إعتراض على المباح ...

By 1/21/2016 09:44:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





عندما تسمع إعتراض بعض النساء عن أمر مباح … تدعوا الله أن يكون إعتراضهم هذا مضاعف فيما هو حرام … ولكن غريب امر بعض النساء في مجتمعاتنا … 
عندما يسمعن أن أحدهم “وإن كان لا يعرفونه” تزوج أو رغب في الزواج بأكثر من زوجة حلالا على سنة الله و رسوله يتعاملن مع خبره كأنه سيتزوج النساء جميعا بما فيه هن أيضا … و بالغصب … و كأنه … 

هو يريد أن يتزوج على سنة الله ورسوله  ركز…  سنة الله و رسوله “التي كثيرا ما ينساها الجميع عند الدخول في العلاقات التي لا علاقة لها بسنة الله و رسوله”  و وجد من توافق على الزواج منه و غيرها وغيرها و وفقه الله في ذلك

لماذا تشغلي بالك أنت بالإعتراض على زواجه وأنت لا شأن لك بما يفعل هو؟ أو لا شأن لك بما تفعل هي و أهلها ولم يطلب إذنك لا هو ولا زوجاته؟

لما لا تعترضي على علاقات الفحش و إنتهاك العفة التي غالبا ما تبارك بفرحة و دعاء العقبة لنا؟
بدلا من الإعتراض على أمر حلال وافق أطرافه عليه ؟

نعم هناك من النساء ضعيفات الإيمان ممن على الإستعداد للإشراك بالله على أن يتزوج زوجها بالحلال وتدعو له بالهداية إذا ما زنا و تصبر عليه ولكنها تطلب الطلاق اذا تزوج على سنة الله و رسوله … 

لا تقل لي أن زوجات النبي أيضا تصيبهن الغيرة فما كان لأي منهن أن يعترضن على شيء حلال حتى وإن كانت الغيرة طبيعية فيهن بما خلق الله في البشر … يغرن نعم… ولكن يعترضن عليه و خاصة ليس لهن بل لمن لا يعرفن أساسا؟ فلا 

فلماذا الإعتراض على شيء لا يخصك ؟ 
لم يطلبك للزواج و إذا طلبك كأي طالب لك الموافقة ولَك الرفض … و هذا بيدك … 

والجميع يعلم اليوم ما الحالات التي توافق فيها الواحدة من النساء على الزواج من رجل متزوج ... غالبا عندما تنتهي الفرص و تقل نسبة حصولها على زوج لوحدها تقول … و ما المشكلة … المهم رجل … 
وتتمنى عندها أن لا تعترض إمرأة على زواج زوجها ... وهو تماما ما تعنيه كلمة ترومها…

وهذه أنانية عقيمة تمنع ستر إمرأة أخرى عند توفر القدرة لدى الرجل أو الرغبة أو الحاجة أن يفتح بيتا آخر أيا كان السبب و ليس في ديننا ما يمنع زواج الرجل ما إن كان يملك الباءة و القدرة على ذلك و العجب أن الزنا لا يتعاملون معه كما يتعاملون مع الزواج .

نعم سيقول الغالبية هناك شروط وهذا ما يحب الرجال من السنة… و ينسون غيره … وهذا فقط ما يتذكرون و لا يتذكرون غيرها 

وما شأنك أنت عندما يكون الموضوع لا يخصك أنت لما الإعتراض و التفاعل معه كأنه هناك مدفع فوق رأسك سيجبرك على الزواج الآن حالا من رجل متزوج أو زوجك سيتزوج … 

و الموضوع سهل جدا سيأتي الوقت و ترومها 
ولكن بعد فوات الآوان 
نعم ليس كل الرجال قادرين على أن يعدلوا بين زوجاتهم و هذا حقيقة و ليس كل الرجال أهل للزواج من واحدة أساسا ، ولكن أيضا هناك إنتشار للنماذج السيئة فقط في المجتمع ، و كأنه ليس هناك رجل عدل بين زوجاته أو أن حياتهم أصبحت أفضل بعد أن تزوج من الثانية و عاش الجميع هانئين ، و لا نعرف من أين أتى المثل ( مركب الضراير سارت و مركب السلفات حارت ) هل من فراغ أم عن تجربة .

هدئي من روعك فالزواج اليوم بات شبه مستحيل من واحدة فما بالك بثانية وثالثة و غيرها ، و سياتي الوقت على النساء يتخطفن فيه الرجال ولا يتزوج الرجال حتى و إن توفر لهم كل شيء … فصبرا على ذلك مادمنا نتعامل مع الحلال بهذه الطريقة … 
ولَك أن تبحث في الأحاديث الشريفة عن وصف هذا الزمان… الذي سيكون الزنا فيه في الشوارع والعياذ بالله 

