تعليم الجهل... لابد أن يتوقف

By 10/15/2017 09:40:00 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




لن يختلف الكثير على أن الدراسة الأكاديمية بداية من الصف الأول حتى التخرج والتي تستغرق على الأقل ثلاثة عشر عاما من عمر الإنسان لا تعلمك أكثر من القراءة والكتابة وعلوم لا ترتبط بشكل مباشر بما تمارسه حقا في حياتك... ناهيك عن أن الواقع يقول أنها بالكاد تعلم البعض فك الخط و كتابة أسماءهم ...

الفيزياء و الكيمياء والقانون والعلوم الإجتماعية والهندسة والزراعة والبيطرة و حتى الطب و الصيدلة... تعلمك علوم في مجالات محددة ، وما لم تكن أنت صاحب إطلاع على دينك وفهم أصولك بعيدا عن أدب روسي مليء بقلة الأدب و إعوجاج المفاهيم فهذه المجالات ليس فيها ما يعلمك الأخلاق أو كيف تتعامل مع أهلك وأصدقائك ، كيف تكون زوجا صالحا كيف تربي أبناءك كيف تعبد الله وتتعلم دينك ، وما هي محاذيرك وماهي مستحباتك... هذه المؤسسات لا تعلمك كيف تكون مؤمنا ولا كيف ترضي الله قبل أن ترضي البشر...

ولكنها مع ذلك تأخذ على الأقل ثلاثة عشر عاما من عمرك وخاصة تلك السنوات الأكثر إنتاجية منه بحكم شبابك وقوتك ... ناهيك عن فترة إنتقالك من الطفولة إلى التبليغ... البلوغ و التكليف ... تلك السنوات التي سمعنا العالم يقول أنها مراهقة فسامحوهم على ما يبدر منهم من تصرفات... فهم مراهقين مرفوع عنهم القلم ...
سبحان الله ... ربنا يقول أنهم أصبحوا مُكلفين محاسبين على ما يفعلون بمجرد البلوغ...
ونحن سمعنا كلام غيرنا بأنهم مرفوع عنهم القلم ولا تحكم لهم فيما يفعلون بسبب هرمونات و أشياء أخرى... وهل تتوقف الهرمونات عند البشر حتى الموت؟


ومع أن نتائج هذه المؤسسات التعليمية الظاهرة إلا ما ندر لم تؤثر على تحسن و تطور ورفعة الحياة ونمط الحياة في المجتمع... على الصعيد الخاص وليس على صعيد الدولة فالدولة لا تتدخل في مناسباتنا وفاعلياتنا و جيرتنا و تعاملنا بيننا و بين بعض ... ما الذي تغير بين الجار المتعلم الحاصل على شهادة دكتوراة وجاره المتحصل على ماجستير في العلوم الفذة.؟ ما الذي تغير؟ ما لم يكن هذا صاحب خلق وإيمان يأمن جاره بوائقه والآخر كذلك؟

ما الذي تغير في من تزوجوا ولهم شهادات عن من لا يملكون شهادات؟ زادت نسبة صور الإنستقرام عندهم؟ أم أن ديكور بيوتهم تغير؟
أم أن عرسهم وعرس التي تخرجت من الثانوي إختلف عن بعضه؟
بل قد ترضى صاحبة الثانوي بما لا ترضى به الخريجة ... و العيب في المجتمع فكيف تفعل شيئا يرضي الله ويسخط المجتمع.؟

عيب ما "يجي"

ماالذي تغير في تعامل صاحب الشهادة الخريج الذي درس سبعة عشر عاما وأصبح الدكتور صاحب الأوسمة في تعامله مع زوجته؟ أصبح يتعامل معها بحرفية أكثر؟ أم أن الإنسان الخلوق المثقف بعيدا عن التعليم الأكاديمي والمثقف في دينه الفاهم له المطبق له وإن لم يكن لديه شهادات كان تعامله أكثر إتزانا من غيره؟


الكثير نحتاجه لتحسين إستغلال سنوات أعمارنا... وما نعده لغيرنا من الإجيال... التعليم لم يعد على ما هو عليه فقد إتضح أن دراستك لمواد لن تستعملها في حياتك العملية شيء من مضيعة الوقت فتحولت الدراسة إلى شيء أكثر تخصيصا لرغبة الإنسان وما سيناسبه لاحقا ، ولم تعد الشهادة الجامعية وحدها من يحدد قدرتك على أداء الأعمال وخاصة أنك ترى جيدا أن الكثير جدا تخرج من مجال ويعمل طوال عمره في مجال مختلف وربما ينتقل منه إلى مجال آخر...

فلابد من التخلي عن إسلوب التعليم المتجمد منذ عام 1800 عندما كانت نسبة الأمية طاغية ووجب على الجميع تعلم الكتابة و القراءة وتخطيه لأسلوب تعليم تربوي توعوي يضمن تخريج إنسان خلوق صبور يحب الله ورسوله ويقبل على الدنيا بفهم ووعي وإدراك لماهية الدنيا وحقيقتها . وإستغلال العلوم والفنون بأصولها دون تقليد وإخارج منتوج فكري ثقافي مختلف عن الفوضى التي أنتجها العالم اليوم والمعتمدة على كسب المال للحصول على النساء ... المادية طاغية اليوم ولا علاقة للمادية بما وعد الله ورسوله في الآخرة ... و لا تنسى نصيبك من العمل في الدنيا من أجل الآخرة ولا تركن للشهوات و تترك الأعمال الصالحات ...

لابد من تغيير نمط وأسلوب التدريس والمناهج وإخراجها من العتيق إلى العملي المناسب للوقت ... ونحن مازلنا نعلم أبناءنا ما تعلمناه من مائة عام... ولم يتغير فينا شيء بتعلمنا لكل ذلك...

العلم يجب أن ينعكس على الأخلاق و الأدب والتواضع... فمن تعلم ولم يتواضع ... لا علم له ...
وضياع ثلاثة عشر عاما من أعمارنا دون جدوى ناهيك عن المصاريف شيء مؤسف حقا...
بإمكاننا ذلك مع تغيير إسلوب التعامل مع أبناءنا في البيوت من إسلوب الرعي إلى إسلوب الإعتناء والتربية و غرس القيم ، بدلا من "غير اسكت خليني نركز في الفيس ودير شن تبي" تماما ... "غير أنجح وعدي العام هذا خوذ شهادتك ودير ماتبي"

لنتوقف عن تعليم الجهل... و نفتح المجال للإبداع في سن مبكرة...

شكراًً