جواز سفر مسلم... تصور

By 10/07/2017 09:37:00 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 





من الذي أقنعنا بوهم الوطن وحب الوطن أنه من الإيمان؟
ما الرابط بين الإيمان بالله و أن تحب أرضا عشت فيها أو رحلت عنها وعشت في غيرها؟

اليست الأرض كلها لله وأرض الله واسعة ؟

كيف غُذيت عقولنا بحب الأوطان والعالم كله لنا وطن؟
غرسوها بالأشعار بالخطب والحماسة فمضاربكم هي أعراضكم وشرفكم... واليوم بات الخوف على الوطن والتفكير فيه أكبر من الخوف على العرض...
مع أن بيع الوطن والعرض عند الكثير بات سيان لا يختلفان... 
صدقا من أين أتينا بحب الوطن؟
أم السؤال ، من زرع فينا هذه الفكرة أساسا ، و جعلنا نكره إخوة لنا مسلمين؟ فقط لأنهم ليسوا من مكان ولدنا فيه وأسميناه وطن ...
فبات لكل مسلم وطن يقاتل من أجله أخا له مسلم! ناهيك عن أنه جار وإبن عم أو صهر؟

وما الفائدة؟ 

حمقى نحن وربي...

إنسان ولد في مكان هاجر لغير مكان عاش فيه عمل وأقام نفسه فيه وعبد الله ودعا إليه ونفعه ذاك وطنه. إنتقل منه لغيره إستقر فيه وأقام عمل نفع واستنفع ودعا إلى الله ذاك وطنه...
عاد إلى حيث ولد عاش هناك إستقر ذاك وطنه...

أن تقاتل دفاعا عن الوطن من عدوان يعني أنك تدافع عن نفسك لأن العدوان عليك أنت وليس على الأرض وأنت في تلك الأرض ... وإن كنت في غيرها ستدافع عن نفسك وعن عرضك وأملاكك أيضا...
فما موقع حب الأوطان الذي يأخذ من مناهجنا وجانبا من حياتنا ما لا يأخذه حب الله ورسوله ومن يحبهم؟

لا بأس أن تحب المكان الذي عشت فيه لأنك ترتاح فيه وربما لأن فيه من تحب ولكنك لا تدري حقا إن أتيحت لك الفرصة لتذهب لغيره وترتاح فيه أيضا فستحبه... نعم ستقول أن هناك فرق... لنأخذك من أرض عاش فيها أهلك ولتولد في بلد آخر وتعيش فيها ماذا سيعني لك الوطن إذا؟ 
تتفاخر بأرض لم تخلقها ولم تعمرها ولم تخدم اَهلها ولم تسعى لنشر دين الله و حبه فيها فبما تتفاخر؟
أنك ملكتها؟ ألا تدري أنها ما بقيت لمن تركها لك؟ وإلا لما ملكتها!؟

لنخرج من وهم حب الأوطان ونحب الله ولنزل الحواجز بيننا وبين غيرنا من المسلمين ، وليكن همنا في الحياة أن نخدم الدين الذي سيبقى ونتخلى عن الزوائل التي بتنا نغمس أنفسنا فيها ولأجلها نتقاتل ونحقد ونحسد... 

أحب الله ورسوله... ولن يبقى لأرض في قلبك تأثير مالم تكن عاملا فيها بما يرضي الله داعيا لدينه...

أتحب الله ورسوله؟

تصور أن لك جواز سفر مسلم... تدخل به كل بلاد مسلمة؟ 

مليار مسلم أخوة يتحركون حول العالم بحرية... 

تصور...


شكراً...