محكوم عليها بالفناء

By 12/12/2016 10:35:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



محكوم عليها بالفناء...
ومحكوم علينا بتعميرها لنسأل عن ما فيها فعلنا وعملنا... 
وما الذي نفعله؟
نتمنى العيش بسعادة نعتقدها أو نتمناها ونشتهيها...

ماذا لو لم تكن هناك دوامة الإستهلاك؟
ماذا لو كنّا مكتفين بالقليل الكافي والبطون شبعة؟
ماذا لو أننا لم نلهث خلف الدنيا لنحوز منها ما لن نبقيه لنا ويرثه منا من بعدنا يأتي ليبقيه لغيره؟
ماذا لو أن إهتماماتنا إقتصرت على عمار الأرض لنشر السلام وعبادة الله بحق ومحبة؟
ماذا لو أن حياتنا لم تتوقف على شراء ما نشتهي و التباهي على من لا نعرف وإنفاق ما لا نملك؟
ماذا لو أن حياتنا كانت أعمق معنى وأكثر عمقا من تحقيق الشهرة بعمل ما؟
ماذا لو أننا أخلصنا النية لله و بذلنا وتفانينا في العمل لأجل هدف أسمى من مجرد الحصول على مباني وطرقات ومحلات تجارية وإن كان كل ذلك سيتحقق في الطريق إلى تحقيق السلام وعبادة الحق سبحانه...
ماذا لو أننا ما إعترفنا بمقاييس لا ترفع قدرنا و لا بِنَا ترتقي...

ليس لحياتك معنى إن كنت تقضيها سعيا لتحقيق ما سيبهر الناس و يعجبهم أو حتى عنه يحسدونك...
ليس لحياتك معنى لأنها لن تملك الإجابات التي ستريحك عندما ترد بها على سؤال ... عمرك ومالك فيما أفنيته؟
ستقول لرضاك يا رب؟
وتصور أن يقال لك ... كذبت فأنت فعلت ما فعلت ليقول الناس وأردته سمعة و رياء و قد قالوا ...
وليس لك عندنا شيء ... وتزج بذلك إلى ... أين؟
وهل يزج الإنسان للخير إلا في الدنيا؟ ولكنه يرفض ... إلا من رحم الله ...


ماذا لو بسّطنا حياتنا كما يجب و نزعنا عنها غلاف التعقيد الذي يمنعنا من الوصول إلى حقيقتها البسيطة؟

ماذا لو أفقت الآن و تدبرت و نفسك سألت... ما الذي أفعله أنا في هذه الدنيا ... 
أتراني أخوض مع الخائضين؟
أتراني ألعب و ألهوا و أنسى لما أنا هنا؟
أتراني أستغل وقتي حقا فيما سأجيب به و يكون جوابا لي مقنع؟

إعمار الأرض ... أكان ببناء أفخر المباني؟ إعمارها بأفضل الطرقات والمحال والمتاجر الكبيرة التي تشجع على شراء ما لا تريد بمال قد لا تملكه لتغيظ من لا تعرفهم؟

ألم يكن قبلنا أقوام أكثر منا علما وتقنية وبنوا ما لم يستطع العلم الحديث بناء مثله وكانوا أشد منا قوة؟
أين هم؟ 
ستجد ذكرهم في القرآن أن كل ذلك لم ينفعهم ... لم يغني عنهم شيئا ... لم يشفع لهم ما عمروا من الدنيا عندما لم يكن لهم قلوب لله خاشعة ...لم يكن لهم عمل في طاعة لله...
ما بنوه لم يبنوه لأنهم يرجون طاعة الله ... ولكنهم بنوه لأنهم ظنوا أنهم قادرين عليه و أنهم لا يعجزهم شيء ... ولا يقف في طريقهم أحد ... 
وأين هم ؟ أين ما بنوه؟ أين قوتهم وكنوزهم وتفاخرهم؟
أين ... أين... نحن ... أين أنت و أنا... 
ماذا لو أننا أفقنا... و نظرنا بعمق... و إستعملنا عقولنا في فهم الحقيقة أقرب لما يجيب؟

ماذا لو أننا صحونا… و يجب أن نصحوا 

هل ترانا سنكتفي بالحلم ببعض شاهق بنايات و فرق تقيم أفخر الحفلات ومراقص وسيارات وملابس فاخرة ومجزي المرتبات؟
هل ترانا سنرى أن كل هذا يَصْب في معنى إعمار الأرض؟ إذا ما نزع منه طاعة الله و رجاء رضاه؟

هل خلقناحقا لتعمير البنايات أم خلقنا لنعمرها بغير ذلك؟

هل أعطينا العقل وميزنا به لنعطله ونكون تابعين لغيرنا بحجة الطاعة والسمع والخضوع؟

هل لك أن تتفكر و تسأل نفسك و تتدبر؟

و تتذكر أن هذه الدنيا وما فيها محكوم عليها بالفناء؟ 

ولا تستحق كل ما نراه حولنا من سفك للدماء…! 


شكراً