوداء ...

مساحة حرة ... يتحكم فيها العرض والطلب وعدم توفر مواد في غير مكان بغير سعر 

أسعار بعضها زهيد لعدم وجود رسوم جمركية أو رقابة أو مصاريف إضافية … و غيرها مرتفع لعدم توفره في غيره من الأسواق …

تزدهر السوق السوداء في كل أنحاء العالم خاصة العالم المستبد حكماً والمهمل خدمة وفي الحياة جودة ... أما العالم الذي يخدمه حكامه فهو أضيق بكثير في سواد سوقه ... لتوفر السلع و وضوح الرؤية والإستقرار والتخطيط الممتد أملاً…

من المقبول عند من يتعاطى السلع في السوق السوداء أن يحصل على حاجته وهو يدعم المزود ويدعم السوق وإستمراره لأنه غالباً لا يجد مصدراً آخر لهذه السلعة التي قد تكون ممنوعة أو محضورة أو محتكرة على البعض دون غيرهم ، و قد يكون منعها بسبب ضررها الشديد .

وفي مجتمعات كمجتمعنا " النزيك" فإن السوق السوداء مزدهرة وزاخرة بكل ما يمكن أن تتخيله .. فالسوق الرسمية تكاد تكون معدومة ...و الواردات تسيطر عليها السوق السوداء ... حتى في إتمام الإجراءات لديك مسار السوق السوداء ... 

وكل هذا قد نعده مقبولاً لتوفر الوسط بل الأوساط الملائمة لنمو هكذا سوق ، و على الأقل توفير ما لا يتوفر و حل مشاكل لا تحل إلا بالسوق المفتوحة هذه التي لا قانون فيها إلا العرض و الطلب ... أخفي السلعة في سوقها الأصلي و سيزدهر لها سوق في الظلام … 

ولكن ما لا يجب ولا يصح القبول به أن يمتد السوق السوداء إلى ثقافتنا و إلي تعليمنا... إلى ما يتعاطاه الأطفال من معلومات ...
هل خطر ببالك أن ابن السابعة والعشرين المقبل على الزواج من أين حصل على معلوماته التي سيبدأ بها حياته الزوجية؟ وعلاقته الحميمية مع زوجته؟ وهو لم يتلقى معلومة واحدة من أب أو عم أو خال أو شخص عاقل رزين موثوق؟
هل خطر ببال من يزف إبنته فرحاً بأن زوجها ، أنها لم تتحدث معها الأم ولا الخالة ولا صديقة الأم من أصحاب التجارب لتعطيها معلومات صحيحة موثوقة غير مزورة بتجارب فاشلة؟ 
وهم على ثقة أنها تعرف وأنه هو يعرف … و ستعلمهم التجربة … 
بالفطرة؟
لا بل من السوق السوداء ... التي توفر كل شي محرم … وتوفر كل شي مطموس ... حتى وإن كان من النوع المضر أو الخاطئ المسبب لهلاك الأسرة قبل تكوينها … 

في السوق السوداء تتوفر كل المعلومات بالصوت والصورة… ولكن هل يا ترى هذه المعلومات تصلح للتطبيق في بيئة مسلمة؟  أم هل تصلح هذه البضاعة ليبنى على أساسها حياة مستقرة ؟

أو على الأقل ليس فيها من السنة شيء إلا سوس نخر جذوع الشباب والبنات قبل الزواج وقبل أن تصلهم البضاعة الرسمية من معلومات صحيحة صالحة نافعة راقية لكل فيها أجر المنفعة و الهداية لما وحب الإهتمام به  ...

تجارب كثيرة سيئة خاضتها فتيات في التعرف على ما سيلازمها طيلة حياتها كل شهر ... لان الحديث فيه مخجل ولكن السوق السوداء تفي بالغرض ... وإن كانت بضاعته مضروبة

لم يعلم الكثيرون حتى كيف يغتسل عند الإحتلام ... لأن ذلك غير وارد في بضاعة السوق السوداء التي تقول بأن لا مشكلة إفعل ما تفعل إرتدي ملابس نظيفة و ارتدي حذاءك واذهب للعمل ، لا تستطيع الإعتراض لإنها سوق سوداء وهي نظام " خوذ ولا خلي" والجمعية الرسمية الموثوقة لا توفر البضاعة الصحيحة الأصلية فما الحل؟

السوق السوداء … لا تزعج نفسك … 

ليت السوق الأسود إقتصر على البضاعة فقط ولم يتطرق إلي الدين وأساساته ... ولم يتطرق إلى الفهم والأخلاق و تطبيقها … و إلى العلم و تعاليمه ... 
فماذا نحن فاعلون ؟

شكراً