نحن البسطاء ...

By 8/15/2015 05:51:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



هل ترى ؟
كثيرون يرغبون في سماع حديث عن أخبار ما يحدث الآن من أحداث ... 
أو حتى تعليقات و أراء ...
الجميع يتألم و يتحسر ...

شيء مؤلم الذي يحدث ... نعم
مؤلم لأن هناك أنفس تقتل و أرواح تزهق ...

ولكن لماذا نستمر في التعامل مع مشاكلنا بهذه الطريقة العاطفية؟

إذا سألتك الآن ... هل ما يحدث في سرت مرض أكتشف اليوم فقط؟

هل هو شيء جديد ظهر فجأة لم يكن أحد يعلم به وبوجوده ...؟

هل هو كجلطة قلبية داهمت صاحبها من حيث لا يدري؟

أم هو شيء له أعراضه و له مقدماته و له علاماته التي لم ينتبه لها أحد و لم يحاول أحد أن يعالجها كي لا تصل إلى أن تصيب صاحبها بجلطة؟

و ربما أنت تعرف جيداً أن العلامات للمرض موجودة في أغلب المناطق حيث تركت كل الأمور المشتركة المطلوبة من الجميع و اهتم الجميع بجهلهم بما إختلفوا فيه  ...

لاحظ أن هذا يتكرر ... ولا ينتشر الحزن و الألم و طلب الدعاء و الدعوة إلى الحل ... إلا عندما تنفجر المسائل التي كانت تغلي و تطبخ على نار هادئة ...

و الجميع ينظر إليها و كأنه ينتظر كوب الشاي على جمره من بين يدي الشيخ فقد أسنانه وهو يدخن  ...

بالله عليك ... إسأل نفسك ... ما الذي تفعله في سائر أيامك عندما لا يكون هناك ما يحركك من أحداث؟ ...

عندما تكون الأخبار هادئة ... و لا تقطع الكهرباء و ليس هناك ازدحام عند محطات البنزين أو المخابز ؟

هل ترى أنك تعمل على إصلاح ؟ أو تعمل على إنتاج ؟ أو تعمل على الأقل على كف أذاك عن الناس ؟ لتترك من يعمل ليعمل ؟

هل تنصح و تأمر بمعروف؟ هل تبذل جهدا لتجتهد في تطوير ذاتك و تقرأ و تبحث و تتعلم؟

هل تبذل جهدك لكي تكون جزءا من فك كربة محتاج؟

أختصرها ... هل أنت جزء من الحل ؟ أم أنك جزء من الحمل على من يحاول بذل جهد و إن كان بسيطا لتوعية أو عمل أو كف أذى أو إغاثة ملهوف أو محتاج ؟

لسنا جميعاً مقاتلين ... و لسنا جميعاً سياسيين ... و لسنا جميعاً فاعلين ولا عاملين ولا كافّي اذانا عن الناس ... و لكن نسبة المولولين بيننا ... و السابين و الشاتمين ... و الباحثين عن نشر أخبار كذب و تصديق ما ينشر ... أكثر بكثير من نسبة من قال خيراً أو صمت ...
من عمل و إجتهد ... من لم يغش و لم يسرق و لم يهمل ولم يفقد الأمل في الله ...

فهل نقبل دائماً بمبدأ العلاج و نهمل مبدأ الوقاية ؟

هل ننسى أن إجتماع العامة مثلنا من الناس كرأي فقط و ليس بالضرورة في مضاهرة عابرة ... أن نتفق على رأي في إقامة ما نريد ... و هذا ما لا نتفق فيه لأجل مصلحتنا ...

ننسى أن إجتماع الضعفاء مع بعضهم البعض و إن كانوا دون قيادة ... و قد تولد القيادة من الضعفاء إذا إجتمعوا ... على حق ... إجتمعوا على مشترك بينهم في الخير ... وليس هناك بيننا من يرفض أساسيات الحياة التي يمكننا جميعا أن نحققها إن إجتمعنا ... و إن أداة شرط سنقول عنها الله غالب ... أنها غير موجودة ... و لكن يوجد مكانها ...
ترك الأعراض الواضحة حتى تأتي الجلطة ... التي يبكي الجميع فقيدها و ما يلبث حتى يعود الجميع إلى النوم ...

تذكرون تكرار أحداث كأحداث اليوم ... و الكل يدعوا إلى كلمة و إلى دعاء و إلى شيء يخفف عنهم ... وإن بكلمة ... و تكرر ذلك ... و أعيد ذلك ... و بغياب أداة الشرط تلك ...

سيتكرر و سيعاد ... و سيستمر ...

ما لم يرد الشعب حقاً الحياة ... و يجتمع على كلمة واحدة ... حقيقية ... كإجتماعه على الشكوى من تقصير في الخدمات التي ليس لها أي مقومات بسبب إهمالنا نحن ... و تقصيرنا نحن ... جميعاً دون إستثناء ... بكل ألواننا و أطيافنا و أطرافنا و مستوياتنا  ...

و الكل سيقول نريد ... و لكن ما لم يكن هناك تعاون مشترك ... فكلمة نريد ... تبقى مجرد كلام

لا تعتقد أنك أنت أو أنا خارجين عن المعادلة ؟... 

ليس بالكلام ... لا بل بالسلبية ... إلا عندما يصيبك الجرح الذي كنت ترى علاماته ... واضحة ...

تريد حلا؟ 
لن يكون ذلك بسحر ولا بفارس على فرس أصيل ...

ولكن الحل بأيدينا ... نحن العامة ولا تقل لي حكومة أو جيش أو غيره ... و الله ما غير وجه التاريخ بشيء إلا إجتماع الناس على كلمة واحدة  لتحقيق هدف واحد ... و هذا ما نفقده ... إلا عندما نسب و نشتم و نتعارض و كأننا لا نريد كل ما يريده الجميع  ...

الا من رحم الله ...

اعذرني إن تحدثت بعقل ... فالعواطف لن تكف أيدي الجهل عن رقابنا ... ومادمنا لم نلجم جهلنا و نربي فينا العقل و المنطق … فإننا دائماً سنهمل الإنسان و نهتم بما دونه …

وهذا ما نفعله في سائر الأيام … إلا من رحم الله …

توقف عن السلبية … ولا تفهم قولي هذا أن السلبية هي عدم التعليق على مجريات الأحداث … إنما السلبية هي عدم العمل و بذل الجهد للرفع من مستوى الإنسان ، بالعلم و النصيحة و رفع الحقد و الجهل من بيننا …

لا تكن سلبيا أرجوك … و لنفكر بعقل … و لنجتمع على الأقل … أن لا نكون موصلاً جيداً لكل سيئة و كذب ولنكن موصلين للخير و نتعاون على الخير ولا نتعاون على الشر …

مجدداً … إعذرني إن تحدث بعقل … فلست ألوم أحداً إلا نفسي … أن أكون في حق علي قصرت … بما أملك 

شكراً...