أجتماعيات البيت لساكنه ...

By 8/28/2014 06:25:00 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



من الجانب الاجتماعي 

تتردد كثيراً شماعة "سبلة" الاثنين وأربعين عام من التجهيل والقهر والتخويف وزرع الفتنة وإفساد أخلاقيات الناس . 

فكرة ... كثر لن يعارضوها بل العكس يلقون عليها بكل اللوم لتبرئة أنفسهم من الفشل وتحليل ما اكلوه من حرام او تبرير عدم قيامهم بشيء في هذه الحياة 

لو عدنا قليلا بالتاريخ الى سنة 1977 والسنة التي تليها ...

بعملية حسابية بسيطة جدا في تلك السنة كان قد مضى على وجود معمر ومجموعته في الحكم كم سنة؟ 
1977 - 1969 = ؟؟

فاشل أنا في الحساب ولكن لنقل انها عشر سنوات ... والكل يعلم ان ليبيا في تلك السنوات حتى سنة سبعة وسبعين كانت مؤشرات الازدهار فيها في ارتفاع , من نشاط تجاري وصناعي وسفر وقيمة العملة كذلك كانت عالية وكان الليبيين على أبواب حياة جديدة وربما كثيرون يعرفون أنواع الفساد الحاصل من شباب ليبي في بعض دول الجوار ... على كل 

كل من عاش تلك الفترة يعرف أن الحياة كانت في تحسن ولك أن تسأل من هو أكبر منك سنا لتعلم ذلك ...

ولكن ما حدث في سنة سبعة وسبعين والذي لم يكن له مقدمات تذكر وما تلاه في سنة ثمانية وسبعين هو فكرة "البيت لساكنه" والتي أدخلت الناس طواعية في الحرام وأكل أموال بعضها البعض "كما يحدث اليوم بالتمشيط" ولكن ركز معي في شيء...

هل كل الناس فعلت ذلك؟
هل كل الناس اعتدت على أملاك الغير؟

لا ... مع العلم أن هناك من يسمون بأبناء العائلات ممن أكلوا حق صاحب البيت أو الشقة بالبيت لساكنه
وغيرهم إتفق مع صاحب البيت على أن يحافظ له عليه حتى يجد حلاً… و هناك من رد المفتاح لصاحبه خوفا من الله ...

السؤال هنا ... بما مرت به ليبيا في تلك السنوات منذ أول سبتمبر 

هل إستطاع معمر أن يربي أو يؤثر في الناس ويزرع فيها الشر والحقد وعدم الممانعة بأكل الحرام لمجرد وجود مبرر؟ أم أنهم هم كان فيهم خلل من الأساس "الا من رحم الله " وما حدث إلا كالفيروس حينما يجد بيئة تناسبه؟

رغم أن المقولة وإن كانت تحركت من الدولة ودعمتها الدولة و أيدتها و سكتت عن ما أنتجته من ظلم … إلا أنها لم تكن إجبارية ولم تكن غصبا أن تأخذ أنت يا من تسكن بالإيجار البيت من صاحبه ... بل كان الأمر إختياريا ، لنقل لتسعة و تسعين بالمائة من الناس و نضع الواحد في المائة في خانة الاضطرار و الاجبار … "و تلك مبالغة لانه لا شيء يضطرك لهكذا أفعال الا أن تريدها انت و توافق هواك"

فما الذي إستطاع “لحّق” معمر أن يعلمه للشعب الليبي ويزرعه فيه لكي ينتج عنه هذا العمل القبيح ؟ "لا وصف يمكن ان يعطي هذا العمل حقه في القبح"

السنة التي تلتها كان الزحف على المصانع و الشركات التي بناها أصحابها بجهدهم … و إن كان هناك من كان قد إقترض من البنوك ليبني و يشيد حينما كانت الدولة تدعم بقوة إنشاء المشاريع و المصانع و تشجع على الإستثمار و شركات كثيرة للمقاولات انشأها اصحابها بأموال القروض أو باموالهم الخاصة والقروض  … 

فهل إستطاع معمر في سنوات قصيرة أن يؤثر في الشعب لكي يتحول الى حرايمي او يأكل المال الحرام؟ 

بعقلك فكر ... إن كنت ستقول أنه إستطاع … سأقر لك بأنه ساحر عظيم … و أن له تأثير لم يكن لأحد من قبله … 