إعترضوا بالله عليكم على الحرام في العلاقات و الغراميات التي أصبحت كأنها أصل في حياتنا و كأن من لا يمارسها فاته قطار المتعة و العشق و عيش الحياة …
إعترضوا على الزنا الذي بات كأنه من بديهيات الحب المزعوم …زنا فعلي و زنا هواتف و زنا صور وزنا كلمات و زنا سمعي وبصري و إيحائي … 
إعترضوا و ثوروا عليه كما تثورون على حلال من حلال الله و تكاد العروق تنفجر في الرقاب لشدة التعصب لرفض الحلال و إن لم يكن له علاقة بك … 
إعترضوا على العلاقات المبررة بالحب و المبررة بأن أريد أن أتعرف على من سأتزوج …
إعترضوا على الفساد المستشري علنا و الذي هو متداول أكثر من الزواج الثاني أو حتى الأول … 


رجل أراد ان يتزوج بثانية و ثالثة و لديه الإمكانية و وجد من ترضى وتوافق على الزواج ما شأنك انت؟
و لم نسمع يوما أن عقد الزواج بين رجل و إمرأة يتمضن زوجته الأولى … فعقد الزواج بين الرجل و من رضيت أن تكون زوجته … ولا علاقة بعقده الأول مع زوجته الأولى أو غيرها بالعقد الجديد مادام على سنة الله و رسوله 

أتدرون يتوقف إعتراض الجميع على التعدد في حالة المعصوم في مجتمعنا ... 
من المعصوم؟
الا تعرفون؟
إنه صاحب المال ... الغني الذي يستطيع إسكات الجميع بماله ... ويستطيع الزواج متى ما أراد و الطلاق متى ما أراد و الزواج مجددا ومجددا ولا إعتراض من أحد … فهو مقتدر و له الحق في فعل ما يريد … حسب قوانين المجتمع الجاهلية …
لأنه قادر على دفع المهر و الإنفاق على الطلاق و لا يهمه … 
فهو في نظر المجتمع معصوم يملك الإله المعبود من الكثيرين “إلا من رحم الله” في يده يفعل به ما يشاء ... 

نعم يملك المال إذا هو معصوم وسيجد ألف ألف من ترضى بالزواج منه … أيا كان عمرها و ضوعها و حالها و جمالها … 

و أغلبنا وأغلب المعترضين بلا مبرر ... لا يشعرون بشعور من رامها من الأرامل و المطلقات و من تقدم بهم العمر ولم يحظين بزواج  وعلى إستعداد للقبول برجل متزوج أو أيا كان  ... ولا يشعرون بشعور من إحتاج للزواج و كل ما يتحججون به هو شعور الزوجة الأولى … و كأن الله سبحانه و تعالى لا يعلم شعورها ولا يعلم ما وضعه فيها و كأنه بلسان حال مجتمعنا ( ذكوري) (تعالى الله عن ما يصفون) ولا يهتم لمشاعر المرأة و ظلمها عندما أحل للرجل أن يتزوج عليها و هي تغار و هي لا تحتمل المشاركة في زوجها … و يزعمون أن كل زواجة هي لأن الرجل عينه زائغة ولا يشبع ولا يهتم لمشاعر زوجته ، و كأن الزواج الثاني أو غيره فيه مصلحته هو فقط و ليس فيه مصلحة المرأة الآخري التي ستتزوج و تستر أيضا … و هذه أنانية واضحة … سيدفع ثمنها الجميع أجلا أم عاجلا … 

و لكن على كل حتى و إن إحتاج الرجل فإن فرصه قلّت أو إنعدمت في ظل مجتمع رجاله لم يعد فيهم الكثير من الرجال …  ومنهم كثيرون يسعون للتملص من مسؤلية التصحيح و الإصلاح و يهربون إلى ملاطفة هذه و مداعبة تلك و إغراء هذه و إغواء تلك و يعجبهم أن هذه تغريهم و تلك تتبعهم وهذه بنفسها تمنيهم والأخرى ترسل إشارات الحب لعلهم يختارونها و غيرها بالمكالمات و الرسائل و الزينة تناديهم و لا يجدون إعتراضا من كثير من إرسال صور و حديث معسول و إهدار عفة و ضياع حياء و القصة تطول بفساد غير معقول … المهم زوجة ثانية لا … 

إلا من رحم الله من العفيفات ومن عف نفسه من الشباب و عقل من الأهل و البيئات التي تشجع العفة و تحارب الفساد تحت أي مسمى كان … 
وترومها ... لن تقولها الآن ... ولكنك ستقولها و ترومها بالفعل ... بعد فوات الأوان ... ولكم سؤال أيا من تأخر بهم ما يتحجج الجميع بتسميته (نصيب ) الزواج بسبب ما في المجتمع من جهل و تعنت و جاهلية لم تكن على عهد الجاهلية الأولى … ولك أن تسأل أما … لم تتزوج إبنتها بعد أو لم يتزوج إبنها بعد … 

لكن ترومها ... و عندها لن ينفعك التكبر على الطبيعة و على حلال الله الذي ما أحله إلا لمصلحتنا نحن و هو عنا غني … و بالله عليك … راجع نفسك فيما يخصك ولا تعترض على شيء لا يقترب منك ولا يبتعد … على الأقل دع غيرك يعيش حياته كما يريد ، و إذا ما عرض عليك أنت الأمر … فقل لا … لا أريد … ولكن لا تحاربه حلالا و تسكت عنه حراما …

هدانا الله و إياك … 
و … ترومها 


شكراً…