فلينة ... في مهب السيل

By 1/07/2016 10:36:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




هل تعرف تلك القطع الخفيفة من البلاستك و الفلين و الخشب وكل ما خف وحملته الماء؟ 

تلك الأشياء لا تؤثر في مجرى الماء ولا التيارولكنه يؤثر فيها و ينقلها و يتناقلها حيث إتجه وحيث كان ... إرتفع معه إرتفعت… إنخفض معه كذلك إنخفضت ... صادف تلك المياه و تيارها صد سدها و ردها معه ردت وببعضها إصطدمت ...

هل تذكر أين وردت كلمة غثاء السيل؟

هو ذاك التجمع من الأشياء الخفيفة التي يمكن للماء أو السيل أن يأخذها حيث إتجه ...


بعكس تلك المصدات التي تتحكم في مجرى السيل و توجهه حيث تريد لكي تصفيه مما فيه من غثاء و شوائب ليكون الماء نافعا … أو على الأقل … لا يضر … 

تلك المصدات لها قوة ... قوة إجتماع وقوة تمركز بقاعدة في الأرض عميقة ... تمكنها من صد كل سيل عارم ... لا تقوى تلك الشوائب ألا أن تتبعه ...

فلماذا نختار غالبا أن نكون نحن الغثاء ولا نختار أن نكون نحن المصدات التي توجه السيل حيث تريد ...

والمصدات لها أنواع عديدة

فهل أنت منها أم أنك من تلك الأشياء الخفيفة التي يحملها التيار ...

إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون ...

هذا أقصى ما يجب أن يقالعندما يصاب المؤمن بمصاب ...

ولكن ما أقصى ما يجب أن يفعل؟  

كل منا له قدرة و إستطاعة … لما يمكن أن نقول أنه أقصى ما نستطيع … 

ولكننا نوجه قدراتنا و إستطاعتنا فيما لا يجمعنا على ما أنعم الله علينا به وأمرنا أن به نستعصم ...

وما إستعصم أغلبنا إلا بالفرقة و التباعد وكسر الخبز حتى صار فتاتا تذروه الريح ...
الموت علينا حق ... و إنما الصبر عند الصدمة الأولى ... أتذكر؟

ولكن من أين أتينا بالطهقة الألف ... أو ربما المليون بعد المليون ... من الطهقات المتتالية … 

ربما هو الإستعمار الذي زرعها في أنفسنا ... ربما هي مؤامرة تحكمت فينا حتى بتنا أصحاب شِرّة تهب وتنطفئ في غضون أسبوع ... إن لم تكن أيام ثلاثة … فالأحمق يفعل ما يفعله العاقل … بعد ثلاث … 

مع كل هبة للسيل ... تتحرك تلك القطع و تصطفق و تتصادم و تراها كأنها تتوعد ... و تكاد تصل السماء متقافزة ... ولكن لا يغرنك الأمر ... فما هو إلا شدة تقلب السيل ... الذي سيهدأ و يهدأ معه ذاك الغثاء ... ويعود لسكونه وسكوته ومداعبة بعضه البعض ... إلى حين هيجان تيار السيل من جديد … بحسب ما يهيجه … 

يحدث فرقا؟ يغير شيئا ؟ ...

لا أبدا ... فقط يتألم لتصادمه ببعض ليس إلا ...


ومتى ما تجمع هذا الغثاء و إنحسر في مكان مع مصدات وأغلق الممر أمام التيار ... حتى يصبح هو من يتحكم في مجرى السيل ... ويوقفه متى أراد ... و يجعله هادئا كيفما إجتمع ... و أغلق المسارب و دفع بعضه بعضا ...

ولكن الغثاء منا ... يبحث عن حوض هادئ ... أو أيا كان ليحل مشكلته ... دون رغبة حقيقية للقيام بشيء أو تحقيق خطوة نحو الإجتماع ... لأنه على ما يبدو ... قِطع تجمعت من مواد بخصائص مختلفة تفتقر أغلبها ... لعنصر التقارب و التآلف وترك الطمع و فهم أن المصلحة الشخصية ... لا ولن تتحقق إلا بتحقق المصلحة العامة


فتوقف أنت… أن تكون قطعة فلين تجري مع هذا السيل ...
وإبحث لنفسك عن ما تستطيع فعله ... وغير به واقعك بما إستطعت ... فيما إستطعت ... مع من إستطعت ... وتوقف يرحمك الله عن التصادم و الهيجان كلما هاج السيل و إرتفع ... و سد فجوة من كثير الفجوات التي تسرب الجهل و الخراب و معطوب المفاهيم ... كن فاعلا ... كن مؤثرا على قدرك أنت و إستطاعتك أنت ...


شكراً…