مع أنك مقتنع أنه لن يستطيع فعل ذلك وإنما … كانت هناك قاعدة إستجابت لهذا الأمر و جعلت منه أمراً واقعاً … وبذلك استشرت هذه النفس و حق ما حق على الشعب أكمل … أنه لم يكن هناك إجتماع من الجميع لوقف هذا التيار بل كان هناك خوف و فرقة و هناك من إستفاد منه … و تمنى إستمراره … و أغنياء الحرب شهود على ذلك … 

أذكر حادثة عايشتها بنفسي … و هي أن صديقاَ لأحدهم كان قد تزوج و يبحث عن مكان يسكنه … فساعده هذا الأحدهم بأن توسط له عند أخيه المسافر خارج البلد بأن يبقى في شقته حتى يجد مكانا يسكنه او يبني لنفسه بيتا … فبقي فيه سبع سنوات … و بعد السبع سنوات … باع الشقة و اشترى شقة أخرى … دون علم أصحابها … ( لا حاجة لذكر تفاصيل كثيرة ولكن هذه هي الخلاصة ) 

النتيجة التي رأيتها بنفسي أن حياة هذا الرجل مزرية بائسة جدا … و هوفي فقر دائم سبحان الله … ولا يملك حتى من الرجولة ظلها …  فماذا لو كبرنا المعيار و طبقناه على شعب كامل " الا من رحم الله "


 من يتحجج بأن الأربعين عاماً الماضية كانت بسبب أفعال رجل واحد فهو واهم … نعم ساهم مساهمة واضحة ولكن المساهمة الحقيقية هي من الأنفس المريضة التي تعيش على نفس الأرض و تتزاوج و تتكاثر و تتواصل مع الجميع … قبل حتى أن يؤتي الله الملك لهذا الرجل ... والمساهمة الاخرى من سكوت الخيرين على ما كانوا يرونه من افعال خاطئية ...


أصدقاء كثر كنت اخبرهم بهذا منذ سنوات و قبل أن يأمر الله بنزع ملك معمر بسنوات … ولكن الجميع كان يجمع أن معمر و معمر وحده هو المشكلة ولا مشكلة لنا سواه … و أنا متأكد اليوم ان كثيرين فهموا المعنى من ان المشكلة ليست في معمر وحده انما في قومه … و كما دائما الاستدلال بكلام الله يريح القلب … فانني كنت استدل بقوله تعالى : (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ))

فمن هم الفاسقين الذين إستطاع فرعون أن يستخفهم؟ 


أفهم جيدا أن بيننا اليوم الكثير من هو مقتنع بهذا الأمر لماذا؟
لأنه رأها بأم عينه ... لإن هناك أفعال و أعمال لا أخلاقية كثيرة ... سواء لمن يلبسون ربطات العنق و يجلسون على كراسي الجلد المدفوعة بالمال العام ... أو بمن يهمه من حياته ما يشعل به سيجارته و المكان الذي يستلقي فيه يداعب حاجبيه و يستمع للشعر و هو على اتم الاستعداد لإطلاق الرصاص في كل فزعة ... 

ولأننا لم نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر ... ولم نحاول جهدنا للفهم و استبدلنا ذلك باطلاق العنان للإستهزاء و الإنقاص من الآخر و التحطيم الذاتي ... فإننا سنستمر في الإنحدارات الإخلاقية حتى يعم الأمر الجميع ... فمن لم يكتوي بالنار أصابه شررها ...


أطلت ومازال في الخاطر ما يقال ... ولكن ... كفاية ... لعل الفكرة تقف هنا لتصل الى حيث يجب ان تصل ... و نأخذ بايدي بعضنا البعض لكف الاذى بداية من الالفاظ الى الاعمال الى الدعم و التصفيق لقتل بعضنا بعضا ... 

هات يدك ... لنتوقف عن أن نكون من اولائك القوم الفاسقين ... و نجعل المصلحة المشتركة فوق كل مصلحة خاصة ... و تأكد بالله عليك إقتنع و انقلها لغيرك و للاجيال من بعدك ...

أن المصلحة الخاصة لن تتحقق لامد بعيد ما لم تأتي عن طريق المصلحة العامة ... 

شكراً...