لتكن أنت ... إنسان

By 12/05/2016 08:01:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



لا ولم ولن يروق لنا أبداً ما يفعله الكثير ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم، نسأل الله أن لا نكون منهم و نحن عن ذلك في غفلة… عبدوا الدراهم فأمرتهم بالفُحش والقتل، فأطاعوا ولم يرق لهم طرف.

لم ولن نرضى ونقبل بما يحدث من زهق للأرواح بلا مبرر إلا طاعة الدراهم و كبر النفوس و وجود القدرة على البطش، ولكننا أيضا لا نرضى أن تكون ألسنتنا أدوات للتلاعن والسباب والشتم والإنحطاط أكثر، ونحن نصف أولائك المنحرفين فاقدي الإنسانية عابدي الشهوات والدراهم... قاتلي الأنفس التي حرم الله بغير وجه حق.

لن نرضى أيضا أن ننحدر ونحط من أنفسنا في سبيل التخفيف عن ما بِنَا من ألم لما يحدث لنا فقط بما كسبت أيدينا. 
لن نرضى أن نلعن ونفسّق ونشتم وننزلق لسخف الإستهزاء والشتيمة ولا نعير ما تقترف ألسنتنا بالا وقد يلقي بنا ذلك في سحيق الجحيم…

ذاك حمق لا وصف له ، وجهل لا علاج له… 

لا يجدر بِنَا أن ننسى أنفسنا وإن كرهنا وسئمنا ما يحدث ، وما حدث إلا بسببنا وبسبب كسلنا عن أداء واجباتنا تجاه ما نحن مسؤلون عنه من رعية ... فكلنا مسؤول عن رعيته ولا أخالك نسيت أنك أنت أيضا من رعيتك… فتكون مسؤولا عن نفسك…

لن نرضى أن يقل أدبنا وينحسر لأجل أن نعبّر عن غضبنا ... 
لن نرضى أن نلغي وجود الآخر و رأيه فقط ليظهر رأينا وحدنا كأننا نخاطب الجميع بأن ما علمت لكم من إله غيري...

لن نرضى أن نكون كقارون أقنع نفسه مغترا بأن مافيه من خير وكثرة مال إنما أتاه على علم منه وبذكاءه هو فقط…

لا يجب أن نقبل أن نتحول إلى إخوة يوسف نكيد لبعضنا ومن يمنع عنا ما نريد نلقي به في غيابات الجب ونتهم فيه ذئبا بريئا لا يقتل إلا بغريزة عند الحاجة … فقط … عند الحاجة… 

ومن قبِل ، فليرجع ويتُب ويكفّر عن سيئاته وينظر أي الأعمال أحب إلى الله فيأتي منها ما إستطاع… لتُُذهب الحسنات ما تراكم لدينا من السيئات…

علينا أن لا نكون أوسا وخزرج نقاتل أنفسنا... بل علينا أن نكون مهاجرين وأنصار نحتوي بعضنا بعضا...
كلنا أنصار و كلنا مهاجرين و الأدوار في الحياة دائما تتبدل … يوم عندك و الآخر عليك… 

لنكن للخير نصرا و للأدب أرضا خصبة ولنترك اللهث خلف إله المال والكبر والتباهي بين الناس بما لا نملك من أجل ما لا نريد.

لنكن أكثر أدبا في خصامنا و إنتقادنا ومعارضتنا لبعضنا… و لنلتزم الأدب حتى عند الإعتراض و عدم الإتفاق…

لنكن ...

أكثر مروءة ... و أثبت رجولة ...
لنكن مسلمين حقاً
وعلى الأقل ... لتكن أنت إنسان 

شكراً…