الحل ... يرحم و الديك

By 7/14/2016 09:42:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



ليس هناك إنسان يعيش بيننا اليوم في عصرنا هذا يستطيع إنكار أن الإنسان أصبح رخيصا جدا ، و لم يُرخِص الإنسان إلا الإنسان ، بعد أن بات يبيع الناس بعضهم بعضا و يقتل بعضهم لأجل لا شيء حقا لا شيء بكل ما تحمل المعنى من لا شيء ، لأجل ما لا يمكنك فهم ماهيته إن كنت تملك عقلا غير مُهمَل و دائم الإستعمال … و كأن أيدي من يمسكون البنادق مدهونة بالزيت فتزلق أصابعهم على الزناد دون سلطة منهم ، و كأن الموت أصبح ينطلق مسابقا الرصاص ومعه في رهان ، و لا تدري الرصاصة لما إنطلقت و لما يلاحقها الموت الذي توزعه في كل مكان … وكأن ألسنتهم فقدت الإتصال بالعقل و المنطق …

قد نصدق إذا قلنا أن الجميع دون إستثناء “لنضع إستثناء هنا بمن رحم الله و نترك صيغة المبالغة” يتحدثون عن المشكلة و يصفون أحداثها و يحللون هنا و يتوقعون هناك ، حتى أنهم يجزمون بخراب هذا و سرقة ذاك و يشتمون أولائك و يستحقرون ذاك ، و قد إنقسم الجميع إلى جنتين ونارين وربما أكثر فكل فريق له جنته و ناره … فهذا الفريق قتلاه يذهبون إلى جنته و الفريق الآخر كلهم سيذهبون إلى ناره ، أما الفريق الآخر فله جنته أيضا كل قتلاه سيذهبون إلى تلك الجنة أما النار عندهم فسيملأها الفريق الآخر لا محالة فيها خالدين … 
الشكوى من كل شيء … كل شيء … حتى الطقس … هناك تذمر و شكوى منه … حتى إهمال النفس و عدم الإهتمام بشئونها … هناك من يتذمر منه…

و وسط كل هذا الكم الهائل من الحديث بالشكوى والتذمر و التحليلات ، التأييد والمعارضة ، العراك و التصارع على لا شيء حقيق  …  وعلى كل الأصعدة و ما ينتج عن ذلك من الخراب و الدمار و الدم … حاول أن تبحث عن الحل … 
من يا ترى الذي يتحدث عن الحل دون الحاجة لتوجيه الأصابع نحو المشكلة التي لا تحتاج أساسا من يشير إليها كما الشمس واضحة ، من يتحدث عن حل منطقي واضح لا يميل فيه الحال إليه هو كي يقرب اللهب من خبزه لينضج دونا عن خبز الآخرين فيُرفض ؟ من الذي يتحدث عن حل يشترك فيه الجميع دون وضع أي فريق للآخر في النار و تعذيبهم حتى لا يموتوا ولا يحيوا …؟
الحل …!!
نعم أين الحل … الحل الذي نعرفه جميعا و ننكره … 
لك الحق في أن تتحدث فيما تريد و أن تقول ما تريد و تصف من أردت بما تريد مالم تتجاوز حد الحديث بلسانك و لا تحمل سلاحا لقطع رأس الآخر سواء قطعا فكريا تسيل معه الألفاظ البذيئة و السخافات أو قطعا حقيقيا يسيل معه الدم … الدم الذي بات مشهده ينشر و يعرض كأنه صورة ربيعية يشاهدها الجميع دون إستثناء … حتى الأطفال تفتحت أعينهم على الدم و بات الطفل منهم لا يشعر بالغم أو الحزن أو الأسى لكثرة ما يشاهد من مشاهد الموت  … ومن الذي مات؟ 
لا يا بني لا عليك هذا عمك الذي مات … قتله خالك بعد أن قتل والدك جدك لأجل قتل جدك لأخيه … إستوعبتني فكرة تدور في ذهنك يا ترى؟


الحل … نعم … هل لك أن تجلس الآن و تفكر في حل لا يستثني ولا يقصي الآخر الذي أعددت له نارا يصلاها بأمر منك فقط لأنه لا يوافقك الرأي؟
أيا كان الجانب الذي أيدت و أيا كان الجانب الذي عاديت … هل لك أن تتوقف عن الشتم و السب و تفريغ الشحنات النفسية التي تزيد في تعميق أتعابك و إضطراب شخصيتك  و تطرح حلا و تقضي وقتك في الحديث عن الحل بهدوء و روية ؟ حل يشمل الجميع ممن عاشو و سيعيشون إن لم يفنوا بعضهم على هذه الأرض أو غيرها …
فكر في الحل … 
و تأكد أن بداية حديثك عن الحل قد تكون جزءا من الحل أيضا … فعلى الأقل … تتوقف عن الحديث و التفكير في محاولة القضاء على الآخر … و يتبادل الجميع محاولة الحديث عن الحل …

حل يضمن للجميع كل ما هو مشترك بينهم … حل يضمن حق الجميع و لا يقصي أو يستثني أحدا … 
حل يكون حقا فيه إبهار للعالم … يحقن الدماء و يعطي الصدأ إذنا ليعلوا البنادق و الدبابات … 

فقط …

حل …


شكراً…